موقع النيلين:
2025-02-01@01:10:25 GMT

اعزف سمفونيتك!

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT


ما أبهى أن يتيقن المرء أنه جزء لا يتجزأ من هذه الحياة،

وأنه على الرغم من كونه تفصيلا مكملا لا غنى عنه لإتمام سحر لوحتها، وروعة تفاصيلها، وفتنة منمنماتها، إلا أن لكلٍ منا فرادته التي لن تتكرر ! فلحياة كلٍ منا عزفها الذي لا يشبه أي عزف، وكل تفاصيلنا البسيطة هي نوتة من نوتات معزوفة الحياة الكبرى ! ومن الحكمة والجمال وتمام الأنس والمسرّة أن نعتني بذاك الفن حتى لا يندثر، أو يتغشّى بأشباه الموجود فلا يعود لكل منا فرادته، ولا يغدو اللحن إلا ممجوجاً مكرراً !

ويُحال المرء أن يصبح إمعّة لا لون له ولا نكهة، قد تماثل مع الآخرين إلى الدرجة التي توّقف فيها إدراكه عن نفسه، وإعمال عقله فيما يريد ويحب، لا يرى إلا ما يراه الآخرون، فهو على آثارهم من المهتدين! مجرّد إدراكنا لذلك التمايز الحقيقي بيننا وبين الجموع، يُنبهنا إلى أن كل التفاصيل هي (فن) خاص بنا .

. فطريقة مشيتنا فن، وانتقائنا للكلمات فن، و تلوّن نبرة أصواتنا ولغة جسدنا فن، واختياراتنا في ملبسنا ومأكلنا، بل ومشاعرنا وطريقة إحساسنا وشعورنا، ماذا يثير شعورنا؟ وإلى أي مدىً، كيف نحب وماذا نحب، وكيف نبغض ومن نبغض، ماذا نفضل ؟ وإلى أي حدّ .. بل المسالك التي نفكر بها ونحلل بها الأمور، بماذا نقتنع وكيف ؟ وماذا يليق بنا من الأفكار والمعتقدات، وما يمثلنا من الأقوال والأفعال !

وحتى الأسلوب الذي نتصل به بالله و بأرواحنا ونتفاعل بها مع الموجودات حولنا .. ما يثير انتباهنا، وما يعزفنا عنه، ما يُبهج أرواحنا ونتصل معه بكُليتنا، وما يُنفرنا و ننقطع عنه.

ذائقتنا في كل فكرةٍ وشعورٍ ومسلك، وتفاعلنا الخاص مع كل الموجودات الذي يحمل هويّتنا المتفردة! كل ذلك فن باهر .. بصمة فنية لا تتكرر .. فن الروح والجسد والشعور والفكر .. تخلق لك سيمفونية حيّة في ذاتها، ونوتة متفرّدة في معزوفة الحياة ككل !

لحظة إدراك:

حق الاختيار والذي هو مدار التكليف لا يتحقق إلا إن أجدنا ممارسته مع أنفسنا أولاً، وأدركنا ما يُناسبنا ويليق بأخلاطنا الجسدية والروحية، و تركيبتنا العقلية والنفسية، وامتلكنا الشجاعة لعزف لحننا الخاص، و صدحنا بنوتتنا المُبهجة، والتي ليست بالضرورة أن تكون لحناً شاذاً، بل نغم شجي يُطرب، يمتلك من الأصالة والفرادة ما يمكنّه من الاندماج مع بقية الألحان دون تماهٍ أو انصهار يشوّه عذوبته.

خولة البوعينين – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هذه هويّة الشخص الذي عُثِرَ على جثته يوم أمس داخل مجرى نهر أبو علي

بعد العثور على جثة متحللة يوم أمس داخل مجرى نهر أبو علي في طرابلس، علم "لبنان 24" أنّ الجثة تعود للشاب السوريّ فراس محمد عماد علوش، من مواليد عام 1982.
وكان علوش مفقودًا لنحو 20 يوماً، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.     وبحسب المعلومات، تمّ تسليم الجثة إلى ذوي علوش.          

مقالات مشابهة

  • ممثلة سورية حامل بين الحياة والموت
  • هذه هويّة الشخص الذي عُثِرَ على جثته يوم أمس داخل مجرى نهر أبو علي
  • الفلسطينيون العائدون لمشروع بيت لاهيا يفتقرون لأدنى مقومات الحياة
  • مش غالي.. سعر فستان نجوى كرم الفضي يثير الجدل
  • مرصد: أكثر من 20 مادة خطيرة تستخدم في الحياة اليومية بالعراق
  • الثلوج تحاصر السكان وتجمد إيقاع الحياة بإملشيل
  • العراق في خطر.. هل تجاوز سرّ الحياة الخطوط الحمراء؟
  • مقترح لمجلس البصرة يثير استياء الأهالي ورئيسه يرد: الاقتراح مشروع
  • الرئيس السيسي: مصر حذرت منذ بداية الأزمة من محاولة جعل الحياة مستحيلة في غزة
  • نجم جزائري يثير الجدل للأنتقال لفرنسا