دعا تقرير جديد نشره مجمّع دبي للعلوم التابع لمجموعة “تيكوم”، بالتعاون مع شركة “اي واي EY”، إلى ضرورة تسريع جهود توطين الأبحاث في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل أن يواصل قطاع الرعاية الصحية حضوره المتميز وريادته على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية ومؤشرات التنافسية العالمية، وذلك تزامناً مع توقعات بزيادة حجم الإنفاق على هذا القطاع بالدولة ليبلغ 112.

7 مليار درهم بحلول عام 2027.

ويستعرض تقرير “منظومة الرعاية الصحية في دولة الإمارات” الذي شارك فيه 18 من قادة المؤسسات الصحية وصنّاع السياسات، أبرز الاتجاهات العالمية في قطاع الرعاية الصحية ودورها في بناء منظومة صحية جديدة تسهم في تسريع مسيرة التحول إلى الطب الدقيق والشخصي في دولة الإمارات.

ويعدّ التحول إلى قطاع رعاية صحية مدعوم رقمياً أحد أبرز المحاور التي يركّز عليها التقرير الذي تم نشره على هامش فعاليات اليوم الأول من معرض ومؤتمر الصحة العربي 2024 الذي انطلق أمس الإثنين في دبي ويستمر حتى 1 فبراير المقبل.

ويبحث التقرير إمكانية استفادة القطاعين العام والخاص من حقيقة أن حوالي 30% من البيانات العالمية يتم توليدها في قطاع الرعاية الصحية، وذلك بهدف تحقيق الريادة في مجال دمج التقنيات التكنولوجية الناشئة في القطاع وتمكين اكتشاف علاجات جديدة ووضع أطر عمل تتمحور حول الاحتياجات الشخصية لكل مريض.

وقال مروان عبد العزيز جناحي، النائب الأول لرئيس مجموعة “تيكوم” إن الاستثمار في الأبحاث والمبادرات المحلية ضرورة علمية ملحّة، حيث تعد حجر الزاوية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية تعود بالفائدة على الجميع في المنطقة والعالم على حد سواء.

وأضاف: “يمثّل الطب الدقيق نقطة تحول في علوم الحياة، حيث يَعِد هذا الانتقال من النهج الطبي التقليدي الموحّد بتوفير علاجات موجّهة ونوعيّة أكثر فعالية تسهم في تحقيق أهداف قطاع الرعاية الصحية المتمحورة حول تلبية الاحتياجات الفردية لكل مريض”.

وأضاف: “نحن ملتزمون في مجمّع دبي للعلوم بتوفير بيئة عمل متكاملة تسهم في تطور ونمو قطاع العلوم، كما نحرص على تسليط الضوء على الإمكانات التقنية من خلال مبادرات مبتكرة على غرار التقرير الصادر اليوم”.

وكان كل من مروان عبد العزيز جناحي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم “مجمّع دبي للعلوم”، وأحمد البنا، مدير أول لاستشارات قطاع الرعاية الصحية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة “اي واي”، قد أعلنا عن التقرير خلال جلسة خاصة أقيمت على هامش معرض ومؤتمر الصحة العربي 2024.

ويبحث التقرير الجديد في العوامل المؤثرة على قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، إذ من المتوقع أن ترتفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 4.3% بين عامي 2023 و2027، في حين ازداد حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية بنسبة 4% سنوياً منذ عام 2016 ليصل إلى 79 مليار درهم إماراتي في عام 2022، مع توقعات بمواصلة زيادة الإنفاق لتصل إلى 7% سنوياً بحلول عام 2027.

ويذكر التقرير بعض المحاور البارزة التي يجب التركيز عليها في الاستثمارات المستقبلية في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك طب وأبحاث الجينوم التي تؤدي دوراً مهماً في تحسين تصميم الأدوية وتقديم نهج طبي وقائي يركز على الاحتياجات الشخصية لكل مريض.

كما يلقي التقرير الضوء على برنامج الجينوم الإماراتي الهادف إلى استخدام البيانات الجينية الوراثية لمواطني الدولة للوقاية من الأمراض المزمنة والنادرة وعلاجها. وتسهم المعلومات التي يقوم البرنامج بتوليدها عبر التكنولوجيا المتقدمة لتسلسل الحمض النووي والقوة التحليلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في وضع خارطة الجينوم المرجعي التي تدعم التشخيص المتقدم وتصميم خطط علاجية مخصصة لمواطني الدولة وتمكين إنشاء قطاع رعاية صحية شخصية.

وتنسجم نتائج التقرير المرتبطة بأهمية توطين البحث والتطوير في قطاع الرعاية الصحية مع مستهدفات برنامج دبي للبحث والتطوير، كما أشار مروان عبد العزيز جناحي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم “مجمّع دبي للعلوم”، قائلاً: “تسهم الإستراتيجيات الحكومية على غرار”نحن الإمارات 2031” وأجندة دبي الاقتصادية “D33″ وخطة دبي الحضرية 2040 في تعزيز أواصر التعاون والابتكار بين مؤسسات القطاع العام وقادة قطاع الرعاية الصحية لتمكين إنشاء مجمّعات علمية تضّم نخبة من أبرز المواهب والخبرات، مثل مجمّع دبي للعلوم الذي يضم 450 عميلا من أهم الشركات العالمية والإقليمية يعمل فيها ما يزيد عن 5500 موظف متخصص”.

وكان قد تم الكشف عن بعض المقتطفات الأولية من نتائج التقرير المرتبطة باستدامة قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ “COP28” الذي عقد في دبي.

وتنضمّ إلى جانب مجمّع دبي للعلوم في معرض ومؤتمر الصحة العربي حاضنة الأعمال “in5” للعلوم، وهي حاضنة متخصّصة في دعم الشركات الناشئة في مجال العلوم أطلقتها مجموعة تيكوم بالتعاون مع مجمّع دبي للعلوم في يونيو الماضي. وتشمل قائمة الشركات الناشئة في مجال العلوم المشاركة في هذا الحدث كلاً من “EMed” لأنظمة الدعم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات من أجل تقديم علاج وقائي لأمراض القلب والشرايين، وشركة “KinesteX” المختصة بتزويد الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتصحيح وضعيات الجلوس في الوقت الفعلي للموظفين عن بعد، وشركة “Neulink” المختصة بأتمتة العمليات وخطوات سير العمل لتعزيز كفاءة الموظفين، وشركة “Diagnio” التي تقدم أنظمة الاختبار المنزلية الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في مجال اختبارات الهرمونات للسيدات.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی قطاع الرعایة الصحیة الرعایة الصحیة فی فی دولة الإمارات فی مجال

إقرأ أيضاً:

الأزمة المتفاقمة: اللاجئون السودانيون في تشاد يواجهون نقص الغذاء وتدهور الرعاية الصحية

تقرير: حسن إسحق

مع استمرار تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، ترسم محنة آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، صورة قاتمة وسط تدهور الأوضاع. يواجه اللاجئون نقصا غير مسبوق في الغذاء وانهيارا في القطاع الصحي. وقد أصدر قادة المخيمات المحلية نداءات عاجلة للحصول على المساعدة من المنظمات الدولية، ولكن صرخاتهم لم تلق آذانا صاغية.

في تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أواخر شهر يونيو 2024، بعنوان ’’ في مواجهة الحزن والجوع، يأمل السودانيون في تشاد الا ينساهم العالم ‘‘، أكدت المفوضية أكثر من 600,000 لاجئ سوداني جديد في تشاد، مع استمرار تدفق اللاجئين كل يوم، مشيرة إلى أن الوكالات الإنسانية التي تعاني من نقص التمويل تكافح من أجل تقديم المساعدة الكافية.

وتعتبر مخيمات اللاجئين تذكير مأساوي بتأثير الصراع المستمر في السودان، وقد أدى غياب المساعدة من المنظمات الدولية إلى تفاقم حالة سكان المخيم مع تزايد سوء التغذية والمرض، وقد أدت طبيعة الأزمة الإنسانية إلى تساؤلات حول التزام المجتمع الدولي بمعالجة هذه الحالة الطارئة والآثار الأوسع نطاقا على العدالة الجنائية الدولية وإمكانية محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والصراع الذي أدى إلى تشريد هؤلاء الناس.
في مخيم تولوم بشرق تشاد، يواجه أكثر من 8,000 لاجئ سوداني ظروفًا إنسانية قاسية، مع زيادة قدرها 3,000 لاجئ عن العام الماضي.
يعاني اللاجئون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، ورغم المناشدات المستمرة من قادة المخيم، لم تصل أي مساعدات دولية منذ فبراير الماضي. هذا الوضع يعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها اللاجئون، حيث لم تقدم المنظمات الإنسانية أي دعم ملموس رغم الحاجة الملحة، بحسب تصريحات ممثلي اللاجئين.
كما يأوي المخيم 18 ألف لاجئ جديد فروا بسبب الحرب الأخيرة في أبريل، بالإضافة إلى لاجئين قدامى منذ عام 2003 نتيجة النزاع في دارفور. يعاني اللاجئون أيضًا من نقص المياه الصالحة للشرب وسوء المعاملة من مشرفي المخيم، مطالبين بتوزيع الغذاء وتوفير المأوى.

تصريحات قادة اللاجئين وطلب الدعم النفسي
أكد أدم أحمد محمد، ممثل اللاجئين الجدد، في مخيم تولوم، أن غياب المساعدات الدولية أدى إلى تفاقم الأزمة اليومية، حيث ازدادت حالات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال، وتدهورت الحالة الصحية بسبب نقص الأدوية.
من جانبها، ناشدت خديجة يعقوب (إسم مستعار) لاجئة من معسكر تولوم، الجهات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين، خاصة للنساء اللواتي عانين من تجارب قاسية نتيجة الحرب. أكدت خديجة على ضرورة تقديم العلاج النفسي في هذه المرحلة الحرجة، مشيرة إلى أن الفظائع التي ارتكبتها المليشيات في دارفور خلّفت جروحًا نفسية عميقة تحتاج إلى معالجة.

الأوضاع الصحية والخدمات المحدودة
الأوضاع الصحية في المخيم آخذة في التدهور، حيث يعاني اللاجئون من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية، مع انتشار الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وسوء التغذية. ووفق تقارير، يتم استخدام عربة بدائية تُعرف بـ"الكارو" لنقل النساء الحوامل والمرضى إلى مستشفى يبعد كيلومترين، ولكن هذا الحل المؤقت يفتقر لمعايير السلامة ويعرض حياة النساء الحوامل للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تزداد الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي مع استمرار تدهور الوضع.

المقارنة بين مخيم تولوم والمخيمات الأخرى
مخيم تولوم يعاني من ظروف إنسانية متدهورة مقارنة بالمخيمات الأخرى في تشاد، حيث لم تتلقَ أي مساعدات دولية منذ فبراير، في حين أن بعض المخيمات الأخرى قد تلقت مساعدات محدودة. ومع ذلك، يشترك الجميع في مواجهة تحديات نقص التمويل والتدهور الصحي.

زيارة منظمة الصحة العالمية
في سبتمبر 2024، زار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تشاد، حيث التقى بالرئيس محمد إدريس ديبي لمناقشة التعاون الصحي ودعم اللاجئين. خلال الزيارة، تم الإعلان عن تبرع بقيمة 1.87 مليون دولار من الأدوية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وعلى الرغم من ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن استمرار الحرب في السودان يهدد بإحداث أزمة جوع عالمية كبرى، حيث نزح أكثر من نصف مليون لاجئ إلى تشاد.
ومن جانبه، شدد الرئيس ديبي على أهمية هذه الزيارة، مؤكدًا أنها تأتي في وقت حرج للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي يمر بها اللاجئون السودانيون، خصوصًا من الناحية الطبية والإنسانية، في ظل التحديات التي تواجههم في شرق تشاد.
وفي وقت سابق من هذا العام، أوضحت الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في السودان تحتاج إلى تمويل يصل إلى 4.1 مليار دولار، بما في ذلك 1.4 مليار دولار لدعم اللاجئين في تشاد ودول الجوار. إلا أن نقص التمويل يعوق الجهود الإنسانية، مما يزيد من تفاقم الوضع في مخيمات مثل تولوم. كما انخفضت أيضًا المساعدات المقدمة لآلاف الأسر في معسكرات أخرى مثل حجر جديد، مما أدى إلى زيادة الاحتياجات الأساسية.

الوضع الأمني المتدهور
إلى جانب التحديات الصحية، يعاني اللاجئون في مخيم تولوم من انعدام الأمن. حيث تعرض قادة المجتمع المحلي للتهديدات والاعتداءات المسلحة، مما زاد من حدة الضغوط على اللاجئين وجعل الوضع أكثر خطورة.
أثارت هذه الأزمة تساؤلات حول مدى التزام المجتمع الدولي بحماية حقوق اللاجئين وتقديم الدعم اللازم لهم. يطالب اللاجئون في مخيم تولوم بمحاسبة الأطراف المسؤولة عن الحرب في السودان، والعمل على إيجاد حلول عاجلة لتخفيف معاناتهم الإنسانية.

ishaghassan13@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • روسيا تزيد نفقاتها الدفاعية إلى 145 مليار دولار في عام 2025
  • 18.3 مليار درهم صافي استثمارات الأجانب والمؤسسات في أسهم الإمارات
  • الإمارات..الأسهم المحلية تعزز مكاسبها وتربح 159 مليار درهم خلال سبتمبر
  • "العلوم الصحي" تعلن الموافقة على بدء إجراءات استحداث إدارة للعلوم الصحية بوزارة الصحة
  • الموافقة على بدء اجراءات استحداث إدارة للعلوم الصحية بوزارة الصحة
  • الإحصاء: أعداد المسنين حول العالم ستصل لـ 1.6 مليار شخص بحلول 2050
  • 2,5 مليار درهم لتأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات
  • الأزمة المتفاقمة: اللاجئون السودانيون في تشاد يواجهون نقص الغذاء وتدهور الرعاية الصحية
  • الألعاب الإلكترونية في الإمارات..صناعة واعدة تستشرف العالمية
  • 53.4 مليار درهم إجمالي أقساط التأمين المكتتبة في الإمارات