استمرار توافد أفواج طلاب "جامعة بني سويف" لزيارة معرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أعلن الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بنى سويف، استمرار توافد أفواج طلاب كليات جامعة بني سويف لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55، وذلك في إطار تنفيذ خطة الأنشطة الطلابية للعام الدراسي الجاري، و تحت أشراف الدكتور جمال عبدالرحمن نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، والدكتور سامح المراغي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع والدكتور حسام الهواري المنسق العام للأنشطة الطلابية بالجامعة، والأستاذ محمد فاروق مدير رعاية شباب الجامعة وبالتنسيق مع اتحاد طلاب الجامعة.
وأكد رئيس الدكتور منصور حسن ، حرص الجامعة على الاهتمام بالجانب الثقافي لدى الطلاب بجانب المسار الاكاديمي والبحثي لنشر الوعي والثقافة بين أوساط الطلاب، لافتاً إلى أن انطلاق الأفواج من كافة كليات الجامعة لمعرض الكتاب يكون بشكل يومي طوال مدة المعرض وذلك إيمانا بدور الأنشطة الطلابية في ثراء الجانب الثقافي وتوفير فرص للتفاعل الثقافي وتبادل المعرفة حيث يطلع الطلاب خلال الزيارات على أحدث الكتب والمراجع والروايات في مختلف المجالات.
ووجه رئيس الجامعة بضرورة تقديم كافة سبل التيسير للطلاب للمشاركة في المعرض وحضور الفعاليات المُختلفة والمُتنوعة بهدف تعظيم الاستفادة من المعرض الأمر الذي يُسهم بشكل كبير في تنمية الوعي والثقافة لدى الشباب، حيث يقوم الطلاب في كل فوج بزيارة جناح وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وهيئة الرقابة الإدارية بالمعرض، وجناح المؤسسات الثقافية، و جناح الفعاليات الثقافية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعليم والطلاب الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف أنشطة الطلابية بني سويف تطوير ورفع كفاءة رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب نائب محافظ بني سويف جامعة بنی سویف
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.