تستعد شركة "يازاكي" اليابانية اليوم الثلاثاء الموافق 30 يناير، لوضع حجر الأساس لإنشاء مصنع جديد لتصنيع مكونات السيارات بمنطقة منشأة كمال محافظة الفيوم.

يأتي هذا من خلال الحفل الذي يشهده المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم والسيد أوكا هيروشي السفير الياباني بالقاهرة.

كما يحضر حفل وضع حجر الأساس حسام هيبه الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومونينوري يامادا رئيس مجلس إدارة يازاكي أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وهانز ليمنس الرئيس التنفيذي للشركة.
 الشركة ستقوم بتصدير 100% من إنتاجها بصادرات متوقعة 100 مليون يورو سنويا، والمشروع يوفر 3 آلاف فرصة عمل، بالإضافة إلى 500 وظيفة إدارية ومهندسين 

 وكانت شركة "يازاكي يوروب ليميتد" اليابانية، قد أعلنت إنشاء مصنع جديد  في محافظة الفيوم، بنظام المناطق الحرة الخاصة، بحجم استثمارات أولية يصل إلى 30 مليون يورو، وذلك بعد توقيع مذكرة التفاهم مع رئاسة مجلس الوزراء والتي نصت على قيام الهيئة بتقديم الدعم اللازم للشركة لإنشاء مصنع جديد بنظام المناطق الحرة الخاصة، يقع على مساحة 70 ألف متر مربع، لتصنيع بعض مكونات السيارات مثل الضفائر والاسلاك، فضلا عن قيام هيئة الاستثمار باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة مع الجهات المعنية لإتمام المشروع وإقامته وفق الجدول الزمني للتنفيذ.

مصنع يازاكي بالفيوم يوفر 350 فرصة عمل فنية وإدارية

ومن المتوقع أن يوفر المشروع حوالي 3500 فرصة عمل مباشرة، وأن يبدأ إنتاجه خلال شهر يوليو 2024، وسوف تقوم الشركة بتصدير 100% من إنتاجها للخارج ومن المتوقع أن تصل قيمة صادرات الشركة إلى 100 مليون يورو سنويا، فضلاً عن إدخال تكنولوجيا يابانية جديدة ومبتكرة، مما يساعد في أن تصبح مصر مركزا استثماريا إقليميا لصناعات السيارات.

وكان الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم قد عقد عدد من اللقاءات مع مسئولي الشركة والجهات المعنية لتقديم كل الدعم والمساندة للشركة لتنفيذ خطتها الاستثمارية، وتحقيق أقصى استفادة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر، مؤكداً أهمية جذب واستقطاب الشركات العالمية الكبرى ومنها شركة "يازاكي" والتي ستدعم تنافسية مصر في مجال صناعة مكونات السيارات.

جدير بالذكر أن شركة "يازاكي" تأسست عام 1941 وتعد أحد أكبر الشركات اليابانية العاملة في مجال ضفائر السيارات والأنظمة الكهربائية الخاصة، والمورد الرئيسي للضفائر الكهربائية لأكبر مصنعي السيارات في العالم، ويوجد لديها 140 فرعا في 45 دولة حول العالم، وتتخطى مبيعاتها 12.5 مليار يورو سنوياً. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يازاكى السيارات الصناعة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد

إقرأ أيضاً:

فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية

 

 

 

أحمد الرحبي

 

شكَّل العصر الحديث بمفهومه الحضاري والعلمي وبما حققه من نقله في المجتمعات في العالم من النشاط الزراعي إلى النشاط الصناعي والمعتمد على العلم، وما شكَّله بعد ذلك من انقطاع ما بين هذا العصر والعصور السابقة في فهم الحياة وكُنه مفاهيمها وأسرارها والتصدي للأسئلة وصياغة الاستنتاجات حول المسائل الجدلية للحياة، فهمًا وكُنهًا نابعًا من منطلق العلم وخاصة العلم التجريبي، لا الخرافة.

هذا الأمر وسَّع مدارك الإنسان في العصر الحديث، مُعزِّزًا ثقته بالمنهج العلمي، الذي أتاح له فك مغاليق الطبيعة وأسرارها، مما قاده إلى تحقيق فتوحاته العلمية وتسجيل براءة اختراعاته واكتشافاته التي سهلت حياة الملايين في العالم، وحققت رفاهة العيش لإنسان العصر الحديث، لقد شكل العصر الحديث بالنقلة العلمية والحضارية التي استطاع أن يحققها العالم الغربي بالمفهوم العلمي المجرد، تحديا لبعض الشعوب في العالم، ومن ضمنهم العرب.

وكان للعرب رائدهم الذي حاول في بدايات ما سمي بالنهضة العربية، المُجهضة في القرن التاسع عشر، التعرف على هذا الغرب وسط الفورة الحضارية والعلمية التي يقودها، وفهم حياته وسبر مفاهيم الحياة وطرق العيش والإنجاز والعطاء فيها، مثل المهمة التي أنجزها رفاعة الطهطاوي، وهو الأزهري المُغرق في مفاهيمه التقليدية، لكن أُتيحت له فرصة الذهاب إلى فرنسا والعيش والانغماس في المجتمع الباريسي، مُسجلًا بذكاء ملاحظاته التي لا تخلو من إعجاب بهذا المجتمع في طرق عيشه وأسلوب الحياة المنفتح، وهي ما عُدت- هذه الانطباعات التي سجلها الطهطاوي- في حينه تجاوزًا للصدمة الحضارية التي عاشها المشرق العربي، على وقع المدافع الفرنسية التي دكَّت مدينة القاهرة وثلمت أنف أبو الهول، ضمن النتائج الجانبية، أثناء غزو نابليون بونابرت لمصر الذي جاء بقضه وقضيضه من جنود وعلماء؛ جنود يحاولون أن يُخضِعوا الحياة المصرية، وعلماء يدرسون كل تفاصيل هذه الحياة.

ومثل ما كان للعرب رائدهم، فإن للشعوب والأمم الأخرى روادها أيضًا، وحتى صدماتها من الحداثة، لكن ربما الفرق بينهم وبين العرب، أن بعض هذه الشعوب والأمم، تجاوزت المنعطف الصعب للصدمة الحضارية، إلى النجاح في اعتناق المفهوم العلمي والحضاري، الذي جعلهم ينخرطون في ركب الحداثة، ويحققون مساهمات وإضافات علمية، بعكس العرب الذين توقف بهم الحال بعد فشل نهضتهم العلمية وعدم تجاوزهم للصدمة الحضارية، مما جعلهم مجرد مستهلكين بدون إضافة يقدمونها.

ويعد فوكوزاوا يوكيتشي المُعلِّم الياباني الذي دعا الى المعرفة المستمدة من الحضارة الغربية خلال عهد ميجي (1868- 1912) والمؤسس لمدرسة كايو جيجوكو (جامعة كايو الآن)، من ضمن هؤلاء الروَّاد الأفذاذ، الذين أفادوا شعوبهم وأثروها بالعلم والمعرفة المعاصرين، والذي يمكن القول عن سيرته إنها ترجمة لتجربة التحديث اليابانية ونجاحها على الرغم من المعوقات التي واجهتها. لقد قام فوكوزاوا يوكيتشي، وفي فترة كان اليابانيون خلالها يجهلون العالم تقريبًا مثلما يجهلهم العالم بتعليمهم أولًا الوضع العام للعالم، ثم أدى دور رائدهم الأكثر بروزا في دراسة الفنون والعلوم الغربية وبدأ في تعليمهم الخطوط العامة لتاريخ العالم وجغرافيته والمبادي الأولية للفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وأساليب مسك الدفاتر وعلم التكتيك العسكري في الحروب الميدانية وحصار القلاع وصنع بندقيات المشاة واستخدامها وقد جمعت كتاباته في سبعة عشر مجلدا من القطع الصغير، تعكس تنوع المجالات التي تناولها واتساع نطاقها وتملكه لناصيتها.

ويعبر هذا الرائد العظيم عن فخره، في مذكراته، بما تقوم به اليابان من سعي حثيث لمعانقة حداثة العصر، والثمار التي جنتها في مجال النقل البحري، على سبيل المثال، والذي كان في ذلك الوقت يقوم اعتماده على الطاقة البخارية، يقول فوكوزاوا يوكيتشي: "فيما أتأمل كل شعوب الشرق الأخرى، على نحو ما هي عليه اليوم، يساورني الشعور بالاقتناع بأنه ليست هناك أمة أخرى لديها المقدرة أو الشجاعة على الإبحار بسفينة بخارية عبر المحيط الهادئ بعد فترة خمس سنوات من الخبرة في الإبحار والهندسة. ولا يقتصر على الشرق بروز هذا الإنجاز كعمل لم يسبق له مثيل من أعمال المهارة والجرأة".

وحتى إمبراطور روسيا بطرس الأكبر، الذي مضى إلى هولندا لدراسة الملاحة، لم يستطع بكل إنجازاته أن يصل إلى ما يعادل هذا الإنجاز الذي حققه اليابانيون في هذه المغامرة الكبرى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية
  • الكونسيلر أم كريم الأساس أولا؟ خبير تجميل يوضح القاعدة الذهبية
  • وضع حجر الأساس لمشروع «دي سيتا» الصينية للإكسسوارات والملابس الجاهزة بالقنطرة غرب
  • طلاب برنامج هندسة الروبوتات بـ حلوان الأهلية في زيارة علمية لمصنع النصر للسيارات
  • أبوالقاسم: الطلب المبالغ فيه على النقد الأجنبي يمثل خطورة مستقبلية لوضع البلاد
  • شركة ZTE تستعد لإطلاق هاتف ثوري بمواصفات غير مسبوقة!
  • شركة "تويوتا" اليابانية تطلق سيارتها الكهربائية الذكية الأرخص
  • إنذار عراقي مرتقب للشركة الأوكرانية المطورة لحقل عكاز
  • بالتزامن مع الضغوط الأمريكية.. إنذار أخير للشركة الأوكرانية المطورة لحقل عكاز الغازي العراقي
  • مفتي الجمهورية: الصدق هو الأساس في بناء المجتمعات السليمة