صدى البلد:
2025-04-22@06:08:12 GMT

علي جمعة: أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمه لك

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

كن مؤدبا مع الله ومن أفضل الأدب مع الله الرضا بما قسمهُ الله والتسليم بما أجراهُ اللهُ سبحانه وتعالى عليك فى الكون. 

ولذلك إذا أردت الدعاء وأردت الالتجاء فافعل ذلك عبادة وليس تشوفا للدنيا، واسأل الله سبحانه وتعالى من خيرى الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى.

فالالتجاء إلى الله وحده ولا يكون مقصودك إلا الله.

والدعاء إِمَّا أنْ يستجيب لك فيه فورا، وإما أن يؤجله فيستجيب بعد مدة، وإما أن يدخره لك عبادة وثوابا يوم القيامة. إذن الدعاء خيرٌ كله، اسْتُجِيبَ أَوْ لَمْ يُسْتَجَب، لأنك لا تدرى أين الخير؟ ولا تدرى الغيب؟ ولا تدرى ما هو أصلح لك؟. الذى يعلمُ ذَلِكَ كُلَّهُ هو الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إذن عليك إذا ما دَعَوْتَ الله تدعوهُ عبادةً، لا تدعوه سبحانه وتعالى تشوفاً وطلباً للدنيا، إنما ادعوه عبادة وسيدنا النبى ﷺ يقول : {الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ} فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - وهذا حديث صحيح أخرجه الأربعة. وفى حديث آخر أقل صحة لكنه صحيح أيضاً لكنه أقل سنداً يقول : {الدُّعَاءُ مُخُ الْعِبَادَةُ}، هل ترون الفرق؟ "الدعاء مخ العبادة" يعنى أنه أعلى شئ فى العبادة، أما "الدعاء هو العبادة" يعنى أن الصلاة دعاء، والزكاة دعاء، والحج دعاء، والصيام دعاء. الدعاء هو العبادة أى حقيقة العبادة هذه الصلة التى بينك وبين الله تعالى.

إذن علينا أن نفهم أن الأدب مع الله تعالى يقتضى الفهم ؛ أنك إذا دعوت فادع عبادة. وذلك يعنى ألا تجعل قلبك متعلقاً بالمطلوب. ادعه وكأنك تقول يا رب افعل لى كذا كذا بإرادتك وقوتك وحولك متى شئت وأنّى شئت وكيف شئت. اللهم إن لم يكن بك عَلَىّ غضب فلا أبالى. "فانظر كلام سيد المرسلين مع ربه". فهو يعلمنا الأدب، فأول شئ الدعاء عبادة.

الأمر الثانى: بعد ما صرفت قلبك عن المطلوب وجعلت المطلوب هو الله وليس الغرض الذى تدعو فيه سواء دنيوى أو أخروى فجعلت المطلوب هو الله ؛فلا تيأس مع الإلحاح فى الدعاء من تأخر المدد فإن المدد من الله. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجَابَةَ فِيمَا يَخْتَارُهُ لَكَ، لا يكون فى كونه إلا ما أراد لا فيما تختاره لنفسك فأنت لا تعرف شيئاً. فهذا تَبَرِّى من الحول والقوة وخروج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته وثقة بالله وثقة مما فى يد الله أعظم مما فى يدك وفى تدبير الله أعظم من تدبيرك. وألا يتطرق إلينا اليأس لأن اليأس من صفات الكافرين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الأدب مع الله سبحانه وتعالى مع الله

إقرأ أيضاً:

د. محمد مختار جمعة يكتب: صرخة عربية قبل فوات الأوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أمتنا العربية.. إخوتنا في الدم العربي.. إن مصيرنا واحد ومشترك، وعدونا يريد تفريق كلمتنا، وعينه على كل مقدرات أمتنا بلا استثناء، وهو عدو لا عهد له ولا يُوثق به، فمن يظنونه صديقا موثوقا به سيدركون يوما ليس بالبعيد أنه ليس كذلك، وإن غدا لناظره قريب. 
صحيح أننا أهل سلام وسنظل، ولكنه سلام وليس استسلاما، فالسلام الحقيقي (سلام الشجعان)،  هو ذلكم السلام الذي له قوة تحميه، فالقادر على خوض الحرب هو القادر على صنع السلام العادل، وغير القادر على صد العدوان لا يمكن أن يصنع سلاما عادلا أو دائما.. أمام عدو متعطش للدماء مستحل لها، يقولون: "لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، فهم كما قال الحق سبحانه: "وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً". 

أشقاءنا في الأمة العربية، نحن في سفينة واحدة وهي في خطر شديد يحتاج إلى تضافر الجهود لإنقاذها، فكل من عمل على نجاتها أو أسهم في ذلك كان له أجر كل من نجا فيها بقدر إسهامه في نجاتها، ومن قصّر  في ذلك أو فرط أو كان سببا في عطبها باء بإثم من غرقت به، يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا". 

إخوة العروبة، إن أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج أمة واحد، وعدونا لا يفرق بين عربي وعربي، فكل العرب أهداف له، يتعامل معهم بنظرية المراحل ونظرية "فرّق تَسُدْ"، واضعا الجميع في خانة الأعداء، عاملا على تفوقه العسكري عليهم مجتمعين في بروتوكولات لا يخفيها. 

ومرة أخرى أؤكد أننا لسنا أهل بغي ولا اعتداء ولا نقص للعهود والمواثيق، نحن أهل سلام وسنظل، دعاة سلام وسنظل، ولكن متى فرضت علينا الحرب فنحن رجالها، وإن أمة تحب الشهادة في سبيل الله لن يقهرها عدو ولو ربح جولة، فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين. 
إن أمتنا قد تضعف أو تمرض أحيانا أو تخسر جولة، ولكنها تظل أمة حية قادرة على الحياة في أصعب الظروف وأحلكها، قادرة على إعادة بناء نفسها مرات ومرات، واسترداد ما يُحتلُّ ويُغتصب من أرضها ولو بعد مئات السنين، لأن الحفاظ على الأرض كالحفاظ على العرض جزء من عقيدتها، وقديما قال أحد قادة الروم للفتى العربي أبي فراس الحمداني شاعر بني حمدان وفارسها: أنتم معشر العرب أهل كلام ولا علم لكم بالحرب، فأجابه أبو فراس وهو في أسرهم بقوله: أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا 
ونحن أسود الحرب لا نعرف الحربا 
لقد جمعتنا الحرب من قبل هذه 
فكنا بها أُسْدًا وكنت بها كلبا 
بأقلامنا أُجْرِحْتَ أم بسيوفنا 
وأُسْدَ الشرى سُقنا إليك أم الكُتْبَا 
بني أبي في العروبة، إن عدونا يريد أن يزرع الخوف واليأس في قلوبنا، فلنحذر من اليأس أن يدب في نفوسنا، ونؤكد أنه لا يأس طالما أن فينا من يحرص على الشهادة في سبيل الله أكثر من حرص أعدائنا على الحياة، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ". 

إننا أمة لا تعطي الدنية في دينها، نحن لسنا أحرص الناس على حياة، صبرنا ليس ضعفا.. وساعة الجد ليس فينا ضعيف ولا جبان.. نحن أمة تخرج من تحت الركام لتزلزل كيان عدوها.

نحن أمة ذات نخوة تؤمن أن الموت بعز وشرف خير من حياة الذل والهوان، نحن قوم ليست الدنيا مبلغ علمنا ولا منتهى أملنا، لأن الباقية خير وأبقى. 

قديما قالت أمّنا العربية في أولادها السبعة الذين قتلوا دفاعا عن شرفهم وقبيلتهم: 
أبوا أن يفروا والقنا في نحورهم 
ولم يبتغوا من خشية الموت سُلّما 
ولو أنهم فروا لكانوا أعزة 
ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما 

نحن قوم علمنا ديننا ألا نفر من الميدان لأن الفرار منه كبيرة من الكبائر، علمنا ديننا أن من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون وطنه فهو شهيد، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. 

وختاما، لا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يقول فيه بعضنا " أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض"، أو أن يردد قول الشاعر: 
ولقد نصحتهم بمنعرج اللوى 
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى غد 

فلنستفق جميعا ونوحد صفنا ونجتمع على كلمة سواء انطلاقا من قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ"، وساعتها يمكن أن نكون رقما صعبا يُحسبُ له ألف حساب، وما ذلك على الله بعزيز. 

مقالات مشابهة

  • أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون
  • أفضل دعاء لأحفادي الصغار
  • احذروا من التهاون مع «قلة الأدب»
  • دعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد العشاء .. ردده وتجنب 5 أفعال
  • الشيخ المطلق يكشف سر التغلب على وساوس العبادة.. فيديو
  • علي جمعة: من أراد النجاح فليطلبه بالله.. والتوكل عليه سر الطمأنينة وتحقيق المقاصد
  • هل يجوز الدعاء باللغة العامية في السجود؟.. أمين الفتوى يوضح
  • د. محمد مختار جمعة يكتب: صرخة عربية قبل فوات الأوان
  • حلفت على ترك فعل معين وأفعله فهل علي كفارة أم أكثر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل أفضل صيغة للدعاء من القلب أم القرآن؟.. 7 أسرار ليستجيب الله لك