وزير خارجية مصر السابق لـعربي21: يجب البناء على قرار العدل الدولية ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
دعا وزير الخارجية المصري سابقا، نبيل فهمي، إلى البناء على الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ضد "إسرائيل" بشأن التدابير الاحترازية المؤقتة التي طلبتها جنوب أفريقيا ضمن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد دولة الاحتلال، ومتابعته في المحافل الدولية كافة.
وأمرت المحكمة دولة، الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتحريض المباشر عليها، وتوفير المساعدات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ومنع عمليات التدمير ورفع تقرير بالتزامها بهذه الإجراءات في غضون شهر واحد.
وأعرب فهمي، في حوار خاص مع "عربي21"، عن اعتقاده بأن هناك تغييرا يحدث في مواقف بعض الحكومات الغربية تجاه ما يجري في قطاع غزة بسبب ضغوط الرأي العام إلا أنها ليست كافية بعد عقود طويلة من الدعم المطلق لإسرائيل منذ إنشائها.
وأكد الوزير المصري السابق أن وقف إطلاق النار هو مسؤولية إسرائيلية أمريكية في المقام الأول، وتتحمل الولايات المتحدة المسؤولية السياسية باعتبارها أكبر وأهم داعم لإسرائيل عسكريا وماديا، وموقفها من معارضتها وقف لإطلاق النار هو موقف مرفوض، والتحول الأخير من وقف كامل لإطلاق النار إلى المطالبة بوقف ممتد لاعتبارات إنسانية هو تحول غير كاف.
شغل فهمي منصب سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، (1999-2008)، وهو ابن إسماعيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق الذي استقال أثناء مفاوضات كامب ديفيد عام 1979، ومختص فى شؤون الأمن الإقليمي والدولي ونزع السلاح، ويشغل منصب عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
وتاليا نص الحوار الخاص:
كيف يمكن الاستفادة من الحكم غير المسبوق من قبل محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد دولة الاحتلال؟
الحكم بالغ الأهمية وينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار وجدية كاملة ومتابعة باعتباره خطوة مهمة، اعتبارات ذلك تتلخص في الآتي، بدون شك كنا نتطلع إلى صدور حكم صريح يدعو إلى وقف إطلاق النار مع هذا بمراجعة مقدمة الحكم وقرار طالبة إسرائيل باتخاذ التدابير الاحترازية المؤقتة نجدد العديد من النقاط الإيجابية، أهمها قبول دعوى جنوب افريقيا ورفض طلب إسرائيل برفض الدعوى.
قرار محكمة العدل الدولية أراه قرار مهم للغاية وخطوة يجب البناء عليها عربيا وعالميا، والدعوة الجزائرية بطرح القرار على مجلس الأمن هو خطوة أولى سليمة ويجب أن يتبع ذلك خطة عمل عربية متكاملة تعمل على متابعة هذه الإجراءات في مختلف المحافل الدولية والإقليمية في سياق قانون وإنساني.
إلى أي مدى يدين قرار محكمة العدل الدولية دولة الاحتلال؟
قرار المحكمة باتخاذ التدابير الاحترازية يعني أن المحكمة رأت أن هناك أدلة كافية وأن هناك مخاطر جسيمة تستدعي التعامل مع الاتهام، وتستدعي طرح الإجراءات الاحترازية وتشمل مجموعة من الخطوات المطلوبة من إسرائيل بتجنب أي إجراءات أو ممارسات تساهم في الاتهام الموجه لها من بين ذلك ممارسات المسؤولين وتصريحاتهم والسياسات التي يتبنوها والنقطة المهمة في القرار هو إلزام إسرائيل بأن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.
هل يحمل القرار الدول الداعمة المسؤولية القانونية والأخلاقية؟
قد تكون النقطة الجوهرية في القرار هو أن نجد إسرائيل متهمة بشكل مباشر وأنها تحاسب في إطار قانوني وهو أكبر إطار قانوني دولي رغم الحصانة التي اعتدنا عليها بدعم من الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة ومحصلة كل ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار وأن يؤخذ رأي المحكمة على أنه توجيه وتنبيه للمخاطر الموجودة والتوجيه بعدم المضي في هذا الطريق، وهذا توجيه ليس لإسرائيل بل يحمل في طياته مسؤوليات محتملة لمؤيدي إسرائيل ومن يوفر السلاح.
لم تلتزم سلطات الاحتلال حتى الآن بالقرار كما يبدو هل تتذرع بعدم الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى المقاومة؟
مقدمة النقاط التدابير الاحترازية تشير إلى مسألة الرهائن إنما المقدمة تتبنى كافة النقاط التي تم طرحها من جانب دولة جنوب أفريقيا في إبراز كافة مخالفات إسرائيل المتعلقة بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أو التهجير أو العقاب الجماعي أو بمنع توفير المساعدات الإنسانية، والمسألة ليست الارتكاز إلى نقطة دون التعامل مع النقاط الأخرى.
إذا كان تم الإشارة إلى الرهائن باعتبارهم مرتبطين ببداية الحدث الأخير الذي بدء في السابع من أكتوبر يجب الإشارة أيضا إلى أهمية الإفراج عن الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
في ظل المؤشرات بعدم التزام الاحتلال بقرار المحكمة الدولية ..هل يسري هذا الموقف على الدول الداعمة؟
قرارات المحكمة توصيات استشارية ملزمة قانونية من حيث المبدأ والجانب النظري وليس لديها أدوات تنفيذية، ولكن القرارات تشكل أساس قانوني لمحاسبة إسرائيل أو من يدعم إسرائيل في كل ما يتعارض مع تنفيذ توصيات المحكمة.
بدون شك إسرائيل سوف تحاول عدم الالتزام بقرار المحكمة وهو ما اعتدنا عليه، ولكن هناك دول غربية كثيرة تدعي أنها تتمسك بالقانون الدولي وستجد من الصعوبة أن تستمر على مواقفها في دعم إسرائيل خشية أن تتحمل المسؤولية أمام المحكمة إذا لم تتحرك إسرائيل في تنفيذ التدابير الاحترازية بشكل كامل.
اعتقادي رغم أن قرار المحكمة ملزم قانونيا إلا أن إسرائيل لن تلتزم به، ولكنه يشكل ضغط قانوني وسياسي على المجمتع الدولي ككل.
من يملك قرار وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل أم الولايات المتحدة ولماذا تدعم استمرار الحرب؟
عمليا على الأرض الذي يحدد إطلاق النار من عدمه هو الجانب الإسرائيلي لكن هذا لا ينفي تماما إطلاقا مسؤولية الولايات المتحدة، بل نحملها قدرا من المسؤولية باعتبارها أكبر حليف لإسرائيل والمورد الرئيسي والداعم لها عسكريا وماديا، ومن ثم من الناحية القانونية هي مسؤولية إسرائيلية لكن سياسيا يتحمل الجانب الأمريكي مسؤولية كبيرة.
الموقف الأمريكي هو موقف مرفوض؛ وقف إطلاق النار واجب ، ما نراه أن الموقف الأمريكي يتحول من وقف كامل لإطلاق النار إلى المطالبة بوقف ممتد لاعتبارات إنسانية هذا القدر من التحول غير كاف.
شغلت منصب سفير مصر لسنوات عديدة في واشنطن، هل اللوبي الصهيوني هو الذي يضغط على إدارة بايدن أم هو التزام سياسي ديني تجاه الحركة الصهيونية؟
في اعتقادي أن كل الاعتبارات مرتبطة ببعضها لحد كبير، اللوبي الصهيوني مؤثر وممتد عبر سنين طويلة وهذا يخلق رصيد ووزن معين في الساحة السياسية الأمريكية، وبايدن بالتحديد له مواقف بالغة القوة في تأييد إسرائيل وله مقولة مشهورة إنه "لا يشترط بي أن أكون يهوديا لأصبح صهيونيا"، جزء من التفاعل بين اللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية هو التفاعل مع التيارات الدينية اليمينة ومن ثم هذه العناصر تدخل في الحسبان.
رغم التمازج بين السياسة الأمريكية واللوبي الصهيوني هل ابتعد الرأي العام الأمريكي عن موقف إدارة بلاده؟
مع هذا التماهي الأمريكي في دعم إسرائيل بشكل مطلق، يجب أن نتابع ونلاحظ أن وحشية العمليات الإسرائيلية في غزة واستمرار القتل بما يتجاوز 60% من النساء والأطفال أثر في السياحة السياسية الأمريكية والرأي العام الأمريكي وخاصة فئة الشباب والذي يطالب الآن بوقف إطلاق النار، هذا تطور جديد لم يصل بعد للذروة المطلوبة والتأثير المطلوب، ولكن أعتقد أنه يعكس بداية تقلص التأييد الأعمى لإسرائيل في كل القضايا المطروحة بشأن حقوق الفلسطينيين.
إلى أوروبا.. كيف تقرأ انفصال بعض الحكومات الغربية عن شعوبها التي تطالب بوقف الحرب في غزة وتغير موقف بعض الحكومات الأخرى من الحرب؟
المواقف الرسمية للحكومات الأوروبية هي محصلة مواقف عبر عقود من الزمن وهي تتحرك وتتغير ببطء لكن موقف الرأي العام هو موقف يعكس ضغط اللحظة وتطورها ويؤدي إلى تعبير عن الرأي بشكل سريع وحتى يتحول هذا الغضب إلى موقف سياسي في مراكز البحث وفي المحافل النيابية المختلفة الأمر يأخذ الكثير من الوقت.
هناك تحول في الرأي العام الغربي وهو تحول إيجابي تجاه القضية الفلسطينية وضد الاعتداءات الإسرائيلية ولكن ليس تحول كبير يمكن الاعتماد عليه ونثق في أنه سوف يغير الموقف الرسمي سريعا، ويجب أيضا الأخذ في الاعتبار أن بعض الحكومات الأوربية غيرت مواقفها واتخذت مواقف بعيدة عن التحالف الأوروبي مثل بلجيكا واليونان وإسبانيا والنرويج وإيرلندا كلها دول تطالب صراحة بوقف إطلاق النار دون تردد أو تحفظ.
إذن الأمر يحتاج إلى جهد كبير لكن هناك قدر من التطور نبني عليه، قرار محكمة العدل الدولية قرار مهم إنما ليس نهاية إنما بداية صراع قانوني وسياسي للتعامل مع الأزمة في غزة.
لماذا محاولات التطبيع مستمرة في المنطقة رغم الحرب على غزة؟
نتنياهو يحاول أن يركز الأضواء على العلاقات بينه وبين دول المنطقة وليس على مخالفاته الصارخة ضد الشعب الفلسطيني وهذا مسعاه، حتى قبل أحداث السابع من أكتوبر كان يقول إن القضية الفلسطينية ليست قضية ضاغطة وليست قضية لها أولوية، ونتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين، ويشكل الحكومة من تيارات سياسية بالغة التطرف وتتبنى مواقف عنصرية.
بعد استحالة العيش في غزة بعد الحرب هل تعتقد أن مخطط التهجير لا يزال قائما ومن يملك إيقافه؟
مخطط التهجير كان ولا يزال قائما من الجانب الإسرائيلي منذ إنشاء الدولة الإسرائيلية والهدف منه هو تخفيف الكثافة الفلسطينية وتمييع الهوية الفلسطينية أيا كان الأسلوب سواء من خلال التهجير تجاه الأردن أو مصر هذا هو المسعي الإسرائيلي، وهذا هو سبب رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات المصري الاحتلال غزة الفلسطيني مصر امريكا فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التدابیر الاحترازیة محکمة العدل الدولیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار قرار المحکمة بعض الحکومات الرأی العام فی غزة
إقرأ أيضاً:
محامية الطبيب أبو صفية تتحدث لـعربي21 عن ظروف اعتقاله وتعذيبه
أكدت غيد قاسم، محامية الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان أنه يعاني كثيرا ومُنهك بشدة نتيجة للتعذيب وتعرضه لضغوطات وإهانات ليعترف بأفعال لم يرتكبها.
وقالت قاسم في حوار خاص مع "عربي21"، إن "الاحتلال ضرب وعذب وأهان الدكتور حسام منذ لحظة الاعتقال الأولى في 27 كانون أول/ديسمبر 2024 حتى الآن، علما أنهم صنفوه كمقاتل شرعي، ولهذا سيُحاكم وفق هذه الصفة".
وقالت إن التهم الموجهة ضده ينفيها أبو صفية بشدة.
وأثار استغراب المحامية عدم وجود اهتمام من قبل المنظمات الدولية المعنية بالقطاع الطبي بوضع أبو صفية وبقية الكوادر الصحية المُعتقلين داخل سجون الاحتلال، مؤكدة عدم تواصل أيا من هذه المنظمات معها للسؤال عن وضعه الصحي والنفسي والقانوني.
ولفتت إلى أنه "رغم سعي أبو صفية لبقاء معنوياته عالية إلا أنه بعد عودة الحرب على قطاع غزة ازداد قلقه على أسرته وعلى وضعه خاصة في ظل اعتقاله وغيابه عن المنزل، كذلك رغم معاناته من الأسر إلا أنه كان كثير السؤال عن وضع الجرحى ومستشفيات قطاع غزة".
وتاليا نص الحوار كاملا:
كيف هي ظروف وأوضاع الدكتور حسام أبو صفية في الأسر؟
الدكتور حسام مُنهك جدا وهذا أمر متوقع، فظروف اعتقاله قاسية جدا وصعبة، حيث تعرض في بداية اعتقاله إلى تنكيل وتعذيب شديد بالذات أثناء تواجده في معسكر سدي تيمان.
بالطبع رحلة العذاب لكل المعتقلين ومن ضمنهم دكتور حسام قاسية، وتبدأ من لحظة الاعتقال والتي يتم فيها إجبارهم على خلع ملابسهم، ثم يُقتادون إما في حافلة أو سيارة شرطة إلى معسكر سدي تيمان.
ورأينا جميعا في العلن كيف تم اقتياد الدكتور حسام في دبابة إلى المعتقل، وبالتالي تستمر رحلة العذاب بداء من المحطة الأولى لجميع معتقلي غزة وهي معسكر سدي تيمان.
ويتم تصنيف المعتقلين في المعتقل كل شخص منهم حسب ملفه أو تهمته، بمعنى هل هو متهم من قبل المخابرات أو هل لديهم نية بأن ينسبوا له لائحة اتهام، بالطبع معسكر سدي تيمان هو عبارة عن أقفاص وكل قفص يكون فيه خمسين معتقلا.
ويتم إجبار المعتقلين داخل هذه الأقفاص على الجلوس طوال الوقت على "مؤخرتهم" وممنوع أن يتحركوا أو يقيموا الصلاة، أيضا ممنوعين من التحدث مع بعضهم البعض، ويخرج كل معتقل بين الفترة والأخرى للتحقيق أكثر من مرة.
فيما يخص الدكتور حسام خضع للتحقيق في هذا المعسكر 4- 5 مرات، سواء تحقيق من قبل المخابرات أو تحقيق للإدلاء بإفادته أو لجمع المعلومات، وتعرض لضرب وتنكيل وتعذيب شديد خلال هذه التحقيقات.
علما أن أي مُعتقل يكون في عذاب من اللحظة الأولى لاقتياده من القسم للتحقيق يتخللها ضرب وتنكيل والتعرض للشتائم، بالطبع الدكتور حسام بالذات كان مستهدفا من البداية من قبلهم لأنه تحداهم على الملأ وعلنا ولم ينصاع لأوامرهم.
ولهذا كانوا يريدون أن يجعلوا من الدكتور حسام عبرة لغيره من المعتقلين داخل المعتقلات والسجون، بمعنى كانوا يريدون أن يُروا بقية المعتقلين أن هذا ما يحدث مع من لا يسمع كلامنا وأنه سوف يتم التنكيل به.
وبالتالي تعرض الدكتور حسام للضرب الشديد وتم تكسير أربع أضلاع لديه في منطقة القفص الصدري كما تم لكمه على عينه، إضافة للضغط النفسي والترهيب وسوء المعاملة، بالطبع جميع المعتقلين في هذه اللحظة يتم تجريدهم من أي حق إنساني.
واستمر هذا الوضع مع الدكتور لمدة 14 يوم، أيضا كان ممنوع من لقاء أي محامي لأكثر من 45 يوم، ولهذا لم نتمكن من زيارته منذ اللحظة الأولى أو نراه ونساعده ونمنحه استشارة قانونية، بعد ذلك تم نقله إلى سجن عوفر.
وفور وصوله لسجن عوفر مكث 25 يوم في زنزانة عزل انفرادي لا تتعدى مساحتها 1.5*1 متر، وهناك أصابه التعب صحيا وجسديا ما اضطرهم لأن يسمحون للأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة له، إلا أننا لم نحصل على نتائج هذه الفحوصات حتى الآن وبالتالي لم يتلقى العلاج اللازم.
وتشمل ظروف السجن السيئة، التجويع وسوء المعاملة والضرب واقتحامات متكررة، الأصفاد لوحدها كفيلة أن تصيب المعتقل بالمرض، حيث يتم شدها دائما على يد المعتقلين ما يُسبب لهم التهابات جلدية ونزيف في بعض الأحيان لدرجة قد يصل فيها الأمر للبتر.
إذن في ظل عدم حصولكم على نتائج فحوصاته الطبية، هل لديكم معلومات عن وضعه الصحي العام؟ وكيف هو من الناحية النفسية والمعنوية؟
معنوياته عالية، ونحن كمحامين من واجبنا رفعها، ولهذا أنا مستحيل أخرج من زيارة المعتقل قبل أن تكون نفسيته عالية ومرتفعة، وبالتأكيد يُسعده عندما يعلم أن هناك اهتمام سواء من شعبه أو دوليا، وأن هناك من يتتبع وضعه وظروف اعتقاله.
ولكن بالنهاية الاعتقال هو اعتقال، وللأسف بالذات في الأيام القليلة الماضية مع عودة الحرب على قطاع غزة هذا الأمر يُحطم معنويات المعتقل، لهذا أصبح الدكتور حسام قلق كثير على عائلته وأبنائه علما أنه فقد أبنا له قبل أسره بفترة قصيرة.
ولهذا أكثر ما يقلقه حاليا هو وضع عائلته، أيضا يقلقه وضع ومصير الطواقم الطبية لهذا هو كثير السؤال عنها، حيث يسأل كيف هو وضع الكوادر الطبية وماذا يحدث الآن مع المصابين وكيف هو وضع المستشفيات وهل بقي منها أي مستشفى قائم، وبرغم ما مر به حتى الآن يُشعر بمسؤولية تجاه المرضى، ولهذا إلى الآن رسالته هي المرضى والجرحى في مستشفيات قطاع غزة.
الاحتلال قال إنه سيحاكم الدكتور حسام أبو صفية كمقاتل غير شرعي، هل لا زال ينوي القيام بذلك؟
نعم على ما يبدو سيتم محاكمته وفق هذا التصنيف، وللأسف 95 في المئة من معتقلي قطاع غزة والذين يبلغ عددهم منذ 7 أكتوبر حتى الآن 5000 معتقل تم تصنيفهم على أساس أنهم مقاتلين غير شرعيين، وفقا للقانون الإسرائيلي الذي تم سنه عام 2002 وبدأ تطبيقه عام 2005 على أهالينا في غزة.
وبحسب هذا القانون يكفي أن يقوم الغزي بأي عمل - عدائي يضر بإسرائيل وفقا تفسيرها – هذا كافي لأن يتم اعتقاله وتمديد هذا الاعتقال بدون توجيه أي تهمة أو محاكمته وبدون أي تمثيل قانوني أو أي حق من الحقوق المتعارف عليها وفق اتفاقيات جنيف.
بالتالي تم تصنيف الدكتور حسام كمقاتل غير شرعي وفق هذا القانون، ونحن في انتظار أن يُعرض قريبا على قاضي، طبعا سيتم عرضه عن بُعد بمعنى لن يكون موجود داخل المحكمة، فقط سيتكلم معه مترجم عبر الهاتف ويخبره بأنه تم تمديد فترة اعتقالك إلى فترة غير محددة بتهمة مثلا الانتماء إلى منظمة إرهابية.
بالطبع هم يحاولون حتى الرمق الأخير الحصول منه على اعترافات بالتهم التي ينسبونها له، مثلا انا زرته زيارتين الأولى في 6 مارس والثانية في 19 مارس وقاموا بأخذه للتحقيق ما بين هاتان الزيارتان وكان هناك ضغوطات عليه ليعترف بأفعال لم يقم بها.
وشاهدنا في الفيديو الذي عرضته القناة 13 الإسرائيلية كيف أن حتى الصحفي يسأله ويستجوبه في العلن، ويقول له – من رأيت في المستشفى ومن عالجت وماذا تعرف وأين يوجد المُختطفين -.
هم لا يريدون التنازل عن هذه الفكرة، ولكن اعتقد بما أنه خضع حتى الآن لأكثر من 7- 8 تحقيقات ولم يُثبت شيء عليه غالبا سيكون له محاكمة خلال الأيام القريبة كمقاتل غير شرعي ويتم فيها تمديد اعتقاله لمدة 6 أشهر وقد يتم تمديدها مرة أخرى.
كمحامية للدكتور حسام ولكونه طبيب هل تواصل معكِ أي مؤسسة دولية معنية بالعاملين في القطاع الصحي كمنظمة الصحة العالمية أو أطباء بلا حدود لمعرفة وضعه وظروف اعتقاله؟
لم يتواصل معي أحد من هذه المنظمات، ولا أعرف ماذا يفعلون! انا جدا مستغربة، كان بإمكانهم على الأقل بعث رسائل لإدارة السجن للسؤال عن وضعه، يعني أنتم كنقابات ومنظمات معنية بالشأن الصحي والكوادر الطبية أقل ما يمكنكم فعله مراسلة إدارة السجون أو الجيش والسؤال كيف يتم إعتقال طبيب.
علما أن هناك الكثير من الكوادر الطبية موجودين داخل المعتقلات، بل حتى معظم المعتقلين مدنيين إما صحفيين أو معلمين.. الخ، لكن بالنسبة لإسرائيل مجرد أن يكون الشخص موظف حكومي هذا سبب كافي لأن يتم اعتقاله والتحقيق معه.
وهنا نتحدث عن ظروف اعتقال لاإنسانية وأسرى يموتون، لهذا تُعتبر الثانية في السجن وكأنها عام كامل، كذلك هناك تجويع وبرد شديد وإهانات طوال اليوم، أي إنهاك المعتقلين المعزولين انعزال تام عن العالم الخارجي، ولا يتلقون أي رعاية طبية.
أخيرا هل تواصلتِ مع عائلة الدكتور حسام أبو صفية، وكيف هي أوضاعها؟
طبعا تواصلنا مع عائلته منذ اللحظات الأولى، انا شخصيا حصلت من أول يوم على توكيل من زوجته وأبنائه وقمنا بمتابعة القضية حتى هذه اللحظة، ولدي تواصل معهم تقريبا أسبوعيا.
أسرته قلقة خاصة أنهم تعرضوا لمصيبتين، الأول استشهاد الابن واعتقال الأب، أيضا هناك ضغوطات عليهم للخروج من غزة لكنهم رافضين، طبعا الضغط ليس سهلا خاصة بعد كل ما مروا به، هم أيضا خسروا بيتهم نتيجة القصف، ولهذا من الطبيعي أن يكونوا قلقين.