كيف أفسد السيسى مخطط التدخل الخارجي فى السودان؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن كيف أفسد السيسى مخطط التدخل الخارجي فى السودان؟، لم تكن قمة دول الجوار السوداني التي عُقدت في القاهرة الخميس الماضي حدثًا عاديًا، بل كانت حدثًا مفاجئًا، وهامًّا في نفس الوقت، فهي قد خاطبت .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات كيف أفسد السيسى مخطط التدخل الخارجي فى السودان؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
لم تكن قمة دول الجوار السوداني التي عُقدت في القاهرة الخميس الماضي حدثًا عاديًا، بل كانت حدثًا مفاجئًا، وهامًّا في نفس الوقت، فهي قد خاطبت الكثير من المحللين، وصناع القرار كما أنها جاءت بعد جهود بُذلت في جدة، وفي الاتحاد الإفريقي.
كانت القاهرة معنية منذ البداية بمخاطر اللحظة، وتفاقم الصراع في السودان مما يهدد بخطر الحرب الأهلية والتقسيم، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي في حكمته أمام مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي عقد لبحث الأزمة السودانية الشهر الماضي. ولقد تابعت القاهرة منذ اليوم الأول للأزمة في 15 من أبريل كافة الجهود التي تبذل من أطراف إقليمية وأممية لوقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى السودانيين، واستقبلت أكثر من 250 ألف وافد من الأشقاء ليصل عدد السودانيين في مصر بذلك إلى نحو خمسة ملايين سوداني.
ومع تأزم الوضع، وامتداد الصراع إلى العديد من المناطق السودانية، والتخوف من محاولات التدخل الدولي في الشأن السوداني، خاصة توافق قمة “الإيجاد” الرباعية من البحث في إرسال قوات إفريقية للفصل بين المتنازعين، ورفض الجيش السوداني لذلك، استكملت القاهرة اتصالاتها، وجهودها بهدف التوصل إلى صيغة مقبولة تنهى الأزمة وتحول دون التدخل الأجنبي في الشأن السوداني، وكذلك الحيلولة دون الاقتراحات المرفوضة من الحكومة السودانية على رأسها فرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة لقوى الصراع في السودان، حيث اعتبر الجيش السوداني أنه المقصود من وراء هذه الإجراءات المعلنة من قبل البعض.
كان طبيعيًا والحال كذلك أن تكثف مصر من اتصالاتها مع دول الجوار لعقد قمة عاجلة وسريعة تضع حدًّا لمسألة التدخل الخارجي الذي لن يزيد الأوضاع إلا تدهورًا، وفي نفس الوقت تقدم روشتة مقبولة للحل عبر عنها الرئيس السيسي في خطابه أمام القمة التي عقدت الخميس الماضي والتي تضمن البيان الختامي للقمة كافة النقاط التي طرحها الرئيس. ولقد استهدفت القمة، وفقًا للبيان، وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى داخل السودان، وتشكيل آلية وزارية ستعقد أول اجتماعاتها في تشاد خلال الأيام القليلة القادمة، ورفض التدخل الأجنبي والتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة.
وقد رحبت الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع بالبيان الختامي، وأعربا عن استعدادهما للتعاون مع الآلية الوزارية لتنفيذ هذه التوصيات، وهو أمر شكل بداية هامة ودعمًا لما جرى الاتفاق عليه في القمة، مما دفع الكثير من البلدان العربية والدولية إلى إعلان دعمها لهذه التوصيات.
لقد بدأت القاهرة على الفور اتصالاتها لتحديد موعد الاجتماع الوزاري في تشاد وتم الاتفاق على نقطتين هامتين كبداية لجدول الأعمال. – الأول: البحث في تهدئة سريعة بين الأطراف المتنازعة لحين التوصل إلى اتفاق دائم، ومستدام لإطلاق النار.
– الثاني: ضمان وصول المواد الغذائية والدوائية بشكل آمن إلى المواطنين السودانيين داخل البلاد. وقد أجرت القاهرة اتصالات مكثفة مع الجانبين (الجيش السوداني والدعم السريع)، بهدف ضمان المشاركة في هذه الاجتماعات، وأيضًا الالتزام بتنفيذ المقررات. أيًا كان الأمر فإن القاهرة الحريصة على السودان وأمنه واستقراره استطاعت بحكمة القيادة وقدرتها على احتواء الأزمات أن تعقد هذه القمة لدول الجوار المضارة أصلاً من التطورات الراهنة على الأرض السودانية، وأن يتوصل مع قادة هذه الدول إلى رؤية مشتركة لاقت قبولًا لدى كافة الأطراف.
بقي القول: إن هذه القمة، ونجاحها هو أبلغ رد على هؤلاء الذين ملأوا الدنيا ضجيجًا، وهم يتساءلون: أين هو الدور المصري مما يحدث على أرض السودان؟!
مصطفى بكري – صحيفة الأسبوع
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: تاق برس تاق برس موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.
في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.
مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.
اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".
بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.
... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟
نقلا عن العربي الجديد