مزارعو فرنسا يواصلون احتجاجاتهم على مشارف باريس للضغط على الحكومة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قضى عدة مئات من المزارعين في فرنسا الليلة الماضية في خيم على حافة الطرق الرئيسية المؤدية لباريس وذلك في إطار تحركاتهم الاحتجاجية المتواصلة للأسبوع الثاني على التوالي وإعلانهم "حصار باريس" بدءا من ظهر أمس الاثنين ولأجل غير مسمى.
فقد بدأت جرارات المزارعين في التحرك نحو العاصمة الفرنسية باريس منذ أمس /الاثنين/، عازمين إغلاق المحاور الرئيسية المؤدية إلى العاصمة، وذلك في ظل استمرار غضب المزارعين الذين اعتبروا الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لصالحهم "غير كافية".
وظل المزارعون على أطراف الطرق الرئيسية ونصب بعضهم الخيم لقضاء ليلتهم والبعض الآخر حاولوا النوم في جراراتهم مزودين بكل المؤن اللازمة، ومنذ الصباح الباكر من اليوم /الثلاثاء/، جاء مزارعون آخرون للانضمام إليهم إذ أن الجميع مصممون على البقاء لعدة أيام في ضواحي باريس إذا لزم الأمر وذلك للضغط على الحكومة للاستجابة فورا لمطالبهم ومواجهة أوضاعهم الصعبة من خلال مساعدات مالية فضلا عن تخفيف بعض المعايير البيئية.
وبحسب مصدر في الشرطة، تم حشد ما لا يقل عن 10 آلاف مزارع في جميع أنحاء فرنسا بالأمس، مع نحو 5 آلاف جرار ومعدات زراعية. أما حول باريس، تجمع نحو ألف مزارع مع أكثر من 500 جرار.
ويتطلع المزارعون اليوم إلى أن يعلن رئيس الحكومة الفرنسية جابرييل أتال "إجراءات ملموسة وطويلة المدى". فقد أعلنت المتحدثة باسم الحكومة مساء أمس /الاثنين/ أنه "سيتم اتخاذ إجراءات جديدة اليوم الثلاثاء لصالح المزارعين.
وفي مواجهة هذا الوضع التي تتصاعد حدته، التقى رئيس الوزراء برؤوساء الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين وهي النقابة التي تمثل أغلبية المزارعين، ونقابة المزارعين الشباب، في اجتماع امتد لثلاثة ساعات ونصف، وذلك في محاولة لاحتواء غضب المزارعين المحتجين على أعتاب باريس ودراسة إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية لحمايتهم من المنافسة غير العادلة وهو أحد مطالبهم الأساسية.
وقد أعلنت نقابات المزارعين الفرنسيين مساء /السبت/ الماضي عن فرض "حصار" حول العاصمة الفرنسية اعتبارا من الاثنين "إلى أجل غير مسمى"، من خلال إقامة حواجز على الطرق في بداية هذا الأسبوع وإقامة نقاط تجمع على الطرق السريعة الرئيسية حول باريس في محاولة لحصارها، في حين قامت السلطات الفرنسية بنشر 15 ألف فرد من الشرطة والدرك، عند مداخل العاصمة وحول سوق رانجيس الدولي للأغذية ومطاري رواسي وأورلي، لتجنب وقوع أي توترات عند نقاط تجمع المزارعين ولضمان عدم دخول الجرارات إلى العاصمة الفرنسية. وقال وزير الداخلية إن "التعليمات الأولى التي أعطت هي ضمان عدم دخول الجرارات إلى المدن الكبرى" وتجنب أي تجاوزات عند الحواجز التي ستقيمها المزارعون.
في الوقت نفسه، من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون /الخميس/ القادم في بروكسل برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لبحث الإجراءات التي سيتم اتخاذها لصالح المزارعين، حيث تشهد العديد من دول الاتحاد الأوروبي موجة من احتجاجات المزارعين، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وتتواصل حركة احتجاج المزارعين والتي بدأت منذ 18 يناير في جنوب غرب فرنسا ومن ثم بدأت رقعة التحرك في الاتساع إلى مختلف أرجاء البلاد لتصل الان حول العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد عجز السلطات عن تهدئة غضب المزارعين الذين اعتبروا أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الجمعة الماضية غير كافية.
ويهدف المزارعون من وراء ذلك ممارسة الضغط على الحكومة للاستجابة فورا لمطالبهم ومواجهة أوضاعهم الصعبة من خلال مساعدات مالية فضلا عن تخفيف بعض المعايير البيئية، وذلك من خلال استمرار تحركاتهم الاحتجاجية التي دخلت أسبوعها الثاني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مزارعو فرنسا فرنسا المزارعين في فرنسا العاصمة الفرنسیة من خلال
إقرأ أيضاً:
أزمة دبلوماسية بين باريس وتل أبيب.. فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي.. والاحتلال يقتحم كنيسة فرنسية بالقدس
نشبت أزمة دبلوماسية بين فرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد دخول شرطة الاحتلال إلى موقع يضم كنيسة تديرها فرنسا في القدس، واعتقال فردين من الدرك الفرنسى.
وعلق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي تواجد في الموقع خلال الحادثة، بأن التحرك الإسرائيلى "غير مقبول" ورفض دخول موقع موقع كنيسة "الإيليونة" الواقع فى جبل الزيتون بسبب إيقاف الشرطة عنصرين من الدرك الفرنسي.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا بعد حادثة القدس المحتلة، أعلنت فيه استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس، مؤكدة أن تصرف الشرطة الإسرائيلية في حادثة القدس غير مقبول.
وأوضحت الخارجية الفرنسية في بيان أنه كجزء من رحلة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كان من المقرر أن يذهب الوزير إلى إليونا، وهي منطقة وطنية فرنسية، ودخلت قوات الأمن الإسرائيلية إلى هذا المكان مسلحة دون تصريح.
وأضاف البيان "لم يرغب الوزير في الذهاب إلى المنطقة في ظل هذه الظروف، وبعد مغادرة الوفد، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية اثنين من موظفي القنصلية العامة الفرنسية في القدس، رغم أنهما من ذوي المكانة الدبلوماسية ثم تم إطلاق سراحهم بعد تدخل الوزير" .
وكان بارو قد وصل، الخميس، فى زيارة قصيرة إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية بهدف البحث عن حلول دبلوماسية للحرب المشتعلة فى غزة ولبنان، وفق ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.
وقال الوزير الفرنسي خلال زيارته إلى تل أبيب إنه يرى "أفقا" لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان، بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأوضح بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس المحتلة: "أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر (2023)".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى انتخاب "رئيس أمريكي جديد" لديه "الإرادة" لوضع حد للحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، حسب وكالة فرانس برس.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي في تل أبيب مع أسرتي الرهينتين الإسرائيليتين-الفرنسيتين المحتجزتين في غزة، أوهاد ياهالومي وعوفير كالديرون، وتعهد بأن "تواصل فرنسا ببذل ما بوسعها لضمان إطلاق سراح مواطنيها وجميع الرهائن في غزة".