تغير واقع مواطني ولاية الجزيرة تماماً بعد اجتياحها من قوات الدعم السريع، الأمر الذي فرض روتين مغاير لشكل الحياة اليومي، وأبرز عادات جديدة وأخرى قديمة متجددة.

ود مدني: التغيير

فرضت سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني بولاية الجزيرة- وسط السودان أسلوب حياة جديد على مواطني المدينة، وأبرزت عادات وطدت العلائق بين الجيران في حاضرة الولاية.

وبعد ان بسط (الدعامة) سيطرتهم على المدينة منذ منتصف ديسمبر الماضي تغير روتين الحياة لدى ساكني ود مدني وأصبحت المدينة التي كانت مشهورة بلياليها الفنية والثقافية والرياضية وازدهار التجارة، تغط في سبات عميق ما أن يحل الظلام.

أصوات الحفلات العامة والخاصة اختفت وحل نباح الكلاب وأصوات الاعيرة النارية بديلا عنها

وفرض حظر تجوال (تلقائي) بعد صلاة العشاء بسبب المخاوف الأمنية وخطورة التنقل ليلاً.

لكن في مقابل ذلك، زادت العلائق الاجتماعية بين السكان الذين صار معظمهم يتناول وجباته مع جيرانه، وأصبح الجميع يتقاسمون اللقمة والمشرب.

ويشهد منتصف النهار جلسات تناول القهوة والشاي بين الجيران والجارات داخل أو خارج المنازل وتبادل الأحاديث والأخبار.

واقع الحرب شجع الجيران على مساعدة بعضهم البعض وتقاسم الماء والأواني والأثاثات في ظل قطوعات التيار وشح المياه في بعض الأحيان.

ويشاهَد الجيران صباحاً رجالاً ونساءً وهم في طريقهم إلى السوق للتبضع من الأسواق الصغيرة المجاورة في الأحياء بعد إغلاق الأسواق العمومية.

مباراة في كرة القدم- ارشيفية

ومؤخراً عاد بعض الشباب لممارسة كرة القدم في ميادين الأحياء بعد عودة بعض الأهالي من أماكن النزوح القريبة في حدود ولاية الجزيرة.

وتحظى مباريات كره القدم في الأحياء بمتابعة بعض الجماهير التي تجد فيها ملاذاً لتمضية الوقت.

وتمتلئ المساجد ودور العبادة بالمصلين وبدأت بعض الشوارع تزدان بالسكان لا سيما الاطفال مؤخراً بعد أن كانت الأحياء شبه خاوية من المواطنين في الأيام الأولى لاقتحام قوات الدعم السريع للمدينة.

وبعد سنوات من الشكوى من قصر اليوم بسبب العمل وضغط الحياة سابقاً أضحى المواطنون يشكون من روتين ممل ويبحثون عن كافة الأنشطة والبرامج التي تساعد على قضاء الأوقات.

ويمضي الكثير من سكان مدني معظم الوقت في مشاهدة التلفاز لا سيما القنوات الإخبارية وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والاتصال بالأهل والأصدقاء في مناطق الحرب والمناطق الآمنة لتفقد أخبارهم.

الوسومالدعم السريع ود مدني ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع ود مدني ولاية الجزيرة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة

كتب يوسف دياب في"الشرق الاوسط":خلطت الحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان الأوراق السياسية، وبدّلت صورة التحالفات ما بين «حزب الله» وأطرافٍ سياسية، إذ لجأ الحزب إلى استمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنيّة، انطلاقاً من مبدأ أن «جبهة الجنوب فُتحت تحت عنوان نصرة غزّة ومساندتها».
ويقول «حزب الله»، بحسب المطلعين على أجوائه، بأن علاقاته السياسية في مرحلة ما بعد الحرب ستكون مختلفة عمّا قبلها. وكشف مصدر سياسي مقرّب من الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن العمليات العسكرية «أفرزت واقعاً جديداً ستتوضح صورته كلما اشتدت المواجهة مع العدو الإسرائيلي، واتضحت الخيارات لدى المكونات السياسية».
وأشار المصدر إلى أن «الحرب على غزّة، التي واكبها الحزب بجبهة المساندة من جنوب لبنان في اليوم التالي لـ(طوفان الأقصى)، خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، خصوصاً لدى الطائفة السنّية، التي تعتبر فلسطين قضيتها الأولى منذ العام 1948 وأنها أهل القضية، وهذا ما ترجمته (الجماعة الإسلامية) التي تحولت عبر (قوات الفجر) إلى تنظيم عسكري مقاوم قدّم ويقدّم قافلة من شهدائه على طريق القدس».
ولا يبني «حزب الله» تحالفاته الجديدة على المواقف فحسب، بل يقاربها، وفق المصدر، «من منظور الحاجة إلى اندماج هذه القوى ضمن مشروع حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي».
أما عن مستقبل العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ»، الذي رفض تحويل لبنان إلى «جبهة مساندة»، فيلفت المصدر إلى أن التيار «لا يختلف مع (حزب الله) في البعد الاستراتيجي، لكنّ المواقف التي صدرت عن الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون وعن النائب جبران باسيل كانت صادمة وغير متوقعة في هذا التوقيت، والأسابيع المقبلة ستحسم مصير العلاقة بين الفريقين».
وإذا كانت صورة تحالفات الحزب السياسية لن تتضح قبل انتهاء الحرب ومعرفة نتائجها، فإن بعض القوى حددت خياراتها السياسية وانسجمت مع الحزب، سواء فيما خص العمل العسكري أو على صعيد الملفات الداخلية ومجاراته في الانتخابات الرئاسية.
 

مقالات مشابهة

  • البندقية التي تقتل السودانيين.. ماذا تريد من الأرض؟
  • ناشطون: قوات الدعم السريع تضاعف الحصار على قرى بالجزيرة
  • بكري المدني: سنجة وما بعدها !!
  • قيام كيان بـ«الجزيرة» لإيقاف القتل والتهجير وانتزاع الحقوق
  • «الدعم السريع» تهاجم قرية «بجيجة» بالحصاحيصا
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • المواطنون الأبرياء بين مطرقة الدعم السريع ومحرقة الحرب
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • فرص السلام .. و جاهزية “تقدم”