تنظيم الدولة يدخل 2024 بقوة.. تفاصيل ثمانية أيام دامية في 12 دولة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
دخل تنظيم الدولة "داعش" العام 2024، بقوة عبر تنفيذه هجومين انتحاريين داميين وسط حشود أتت لإحياء ذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، وذلك في محافظة كرمان جنوبي شرق إيران، في الثالث من كانون ثاني/ يناير الجاري.
الهجوم الذي أدى إلى مقتل نحو 85 شخصا وإصابة المئات، تبعه إعلان التنظيم عبر المتحدث الرسمي الجديد باسمه "أبو حذيفة الأنصاري"، إطلاق غزوة "واقتلوهم حيث ثقفتموهم"، والتي استمرت 8 أيام في الفترة بين 3 حتى 10 كانون ثاني/ يناير الجاري.
ورصدت "عربي21" تفاصيل العمليات التي أعلن عنها التنظيم، وشملت 12 دولة، هي إيران، سوريا، العراق، الفلبين، أفغانستان، باكستان، الكاميرون، نيجيريا، النيجـر، مـالـي، الكـونغو، موزمبيق.
وأعلن التنظيم خلال الأيام الثمانية هذه عن تنفيذ 110 عمليات، أسفر عنها مقتل وجرح ما لا يقل عن 600 شخص.
وقال التنظيم إنه استخدم في عملياته خلال الأيام الثمانية، 22 عبوة ناسفة، و6 عمليات اغتيال، وخاض 70 اشتباكا مسلحا، إضافة إلى عمليتين انتحاريتين في إيران.
وتيرة متزايدة في سوريا
زاد تنظيم الدولة من وتيرة عملياته في سوريا مع مطلع العام 2024، وكانت أبرز عملياته استهداف رتل عسكري لقوات النظام في مدينة السخنة بمحافظة حمص، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 30 بينهم ضباط وجنود.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تنظيم الدولة نفذ أكثر من 23 عملية في سوريا منذ مطلع 2024، وقتل نحو 60 ضابطا وجنديا.
وتوزعت عمليات تنظيم الدولة في سوريا خلال 2024، في بادية حمص، ومناطق تابعة لمحافظات حماة، والرقة، ودير الزور شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق.
"عودة إلى المعدل"
ما إن أعلن التنظيم نهاية غزوة "واقتلوهم حيث ثقفتموهم"، حتى عاد معدل عملياته إلى سياقه المعتاد في آخر عامين.
وفي الأسبوع الذي سبق الأيام الثمانية الدامية التي نفذ فيها التنظيم 110 عمليات، كان "داعش" نفذ 11 عملية فقط في خمس دولة.
وتلى الأسبوع الذي نفذ فيه التنظيم عملياته الضخمة، ارتفاعا نسبيا في المعدل بواقع 29 عملية في سبع دول.
وعاد معدل العمليات للانخفاض مجددا الأسبوع الماضي بواقع 19 عملية في أربع مناطق فقط، هي وسط وغرب أفريقيا، وأفغانستان، وسوريا.
لم تحقق كامل أهدافها"
قال تنظيم الدولة في كلمة صوتية للمتحدث باسمه "أبو حذيفة الأنصاري" إن "الغزوة" تأتي نصرة لأهالي قطاع غزة، داعيا جميع أنصار التنظيم إلى شن هجمات وتنفيذ عمليات في جميع أنحاء العالم، بما فيها فلسطين المحتلة.
إلا أن "غزوة واقتلوهم حيث ثقفتموهم" لم تحقق كافة أهدافها المعلنة، إذ لم يتم تنفيذ أي هجوم خارج مناطق تواجد التنظيم.
وكان "الأنصاري" قال ما نصه في مخاطبة أنصار التنظيم "نستنفركم اليوم لتجديدِ نشاطكم، وإحياء العمليات المباركة في عقر ديار اليهود والنصارى، والتي كبدتهم من قبل خسائر كبرى، وأدخلته في دوامة من الرعب".
ودعا المتحدث باسم "تنظيم الدولة"، أنصار التنظيم إلى تنفيذ العمليات "ضد الأهداف السهلة قبل الصعبة"، وضد "المدنيين قبل العسكريين"، إضافة إلى دعوته إياهم لاستهداف دور العبادة للمسيحيين واليهود.
كنيسة إسطنبول
التطور اللافت جاء قبل يومين، بتبني تنظيم الدولة أول عملية له خارج مناطق تواجده، زاعما أن منفذي الهجوم على كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية في إسطنبول، ينتنميان له.
وقال التنظيم إن "الهجوم جاء استجابة لنداء قادة الدولة الإسلامية باستهداف اليهود والنصارى في كل مكان".
في وقت لاحق، قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، إن الشرطة اعتقلت شخصين يشتبه في أنهما منفذا الهجوم المسلح على الكنيسة.
وقال يرلي كايا إن أحد المشتبه بهما من طاجيكستان والآخر من روسيا، مرجحا أنهما ينتميان لتنظيم الدولة.
ولاحقا، وعلى إثر الهجوم، اعتقلت الشرطة التركية 47 شخصا، قالت إنهم ربما يكونوا على صلة بالهجوم.
نفوذ متسع في أفريقيا
بخلاف انحسار رقعة تواجد تنظيم الدولة حول العالم، يتسع نفوذه في أفريقيا، لا سيما في مناطق الساحل، وجنوب الصحراء الكبرى.
وبحسب تقديرات، فإن تنظيم الدولة لديه خمسة فروع أساسية في أفريقيا، وبرغم ذلك انخفض معدل عمليات التنظيم في 2023 مقارنة بـ2022.
ووفقا لمجلة "إل بايس" الإسبانية، فإن 60 بالمئة من عمليات تنظيم الدولة حول العالم هي في أفريقيا.
نجاح "طالبان"
نجحت حركة "طالبان" بشكل كبير في الحد من خطر هجمات تنظيم الدولة، وبحسب تقديرات فإن الحركة قتلت 12 من القادة الرئيسيين لـ"ولاية خراسان" في الفترة بين كانون ثاني/ يناير، وأيار/ مايو من العام الماضي.
وأدى هذا الأمر بحسب "بي بي سي" إلى انخفاض معدل عمليات التنظيم في 2023 بنسبة 86 بالمئة مقارنة بـ2022، وبنسبة 93 بالمئة مقارنة بـ2021 وهو العام الذي عادت فيه طالبان لحكم أفغانستان.
وبرغم ذلك، لا تزال خلايا تنظيم الدولة تنشط بشكل محدود في منطقة باجور القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تنظيم الدولة داعش الدولة الإسلامية داعش الدولة الإسلامية تنظيم الدولة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تنظیم الدولة فی أفریقیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يدين "عمليات القتل" في سوريا ويطالب بحماية المدنيين
أدان مجلس الأمن الدولي، في بيان رسمي، أعمال العنف المتزايدة في محافظتي اللاذقية وطرطوس منذ السادس من مارس/آذار، والتي شملت استهدافًا ممنهجًا للمدنيين، بينهم أفراد من الطائفة العلوية. ووصف المجلس هذه الهجمات بـ"عمليات قتل جماعي"، محذرًا من تداعياتها على الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وجاء في البيان أن الاعتداءات طالت منشآت مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومرافق حيوية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني. ودعا المجلس جميع الأطراف إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية، مع الالتزام بالقوانين الدولية. كما شدد على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وضمان معاملة إنسانية لجميع الأفراد، بمن فيهم من ألقوا أسلحتهم أو استسلموا.
وفي السياق ذاته، طالب مجلس الأمن المجتمع الدولي بتقديم دعم إضافي للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لزيادة المساعدات المقدمة إلى المتضررين في سوريا، مؤكدًا التزامه بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ومشدداً على أهمية احترام جميع الدول لهذه المبادئ.
شهد موقف مجلس الأمن تغيرًا لافتًا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. وبعد سنوات من العرقلة السياسية بسبب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لحماية دمشق، تمكنت الدول الأعضاء من التوصل إلى توافق غير مسبوق، ما سمح باعتماد بيان مشترك بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية.
وأكد البيان على أهمية التصدي للمسلحين الأجانب، وضرورة اتخاذ تدابير صارمة لمكافحة الإرهاب، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة. كما رحب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الأخيرة ضد المدنيين، داعيًا إلى ضمان العدالة والمساءلة في الجرائم المرتكبة.
من جهته، جدد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، دعوته إلى تشكيل حكومة انتقالية شاملة تضم جميع الأطراف، معتبرًا أن الإعلان الدستوري الأخير قد يكون خطوة في اتجاه تعزيز سيادة القانون والانتقال السياسي المنظم.
وشدد بيدرسون على ضرورة إنهاء جميع أشكال العنف فورًا، مطالبًا بضرورة تنفيذ الاتفاق الأخير بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية، والذي وصفه بأنه خطوة مهمة للحفاظ على وحدة البلاد ومنع أي تصعيد جديد.
على الأرض، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس تصعيدًا أمنيًا هو الأعنف منذ سقوط النظام، حيث شنت مجموعات مسلحة تابعة لنظام الأسد هجمات منسقة استهدفت دوريات ونقاطًا أمنية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وردّت القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية الانتقالية بعمليات عسكرية واسعة، شملت تمشيط المناطق الساحلية والاشتباك مع المسلحين، وسط استمرار حملات الاعتقال والمداهمات في المناطق التي تشهد توترًا أمنيًا. وأسفرت العمليات عن استعادة السيطرة على المناطق المستهدفة، مع استمرار الملاحقات الأمنية في الأرياف والجبال المجاورة.
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى وقوع "مئات القتلى"، من بينهم عائلات بكاملها، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط أكثر من 1383 مدنيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انتهاكات متصاعدة في الساحل السوري: حصيلة الضحايا المدنيين ترتفع إلى 1383 قتيلاً لافروف: العنف في الساحل السوري "غير مقبول" والحل سياسي مجازر الساحل السوري: إحالة 4 أشخاص للقضاء العسكري بتهمة ارتكاب انتهاكات ضد مدنيين مجلس الأمن الدوليسورياضحايامواجهات واضطراباتاعتقالأبو محمد الجولاني