وقع مجموعة من المثقفين والمفكرين إعلانا عالميا حول جرائم إسرائيل في غزة ضد مليونين من المواطنين الفلسطينيين هذا نصه:

نواكب، بأسى وغضب، فظائع رهيبة تستهدف أكثر من مليوني إنسان من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء. إن هذا يمثل تحدياً أخلاقياً للعالم أجمع يستدعي يقظة إنسانية عاجلة ومراجعة مبدئية صارمة.

نرفض غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية الجارية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي تتخذ طابع الإبادة والتطهير العرقي، ونستنكر بأقصى العبارات ما يحظى به ذلك من دعم عسكري وسياسي ودعائي متواصل من جانب قوى دولية .
کشفت هذه التطورات أن عالمنا يعاني اختلالات جسيمة، وأزمة أخلاقية متفاقمة ومعضلة قيمية مستعصية، وممارسات دعائية مضللة.

. نحذر من العواقب التي يجرها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على السلم العالمي ومصالح الشعوب.

. إن دعم الاحتلال العسكري وسياسات القهر والاضطهاد وحملات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب بسرديات تتذرع بالأخلاق والمبادئ والإنسانية؛ هو تغليف مضلل يتخذ من الشعار الأخلاقي والمبدئي والإنساني أداة قتل وقهر واضطهاد.

ليس مقبولاً استدعاء القيم والمبادئ والمواثيق أو تعطيلها بصفة انتقائية سافرة حسب أولويات السياسة واتجاهات المصالح. إن تناقض مواقف القوى الدولية حسب مصالحها واستقطاباتها ينزع المصداقية عن مواقفها عموماً.
العدوان الرهيب الجاري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوباً وجماهير حول العالم ما تبقى لديها من ثقة بأخلاقيات النظام الدولي، وبعمل العدالة الجنائية الدولية، وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع.

من بواعث الفزع أن تحتفي منصات دولية وسياسية وإعلامية بخطابات مكرسة لتبرير العدوان وتمجيد مقترفه ولوم ضحاياه وتحميلهم المسؤولية عن مصيرهم المرعب قتلا وسحقاً وتعطيشاً وتجويعاً وتشريداً.
ما يجري في فلسطين يعيد إلى الأذهان فصولاً مرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري. إن هذا يؤكد أهمية فتح ملفات الاستعمار ومحاكمته أخلاقياً ومبدئياً واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل.

. نستهجن وضع بعض البشر فوق بعض في المرتبة والحقوق والاهتمام، وننبذ المساس بكرامة أي من الشعوب والجماعات البشرية بصفة صريحة أو إيحائية.

. إن الفظائع الجارية في غزة مثال معبر عن عالم يعاني من اختلالات جسيمة على حساب جنوب الكوكب وشعوبه ومجتمعاته، وهذا يتطلب نهجاً تصحيحياً عاجلاً

بلا هوادة. . نحذر من نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيم والمبادئ وتشغيلها انتقائياً حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيز والغطرسة والتجاهل والتبرير.

. إن عالماً يقرر تشغيل قيمه ومبادئه ومواثيقه بصفة انتقائية، ولا تتكافأ فيه أرواح البشر أو تتساوى فيه حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم ؛ هو عالم جائر يزرع صفوف أجيال تلحظ الفجوة بين شعارات نبيلة وممارسات مروعة.

إن الرضوخ لخطابات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي سمعت من منصات دولية وثقافية وإعلامية يمثل تهديداً للإنسانية جمعاء وليس للشعب الفلسطيني وحده.

نحذر من إسباغ أوصاف “الحضارة” و”التحضر” و”الإنسانية” و”الخير” و”النور” على سياسات الإبادة وجرائم الحرب، ومن تبرير الفظائع عبر نزع الإنسانية عن الشعوب المضطهدة وتسميم أجواء التعايش الإنساني والتفاعل الثقافي في عالم متنوع. . يفتقد عالمنا سلطة مساءلة أخلاقية تقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع وسياسات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاضطهاد.

صار ملحاً خوض نقاش فلسفي وفكري وثقافي عالمي للتحقق من مدى جاهزية عالمنا المبدئية والأخلاقية للامتثال للمواثيق الإنسانية والدولية والتصدي الحملات الإبادة والتطهير العرقي وسلب حقوق الشعوب وحرياتها.

على رواد الفلسفة والفكر والثقافة والأدب والفن وقادة المجتمعات الدينية والمدنية النهوض بدورهم المبدئي والأخلاقي في إنصاف الحقوق والعدالة والحرية وكرامة الإنسان في فلسطين وفي كل مكان، وفي التصدي للظلم والقهر والاضطهاد والإبادة والتطهير العرقي والسياسات العنصرية.

يتعين إعلاء صوت الضمير الإنساني بشجاعة وقبل فوات الأوان، فالجرائم ضد الإنسانية انتهاك للبشرية جمعاء وليس فقط لضحاياها المباشرين الذين تسلب حقوقهم في الحياة والأمان والحرية والكرامة في فلسطين.

إن عالماً يحدد موقفه من الفظائع والانتهاكات طبقاً لهوية الجاني وهوية الضحية؛ هو عالم لا أمان فيه ولا حقوق ولا عدالة، ولن تتوزع دوله وجيوشه عن الفتك ببعض البشر لتمكين بعض السياسات التي تقدم مصالحها على التزاماتها
المعلنة.

كلمات دلالية إعلان عالمي جرائم غزة مثقفون

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إعلان عالمي جرائم غزة مثقفون الإبادة والتطهیر العرقی وجرائم الحرب

إقرأ أيضاً:

حماس تُدين جريمة الإبادة الإعلامية بعد استشهاد صحفيين في خيمة

أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين في خيمتهم قرب مستشفى ناصر في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار حرقًا، وإصابة تسعة صحفيين آخرين، بعضهم بجروح خطيرة.

وفي تصريح صحفي صدر عن الحركة اليوم الإثنين، أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، وصفت حماس الهجوم بأنه "جريمة نكراء" وجزء من سلسلة "الانتهاكات الفاضحة لقوانين وأعراف الحرب الدولية"، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال "أعدم" ما لا يقل عن 210 صحفيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب، ضمن سياسة واضحة لطمس الحقيقة ومنع نقل جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقالت الحركة إن هذه الجرائم تأتي "في ظل صمت دولي غير مسبوق في التاريخ الحديث"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم ضد ما وصفته بـ"حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو".

كما طالبت حماس الصحفيين حول العالم، والمؤسسات الإعلامية الدولية، بالتحرك لفضح هذه الجرائم والتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين "يدفعون أرواحهم ثمنًا لكشف الحقيقة في وجه آلة القتل الإسرائيلية".

واستشهد الصحفي الفلسطيني حلمي الفقعاوي وأصيب 10 أشخاص بينهم 9 صحفيين جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية خيمة للصحفيين بجوار مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى اشتعال النيران في الخيمة، وإصابة عدد من الأشخاص بسبب الحريق، وجرى نقل المصابين إلى مستشفى ناصر.




تصاعد استهداف الصحفيين

منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يتعرّض الصحفيون الفلسطينيون لانتهاكات ممنهجة، شملت القتل، الاستهداف المباشر، تدمير المقار الصحفية، وقطع وسائل الاتصال. وتشير منظمات دولية إلى أنّ الحرب الحالية تشهد واحدًا من أعلى معدلات استهداف الصحفيين في النزاعات الحديثة.

وفي 1 أبريل/نيسان الجاري أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 209 منذ بدء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن الاستهداف المتعمد للصحفيين يُعد جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، فيما يستمر الاحتلال في تجاهل الدعوات الدولية لضمان حماية العاملين في الحقل الإعلامي والإنساني.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • حماس تُدين جريمة الإبادة الإعلامية بعد استشهاد صحفيين في خيمة
  • إضراب عالمي تنديداً بحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • منظمة انتصاف تدين استمرار الجرائم الأمريكية بحق الشعب اليمني
  • النائبة أمل سلامة تستنكر الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني
  • برلمانية تستنكر الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني
  • حرائر جحانة ينددن باستمرار الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • الحملة العالمية لوقف الإبادة” تدعو لإضراب عالمي الإثنين المقبل نصرة لغزة
  • حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة
  • وقفات حاشدة في أمانة العاصمة تنديداً باستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني
  • الاحتلال الصهيوني.. إرهاب دولة برعاية الغرب ووصمة عار في جبين الإنسانية