في ذكرى اغتيال «زعيم البسطاء».. مواقف لا تنسى للزعيم غاندي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
رغم نشأته في عائلة ثرية، إلا أنه كرس حياته لخدمة الفقراء والمستضعفين من بني شعبه بمواقف خلدته في كتب التاريخ تحت اسم «المهاتما» التي تعني الروح العظيمة، إنه موهانداس كرمشاند غاندي، الزعيم الهندي الذي ناضل بوصفه ناشطا سياسيا، من أجل تحرير بلاده من الاحتلال البريطاني، مدافعا عن حقوق الفقراء الذين تعرضوا للظلم والتهميش داخل مجتمعهم.
مواقف كثيرة للزعيم الهندي، جعلته محفورا ليس فقط في ذاكرة الهند وإنما جعلته زعيما يحتذى به وسط شعوب العالم، إذ اتبع غاندي نهج الاحتجاجات السلمية لمواجهة العنف، متبعا فلسفة تقوم مبادئها على البساطة واحترام الآخر والتعايش السلمي القائم على المساواة، وخلال مسيرته السياسية نجح في التعبير عن صوت الأقليات من خلال سفره إلى جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، إذ شغلته قضية التمييز العنصري الذي يعاني منه ذوو البشرة السوداء في تلك البلاد.
غاندي وسياسة المقاطعةحينما اشتد تضييق سلطات الاحتلال البريطاني على حركات المقاومة التي تزعمها غاندي، دعا الأخير إلى مقاطعة المنتجات والسلع البريطانية، مشجعا كل منزل بالهند لامتلاك عجلة غزل خاصة به يستطيع من خلالها صناعة ملابسه بعيدا عن القماش المصنوع في بريطانيا، إذ كان يعتقد أن الحل الوحيد للهند كي تنال استقلالها هو الاعتماد على الإنتاج مقابل الاستهلاك، الأمر الذي يضمن للأيدي العاملة فرص عمل تنهض بهم.
لم يكتف غاندي عند هذا الحد بل ناشد الموظفين في الخدمات المدنية إلى التوقف عن العمل لدى البريطانيين، وكذلك التلاميذ الذين يدرسون في المدارس الأجنبية بالانقطاع عنها.
غاندي وقضية الفقراءنال غاندي احترام المجتمع الهندي، من خلال دعمه للفقراء والصلاة من أجلهم، ومن بين مواقفه الإنسانية، أنه فقد «فردة» من نعاله وهو يهرول ليلحق بقطار متحرك، فما كان منه حين صعد إلا أن رمى «الفردة» الأخرى التي استقرت بقدمه، وحين سئل عن السبب قال إنه يتمنى حصول شخص محتاج على حذائه كامل فيستفيد به.
وحين فرضت بريطانيا هيمنتها على الملح، فحرّمت على الهنود جمعه وإنتاجه وبيعه، مما يضر بالكثير من المواطنين البسطاء، تحرك غاندي عام 1930 ضد الهيمنة البريطانية من خلال مسيرة الملح الشهيرة التي امتدت حتى شواطئ بحر العرب، وجمع المشاركون الملح متحدين احتكار سلطات الاحتلال البريطانية للسلعة ذات القيمة الاقتصادية العالية.
غاندي والسجنتعرض غاندي للسجن أكثر من مرة بسجون الاحتلال البريطاني، إلا أن ذلك لم يمنعه من الدفاع عن طبقة «الداليت» التي تعني المنبوذين، وهم الفقراء من الشعب الهندي الذين تعرضوا للاستبداد والعمل بلا مقابل لدى البريطانيين، حتى خرج غاندي إلى العالم خلال الحرب العالمية الثانية مدشناً حملته «اتركوا الهند» في خطاب غير مباشر للأمم المتقدمة كي تساعد بلاده في نيل الاستقلال.
اغتيال غانديتحققت أهداف غاندي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبالفعل حصل على استقلال بلاده في عام 1947، لكن انقسام البلاد إلى دولتين: الهند وباكستان، بدد آماله في تعايش المجتمعات الهندوسية والمسلمة مع بعضها في ولاية واحدة، وكان موقف غاندي واضحاً بميله إلى حماية المسلمين الذين اختاروا البقاء في الهند عن الهجرة إلى باكستان، وهو ما أثار حنق شاب هندوسي متعصب قرر أن يطلق النار عليه في يوم الثلاثين من يناير عام 1948، لتنتهي بذلك قصة كفاح زعيم هندي اعتبره العالم رمزا من رموز السلام والنضال الشعبي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المهاتما غاندي غاندي من خلال
إقرأ أيضاً:
أيقونة مصرية في تاريخ النضال الوطني..ذكرى ميلاد مصطفى كامل
اليوم، تحتفل مصر بذكرى ميلاد مصطفى كامل، الزعيم الوطني الذي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الوطن. مصطفى كامل كان واحداً من أبرز القادة الذين ناضلوا ضد الاحتلال البريطاني، حيث أصبح رمزاً للكفاح الوطني والتمسك بالهوية المصرية.
وفي هذا اليوم، نتوقف لاستعراض ما يحتويه متحف مصطفى كامل من مقتنيات تاريخية تروي قصة كفاحه وإرثه النضالي.
متحف مصطفى كامل معلم ثقافي يعكس تاريخ النضالمتحف مصطفى كامل هو أحد المكونات الهامة لخريطة المتاحف القومية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية في مصر. تم افتتاح المتحف رسميًا في أبريل 1956، وكان وزير الإرشاد القومي آنذاك عبد القادر حاتم هو من قام بافتتاحه.
يُعد المتحف من أبرز المعالم الثقافية التي تحتفل بتاريخ مصطفى كامل وحياته النضالية ضد الاحتلال البريطاني، ويعد واحداً من الأماكن التي توثق تاريخ مصر الحديث.
تصميم المتحفيقع متحف مصطفى كامل في ميدان صلاح الدين بحي القلعة، وهو مبنى رائع التصميم تم تشييده على الطراز الإسلامي، مما يضيف إلى جمالية المكان ويمتزج مع روح التاريخ العريق للمنطقة. يشمل المتحف قاعتين رئيسيتين تعرضان مجموعة من المقتنيات الشخصية التي تخص الزعيم مصطفى كامل، بالإضافة إلى مجموعة من التحف والوثائق التي تكشف عن مراحل هامة في حياته.
ذاكرة الزعيم ومواقفه التاريخيةيتضمن المتحف العديد من المتعلقات الشخصية التي تكشف جوانب مختلفة من حياة مصطفى كامل. من بين المقتنيات المعروضة:
الكتب والخطابات بخط يده: التي تعكس أفكار الزعيم ورسائله في النضال ضد الاحتلال.صور أصدقائه وأقاربه: التي تبرز شبكة علاقاته الشخصية والتاريخية.المتعلقات الشخصية: مثل الملابس وأدوات الطعام وحجرة مكتبه، والتي تمنح الزائر لمحة عن الحياة اليومية للزعيم.لوحات زيتية: تصور حادثة دنشواي الشهيرة، التي كانت من أبرز أحداث التاريخ المصري في مواجهة الاحتلال.تطورات وتحديثات المتحفبدأ متحف مصطفى كامل في الأصل كضريح يضم رفات الزعيم مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم تم توسيع دائرة التكريم ليشمل نقل رفات المفكرين والمناضلين الوطنيين مثل عبد الرحمن الرافعى وفتحى رضوان، وذلك في خطوة تكريمية لشخصيات ناضلت من أجل مصر.
في 8 فبراير 2001، تم إعادة افتتاح المتحف بعد أعمال ترميم وتطوير شاملة، وتم تجديده مرة أخرى في 5 أبريل 2016. شملت أعمال التطوير تحديث المبنى من الداخل والخارج، وكذلك تحسين الحديقة المحيطة به. كما تم تحديث سيناريو العرض المتحفي، حيث تم إضافة مجموعة من الوثائق والصور الفوتوغرافية النادرة التي توثق لحظات تاريخية مهمة في حياة مصطفى كامل ورفاقه.