رغم نشأته في عائلة ثرية، إلا أنه كرس حياته لخدمة الفقراء والمستضعفين من بني شعبه بمواقف خلدته في كتب التاريخ تحت اسم «المهاتما» التي تعني الروح العظيمة، إنه موهانداس كرمشاند غاندي، الزعيم الهندي الذي ناضل بوصفه ناشطا سياسيا، من أجل تحرير بلاده من الاحتلال البريطاني، مدافعا عن حقوق الفقراء الذين تعرضوا للظلم والتهميش داخل مجتمعهم.

مواقف كثيرة للزعيم الهندي، جعلته محفورا ليس فقط في ذاكرة الهند وإنما جعلته زعيما يحتذى به وسط شعوب العالم، إذ اتبع غاندي نهج الاحتجاجات السلمية لمواجهة العنف، متبعا فلسفة تقوم مبادئها على البساطة واحترام الآخر والتعايش السلمي القائم على المساواة، وخلال مسيرته السياسية نجح في التعبير عن صوت الأقليات من خلال سفره إلى جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، إذ شغلته قضية التمييز العنصري الذي يعاني منه ذوو البشرة السوداء في تلك البلاد.

غاندي وسياسة المقاطعة

حينما اشتد تضييق سلطات الاحتلال البريطاني على حركات المقاومة التي تزعمها غاندي، دعا الأخير إلى مقاطعة المنتجات والسلع البريطانية، مشجعا كل منزل بالهند لامتلاك عجلة غزل خاصة به يستطيع من خلالها صناعة ملابسه بعيدا عن القماش المصنوع في بريطانيا، إذ كان يعتقد أن الحل الوحيد للهند كي تنال استقلالها هو الاعتماد على الإنتاج مقابل الاستهلاك، الأمر الذي يضمن للأيدي العاملة فرص عمل تنهض بهم.

لم يكتف غاندي عند هذا الحد بل ناشد الموظفين في الخدمات المدنية إلى التوقف عن العمل لدى البريطانيين، وكذلك التلاميذ الذين يدرسون في المدارس الأجنبية بالانقطاع عنها.

غاندي وقضية الفقراء

نال غاندي احترام المجتمع الهندي، من خلال دعمه للفقراء والصلاة من أجلهم، ومن بين مواقفه الإنسانية، أنه فقد «فردة» من نعاله وهو يهرول ليلحق بقطار متحرك، فما كان منه حين صعد إلا أن رمى «الفردة» الأخرى التي استقرت بقدمه، وحين سئل عن السبب قال إنه يتمنى حصول شخص محتاج على حذائه كامل فيستفيد به.

وحين فرضت بريطانيا هيمنتها على الملح، فحرّمت على الهنود جمعه وإنتاجه وبيعه، مما يضر بالكثير من المواطنين البسطاء، تحرك غاندي عام 1930 ضد الهيمنة البريطانية من خلال مسيرة الملح الشهيرة التي امتدت حتى شواطئ بحر العرب، وجمع المشاركون الملح متحدين احتكار سلطات الاحتلال البريطانية للسلعة ذات القيمة الاقتصادية العالية.

غاندي والسجن

تعرض غاندي للسجن أكثر من مرة بسجون الاحتلال البريطاني، إلا أن ذلك لم يمنعه من الدفاع عن طبقة «الداليت» التي تعني المنبوذين، وهم الفقراء من الشعب الهندي الذين تعرضوا للاستبداد والعمل بلا مقابل لدى البريطانيين، حتى خرج غاندي إلى العالم خلال الحرب العالمية الثانية مدشناً حملته «اتركوا الهند» في خطاب غير مباشر للأمم المتقدمة كي تساعد بلاده في نيل الاستقلال.

اغتيال غاندي

تحققت أهداف غاندي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبالفعل حصل على استقلال بلاده في عام 1947، لكن انقسام البلاد إلى دولتين: الهند وباكستان، بدد آماله في تعايش المجتمعات الهندوسية والمسلمة مع بعضها في ولاية واحدة، وكان موقف غاندي واضحاً بميله إلى حماية المسلمين الذين اختاروا البقاء في الهند عن الهجرة إلى باكستان، وهو ما أثار حنق شاب هندوسي متعصب قرر أن يطلق النار عليه في يوم الثلاثين من يناير عام 1948، لتنتهي بذلك قصة كفاح زعيم هندي اعتبره العالم رمزا من رموز السلام والنضال الشعبي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المهاتما غاندي غاندي من خلال

إقرأ أيضاً:

في ذكرى «معركة البرث».. مصطفى بكري يوجه التحية لأرواح الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن الوطن

أحيا النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، ذكري استشهاد أبطال معركة ألبرث في شمال سيناء، موجهًا التحية لأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم للدفاع عن الوطن ضد قوى الإرهاب الغاشم.

وقال بكري، في تدوينة عبر منصة «إكس»: «في ذكري استشهاد أبطال معركة ألبرث في شمال سيناء، كل التحية لأرواح الأبطال الذين استشهدوا وهم يخوضون معاركم ضد قوى الإرهاب الغاشم، كل التحية لقواتنا المسلحه ولرجال الشرطة البواسل ولأهالي سيناء الأبطال، وللقائد الذي صمم على دحر الإرهاب من سيناء».

وشارك عضو مجلس النواب، فيديو للشهيد البطل أحمد المنسي وسط المعركة، والذي اختتم الفيديو قائلا: « أي حد يعرف يوصل للعمليات، يبلغهم يضربوا مدفعية، إحنا لسة عايشين، ومش هنسيب حد يموت على الأرض، لنجيب حقهم لنموت زيهم».

معركة البرث

الجدير بالذكر أن هجوم البرث أو هجوم رفح 2017 هو هجوم إرهابي وقع في 7 يوليو 2017 وقد نفذته عناصر تابعة لتنظيم داعش على بعض نقاط التمركز العسكري المصري جنوب مدينة رفح، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد 26 فرد من أفراد القوات المسلحة المصرية، وكان من بين القتلى الضابط أحمد منسي، وقد لقى أكثر من 40 فرد من عناصر داعش المهاجمة مصرعهم ودُمرت ستة سيارات تابعة لهم.

وبعد الهجوم، أدان الأزهر، وهي أعلى سلطة إسلامية في مصر، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية الهجوم. كما توالت الإدانات من المملكة العربية السعودية وألمانيا والمملكة المتحدة والإمارات والكويت وتونس وغيرهم.

اقرأ أيضاًمركز شباب الشهيد أحمد منسي بشمال سيناء يصعد لدور الـ 8 من نهائيات دوري مراكز الشباب

مركز شباب الشهيد أحمد منسي يصعد إلى نهائي دوري مراكز الشباب

مركز شباب الشهيد أحمد منسي يصعد إلى نصف نهائي دوري مراكز شباب حياة كريمة بشمال سيناء

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. «بوتين يستقبل مودي».. وواشنطن قلقة!
  • مودي يجري مباحثات مع بوتين
  • الكرملين: محادثات مكثفة بين بوتين ورئيس وزراء الهند في موسكو
  • سياط الفقراء.. إلى أين تمضي الديمقراطية الغربية؟
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يحدد نقطة "ضعف جيش الاحتلال"
  • ذكرى اغتيال غسان كنفاني.. قلم يخلد صاحبه في قلب الذاكرة
  • في ذكرى استشهاد أحمد منسي.. مواقف بطولية في حياة قائد الكتيبة «103»
  • في ذكرى «معركة البرث».. مصطفى بكري يوجه التحية لأرواح الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن الوطن
  • استشهاد ثلاثة أسرى فلسطينيين لحظة الإفراج عنهم جنوب قطاع غزة
  • “أوقات لا تنسى".. محمد حماقي يوجه الشكر لجمهور بورسعيد