تشعبات الحرب في غزة تهدد صفقة التبادل التي تعمل عليها قطر
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
ليس من السهل التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في قطاع غزة، أو تنسيق عملية تبادل للأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، فالحرب طالت كثيرا، و الخسائر كارثية على الجانب الفلسطيني، و مؤثرة على الجانب الإسرائيلي، كما اتساع الحرب جزئيا إلى أكثر من ساحة جعل وقفها أمرا يتطلب الكثير من الجهود الدبلوماسية و التنازلات.
وفي ظل الحديث عن اقتراب صفقة تبادل للأسرى ترعاها قطر بالتشاور مع الولايات المتحدة ومصر، أعلنت حركة (حماس) في بيان، إنها والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصران على أن إسرائيل لا بد أن توقف هجومها على غزة وتسحب قواتها من القطاع، قبل إبرام أي اتفاق لتبادل الرهائن والسجناء.
وهذا الموقف يبدو متشددا بالنسبة لإسرائيل، التي تريد إرضاء الداخل الإسرائيلي عبر تحرير مزيد من الأسرى، لكنها تريد مواصلة الحرب وتخطط للبقاء في غزة طويلا، بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
من جهته قال البيت الأبيض الأمريكي إن المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق جديد مع حركة (حماس) بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة “بناءة ولكن لا يزال يوجد الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في حديث للصحفيين إلى إن واشنطن تسعى إلى التوصل لهدنة إنسانية بمدة كافية تسمح بالإفراج عن عدد كبير من المحتجزين.
لكن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، كان متخوفا من تقويض “رد واشنطن على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن” للتقدم المحرز في محادثات جرت مطلع الأسبوع بشأن اتفاق جديد بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الأسرى.
وقال رئيس الوزراء القطري “أتمنى ألّا يؤدي شيء إلى تعطيل الجهود التي نبذلها أو إفساد العملية”، وذلك أمام جمهور مؤسسة بحوث بواشنطن عند سؤاله عما إذا كان الرد الأمريكي على هجوم مسلحين مدعومين من إيران بطائرة مسيرة قد يعرقل إبرام اتفاق جديد.
واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مع الشيخ محمد وأيضا مع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ومدير جهاز المخابرات المصري يوم الأحد في محادثات وصفتها إسرائيل وقطر والولايات المتحدة بأنها بناءة، على الرغم من استمرار وجود فجوات ضخمة.
ويريد الرئيس الأمريكي جو بايدن الإفراج عن ما يزيد على 100 من الأسرى ن المحتجزين منذ شن حماس عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إن محادثات باريس تبعث الأمل في استئناف عملية التفاوض التي توسطت فيها قطر والتي انهارت بعد اتفاق أول في نوفمبر شهد إطلاق حماس سراح نحو 100 رهينة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن إطار اتفاق ثان محتمل صيغ في باريس “قوي ومقنع… يوفر الأمل في إمكان العودة إلى هذه العملية” مضيفا “سيتعين على حماس أن تتخذ قراراتها بنفسها”.
تصاعد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط منذ بدء إسرائيل هجومها الجوي والبري، إذ تشن جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثي) هجمات على أهداف أمريكية وأهداف أخرى في البحر الأحمر، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أنتوني بلينكن إسرائيل الحوثي الولايات المتحدة جو بايدن حماس قطر
إقرأ أيضاً:
أهالي أسرى إسرائيليين ينظمون وقفة على حدود غزة.. طالبوا بصفقة شاملة
نظّمت عائلات عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الأحد، وقفة احتجاجية عند السياج الحدودي مع القطاع قرب مستوطنة "نير عوز"، حيث رفعوا صور أبنائهم وطالبوا بإطلاق سراحهم، عبر وقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وتضمنت الوقفة رفع صور الأسرى وتوجيه رسائل مباشرة إلى الجهات الرسمية الإسرائيلية بما في ذلك حكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب انتقادات لقيادة الحكومة، خاصة في ما يتعلق بإقالة رئيس الشاباك، رونين بار، والتعامل مع ملف التفاوض.
وفي ذات السياق حث منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو على التوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين من غزة حتى وإن كان ذلك يعني إنهاء الحرب.
وقال المنتدى في بيان: "ليس لدى نتنياهو خطة. الليلة، سمعنا حديثا لا نهاية له عن ما لا يجب فعله. نود أن نسمع من رئيس وزرائنا ما الذي يجب أن يُفعل".
وأضاف: "هناك حل واحد واضح، قابل للتحقيق، وهو مطالَب بتحقيقه الآن: التوصل إلى صفقة تعيد الجميع إلى الوطن - حتى وإن كان ذلك يعني وقف القتال".
وكان نتنياهو هدد، في كلمة مسجلة السبت، بزيادة الضغط والعدوان على غزة، تحت ذريعة القضاء على حركة حماس، وتحقيق "النصر".
وقال نتنياهو إن الحرب على غزة لن تنتهي قبل القضاء على حركة حماس، مؤكدا أنه "أوعز للجيش بزيادة الهجمات والضغط على حماس، وقال: "نحن في حرب الانبعاث الدائرة في سبع جبهات، ولهذه الحرب هنالك أثمان باهظة جدا، ولا مبرر أمامنا إلا مواصلة القتال على وجودنا حتى النصر".
وخلال الوقفة على حدود غزة ألقى آباء وأمهات وأزواج أسرى إسرائيليين كلمات أمام الحاضرين، مطالبين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات فورية للتوصل إلى صفقة شاملة. وقالت إحدى المشاركات: "جئنا إلى النقطة التي خُطف منها أبناؤنا، لنطالب بإعادتهم إلى منازلهم"، بحسب موقع "عرب48".
ووجّه عدد من المتحدثين انتقادات لنتنياهو، متهمين إياه بـ"إطالة أمد الحرب على حساب الأسرى وعائلاتهم"، ومطالبين باستقالته. وشدد المشاركون أن "الاستمرار في التصعيد العسكري يهدد حياة الأسرى ويؤخر فرص الإفراج عنهم".
وأكدت عائلات الأسرى أن التحرك سيستمر خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع تعثّر المفاوضات وتصاعد الضغوط الشعبية، للمطالبة بإبرام اتفاق شامل يعيد جميع المحتجزين، حتى لو كان ذلك مقابل إنهاء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع.