بريطانيا : ندرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء 30 يناير 2024 ، إن "بريطانيا ستنظر مع حلفائها في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تحقيق تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين"، بحسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية.
وقال وزير خارجية بريطانيا إنه "سننظر مع حلفائنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما في ذلك في الأمم المتحدة"، مشددا على ضرورة أن يتم إظهار للشعب الفلسطيني "تقدم لا رجعة فيه" نحو حل الدولتين، وأضاف أنه "يجب منح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا لتشجيع السلام في الشرق الأوسط".
واعتبر أن المملكة المتحدة "تتحمل مسؤولية تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية"، وقال إنه يجب أن يظهر للشعب الفلسطيني "تقدما لا رجعة فيه" نحو حل الدولتين، وتابع "في الوقت الذي يحدث فيه ذلك، سننظر مع حلفائنا، في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة".
وأضاف "قد يكون هذا أحد الأمور التي قد تساعد على جعل هذه العملية لا رجعة فيها".
كما حث وزير خارجية بريطانيا ، إسرائيل، على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، وقال إنه "من المثير للسخرية" إعادة المساعدات البريطانية وغيرها من المساعدات الحيوية إلى الحدود.
وأضاف أن "الأعوام الثلاثين الماضية كانت بمثابة قصة فشل لإسرائيل لأنها فشلت في توفير الأمن لمواطنيها"، مشددا على أنه "لن يتحقق السلام والتقدم إلا من خلال الاعتراف بهذا الفشل".
وقال كاميرون "يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية جديدة ‘تقوم بسرعة‘ مع ‘قادة تكنوقراط جيدين‘ قادرين على حكم غزة"، بحسب "بي بي سي".
وأضاف "إلى جانب ذلك، والأهم من ذلك كله، هو إعطاء الشعب الفلسطيني أفقًا سياسيًا حتى يتمكنوا من رؤية أنه سيكون هناك تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية".
وتابع "لدينا مسؤولية هناك لأننا يجب أن نبدأ في تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية، وما ستتألف منه، وكيف ستعمل، وبشكل حاسم، عند النظر إلى القضية، عندما يحدث ذلك، سننظر نحن وحلفائنا إلى مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة".
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أعلنت اليوم، الثلاثاء، إن الوزير ديفيد كاميرون سيتوجه إلى سلطنة عمان، في وقت لاحق، اليوم، حيث يبحث مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، سبل استعادة الاستقرار وخفض التوتر في الشرق الأوسط، في زيارة هي الرابعة له إلى المنطقة منذ تعيينه وزيرا للخارجية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقالت الخارجية البريطانية، في بيان، إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ستكون من المحاور الرئيسية لمناقشاته. وأضافت أن كاميرون سيؤكد التزام بريطانيا بإيصال المساعدات إلى اليمن، وسيحدد الإجراءات التي تتخذها بريطانيا لردع الحوثيين عن استهداف السفن في البحر الأحمر.
والتقى كاميرون في جولة دبلوماسية سابقة في المنطقة، برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ومسؤولين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كما زار قطر لبحث الأوضاع في قطاع غزة، الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ 116 يوما أسفرت عن استشهاد 26,637 مدنيا.
وقال كاميرون خلال اجتماعاته في إسرائيل إنه شدد على ضرورة وقف القتال لضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: نحو حل الدولتین لا رجعة فیه
إقرأ أيضاً:
كيف تحولت السجون بالدولة الحديثة من وسيلة إلى عقاب؟
وحسب ما قاله أستاذ علم الاجتماع إسماعيل الناشف لبرنامج "العمارة والإنسان" الذي تناول "عمارة السجون"، فإن مفهوم العقاب قديما كان مشهدا يراه الجميع من خلال إحضار المجرم إلى ساحة مركزية وتعذيبه جسديا أمام الجميع.
لكن هذه الفكرة تغيرت مع سيطرة النظام الرأسمالي، الذي يحاول -كما يقول الناشف- إعداد أشخاص يمكنهم الانخراط في سوق العمل بشكل منضبط، واعتمد بشكل أساسي على تطوير ثلاث منظومات أساسية هي: العائلة، والعمل، والسجن.
وقد تحدث للبرنامج عن فكرة السجن التي قال إنها نبعت من رغبة الدولة أو النظام في تعزيز فكرة الرقابة من خلال السيطرة.
رقابة الجدرانلذلك، فقد تطور تصميم السجون بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من العقوبة بنفسية المجرم من خلال الجدران، كما قال المفكر والمصلح الاجتماعي الإنجليزي جيرمي بنثام (1748-1832).
اللافت أن هذا المصلح الاجتماعي بنثام كان صاحب واحدة من أكثر أفكار دهاء في فلسفة السجون، حيث صمم سجن بانوبتيكون الذي تحوّل لاحقا إلى متحف.
ففي سجن بانوبتيكون الذي صمم بشكل دائري، كانت غرف المساجين كلها تطل على ساحة مركزية، وضع بنثام وسطها برج مراقبة مضاءً طيلة الوقت بحيث لا يتمكن السجناء من رؤية الحارس الموجود بداخله.
إعلانوبهذه الطريقة، تحولت الرقابة إلى فعل ذاتي يقوم به المسجون نفسه لأن خشيته من الحارس -غير الموجود أساسا في برج المراقبة- منعته من التفكير في القيام بأي عمل مخالف.
وبحسب الناشف، فقد كان البناء هو البطل في هذا السجن الذي صممه بنثام، لأن برج المراقبة كان هو الشيء الذي تم إخضاع السجناء به، وجعلهم يراقبون أنفسهم بأنفسهم.
تغيّر معنى العقاب
ويعتبر سجن بنثام هذا دليلا على التحوّل من فكرة التعذيب العلني للمجرم الذي كان سائدا في العصور الوسطى، إلى فكرة العزل وتنفيذ العقاب بعيدا عن أعين الجماهير والتي اعتمدتها الدولة الحديثة، كما يقول الناشف.
وبناء على ذلك، فقد تغير شكل الرقابة داخل السجون عما كان عليه في السابق، وهو ما طبقته الدولة في مختلف المؤسسات بما فيها المدارس التي يتم تصميمها على نحو يعزز فكرة المراقبة لدى الطلاب.
فمع عجز الدول عن مراقبة كافة مواطنيها وحاجتها الماسة لمراقبة الناس من أجل إخضاعهم، كان لزاما عليها أن تجد فلسفة تتجاوز من خلال هذه العقبة، وكانت فكرة الإيهام التي ابتكرها بنثام في سجنه هي الحل السحري بالنسبة لها.
وقد تجاوز بانوبتيكون كونه سجنا إلى كونه فكرة تم تكرارها بطرق مختلفة منها على سبيل المثال ترسيخ فكرة أن مكالمات الهاتف مراقبة لحظة بلحظة رغم أنها قد لا تكون كذلك، كما يقول البرنامج.
مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (غيتي) الحبس الانفراديلكن السجون بشكلها المجرد كمبانٍ وجدران ومعاملة ظلت واحدة من أكثر العلامات تعبيرا عن شكل الدولة، وقد قال الكاتب والفيلسوف الروسي الكبير فيودور ديستويفسكي في روايته الشهيرة "مذكرات من بيت الموتى" إن درجة تحضر أي مجتمع يمكن معرفتها بمجرد الدخول إلى سجونها.
ولم يكن حديث ديستويفسكي مجرد خيال كاتب، لكنه كان نتاج تجرية حقيقية عاشها الرجل عندما تم وضعه لمدة 8 أشهر في أحد سجون سيبيريا الباردة بتهمة الانتماء لجماعة فكرية مخالفة للدولة، وهناك كتب روايته سالفة الذكر.
إعلانوداخل هذ السجن، عاش الكاتب الروسي الكبير تجربة الحبس الانفرادي التي ابتكرها الإصلاحيون المتدينون بحجة منح السجين فترة للاختلاء بنفسه والاعتراف بذنبه، لكن هذا النوع من الحبس لا يعدو كونه درجة أكثر قسوة من التعذيب.
ففي هذا الحبس، يمارس السجانون ما يسمى بالصمت العقابي ضد السجين الذي لا يجد من يتحدث معه حتى إنهم يحاولون ارتداء أحذية لا تصدر صوتا خلال الحركة حتى يمنعوه من أي نوع من أنواع الاستئناس.
وعندما أراد ديستويفسكي وصف هذا الشعور، قال إنها مرحلة تتحطم فيها الروح بين الجدران انتظارا للإعدام أو للعفو، وإن السجون تمتص الإنسان وتخذله.
ولم يكن ديستويفسكي وحده الذي تحدث عن السجون، فقد وصف الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش الحبس الانفرادي بأنه "محدودية في المكان وفائض في الزمان". وهي حالة قد تصل بالإنسان إلى مرحلة الهلاوس والانفصام عن الواقع، كما يؤكد الطبيب النفسي همام يحيى.
16/12/2024