التبرع التبادلي بالأعضاء قريباً في الإمارات..!
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
كشفت اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية أن التبرع التبادلي بالأعضاء سيدخل حيز التنفيذ في الإمارات قريباً، ويشمل غير الأقارب وجميع أنواع الأعضاء المقررة قانوناً.
وأكدت اللجنة أن القطاع الصحي في الدولة سيشهد خلال الفترة المقبلة التبرع التبادلي بالأعضاء، ويقصد به التبرع بين غير الأقارب بهدف إنساني دون تحقيق أي منفعة أخرى، بحيث يتبرع الشخص بالعضو البشري، ويتولى الطاقم الطبي تحديد المريض المناسب لزراعة هذا العضو له.
وأعلنت اللجنة خلال كونغرس الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء لعام 2024، الذي انطلق في دبي أمس، أن دولة الإمارات تستعد لشمول منظومة التأمين الصحي للتبرع وزراعة الأعضاء وفق إجراءات وآلية معينة تم مناقشتها مع شركات التأمين وهيئة التأمين بالدولة، لتكون دولة الإمارات في طليعة دول العالم التي تقدم حلولاً مستدامة في هذا المجال.
وقال رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، الدكتور علي العبيدلي، في تصريحات صحافية على هامش فعاليات كونغرس الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء، إن «الجهات الصحية في الدولة تستعد لانطلاقة نوعية أخرى في مجال الإجراءات والتوسع في التبرع وزراعة الأعضاء».
وأضاف أن «برنامج التبرع وزراعة الأعضاء الإماراتي حصل على تقييم أفضل وأسرع برنامج تطوراً ونمواً في العالم، بناء على مؤشر تحسن الأداء وارتفاع نسبة المتبرعين بعد الوفاة لكل مليون نسمة، حيث بلغ نمو التبرع وزراعة الأعضاء على مستوى الإمارات بنسبة 417% خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفق نتائج مؤتمر الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء في الولايات المتحدة».
وأشار الدكتور علي العبيدلي، إلى أن «التبرع بالإيثار»، أو ما يعرف بالتبرع التبادلي، سيدخل حيز التنفيذ خلال الفترة المقبلة وبالتدريج خصوصاً في ظل الدعم اللامحدود من الدولة ومن أفراد المجتمع بعد تصنيف الإمارات على أنها الأسرع نمواً في العالم في برنامج التبرع بالأعضاء.
ووصف هذا النوع من التبرع بالأعضاء بأنه يؤسس للتمكين في المجتمع للتبرع بين غير الأقارب في ظل وجود لجنة مختصة تم تشكيلها لدراسة أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن.
وأكد العبيدلي، أن التبرع بـ«الإيثار» سيكون غير موجّه بمعنى أن يتبرع الشخص بالعضو ويتولى الطاقم الطبي تحديد المريض المناسب لزراعة هذا العضو البشري له، موضحاً أن «التبرع بالإيثار» يشمل جميع أنواع الأعضاء التي أقرها القانون، ويخضع المتبرع والمتلقي لفحوص طبية دقيقة، وسيكون هناك طبيب للمتبرع وطبيب للمتلقي لتوفير الحيادية اللازمة، حيث سيقوم البرنامج بتوجيه هذا التبرع للمستحقين.
وذكر أن هذا النوع من التبرع يستلزم القيام بالإجراءات المطلوبة للتبرع التبادلي، مؤكداً أنه تُجرى حالياً دراسة التجارب المختلفة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال.
وأكد وجود سبع مستشفيات مؤهلة لنقل وزراعة الأعضاء في الدولة متخصصة في الأعضاء المختلفة، وأنه يوجد تنسيق دائم ومستمر، لافتاً إلى أن جميع الأشخاص المسجلين على غسيل الكلى مؤهلون للزراعة إلا إذا كان هناك مانع طبي، وحالياً يتم توحيد قائمة الانتظار.
وانطلقت أمس فعاليات كونغرس الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء لعام 2024 في دبي، الذي تنظمه وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي وهيئة الصحة في دبي خلال الفترة من 27 إلى 30 يناير الجاري في دبي، بمشاركة أكثر من 8000 خبير ومختص بشكل حضوري أو عن بعد من ممثلي الجهات الصحية والمعنية الحكومية والقطاع الصحي الخاص، ومشاركين من مختلف دول العالم ضمن الجلسات النقاشية والعروض التقديمية والمحاضرات التي يضمها المؤتمر.
ويناقش المتحدثون ضمن جلسات علمية متعددة تستمر أربعة أيام أهمية التبرع وزراعة الأعضاء في خفض حالات الفشل العضوي المزمن والحلول المبتكرة للتحديات، ومخرجات زراعة الأعضاء وأثرها في تحسين جودة الحياة للمتلقين للأعضاء والتقليل من عبء الأمراض المزمنة، وأهمية التعليم وبناء الكفاءات في مجالات التبرع وزراعة الأعضاء والخبرات والتعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة عبدالله أهلي، حرص الوزارة والجهات الصحية على تعزيز قيم وثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع من خلال إطلاق حملات مجتمعية وتنظيم المؤتمرات والفعاليات الدولية في إطار سعيها لإيجاد حلول مستدامة للمرضى، خصوصاً المصابين بالسرطان وأمراض القلب والفشل الرئوي والتليف الكبدي والفشل الكلوي، انطلاقاً من أن زراعة الأعضاء تؤدي إلى الشفاء التام وتحسين جودة الحياة، مشيراً إلى أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء هو برنامج إنساني للتشجيع على التبرع بالأعضاء، باعتباره موقفاً بطولياً يجسّد معنى الإنسانية، ويعطي فرصة حياة جديدة، كما يؤكد الثقافة الراسخة للتبرع بالأعضاء بين أفراد المجتمع.
وقال المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي، الدكتور راشد السويدي، إن «أبوظبي تواصل تعزيز إمكاناتها في التبرع وزراعة الأعضاء من خلال العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء في مختلف أنحاء الإمارات تحت مظلة البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة)، للحفاظ على صحة وسلامة المجتمعات، مرسخة مكانتها وجهة رائدة للرعاية الصحية عالمياً».
وأضاف: «نؤمن بأهمية حشد الجهود العالمية للمضي في تعزيز التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية التي تتطلب تكاتفاً أممياً لتوسيع شبكات وسجلات المتبرعين بالأعضاء والمحتاجين إليها، وتبادل المعارف والخبرات بين الكوادر الطبية، وهو ما نتطلع إلى أن يُسهم هذا الحدث المهم في تحقيقه».
وقال المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، الدكتور مروان الملا، إن دولة الإمارات نجحت في أن تكون لها منهجيتها الخاصة في التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية من خلال حزمة التشريعات والضوابط والإجراءات المنظمة، وكذلك البرنامج الوطني «حياة». وقال إن «هيئة الصحة بدبي لها دور حيوي وبارز في هذا المجال، وهي شريك استراتيجي وفعال في توحيد الجهود التي تدعم وجود دولة الإمارات في موقع الريادة على الساحة الصحية الدولية بشكل عام، ومجال التبرع وزراعة الأعضاء على وجه التحديد».
ويستعرض المؤتمر تجارب المستشفيات المحلية والدولية المختلفة المشاركة لتمكين أفراد المجتمع من ممارسة حقهم في التبرع بالأعضاء، وتطبيق أفضل معايير الجودة في هذا المجال، وتكريم إنجازات المستشفيات والمراكز الطبية لبرامج زراعة الأعضاء، والجهات والمنظمات ذات الصلة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لمساهماتها الاستثنائية في تطوير التبرع وزراعة الأعضاء من الأحياء والمتوفين.
وتشمل محاور المؤتمر معالجة التحديات والفرص المتعلقة بالتبرع بالأعضاء بين الأحياء، وبعد الوفاة أيضاً، والتي تتضمن استراتيجيات من شأنها زيادة معدلات التبرع ومناقشة الاعتبارات القانونية والأخلاقية المترافقة معه، إلى جانب تعزيز آفاق التعاون بين المتخصصين في الرعاية الصحية من جهة والمؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية من جهة أخرى، واستعراض تجارب الدول المختلفة في هذا المجال. ويناقش المؤتمر أحدث ما وصلت إليه التطورات التكنولوجية في هذا المجال، بالإضافة إلى تناول أفضل الممارسات المتبعة على مستوى العالم، بما في ذلك آليات التروية المبتكرة وأنظمة تحديد متلقي الأعضاء، وجوانب رعاية ما بعد الزراعة.
صحيفة الإمارات اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التبرع وزراعة الأعضاء للتبرع وزراعة الأعضاء التبرع بالأعضاء دولة الإمارات فی هذا المجال الأعضاء فی فی التبرع إلى أن فی دبی
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: تنفيذ 2 مليون جلسة غسيل كلوي وتقديم الخدمة إلى 51 ألف مريض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن ملف الصحة يُعد أحد أولويات القيادة السياسية، فقد حظي ملف تحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان سهولة الوصول إلي خدمات الرعاية الصحية بالإهتمام المطلق كأحد أهم استحقاقات المواطنين، مضيفًا أنه من الضرورة المُلحة مواكبة التطور التكنولوجي بمجال الرعاية الصحية لتلبية احتياجات المرضى، وتقديم خدمة صحية جيدة للمجتمع.
جاء ذلك خلال كلمته بفعاليات مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلة بنسخته الـ43 لعام 2025، بحضور عدد من قيادات وزارة الصحة والسكان، ولفيف من أبرز أطباء وجراحي أمراض وزراعة الكلى بمصر، وذلك بهدف تبادل الرؤى والخبرات حول أحدث ما توصل إليه العلم بهذا الملف، متقدمًا بالتهنئة والتقدير للجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى على هذا المؤتمر المثمر الذي يُعد منصة علمية هامة، والذى يقام في الفترة من 18 حتى 21 فبراير 2025.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، إنه لابد من التكاتف بين الجهات الحكومية ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني للتعاون معًا لمواجهة التحديات التي تواجه الملف الصحي، ومنها التحديات الاقتصادية لضمان استدامة توافر الأدوية والمستلزمات الطبية لمرضى الكلى.
واستعرض الدكتور خالد عبدالغفار، جهود الدولة في توفير حلول بناءة تضمن إستمرار توفير إحتياجات منظومة الرعاية الصحية في مصر لإحداث تنمية حقيقية تتماشي مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة، لذا فان إطلاق منصة "Nephro Misr" نيفرو مصر في أبريل 2024، يعكس الالتزام تجاه تحويل منظومة الغسيل الكلوي في مصر، إلى منظومة رقمية متكاملة، تخدم ألاف المرضى سنويًا بجودة وفعالية وتضمن حسن إستخدام الموارد وإستدامتها لتغطية إحتياجات كافة مرضي الغسيل الكلوي في مصر.
وتابع أن هذه الخطوة تساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المٌقدمة لمرضى الغسيل الكلوي من خلال تطوير نظام موحد وشامل لإدارة عمليات الغسيل الكلوي في جميع المستشفيات والمراكز الطبية، سواء العامة أو الخاصة، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا النظام يسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الصحية، من خلال حوكمة وتنظيم جلسات الغسيل وضمان تقديم الرعاية المطلوبة طبقا لإحتياجات المرضي.
واشار الدكتور خالد عبدالغفار، الى إنجازات منظومة الغسيل الكلوي الرقمية منذ اطلاقها، حيث تم تنفيذ2 مليون جلسة غسيل كلوي بمعدل 11 جلسة لكل مريض شهريًا، وتقديم الخدمة إلى 51 ألف مريض، بالإضافة إلى 3 ألاف و100 مريض تابعين للهيئة العامة للرعاية الصحية، فضلا عن استخدام18 ماكينة غسيل كلوي بمعدل 2.7 مريض لكل ماكينة، معُلنًا أن هذه الاحصائيات تُعد تفوقًا على المعدلات العالمية، وكذلك حوكمة استخدام مليون و565 ألف مستلزمًا طبيًا بكفاءة عالية.
وأكد على أنه إيمانًا بأهمية الرقابة والجودة في الرعاية الصحية، فقد تم تصميم المنظومة لتتيح بثًا مباشرًا لكل جلسة غسيل كلوي، بدءًا من استلام المستلزمات والمسح الضوئي لها، مرورًا بمسح الماكينة وتقنية التعرف على الوجه لبدء الجلسة، كما تتيح المنظومة الدخول عبر نظامي Android وiOS، مما يضمن سهولة إستخدامها من أي مكان.
وأضاف "عبدالغفار" أنه حرصًا على تحقيق الأهداف المنشودة، تركز المنظومة على إدارة المستلزمات الطبية بفعالية، ومكافحة العدوى وفقًا لأعلى المعايير الرقابة المستمرة والحوكمة لتحقيق الشفافية والجودة والتوفير في النفقات، حيث تم رصد توفير يعادل24% في التكاليف المباشرة، وإعمالاً بمبادئ الحوكمة والشفافية فقد تم تقييم مراكز الغسيل الكلوي على مستوى الجمهورية، سواء كانت حكومية أو تابعة لجمعيات أهلية أوخاصة لضمان جودة الأداء وتقييم العمل قبل وبعد المنظومة للتأكد من تحقيق المستهدف.
وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء، أنه في إطار خطة الدولة الطموحة بمنظومة الغسيل الكلوي، سيتم إدخال نظام التسجيل الطبي الإحصائي الكامل لمرضى الغسيل الكلوي، بالمرحلة القادمة، مما يعزز من قدرة النظام على توفير بيانات دقيقة وشاملة تسهم في اتخاذ القرارات المبنية علي المعلومات.
واختتم الدكتور خالد عبدالغفار، كلمته بتقديم الشكر والتقدير لكافة الحضور، منتظرًا من جميع الكوادر إتخاذ دورًا فعالًا والتعاون من خلال نقل الخبرات للمساهمة في تخفيف حدة الأعباء عن كاهل المرضى، متمنيًا أن تثمر جهودنا عن اجراءات وضوابط تساهم في ضبط مجال زراعة الأعضاء وتنظيم العمل به.
ومن جانبه أشار الدكتور أيمن الرفاعي أستاذ أمراض الباطنة والكلى ورئيس الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى، ورئيس المؤتمر، إلى أن المؤتمر يضم أكثر من 40 جلسة علمية تناقش ترصد أمراض الكلى بمصر والعالم، والأمراض المسببة للكلى وكيفية الوقاية منها وطرق العلاج ومنع حدوث الإصابة، والتعريف بأمراض الكلى السكرية وكيفية الوقاية منها، والتطرق إلى ملف زراعة الكلى وتطوير العمل بزيادة عدد المستفيدين، وطرق العلاج الحديثة ومعالجة المضاعفات، وتكثيف التوعية المجتمعية على فهم ماهية التبرع بالأعضاء، وأهميته في الحفاظ على حياة الإنسان.
وفي ختام المؤتمر، تم تكريم عدد من الرموز البارزين بملف أمراض وزراعة الكلى بمصر والدول المختلفة، نظرًا لإسهاماتهم وجهودهم المبذولة بهذا الملف الهام، وكذلك تكريم أفضل مراكز للغسيل الكلوي العامة والخاصة والجميعات الخيرية وأيضًا تكريم المسؤولين عنها وذلك على مستوى الجمهورية.