حماية اقتصادنا من عوامل الإنهيار
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
حكم الله تعالى بمحق الربا، وتوعد أصحابه بحرب منه سبحانه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف لهم أن يصمدوا في وجه جبار السماوات والأرض، ناهيكم عن مجرد التفكير في أي نوع من تحقيق الأرباح أو الانتصار، بل إنها هزيمة محققة وخسران مبين، فأي أحمق هذا الذي يعرض نفسه للمحق ومحاربة الله ورسوله ؟!.
والربا موجب للعن والطرد من رحمة الله عياذا بالله، فكيف يأمن عاقل رشيد على نفسه تلك العاقبة وهو يتعامل بالربا؟.
ثم أين يفر من يقع في إثم الربا، من شدة التغليظ والتحذير من شناعة هذا الجرم الفظيع، ويكفينا في ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الربا وفداحته إذ يقول ( الربا ثلاث وسبعون حوبا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه) فماذا بعد هذا التحذير والزجر ؟!. ويدخل في هذا الوعيد الشديد آكل الربا ومؤكله، وكاتبه وشاهداه.
إن الربا من كبائر الذنوب وسبعها الموبقات وقد حرم الله فعله في جميع الديانات السماوية، ويالها من تجارة ساحقة ماحقة، وياله من إثم شنيع، أن يتعامل الناس مع المصارف والبنوك المسماة بالتجارية والتي تزين للناس وتغريهم ليكونوا شركاء معها في هذا المنكر الذميم، مهما غيرت من تسمية التعاملات المالية فتارة يسمونها أرباحا وتارة يسمونها فوائد، وغيرها من التسميات المضللة، ولابد لنا من التحذير والتنبيه على مخاطر إيداع الأموال أوالرواتب أو طلبات التمويل والإقراض من البنوك الربوية والوقاية من شرورها.
والذين تورطوا في هذا الإثم وعرضوا أنفسهم للعقوبة في الدنيا والآخرة ندعو لهم وندعوهم للتوبة والإخلاص والفكاك من أغلال الديون وتسلط البنوك، ولابد أن يدرك المتعاملون مع تلك البنوك المسماة بالتجارية، أنهم يشاركونها في جريمة انتشار الربا والتسبب في انهيار الاقتصاد الوطني، وجلب المصائب والشرور إلى بلادنا، ونحن نرى ونسمع عن هذه المصائب والعياذ بالله.
في المقابل نطالب أصحاب القرار بإلغاء كافة التعاملات المالية القائمة على الربا في جميع البنوك والمصارف وسوق الأوراق المالية والمصرف المركزي.
كما نهيب برجال المال والأعمال المواطنين والمقيمين كذلك بتشجيع التجارة النزيهة، والاستثمار الحلال المبارك والقروض الحسنة، لأن تحرير قطاع البنوك والأعمال في بلادنا من الربا ودواعيه يسهم في تقوية الاقتصاد الوطني الحر ويساعد في إيجاد الحلول الشرعية ذات الأصول الثابتة المستقرة، والعوائد المالية الوفيرة، وتخليص اقتصادنا من احتكار وتحكم النظام الرأسمالي الأجنبي، الذي يستغل أموال المسلمين في دعم الصهاينة المعتدين، ولنا عبرة فيما حل ويحل باقتصاد دول رأسمالية كبرى من نكبات وخسائر فادحة وانهيار اقتصادي شامل أعلنت معه إفلاسها، وتحولت بعده إلى تطبيق المنهج الإسلامي في قطاع المال والأعمال. ونحن أولى منهم بتطبيق النظام المالي الإسلامي.
لقد أنعم الله علينا بنظام اقتصادي صحي ومعافى، أحله الله وباركه، وأمدنا سبحانه بموارد ثمينة، ونظام مالي متكامل، وليس لنا حجة في الإبقاء على البنوك الربوية التي أصبح من الضروري جدا أن تتحول إلى مصارف إسلامية قبل أن تعلن إفلاسها قريبا، وحتى نقي أنفسنا غضب المنتقم الجبار ونحمي اقتصادنا من المحق والانهيار. ونجنب مجتمعنا ويلات ونكبات التعاملات والقروض المالية المبنية على الربا والتي مازال كثير من أصحابها يقبعون في السجون أو يترددون على المحاكم في قضايا الديون الربوية، حفظ الله بلادنا ومجتمعنا من كافة الشرور والآفات وعافانا من هذه المصائب، وكفانا بحلاله عن حرامه، وكفى بالله وكيلا.
راشد العودة الفضلي – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف أحد عوامل ارتفاع حالات سرطان الأمعاء.. ما علاقة مرحلة الطفولة؟
شدد باحثون من جامعة كاليفورنيا على أن التعرض للسموم التي تنتجها بكتيريا الأمعاء في مرحلة الطفولة قد يُسهم في ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم لدى من هم دون سن الخمسين حول العالم.
شهدت دول، بما في ذلك بعض دول أوروبا وأوقيانوسيا، زيادة في عدد البالغين الشباب المصابين بسرطان الأمعاء في العقود الأخيرة، مع تسجيل بعض أشد الزيادات في إنجلترا ونيوزيلندا وبورتوريكو وتشيلي، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21".
وأشار الأطباء إلى ارتفاع معدلات السمنة وانتشار الوجبات السريعة وقلة النشاط البدني كعوامل محتملة للمرض، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن السلالات الضارة من ميكروب الأمعاء الشائع "الإشريكية القولونية" قد تكون مسؤولة.
وقال البروفيسور لودميل ألكساندروف من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، "نعتقد أن ما نراه هو عدوى في مرحلة مبكرة من الحياة تزيد لاحقا من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المستقبل".
ولفت التقرير إلى أنه في محاولة لفهم هذا الاتجاه، قام فريق دولي بقيادة جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، بتحليل الحمض النووي لـ 981 ورما في القولون والمستقيم من مرضى في 11 دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا. كانت غالبية الأورام من كبار السن، ولكن 132 منها كانت سرطانات معوية مبكرة.
وجد العلماء أن الطفرات الجينية المميزة التي يسببها الكوليبكتين، وهو سُمّ تفرزه بعض السلالات الضارة من الإشريكية القولونية، كانت أكثر شيوعا بأكثر من ثلاثة أضعاف في الأورام التي أُزيلت من مرضى تقل أعمارهم عن 40 عاما مقارنة بتلك الموجودة لدى مرضى تزيد أعمارهم عن 70 عاما. ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، كانت الطفرات المميزة نفسها أكثر شيوعا أيضا في البلدان ذات أعلى معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء المبكر.
يُعتقد أن أنماط الطفرات تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة. تُعطل هذه الطفرات الحمض النووي في خلايا القولون، وقد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين.
تُظهر السجلات الصحية العالمية ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء لدى البالغين دون سن الخمسين في 27 دولة على الأقل، مع تضاعف معدل الإصابة تقريبا كل عقد على مدار العشرين عاما الماضية. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يصبح سرطان الأمعاء السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في تلك الفئة العمرية بحلول عام 2030.
لا تُثبت الدراسة أن الكوليباكتين يُسبب سرطان الأمعاء المُبكر، ولكن إذا كانت سلالات الإشريكية القولونية الضارة مُتورطة، فإنها تُثير المزيد من التساؤلات حول كيفية نشوئها، وكيفية تعرض الأطفال لها، وما إذا كانت التدخلات، مثل البروبيوتيك، يُمكن أن تُحل محل الميكروبات المُسببة.
قال ألكسندروف إنه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كان لدى حوالي 30 إلى 40% من الأطفال الإشريكية القولونية المُنتجة للكوليباكتين في أمعائهم.
بحسب التقرير، فإن أحد الاحتمالات هو أن السلالات الضارة من الإشريكية القولونية تطورت واكتسبت ميزة في الأمعاء من خلال إنتاج الكوليبكتين. في حين أن السم يتلف الحمض النووي للشخص، إلا أنه قد يساعد الميكروبات على التفوق على جيرانها.
وأوضح ألكسندروف أن "هذا النوع من الحرب الكيميائية الميكروبية شائع جدا في التطور، حيث يساعد إنتاج السم في تشكيل المكان المناسب أو قمع المنافسين الميكروبيين".
ووفقا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، التي مولت البحث في إطار شراكة تحديات السرطان الكبرى، فإن أكثر من نصف حالات سرطان الأمعاء يمكن الوقاية منها، حيث يرتبط ربعها بتناول القليل جدا من الألياف، ويرتبط 13% بتناول اللحوم المصنعة، و11% بسبب السمنة، و6% بسبب الكحول. ويُعزى 5% أخرى إلى الخمول.
وقال الدكتور ديفيد سكوت، مدير تحديات السرطان الكبرى في مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "يبدو أن العديد من مرضى سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة من حياتهم قد تعرضوا لسم يسمى الكوليبكتين، تنتجه بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية في مرحلة مبكرة من حياتهم. ليس من الواضح كيف ينشأ هذا التعرض، لكننا نشتبه في أن مجموعة من العوامل، بما في ذلك النظام الغذائي، قد تتقاطع خلال مرحلة حاسمة في تطور ميكروبيوم الأمعاء".
وأضاف "تُضيف هذه الدراسة جزءا مهما من لغز السرطانات المبكرة، لكنها ليست قاطعة، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات وجود صلة قاطعة بين الكوليبكتين وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر. وتُجري فرق أخرى من مجموعة تحديات السرطان الكبرى أبحاثا متعمقة في ميكروبيوم الأمعاء وعوامل بيئية أخرى للكشف عن سبب الارتفاع العالمي".