لا تقتصر الأزمة المستمرة التي يعيشها الفلسطينيون على أولئك الذين يعيشون في قطاع غزة الذي تحاصره وتقصفه إسرائيل، بل إنها تؤثر أيضا على مَن يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، التي تم إغلاقها بالكامل منذ الاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب يارا عاصي في تحليل بـ"المركز العربي واشنطن دي سي" للدراسات (ACW).

وأضافت عاصي، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إغلاق الطرق، ونقاط التفتيش والمخاطر المتزايدة وعنف الجيش والمستوطنين أدى إلى إبقاء معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية محصورين في مدنهم وقراهم".

وتابعت أن "عمليات الإغلاق والعنف تسحق الاقتصاد، وتبقي الأطفال خارج المدرسة. وبدأ الفلسطينيون في الضفة، الذين يشهدون الظروف المروعة التي يعيشها إخوانهم وأخواتهم في غزة، يشعرون بالقلق من أن الدور عليهم بعد غزة".

وأردفت أنه "من عجيب المفارقات أن القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة ترسخت بعد اتفاقية أوسلو (للسلام) في عام 1993، بينما كان من المفترض أن تكون أوسلو اتفاقية مؤقتة تضع الأساس لدولة فلسطينية ذات سيادة".

و"لكن بدلا من ذلك، فرضت إسرائيل سيطرة شبه كاملة على الحدود الفلسطينية ومعظم الأراضي داخل الضفة الغربية. ومنذ أوسلو، وسّعت إسرائيل سيطرتها على حركة الفلسطينيين ماديا، من خلال بناء الجدار العازل ومئات من الحواجز المادية المؤقتة والدائمة"، كما استدركت عاصي.

واستطردت: "وإداريا، وضعت إسرائيل قواعد معقدة للتصاريح اللازمة للفلسطينيين من أجل القيام بأشياء عديدة، بينها السفر أو الصلاة في المسجد الأقصى مدينة القدس أو الاعتناء بمحاصيلهم على الجانب الآخر من الجدار أو تلقي رعاية طبية متقدمة في مستشفى إسرائيلي. والآن، وتحت ذريعة هجمات حركة "حماس" في 7 أكتوبر، شددت إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية".

اقرأ أيضاً

5 شهداء في الضفة برصاص الاحتلال الإسرائيلي

تصاريح إسرائيلية

عاصي قالت إن "معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية اليوم لم يعرفوا مطلقا حرية الحركة داخل المنطقة أو خارجها، أو داخل الضفة الغربية نفسها".

وأضافت أنه "لفترة ما بعد بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ظلت الحركة مفتوحة نسبيا، سواء بين الضفة الغربية وغزة أو بين الأراضي المحتلة وإسرائيل نفسها، على الرغم من أن الكثير من هذه التحركات كان يتطلب تصاريح صادرة من إسرائيل".

واستدركت: "ثم بدأت تتسارع عملية الفصل بين غزة والضفة الغربية، وكذلك سياسات الإغلاق العامة. وبحلول أواخر التسعينيات، كانت السياسات الإسرائيلية قد فصلت الضفة الغربية عن غزة".

اقرأ أيضاً

منذ اندلاع حرب غزة.. إسرائيل اعتقلت 6370 فلسطينيا من الضفة

إبادة جماعية

و"الذريعة التي استخدمتها إسرائيل لتدمير قسم كبير من غزة تتلخص في القضاء على حماس، وشرعت إسرائيل في عقاب جماعي للقطاع بدءا من الحصار (متواصل منذ 17 عاما) وحتى القصف"، كما أضافت عاصي.

وزادت بأن "رد فعل إسرائيل أدى إلى عدد غير مسبوق من القتلى في مثل هذه الفترة المحدودة (نحو 26 ألف قتيل معظمهم أطفال ونساء)، مع ما تسميه جماعات حقوق الإنسان "أدلة دامغة على جرائم حرب" وقضية ذات مصداقية قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية".

وشددت على أن "الأراضي المحتلة تواجه مرة أخرى ظروفا لا تطاق، وتشاهد القوى العالمية تتحدث عن مصيرها، بينما تحترق غزة وتشتعل الضفة الغربية".

اقرأ أيضاً

ارتفاع عدد البؤر الاستيطانية بالضفة بشكل غير مسبوق منذ حرب غزة

المصدر | يارا عاصي/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الضفة الغربية إغلاق إسرائيل جدار حواجز تصاريح الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الأردن.. مسيرة تضامنية مع مقاومة الضفة بوجه الاستيطان

عمان - صفا

أقيمت مسيرة شعبية بالعاصمة عمان، الجمعة، شارك فيها مئات الأردنيين، تضامنا مع المقاومة بالضفة الغربية المحتلة لمواجهتها مشاريع الضم والتهجير.

وانطلقت المسيرة من أمام المسجد الحسيني، وصولاً إلى ساحة النخيل (تبعد عن المسجد مسافة كيلو مترا واحدا)، وفق الأناضول.

ونُظمت المسيرة بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة (نقابي حزبي)، تحت شعار "تصاعد المقاومة في الضفة هو الرد لمواجهة مشاريع الضم والتهجير".

وهتف المشاركون "يا جميل العموري (قائد عسكري في سرايا القدس).. جبنالك ورد جوري" و"جوعوتنا بالحصار وشبعتونا استنكار" و"ما بدنا منكم بيانات.. اقطعوا كل العلاقات" و"الميركافا مشوية.. وعالمرجيحة نستناك" وغيرها.

ورفعوا لافتات كتب عليها شعار المسيرة، وأخرى تدعم المقاومة، من قبيل "اللهم سدد" و"بيننا وبينهم جبال جثث وأنهار وحقد ودم وعويل وثأر طويل" و"فلسطين دولتنا".

والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استيلاءه على 12715 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وخلال أسبوع، شرعنت "إسرائيل" 8 بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك انتقدته دول عديدة.

والبؤر الاستيطانية مستوطنات صغيرة يقيمها مستوطنون على أراض فلسطينية خاصة دون موافقة الحكومة الإسرائيلية.

وفجر الجمعة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات طالت مدن قلقيلية ونابلس (شمال)، ورام الله (وسط)، وبيت لحم (جنوبا)، وسط مواجهات مع عشرات الفلسطينيين، حيث اعتقل خلالها عددا من الفلسطينيين.

وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها "القدس الشرقية"؛ ما أدى إلى استشهاد 566 فلسطينيا وإصابة 5351 واعتقال 9520 وفق جهات فلسطينية رسمية.

فيما أسفرت الحرب الإسرائيلية، بدعم أمريكي مطلق، على غزة عن أكثر من 125 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • الأردن.. مسيرة تضامنية مع مقاومة الضفة بوجه الاستيطان
  • النرويج تندد بـ "شرعنة" إسرائيل لبؤر استيطانية جديدة
  • فلسطين والنِّكروبوليتيكس: هل يملك أحد الحق في قتلنا؟
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • قوات الاحتلال تعتقل 7 فلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاتحاد الأوروبي يدين شرعنة إسرائيل لبؤر استيطانية في الضفة الغربية
  • قرارات صادمة وغير متوقعة ..إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
  • خبراء أمميون يدينون غياب العدالة في الضفة الغربية