تهديد جديد للعمل الإنساني: 10 دول تُعلّق تمويلها لـ “الأونروا” في غزة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
العمانية – أثير
علّقت دول رئيسة مانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تمويلها عقب اتهام الاحتلال الإسرائيلي موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر.
وقالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تأمل في منع كل أنشطة الوكالة، إنّها تهدف إلى ضمان ألا تكون الأونروا جزءًا من المرحلة التي تلي الحرب في قطاع غزة.
من جهتها، أكدت السلطة الفلسطينية السبت أنّ الأونروا بحاجة إلى الدعم وليس إلى وقف الدعم والمساعدات.
وسارعت الولايات المتحدة إلى تعليق أي تمويل للمنظمة الأممية، تلتها كندا، وأستراليا، وإيطاليا والمملكة المتحدة، وفنلندا، ونذرلاند، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، بينما تريثت سويسرا حتى الحصول على مزيد من المعلومات قبل اتخاذ قرار بشأن مساعدتها للأونروا.
قال ماثيو ميلر الناطق باسم الخارجية الأمريكية إنّ “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء المزاعم القائلة إنّ 12 موظفًا لدى الأونروا قد يكونون متورطين في الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس”.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أنّ الدور الحاسم للأونروا في مساعدة الفلسطينيين، وشدّدت على أهمية أن تردّ الوكالة على هذه الاتهامات، وتتخذ أي إجراء تصحيحي مناسب.
وقال أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندي الجمعة الماضية عبر منصة (إكس) إنّ “كندا علقت مؤقتًا أي تمويل إضافي للأونروا فيما تجري تحقيقًا معمقًا حول هذه الاتهامات”، موضحًا أنّ أوتاوا قلقة جدًّا من الأزمة الإنسانية في غزة.
وأبدت بيني وونغ وزيرة الخارجية الأسترالية بالغ قلقها من الاتهامات ضد الأونروا، قائلة”نتواصل مع شركائنا، وسنعلق موقتًا دفع التمويلات “، وشددت على تأثير العمل الحيوي للأونروا على سكان غزة وأوضحت أنّ أكثر من 1,4 مليون فلسطيني تؤويهم في منشآتها.
وكتب وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني عبر منصة إكس السبت الماضي “الحكومة الإيطالية علقت تمويل الأونروا بعد هجوم 7 من أكتوبر على إسرائيل”، وأبدت وزارة الخارجية البريطانية استياءها حول تورط موظفين في الأونروا في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، مؤكدة تعليق المساعدات بينما نراجع هذه الادعاءات المثيرة للقلق.
واعتبرت وزارة الخارجية الفنلندية الاتهامات الموجهة ضد موظفي الأونروا خطيرة، داعية إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل.
وجمدت نذرلاند تمويل الأونروا بينما يتم إجراء تحقيق، ووصف جيفري فان ليوفين وزير التجارة والتنمية شعور الحكومة بالصدمة الشديدة.
كما ذكرت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان، أنّه طالما لم يتم توضيح الاتهام، فإن ألمانيا وبالاتفاق مع دول مانحة أخرى، ستمتنع حاليًّا عن الموافقة على تقديم مزيد من الموارد.
وعلّقت اليابان بدورها تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بسبب اتهامات إسرائيلية حول تورط بعض موظفيها في الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان “ستواصل اليابان بذل جهود دبلوماسية دؤوبة ونشطة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتهدئة الوضع في أقرب وقت عبر تقديم دعم لمنظمات دولية أخرى”.
كما علقت النمسا كل تمويلها للأونروا، داعية إلى إجراء تحقيق شامل وسريع، ولا تشوبه شائبة حول هذه الادعاءات مع مواصلة مساعداتها الإنسانية للسكان المدنيين في غزة والمنطقة.
وكتبت وزارة الخارجية الرومانية على منصة (إكس) أمس الاثنين “لن يكون هناك أي تبرع طوعي آخر من رومانيا إلى الأونروا قبل انتهاء التحقيق”، وعلقت نيوزيلندا اليوم بدورها تمويل الأونروا عقب الاتهامات الإسرائيلية.
وقال كريستوفر لوكسون رئيس الوزراء إنّ هذا التعليق سيتواصل حتى تتضح المسألة، معتبرًا أنّ هذه الادعاءات خطرة جدًا، ومن المهم فهمها جيدًا والتحقيق فيها.
وأعلنت سويسرا التي بلغت مساهماتها للأونروا نحو 20 مليون فرنك سويسري (23 مليون دولار) في السنوات الأخيرة، أنّها لم تتخذ قرارًا بعد بشأن الموافقة على تقديم التمويل لعام 2024 إلى حين البت بالاتهامات.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “لا تعتزم فرنسا صرف دفعة جديدة للربع الأول من عام 2024، وستقرر متى يحين وقت الإجراءات التي يجب اتخاذها بالتعاون مع الأمم المتحدة والجهات المانحة الرئيسة، من خلال ضمان مراعاة كل متطلبات المساعدات والأمن”، مُشيرة إلى أنّ الاتهامات الموجهة للموظفين بالغة الخطورة، وأنّ باريس تريد الانتظار حتى توضح التحقيقات التي بدأت في الأيام الأخيرة الحقائق بالكامل.
وفي ذات السياق، طالب الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين بتدقيق عاجل في عمل الوكالة الأممية، وأكدت المفوضية الأوروبية في بيان أنّها ستحدد قرارات التمويل المقبلة للأونروا في ضوء الادعاءات الخطرة جدًّا التي صدرت في 24 يناير الجاري فيما يتعلق بتورط موظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر.
وقال إسبن بارث إيدي وزير خارجية النرويج في بيان إنّ النروج قررت مواصلة تمويلها، وأضاف “بينما أشارك القلق بشأن الادعاءات الخطيرة جدًّا ضد بعض موظفي الأونروا، فإنني أحضّ المانحين الآخرين على النظر في العواقب الأوسع نطاقًا لخفض تمويل الأونروا في هذا الوقت من الأزمة الإنسانية الشديدة”، وتابع الوزير “لا ينبغي لنا أن نعاقب ملايين الأشخاص بشكل جماعي”.
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام مجلس النواب الاثنين “لن نغيّر علاقتنا مع الأونروا، وهي وكالة للأمم المتحدة أساسية لمعالجة الوضع الإنساني”، وأضاف ستتابع إسبانيا رغم ذلك التحقيق الداخلي الذي أعلنته الوكالة الأممية، والنتائج التي قد يؤدي إليها.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: تمویل الأونروا وزارة الخارجیة فی الأونروا
إقرأ أيضاً:
“يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
يمانيون../
ظهر الغيظ الشديد، للمجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، من استخدام اليمنيين لاسم يافا التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948م.
تردد اسم يافا في العالم وبات العالم يعرف التسمية الحقيقية لما يسميه كيان العدوّ الصهيوني بـ “تل أبيب”، وذلك منذ وصول المسيّرة اليمنية “يافا” في 19 من يوليو 2024م، إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني، قاطعة 2300 كيلومتر لتضرب عصب، دون أن تكتشفها منظومات الاعتراض الصاروخية الأمريكية المنتشرة في البحار والدول العربية، ودون أن تكتشفها أو تشعر بها أيضاً المنظومات الصاروخية الصهيونية لتصل هدفها بدقة عالية جدًّا، ليكون الحدث أشبه بزلزال يصيب الأمريكي والصهيونية.
وبعد عام و9 أشهر على العملية، ومن كتم الغيظ خرج نتنياهو في كلمة متلفزة، بمناسبة بدء معركة حيفا وبدء مجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ليخرج الرجل عن طوره ويظهر غيظه الشديد من إطلاق اليمنيين اسم المسيّرة “يافا”، مضيفاً أقول لهم “يافا ليست محتلة”، مؤكدا أن الكيان العدو يقصف اليمن من خلال حليفة الأمريكي.
ما هي “يافا” من أين جاءت التسمية؟
لم تخل خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حين يتحدث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة من استعادة التسميات الأصلية للمناطق التي احتلها كيان العدوّ، وعلى رأسها “يافا” وأم الرشراس” والتي نالت نصيباً وافراً من عمليات الرد اليمني على المجازر الصهيونية في غزة.
كما أن اسم يافا المحتلة كان حاضراً من جميع بيانات القوات المسلحة اليمنية في العمليات الجوية والصاروخية اليمنية التي تستهدف كيان العدوّ، والتي كان آخرها أمس الاثنين، والتي نفذ فيها سلاحُ الجوِّ المسيّر في عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1.
ويبدو أن توقيت العمليات التي أعلنتها القوات المسلحة أمس مع ذكرى بدء العصابات الصهيونية حربها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، أثار غضب المجرم نتنياهو، وأخرجه عن طوره، وجعله يُظهر حقده على التسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية والتي أعادت اليمن إحياءها.
وفي تعقيب له عقب ضرب مسيّرة “يافا” لقلب كيان العدوّ في يوليو 2024م، كشف السيد القائد أن المقاومة الفلسطينية هي من قامت باختيار اسم الطائرة قبل انطلاقها صوب قلب كيان العدوّ، وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيّرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى.
وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدوّ “تل أبيب” وتركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.
وأكّد أن وصول “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ، كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، فاستهداف يافا لعمق إسرائيل يمثل بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، معلنا “أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وأوضح أن الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتاً إلى أن التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحاً أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.
وأكّد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفاً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.
وقبيل استشهاده في نهاية يوليو 2024م أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “بالتطور اللافت الذي قام به الإخوة في اليمن باستهداف “تل أبيب” بمسيّرة يافا، والذي شكل نقلة نوعية في المواجهة، من خارج ساحة فلسطين، مع الكيان الصهيوني”.
منذ بدء عملياتها في يوليو نفذت المسيّرة “يافا” عشرات العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وتردد اسمها كما تردد اسم يافا المحتلة مع كلّ عملية، ليظهر أمس الأحد حجم الغيظ والحنق على المسميات العربية، ناهيك عن حقد الأعداء على ما تمتلكه الأمّة من مقومات، وصدق الله العظيم حين كشف حقدهم وبغضهم بقوله: “وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْءَايَٰتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.
محمد الحاضري ــ المسيرة