"الموسيقى والغناء في مصر القديمة" ندوة بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
نظمت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ٥٥ ندوة بعنوان "الموسيقى والغناء في مصر القديمة"، أدارها الإعلامي حسام الدين حسين، بحضور الدكتور خيرى الملط، أستاذ بكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان ومؤسس المشروع القومي لإحياء الموسيقى المصرية القديمة، بالإضافة إلى ابنته نيفين خيرى الملط، طالبة دكتوراة في جامعة فراي ببرلين.
قال الدكتور خيرى الملط: "إن المشروع القومي لإحياء الموسيقى المصرية خرج إلى النور في عام ٢٠٠٠ بعد ١٢ عامًا من البحث عن الهوية في جنوب مصر في رحلة تكوين هذه الهوية في آفاق مظلمة، ولم يسبقنا في هذا المجال أحد، سواء من علماء المصريات الأجانب أو المصريين."
وأضاف الملط: "تناول المشروع قسمين، الأول أكاديمي يتناول الموسيقى المصرية القديمة علميًا، ويهدف إلى إنشاء أول دبلومة في الموسيقى المصرية القديمة، وقد تم تمويلها من البنك الدولي بمجرد إعلانها وحظيت بالاهتمام من جهات عدة. والجانب الثاني كان ثقافيًا وقد تم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي."
وأوضح الملط أن الدبلومة كانت تشمل فصلين دراسيين، يتناولان موادًا ثقافية تهدف إلى نشر هذه الثقافة وفهم الهوية القومية الثقافية في هذا المجال. وأشار إلى أن هناك أعداءً كثيرين للحضارة المصرية القديمة، بدءًا من ادعائهم بأنهم بناة الأهرامات، وقد نجح المشروع في خروجه إلى النور.
وتطرق "الملط" في حديثه إلى الأنشطة الموسيقية في المجتمع المصري القديم سواء الدينية أو الدنيوية.
وحول الموسيقى والغناء في الحياة الدينية، قال الدكتور خيري الملط إن الكهنة هم الذين يتحملون المسؤولية الكاملة عن الموسيقى، بداية من وضع المناهج والمقررات للطلاب، حيث كانت كل دار عبادة تحتوي على فصول لتعليم الموسيقى، وكان اهتمام الكهنة يتمثل في الحفاظ على خصوصية الموسيقى المصرية وتأثيرها ببعض القوميات التي عاشت في مصر.
وأوضح أن هناك إشارات وتوجيهات خاصة لكل عازف، حيث يتم توجيه جزء منها إلى المسافة بين الكوع والرقبة، وكل شكل للأصابع والأيدي له معنى محدد.
وشدد الملط على أن الموسيقى المصرية تتفوق على موسيقى العالم، موضحًا أن في أوروبا في القرون الأولى حتى السابعة الميلادية كان لديهم فقط آلتين أو ثلاثة آلات، في حين كانت الآلات في مصر في أوج تطورها، سواء من حيث الصنع والمواد وتطوير الآلة لتصل إلى ٢٢ نغمة.
وأضاف: "كانت الفرق الأجنبية والمصرية تشارك في المناسبات والاحتفالات القومية، حيث كانت قبائل آسيوية وأفريقية تشارك في العزف والغناء والرقص. وفي الأعياد والاحتفالات القومية والدينية، يتحرك الأوبريت من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بآلات العود والفرق الراقصة سنوياً في شهر الفيضانات".
وحول مظاهر الغناء في المناسبات الاجتماعية، قدم "الملط" مجموعة من الصور التي تعكس اهتمام المصريين القدماء بالموسيقى في حياتهم الاجتماعية، مثل صورة لزوج نبيل بصحبة زوجته على السرير، حيث كانت تعزف على الهارب، وتحت السرير يوجد الطعام والشراب.
وأشار إلى إيمان القدماء المصريين بدور الموسيقى في تحفيز إدرار اللبن، الذي تم تأكيده الآن من خلال الدراسات، حيث أظهرت أن الموسيقى تعزز إدرار اللبن بنسبة تتراوح بين ١٥ إلى ٢٥٪. وعرض صورة لأم ترضع طفلها ويترافق ذلك مع الغناء والعزف على الهارب. كما استعرض صورًا تظهر دور الموسيقى في مختلف جوانب الحياة، مثل عملية الحصاد وصيد السمك والاسترخاء. وأكد أن المكفوفين كانوا يشكلون عددًا كبيرًا من المنشدين والعازفين في مصر القديمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب الموسیقى المصریة المصریة القدیمة فی مصر
إقرأ أيضاً:
ألحان لا تموت.. سيرة محمد الموجي في ذاكرة الموسيقى
أكد الدكتور أشرف عبدالرحمن، رئيس قسم النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، أن الملحن الراحل محمد الموجي يُعدّ أحد أبرز رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين، مشيرًا إلى أن إرثه الفني لا يمكن اختزاله في عدد الأغاني فقط، بل في التأثير العميق الذي تركه في وجدان المستمع العربي.
أوضح الدكتور أشرف في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن محمد الموجي يُعد من الجيل الثالث من الملحنين الكبار، ذلك الجيل الذي حمل على عاتقه تطوير الموسيقى العربية بعد عمالقة الجيل الأول والثاني مثل سيد درويش ومحمد عبدالوهاب. وأضاف أن الموجي كان يتمتع برؤية فنية متجددة، وقدرة على المزج بين الأصالة والتجديد.
تعاون مثمر مع كبار النجوممن أبرز محطات حياة محمد الموجي الفنية، تعاونه مع كوكبة من نجوم الغناء العربي. وقال عبدالرحمن إن الموجي لحن أكثر من 2000 أغنية، وترك بصمة مميزة مع كل فنان تعامل معه، إلا أن تعاونه مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كان الأبرز، حيث شكل الاثنان ثنائيًا موسيقيًا استثنائيًا أثمر عن أغانٍ خالدة مثل "جبار" و"صافيني مرة" و"قارئة الفنجان".
ولفت رئيس قسم النقد الموسيقي، إلى أن الموجي لم يقتصر إبداعه على الألحان العاطفية، بل أبدع أيضًا في الأغاني الدينية والوطنية، مضيفًا أن هذه الأعمال عكست عمق إيمانه بقيمة الموسيقى كرسالة ثقافية وروحية.
بصمة خالدة في وجدان العربواختتم الدكتور أشرف عبدالرحمن، حديثه بالتأكيد على أن ألحان محمد الموجي ما زالت تعيش بيننا، وتُدرّس في المعاهد الموسيقية كنموذج على الإبداع والتجديد، مشيرًا إلى أن تأثيره تخطى حدود مصر ليصل إلى كل البلاد العربية، حيث تركت ألحانه أثرًا لا يُمحى في وجدان الشعوب.