قالت الدكتورة أميرة سلامة، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، عضو جمعية المحللين الفنيين، إن الاقتصاد المصري يعاني من أزمات وتحديات قوية نتيجة الظروف العالمية والمحيطة بمصر واهمها في الفترة الأخيرة أزمة الدولار والتي أصبحت عرض مستمر.

وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن أسباب الأزمات الاقتصادية التي تعرضت لها الدولة بمنتهى الشفافية وبكلمات واضحة عكست المعرفة الكاملة للقيادة السياسية بالمشكلة والقدرة على إيجاد الحلول.

وأشارت إلى أن انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار يأتي نتيجة لظروف عديدة ومنها وجود فترة يزيد فيها في الطلب علي الدولار مع قلة المعروض، وهو ما نشهده في الفترة الأخيرة نتيجة أن الدولة مطالبة من سنوات طويلة بتوفير السلع الغذائية الأساسية مثل القمح والزيوت والوقود ويتم استيرادها بالدولار وتباع للمستهلك والسوق المحلية بالجنيه.

واضافت، أيضاً من العوامل المؤثرة في الفترة الأخيرة أن حصيلة الدولة من الدولار كانت تأتي عن طريق موارد محددة منها السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج والاستثمارات وهي تأثرت جميعها في الفترة الأخيرة حيث انخفضت حصيلة الشحن بنسبة 40% نتيجة التوترات الجيوسياسية في المنطقة والهجمات علي السفن في البحر الأحمر والتي أثرت علي حركة الملاحة.

واستطردت، كما تأثرت حركة السياحة الوافدة بسبب التضخم وحروب الدول المجاورة وايضا تحويلات المصريين وتراجع أعدادهم وبالتالي اثر ذلك كله علي زيادة البطالة وتراجع الحصيلة الدولارية من التحويلات.

واكدت عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن الوصول إلى الاستقرار النقدي ضرورة للسيطرة علي التضخم ويشجع علي نمو الاستثمار والتدفقات النقدية الرسمية.

وقالت إنه لا بد من وضع إجراءات وسياسات للخروج من الأزمات الاقتصادية على المدي القصير والمتوسط والبعيد، بهدف سد الفجوة بين الاستيراد والتصدير والتي اتسعت مؤخراً نتيجة قلة التصدير بجانب أهمية قصر الاستيراد علي السلع الضرورية لفترة قصيرة من خلال تأمين الدولة للدولار للسلع الأساسية.

واكدت أنه لا بد من الاعتماد على المنتج المحلي والعمل علي تحسينه ليحل محل المستورد في تغطية الطلب المحلي بصورة كاملة وأسواق التصدير مع تدخل البنوك لدعم المصانع المحلية خاصةً أن مبيعاتها مضمونة من خلال قروض للمصانع القائمة بفائدة معقولة دون اجحاف لسعر الفائدة.

كما أشارت إلى ضرورة منع تصدير المواد الخام بصورة كبيرة وتشجيع إقامة مصانع لتصنيع المواد الخام، وتصديرها مصنعة أو عمل حزمة لتشجيع توطين الصناعات التي تصنع المواد الخام محليا بالمناطق الحرة أو المدن الصناعية الجديدة مما يشجع الاستثمار وتوفير فرص العمل وتقلل نسب البطالة وزيادة قيمة الصادرات.

ولفتت إلي أهمية دور مكاتب التمثيل التجاري المتواجدة في جميع البلاد في عمل دراسات وافية للأسواق من خلال تحدد احتياجات كل بلد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة بجانب التنسيق مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتجهيز جداول عمل وتصنيع طلبات تلك الأسواق.

واقترحت مبادرة لتشجيع مبدأ القري المنتجة علي مستوي محافظات الجمهورية، من الصناعات التراثية والحرفية والغذائية والنباتات الطبية والعطرية والعمل على دمجهم في منظومة التصدير من خلال فتح قنوات تصديرية مباشرة.

كما طالبت بتشجيع المصدرين لبيع حصيلتهم الدولارية في القنوات الرسمية عن طريق البنوك وذلك من خلال صرف الدعم النقدي للمصدرين وضمان هامش ربح من 10 الي 15%.

كما طالبت بطرح الطروحات الحكومية في سوق الأوراق المالية بدل البيع والخروج من الملكية، لافتة إلى أنه في حالة الطرح بالبورصة يضمن ذلك تواجد الأصول داخل مصر، وفي نفس الوقت يتم استغلال التدفقات النقدية من هذه الطروحات وتوجيهها لتطوير الشركات الحكومية الأخرى مثل الفنادق أو المصانع وبالتالي عودتها للعمل سريعا وزيادة الحصيلة والحفاظ علي الايادي العاملة والسيطرة علي البطالة.

وقالت، أيضا، إنه من الحلول السريعة ومتوسطة الأجل، العمل علي تشجيع تجارة الترانزيت من خلال المناطق الحرة والموانئ والمطارات، التي ستساعد على وجود عائد دولاري سريع ولا تتطلب اي تكلفة حقيقية بجانب التوسع في إنشاء المناطق الحرة بالدول التي تربطنا بهم اتفاقيات مثل البريكس أو الدول العربية.

واضافت: لا بد من التوسع في ابرام اتفاقيات العربية والإفريقية التي تستهدف التبادل التجاري، والاقتصادي من خلال التبادل بالعملة المحلية أو التبادل السلعي الذي يساعد علي تنشيط التجارة وفي نفس تقلل الطلب علي الدولار، خاصة وأن العديد من السلع الأساسية متوفرة في هذه الدول مما يؤدي إلي تقليل الضغط على الدولار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رجال الأعمال المصريين الإقتصاد المصرى الدولار عبد الفتاح السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي أزمة الدولار فی الفترة الأخیرة من خلال

إقرأ أيضاً:

التشكيل الحكومي المرتقب.. تحديات تحتاج لتدخلات فورية وحلول سريعة

بدأ رئيس الوزراء الحالي الدكتور مصطفى مدبولي، منذ تكليف الرئيس السيسي له بتشكيل في الثالث من يونيو 2024، في العمل للوصول بالشكل الأمثل لشكل الحكومة المرتقبة والتي تحلف اليمين خلال ساعات قليلة، وجاء التأخر لنحو شهر في ظل البحث عن الوجوه الأكثر كفاءة، ولديها من الخبرات الدولية ما يؤهلها للتعاطي مع التحديات الملحة التي تواجهها مصر الآن، وكل ذلك استدعى أن يجري مدبولي أكثر من 10 لقاءات ومشاورات واجتماعات للتدقيق في الاختيارات للوزراء الجدد.

وفي ضوء المتغيرات التي يشهدها المجتمع المصري، سواء من تحديات داخلية أو إقليمية على المستوى الاقتصادي والسياسي التي انعكست على الجانب الاجتماعي، وزادت التكهنات حول توقع حكومة جديدة يفكر مختلف للوثب فوق التحديات، فكان السؤال إن كنا سنشهد حكومة جديدة في الرؤى والسياسات وليس فقط تغييرا في الشخوص، أم ستتبنى الحكومة نفس السياسات الماضية والتي ثبت أنها تحتاج لمراجعات خاصة المتعلقة بالملف الاقتصادي والخدمات التي تقدم للمواطن المصري.

تحديات عدة وسياسات متوقعة للحكومة المرتقبة

حقيبة الوزارات الخدمية تحسين الخدمات المقدمة للمواطن:

التحديات: شهدت الفترة الماضية أكبر أزمة كهرباء مرت بها مصر على مدار العشر سنوات السابقة، والتي أرجعتها الحكومة السابقة إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة بجانب ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه، وكذلك نقص امدادات الغاز الطبيعي سواء نتيجة نقص الدولار أو نقص إنتاج الطاقة في فصول الصيف نتيجة الاستهلاك الكبير وهي الأزمة التي عملت على زيادة حدة الاحتقان والعصب المجتمعي لتأثيرها المباشر على حياة المواطن اليومية من تأثيرها على العديد من القطاعات الحيوية، كالقطاع الاقتصادي وغيرها، هذا بجانب ارتفاع أسعار العديد من الخدمات المقدمة للمواطنين وارتفاع الأسعار لمعظم المنتجات خاصة الغذائية وعدم قدرة الحكومة السابقة على ضبط الأسواق.

المتوقع: ربما أعلنت الحكومة المنتهية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عن إجراءات قصيرة المدى من أجل القضاء على ظاهرة قطع الكهرباء على الأسبوع الأخير من بوليو عبر من خلال العمل على توفير 300 ألف طن مازوت إضافية، وذلك بقيمة 180 مليون دولار. ضمن منتجات بقيمة مليار دولار بالإضافة إلى الـ180 مليون دولار، وتقليل فترات تخفيف الأحمال وصولاً لعدم الانقطاع، ولكن هذه الحلول القريبة تحتاج لسياسات أوسع، من خلال تنفيذ استراتيجية الطاقة المستدامة المحدثة والتي تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة بنحو 42% بحلول 2030 مقابل 55% للمحطات الحرارية و3 للطاقة النووية بجانب تحقيق مساعي الدولة في الوصول إلى نسبة 6- 8 من السوق العالمي للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040، والتي يمكن العمل عليها من خلال توسيع الشراكة مع القطاع الخاص في زيادة مشروعات الطاقة المتجددة من أجل العمل على تقليل الانبعاثات الحرارية وكذلك تحميص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

إنشاء 5 مشروعات للطاقة المتجددة سواء طاقة شمسية أو رياح

وسبق أن أعلن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك عن دعوة المستثمرين الراغبين في التسجيل للمشاركة في المرحلة الأولى بإنشاء 5 مشروعات للطاقة المتجددة سواء طاقة شمسية أو رياح بقدرة إجمالية 500 ميجاوات، وبيع الطاقة المنتجة لمستهلكين جدد، وإعلان القواعد التنظيمية للاتفاقيات الثنائية بين القطاع الخاص إنتاجاً واستهلاكاً وكافة العقود اللازمة في هذا الشأن، وأوضح ذلك من خلال الموقع الالكتروني وحدد فترة التقديم حتى شهر أغسطس 2024.

كما يجب النظر في استمرار تقديم الحزم الاجتماعية والتعاون مع مؤسسات العمل الأهلي من أجل توفير الخدمات التنموية التي تمس حياة المواطن بشكل رئيسي، مع العمل على حوكمة تلك الخدمات، ومتابعتها من خلال دراسة الاحتياجات الاجتماعية الأولية والعمل على تنميتها، وتنفيذها عبر مؤسسة حياة كريمة وبرامج تكافل وكرامة والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والاستمرار فى برامج تكافل وكرامة والتوسع ليشمل فئات أخرى، وسبق أن أقرت الحكومة 6 برامج للحماية الاجتماعية منذ عام 2020، كما تم تخصيص 530 مليار جنيه في العام المالي الحالي 2023/ 2022 لبرامج الدعم والحماية الاجتماعية.

كما وجهت القيادة السياسية بتنفيذ أكبر حزمة اجتماعية عاجلة بقيمة 180 مليار جنيه، منذ مارس 2024، لزيادة أجور العاملين بالدولة والهيئات الاقتصادية وتبكير صرف العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية وصرف حامر إضافي، وتخصيص 15 مليار جنيه زيادات إضافية للأطباء والتمريض والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، منها 8,1 مليار جنيه لإقرار زيادة إضافية في أجور المعلمين بالتعليم قبل الجامعي، وزيادة بدل المخاطر للمهن الطبية، هذا بجانب العمل على استمرار الرقابة على الأسواق والسلع والتوسع في توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة في ظل موجة العلاء والتضخم.

مقالات مشابهة

  • خبيرة اقتصادية: الوزارات تواجه تحديات كبيرة في مختلف الملفات
  • رئيس اقتصادية البرلمان يستعرض تفاصيل الأثر التشريعي لقانون سوق رأس المال
  • حل الأزمات أولوية الحكومة الجديدة.. أفكار واعدة تلبي طموحات المصريين في أول تصريحات للوزراء بعد حلف اليمين.. الأمن الغذائي ووصول الدعم لمستحقيه وإنعاش السياحة والاستثمار في المقدمة
  • «المؤتمر»: على الحكومة المرتقبة وضع حلولا مستدامة لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • رئيس حزب المصريين الأحرار: التغيير الوزاري سيطور أداء الحكومة (فيديو)
  • السفيرة أبو غزالة: الظروف التي تمر بها الأسرة العربية  تتطلب حلولاً ابتكاريه
  • التشكيل الحكومي المرتقب.. تحديات تحتاج لتدخلات فورية وحلول سريعة
  • خبيرة: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي يعزز الثقة في الاقتصاد
  • قيادي بـ«حزب المصريين»: يجب على الحكومة المرتقبة تفعيل بنود الحوار الوطني
  • عضو مجلس النواب عياصرة يعرب عن صدمة بأداء الأحزاب تقنيًا ويطالب بتعديل الأوتار