من الواضح لجميع المراقبين حجم النشاط السعودي المستجد على الساحة اللبنانية والذي يقوده السفير وليد البخاري وبات سمة بارزة بعد مرحلة طويلة من التعاطي البارد مع الواقع اللبناني، وهذا ما اوحى بأن التسوية الداخلية سيتم وضعها على نار حامية في الاسابيع القليلة المقبلة، وعلى هذا الاساس بدأت بعض القوى السياسية تحضيراتها واتصالاتها.



وبحسب مصادر مطلعة فأن استحواذ السعودية على الاضواء الديبلوماسية في لبنان من باقي الاطراف المعنيين بالملف، سيدفعهم في الايام المقبلة للقيام بحراك مواز للحراك السعودي بهدف إحداث توازن داخلي وعدم ترك الساحة اللبنانية للرياض بالكامل، وهذا ما سيظهر اميركياً وفرنسياً من دون ان تبرز للعلن اي حساسية او خلاف بين الأطراف التي من المفترض ان تكون متعاونة...

وترى المصادر أن عدم انشغال الرياض بالواقع الفلسطيني مقارنة بسائر الاطراف، كقطر والولايات المتحدة الاميركية، وتواصلها العميق مع ايران اعطاها هامشاً كبيراً في الساحة اللبنانية وفي المنطقة، وهذا ما بدأت بإستخدامه في اللحظة التي بدأت فيها القوى الاقليمية تشعر بالإستنزاف وعدم القدرة على المبادرة للخروج من الازمة والحرب بتسوية شاملة ورابحة.

وتقول المصادر أن الرياض لا تريد إلغاء دور اي من القوى الحليفة لها في لبنان، وتحديداً افرقاء "الخماسية"، لكنها تريد في هذه اللحظة بالذات إسترجاع دورها الذي لا غنى عنه في بيروت، خصوصاً وأن "حزب الله" اللاعب الأبرز في الساحة الداخلية وربما الاقليمية، ليس معنياً بأي تسوية حالية في الداخل اللبناني من دون غطاء إقليمي، وعربي من المملكة، وذلك لان النهوض الاقتصادي غير ممكن من دون دعم خليجي علني.

وتشير المصادر إلى أن الرياض اليوم تشعر بقدرتها على الخروج رابحة بشكل كامل من الحرب في المنطقة بسبب عدم انخراطها المباشر فيها، وعليه فهي ترغب في "تقريش" ربحها السياسي داخل الساحات الاساسية وهذا ما تتم مناقشته، وإن بشكل مبسط، مع طهران، وعليه فإن المملكة ستضع أولوياتها في لبنان على الطاولة وتعيد إبراز خطوطها الحمر وفق قاعدة ذهبية هي عدم الدخول في أي خلاف أي إشتباك عميق مع اي قوة إقليمية، وهذا ما يتماشى مع الإستراتيجية السعودية الكبرى في المنطقة.

بالرغم من كل هذه الإيجابية المستجدة، والتي تعود بشكل شبه كامل للإهتمام السعودي بالملف، الا ان شعور واشنطن بأن التسوية الداخلية في هذا التوقيت بالذات لن تكون لصالحها سيؤدي الى عرقلتها او تأخيرها، اذ ان الاميركيين يرغبون بشكل حاسم ان يكونوا هم الطرف الثاني في التفاوض مع ايران وليس السعودية الامر الذي قد يولّد حساسية في المرحلة المقبلة بين الحليفين. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان وهذا ما

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير العمل الصربي

اجتمع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥، مع السيد Nemanja Starovic وزير العمل الصربي، في أولى اللقاءات التي يجريها خلال زيارته إلى بلجراد.

وزير الخارجية والهجرة ووزير العمل الصربي

وأشاد الوزير عبد العاطي، بالمنحى التصاعدي في العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، خاصة فيما يتعلق بتنمية الكوادر البشرية العاملة. 

وأثنى وزير الخارجية، على ما حققته صربيا في مجال تنمية القوى العاملة وتنظيم سوق العمل، مؤكدًا التزام مصر بتعزيز الشراكة مع الجانب الصربي في هذا الصدد لتحقيق المنفعة المتبادلة. 

كما تطرق الوزير عبد العاطي، إلى ما يمكن أن يسفر عنه هذا التعاون من فوائد اقتصادية واجتماعية لكلا البلدين، موضحًا أهمية مواصلة التنسيق المشترك والزيارات المتبادلة للارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب.

واستعرض وزير الخارجية ما تتمتع به القوى العاملة المصرية من مؤهلات ومهارات في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى استثمار مصر في تدريب القوى العاملة لتلبية معايير العمل الدولية، منوهًا بإمكانية استفادة الجانب الصربي منها عبر توظيف ودمج العمالة المصرية لتلبية احتياجات سوق العمل الصربي في القطاعات التي تعاني من نقص العمالة، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة لمواءمة مهارات العمال المصريين مع متطلبات سوق العمل في صربيا، الأمر الذي سيسهم في تحقيق المصلحة المشتركة للجانبين ويعزز من أوجه التعاون الثنائي.

مقالات مشابهة

  • مصادر أمنية لبنانية ترد على الذرائع الإسرائيلية بعدم الانسحاب من جنوب لبنان
  • مسئول روسي: التنافس الجيوسياسي على الساحة الدولية يزيد مخاطر الصراع العسكري بين القوى النووية
  • التأليف يواجه النمط الجديد والمالية أمُّ العقد..
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • إهتمام بفرنجية
  • بشكل شبه حاسم.. أسماء مطروحة لتولي هذه الوزارات
  • وزير الخارجية السعودي غداً في لبنان.. وهذا جدول مواعيده
  • وزير الخارجية يلتقي بوزير العمل الصربي
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي وزير العمل الصربي
  • مقتل مسؤول في "حزب الله" إثر تعرضه لكمين مسلح في البقاع الغربي