ما أبهى أن يتيقن المرء أنه جزء لا يتجزأ من هذه الحياة،
وأنه على الرغم من كونه تفصيلا مكملا لا غنى عنه لإتمام سحر لوحتها، وروعة تفاصيلها، وفتنة منمنماتها، إلا أن لكلٍ منا فرادته التي لن تتكرر ! فلحياة كلٍ منا عزفها الذي لا يشبه أي عزف، وكل تفاصيلنا البسيطة هي نوتة من نوتات معزوفة الحياة الكبرى ! ومن الحكمة والجمال وتمام الأنس والمسرّة أن نعتني بذاك الفن حتى لا يندثر، أو يتغشّى بأشباه الموجود فلا يعود لكل منا فرادته، ولا يغدو اللحن إلا ممجوجاً مكرراً !
ويُحال المرء أن يصبح إمعّة لا لون له ولا نكهة، قد تماثل مع الآخرين إلى الدرجة التي توّقف فيها إدراكه عن نفسه، وإعمال عقله فيما يريد ويحب، لا يرى إلا ما يراه الآخرون، فهو على آثارهم من المهتدين! مجرّد إدراكنا لذلك التمايز الحقيقي بيننا وبين الجموع، يُنبهنا إلى أن كل التفاصيل هي (فن) خاص بنا .
وحتى الأسلوب الذي نتصل به بالله و بأرواحنا ونتفاعل بها مع الموجودات حولنا .. ما يثير انتباهنا، وما يعزفنا عنه، ما يُبهج أرواحنا ونتصل معه بكُليتنا، وما يُنفرنا و ننقطع عنه.
ذائقتنا في كل فكرةٍ وشعورٍ ومسلك، وتفاعلنا الخاص مع كل الموجودات الذي يحمل هويّتنا المتفردة! كل ذلك فن باهر .. بصمة فنية لا تتكرر .. فن الروح والجسد والشعور والفكر .. تخلق لك سيمفونية حيّة في ذاتها، ونوتة متفرّدة في معزوفة الحياة ككل !
لحظة إدراك:
حق الاختيار والذي هو مدار التكليف لا يتحقق إلا إن أجدنا ممارسته مع أنفسنا أولاً، وأدركنا ما يُناسبنا ويليق بأخلاطنا الجسدية والروحية، و تركيبتنا العقلية والنفسية، وامتلكنا الشجاعة لعزف لحننا الخاص، و صدحنا بنوتتنا المُبهجة، والتي ليست بالضرورة أن تكون لحناً شاذاً، بل نغم شجي يُطرب، يمتلك من الأصالة والفرادة ما يمكنّه من الاندماج مع بقية الألحان دون تماهٍ أو انصهار يشوّه عذوبته.
خولة البوعينين – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المغرب: شاب يسقط خلال مباراة رمضانية ويُفارق الحياة
شهدت مدينة طنجة المغربية حادثاً مأساوياً، حيث توفي شاب يبلغ من العمر 17 سنة، إثر أزمة قلبية مفاجئة خلال مباراة لكرة القدم، نُظمت ضمن الدورة الرمضانية بملعب مدرسة.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد سقط الشاب اليافع مغشياً عليه وسط ملعب مدرسة الخوارزمي الثانوية، مما أثار حالة من الذعر بين زملائه الذين حاولوا إسعافه قبل نقله على وجه السرعة إلى المستشفى.
ورغم التدخل العاجل لمحاولة إنعاشه، لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى، وأكدت التقارير أن الأزمة القلبية كانت حادة، ولم تمنح الفريق الطبي فرصة لإنقاذه.
على إثر الواقعة، انتقلت السلطات الأمنية وعناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
كما تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى وفاة الشاب، وسط تساؤلات حول مدى جاهزية الملاعب المدرسية لمثل هذه البطولات، وأهمية إجراء فحوصات طبية مسبقة للمشاركين.