هل ينجح بايدن في تجنب تصعيد واسع بمنطقة الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، افتتاحيتها على حالة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أنها مرتبطة بشكل أساسي بالحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والمتواصلة منذ 116 يوماً.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "التصعيد في الشرق الأوسط يقود المنطقة إلى الهاوية"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتجنب توسيع دائرة الصراع، في ظل تدني شعبيته الانتخابية.
واستدركت الصحيفة بقولها: "هناك منطق في النهج الأمريكي، إذ أن غارات الولايات المتحدة وحلفائها مبنية على الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية، وبحال توقفت فإن واشنطن ستتوقف".
وتابعت: "هذا أوضح بالنسبة للهجوم الذي قتل وجرح جنودا أمريكيين في الأردن"، موضحة أن "بايدن تعهد بالرد، ولن يكون لديه أي مجال آخر".
وذكرت أن "سبب تجنب التصعيد يعود إلى محاولة المحافظة على أسعار الطاقة، لكن الضربات المتبادلة لن تأخذ المنطقة إلى المكان الذي يريده بايدن".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر ينسحب أيضا على إيران، التي ستضطر للرد لو تلقت ضربة قوية من الولايات المتحدة، وربما يكون التنفيذ عبر "المليشيات" التابعة لها.
وقالت إنه "رغم أن إيران والولايات المتحدة تقولان إنهما لا تريدان الحرب، لكن معيرة المواقف هي علم في حد ذاته، فمهما توخيت باختيار الهدف، إلا أنك لا تستطيع التكهن بالنتائج، مع أن مقتل الجنود الأمريكيين كان مسألة وقت، نظرا للصواريخ التي أطلقت على قواعدهم في العراق وسوريا".
ونوهت إلى أنه "هناك جانب آخر للتقييم، وهي الضغوط المحلية، فالمقاومة الإسلامية في العراق هي جماعة تدعم مصالحها الخاصة، تماما كجماعة الحوثيين في اليمن، والمشكلة هنا هي أن أي التصعيد المسيطر عليه قد يتكاثف ويخرج عن السيطرة. فالحرب الإقليمية التي حاول بايدن منعها أصبحت واقعا، والأردن هو آخر المنجرين إليها".
وشددت على أنه "لن تنتهي الحرب المتصاعدة طالما ظلت شعلتها متقدة في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الشرق الأوسط غزة إيران الحرب إيران الشرق الأوسط امريكا غزة الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ما خسرته إيران ربحه العرب
آخر تحديث: 22 يناير 2025 - 9:42 صبقلم: فاروق يوسف إذا كانت لديك مشكلة في لبنان فعليك الذهاب إلى إيران التي لها رأي لا يستهان به في مستقبل سوريا. أما حركة حماس فإنها لا تخطو خطوة واحدة إلا بعد أن تعرضها على الولي الفقيه. ذلك كله صار من الماضي. لقد تم فك الأنشوطة الإيرانية التي لُفّت حول رقبة الشرق الأوسط. أما العراق فإنه وإن كان يبدو كما لو أنه حكاية أخرى فإن مستقبله الإيراني على وشك الأفول. إيران اليوم تفكر في مستقبلها لا في مستقبل العراق. لم يعد العراق جزءا من أوراقها التي تمارس من خلالها الضغط على الولايات المتحدة التي لم تعد من جهتها مالكة لقرار التمسك به أو التخلي عنه. لقد دخلت إسرائيل على الخط بعد أن صار استهدافها من العراق عملا تحريضيا إيرانيا. وهكذا لم يعد التفكير في صورة الشرق الأوسط الجديد بنسخته الأميركية ملزما بقدر ما صارت ضرورات الأمن الإسرائيلي هي التي ترسم الخرائط السياسية لمنطقة آن لها أن تستريح من الصداع الإيراني الذي هو عبارة عن متاهة، كل دروبها مغلقة. بين السابع من أكتوبر عام 2023 والسابع من ديسمبر عام 2024 امتد خط الزلزال الذي اعتقدت إيران أن نتائجه ستكون لصالحها. فعلت ما كانت تراه مناسبا لمستقبلها في المنطقة وكانت تعرف أنها لن تخسر شيئا على مستوى وجودها السياسي داخل أراضيها. غامرت إيران بالآخرين الذين أبدوا استعدادا للانتحار من أجلها. غير مرة نفت إيران صلتها بما حدث في غزة كما أن حسن نصرالله زعيم حزب الله السابق كان قد أكد مرارا أن إيران لم تأمره بشن حرب على إسرائيل. وقد لا تكون إيران قد أخبرت بشار الأسد بأن موعد رحيله عن السلطة بات قريبا بعد أن تم استبعادها من الصفقة الأميركية – الروسية التي قامت تركيا بتنفيذ بنودها على الأرض السورية. نكون سذجا إذا ما اعتقدنا أن علي خامنئي كان مهتما بمصير بشار الأسد. لقد تم استهلاك الفصل السوري من الحكاية سريعا بعد أن فقد الإيرانيون وبشكل نهائي درة تاجهم في المنطقة وهو حزب الله الذي بات نسيا منسيا بالنسبة إلى صناعة القرار في لبنان. هل يعني ذلك أن إيران في طريقها إلى المسافة صفر من مشروعها التوسعي الذي ظن البعض أنه صار واحدة من الحقائق الراسخة في منطقة الشرق الأوسط؟ بالنسبة إلى صناع القرار السياسي والعسكري ومنفّذيه لم تكن هناك إمكانية لإعادة رسم الخرائط السياسية في المنطقة إلا إذا كانت تلك العملية تُجرى لصالح تكريس النفوذ والهيمنة الإيرانية إلى زمن ليس بالقريب. كان الحديث عن إمبراطورية فارس التي عادت إلى الوجود وهي تطل على بحرين وتتحكم بخط سير جزء مهم من التجارة العالمية هو واقع حال لا يقبل جدلا بحيث صار أنصار إيران ينتظرون الساعة التي يعترف فيها العالم بها قوة إقليمية عظمى تستأذنها القوى الكبرى في ما يتعلق بالشرق الأوسط. ربما كان السلوك الروسي بما انطوى عليه من نفاق سياسي قد وهبها مكانة لا تستحقها حين كانت جزءا من مباحثات كانت تُجرى لتصريف الشأن السوري. وربما لعبت الولايات المتحدة دورا في تكريس ذلك الوهم حين ظلت تغض النظر عن الأبواب العراقية المفتوحة على إيران لإنقاذ اقتصادها. لقد ظن الكثيرون أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون موزعا بين ثلاث قوى، إيران وإسرائيل وتركيا. تلك قراءة تلغي بشكل تام تأثير العامل العربي، وعلى أساسها لن يكون العرب سوى كتلة بشرية لن يكون لها دور في التأثير على مستقبل الشرق الأوسط الجديد الذي ليست فكرة التبشير بولادته جديدة، بل تعود إلى عقود ماضية. تلك قراءة أثبتت أنها لا تتمتع بالعمق والدراية والتمعن في المستجدات التي يمكن أن تقع بطريقة صادمة كما حدث حين سمح المجتمع الدولي لإسرائيل بأن تفعل ما تراه مناسبا لأمنها وبالطريقة التي تناسبها بل والأنكى من ذلك أن جزءا مهما من العالم فتح لإسرائيل مخازن أسلحته ليعينها في مشروعها. إذا كان موقف الولايات المتحدة وأوروبا محسوما لصالح إسرائيل فماذا عن موقفي الصين وروسيا؟ ما صار واضحا أن هناك قرارا دوليا يقضي بإعادة إيران إلى حدودها وإنهاء أسطورتها التي لم تكن سوى ورقة خاسرة في لعبة هي أكبر منها بل وحتى أكبر من تركيا أما إسرائيل وهي دولة صغيرة، قليلة السكان فإن ما يهمها سوى أن يكون لها مكان آمن في ذلك الشرق التي تعرف أنها لن تقوى على حكمه. وما لا يمكن إنكاره أن الجهد العربي في إفشال المشروع الإيراني سيعيدهم إلى الخارطة السياسية بطريقة تتناسب مع رغبتهم المؤكدة في صنع مستقبل حيوي للمنطقة بعيدا عن الشعارات الجوفاء.