قال موقع كلكاليست الإسرائيلي المتخصص في شؤون الاقتصاد إن الحرب على غزة تستنزف مخزونات السلاح الإسرائيلي، وإن طول أمدها قد يدفع الجيش إلى الاقتصاد في الوسائل الحربية، ويزيد اعتماده على الإمدادات العسكرية الأميركية، ناهيك عن اضطرار صناعات الدفاع الإسرائيلية إلى تأجيل تسليم طلبياتها إلى زبائنها حول العالم لتوجيهها إلى ساحات المعارك.

وفي تحقيق بعنوان "مخزون الذخيرة ينفد والجيش مضطر إلى تنظيم وتيرة القصف"، قال الموقع إن تزامن الحرب في غزة مع الحرب الروسية ضد أوكرانيا أحدث نقصا عالميا غير معهود في كل أنواع الذخيرة، وإن الحكومة الإسرائيلية تتحاشي التطرق إلى الموضوع علنا، لكن رئيس مديرية الإستراتيجية في قيادة الأركان الجنرال أليعازر توليدانو أقرّ الشهر الماضي بأن الجيش قلل هجماته الجوية، وتحدث عن ضرروة تنظيم استخدام الذخيرة؛ لأن الحرب قد تطول.

الجيش الإسرائيلي يستعين بالدبابات القديمة من طراز "ميركافا-V3" التي أخرجت من الخدمة في الحرب على غزة (الجزيرة) "ذخيرة! ذخيرة! ذخيرة!"

ويقول الموقع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه علّق على المشكلة حين سُمع في تسجيل وهو يتحدث عن 3 أشياء تريدها إسرائيل من الولايات المتحدة: "ذخيرة! ذخيرة! ذخيرة!"، ليعلن قبل أسبوعين خططا -يصفها الموقع بغير الواقعية إطلاقا- لإنهاء اعتماد الصناعات العسكرية الإسرائيلية على الخارج، خاصة الولايات المتحدة التي سلّمت إسرائيل حتى الآن 25 ألف طن من السلاح، نقلت على متن 280 طائرة.

وكان موقع كلكاليست أوضح قبل أسبوعين كيف أن شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية رفضت طلبات أسلحة بنحو مليار و500 ألف دولار من زبائنها حول العالم، لتُوجه بدل ذلك إلى ساحات القتال، في وقت تلقّت فيه هذه الشركات في الأشهر الثلاثة الماضية طلبات بنحو 10 مليارات دولار من وزارة الدفاع الإسرائيلية.

ويعزو كلكاليست الحاجة الهائلة إلى الذخيرة إلى وتيرة القصف غير العادية، التي استهدفت -حسب الجيش الإسرائيلي وإلى غاية أسبوعين مضيا- 30 ألف هدف، باستخدام قوة نارية لا تنافس إسرائيل فيها إلا الولايات المتحدة، حسب ما صرح به للموقع الإسرائيلي مصدر أمني لم يستبعد أن يكون حجم الذخيرة التي استُخدمت في غزة، قد تجاوزت تلك التي استهلكتها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما قد يضطر الجيش إلى أن يوضح للمستوى السياسي حدود قوته النارية، قبل أن يصل نقص الذخيرة إلى مستوى حاد للغاية.

جدير بالذكر أن الصحافة الدولية أوضحت سابقا كيف أن الحرب على القطاع تُعدّ من بين الأعنف في التاريخ، وكيف أن الدمار الذي أحدثته يذكّر بذلك الذي نُكبت به ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

"إصبع خفيفة على الزناد"

لكن الموقع الإسرائيلي يعزو الارتفاع الكبير في الأهداف ليس إلى تحسن القدرة التقنية التي تسمح بمهاجمة مئات منها يوميا فحسب، بل إلى سياسة "الإصبع الخفيفة على الزناد" -أيضا- التي يعتمدها الجيش حول ما يتعلق بالضرر الذي قد يلحق بالبنية التحتية والبنايات المدنية، ناهيك عن ضغط الحكومة والجمهور الإسرائيلي لزيادة الغارات الجوية، حتى يُقلل إلى الحد الأدنى الخطر الذي قد تواجهه القوات على الأرض.

ويتوقع الموقع الإسرائيلي أن يزيد الضغط من أجل استخدام سلاح الجو لتدمير المباني، بدل تكليف قوات على الأرض بذلك بعد مقتل 21 جنديا الأسبوع الماضي، كانوا في مهمة لتفجير إحدى هذه البنايات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الآثار الاجتماعية لما بعد الحرب

mugheira88@gmail.com

• لم يكن الوضع القائم في السودان قبل الحرب وضعاً مستقراً و آمناً و ذلك للانقسامات المجتمعية و الحروب التي انتشرت في ظل نظام الثلاثين من يونيو و شملت نطاقا واسعا من الأراضي السودانية . و لم يطل إستبشار الناس كثيراً بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة في إعادة و ترتيب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية حتي وقعت الحرب بين القوات المسلحة و قوات مليشيا الدعم السريع المتربصة قياداتها بالثورة و الطامعة في خلافة نظام الإنقاذ البائد.
و للحروب آثارُ عميقة و مدمرة خاصة علي الجوانب الاجتماعية لأنها تظل قائمةً و تؤدي الي تدمير المجتمعات و تفكيك الروابط الاجتماعية و ازدياد رقعة الفتق و تهتك النسيج الاجتماعي و اتساع النزاعات الجهوية و الطائفية و العرقية و بذر بذور الكراهية و تعميق الانقسامات مما يؤدي الي العنف وانتشار الجريمة خاصة بعد انتشار السلاح في أيدي المواطنين بسبل مختلفة في ظل الأوضاع المأساوية القائمة و الهشاشة الأمنية السائدة التي تعاني منها الدولة . و لا شك أن هذا الوضع سيشكل عبئا إضافياً و عائقاً أمام تحقيق السلم الاجتماعي، و قديما قيل إن امتلاك السلاح يغري باستخدامه , وتجارب جمع السلاح من أيادي ممتلكيه في حقب مختلفة في البلاد تجربه مكرورة و فاشلة . فامتلاك السلاح يساعد في نشر الحروب القائمة أصلا بين مكونات المجتمع السوداني في مناطق عديدة و منتشر بصور مختلفة في غير مكان واحد و هناك الكثير من الأمثلة التي تثبت هذه الحقيقة . هذا فضلاً عن ظواهر خرق القانون وأخذ الحقوق عنوةً وبالعنف بل بالتعدي علي الآخر و تكريس المظالم والانتهاكات خاصة من الذين تعرضوا للظلم في فترات سابقة أو من المجرمين الهاربين من سجون الدولة في ولايات كثيرة بعد نشوء هذه الحرب اللعينة مما يفتح الباب أمام الفوضى والإنفلاتات الأمنية و استمرار دوامة العنف .
• كما للحروب آثارٌ نفسية بالغة الخطورة علي المجتمعات بما تحدثه من إضطرابات نفسية يعاني منها المشاركون فيها و المتأثرون بنتائجها والناجون من الموت , وهي هزات وجروح لا تندمل بسهولة و غالبا ما تستمر آثارها لسنوات طويلة بعد نهاية الحرب و تعرف باضطرابات ما بعد الصدمة
(Post-Traumatic Stress Disorder)
و ذلك مثل حالات القلق و الشرود الذهني و كثير من الاضطرابات و الهزات النفسية مثل الاكتئاب و الصدمات العاطفية وصعوبة التركيز و الكوابيس و قلة النوم أو عدمه , و حالات الهيجان و التوتر والانفعال الزائد و اللجوء الي العنف و التعدي و الحزن و فقدان الأمل و اللجوء الي العزلة مما يؤثر علي حياة الأفراد اليومية و علاقاتهم الاجتماعية فتكثر حالات الاضطرابات في الشخصية و يكثر الهروب من الدراسة و إهمال العمل بل تركهما في أكثر الأحايين كما تنمو العلاقات غير السوية خاصة لدي الفتيات والمراهقين و الأطفال في سن الدراسة و يعمدون الي تجنب الكبار و عدم القدرة علي بناء علاقات سليمه مع الآخرين كما يعانون من مشاكل في الثقة و التفاعل مع مجتمعاتهم .
فالحروب علاوة علي أنها أفعال عنيفة تزهق الأرواح و تدمر المنشئات و البني التحتية، فهي أيضا كارثة نفسية لها آثار عميقة قد تدوم لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب و صمت السلاح .

   

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: 14 شهيدًا جراء قصف الجيش الإسرائيلي على مخيم طولكرم
  • المقاومة اللبنانية : عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المواجهات البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة اليوم بلغ 17 ضابطاً وجندياً
  • بريطانيا تسير 100 رحلة تجسسية فوق غزة لمساعدة الاستخبارات الإسرائيلية
  • الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا ويحتجز جثمانه بالخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة الصغرى في خراج بلدة العديسة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية
  • إصابة 5 جنود إسرائيليين في كمين للفصائل الفلسطينية بالضفة الغربية
  • الجيش الروسي يستهدف مستودع ذخيرة في ضواحي خاركوف
  • القبض على 3 أشخاص بعد وقوع انفجارين قرب السفارة الإسرائيلية في الدنمارك
  • الآثار الاجتماعية لما بعد الحرب
  • غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى