’’قمر العجر’’ .. عندما ينتصر الحب على الفوارق الطبقية

دائما ما يسطر لنا المسرح ’’ حكايات الحب والغرام ’’ وكيفية أنتصار الحب على  الفوارق الطبقية والعادات والتقاليد، مسرحية ’’ قمر الغجر’’ أبدعت فى تناول قصة حب بين ’’قمر’’، الفتاة التي تنتمي لمجتمع الغجر، الذى طالما سادت عنه صورة سلبية مشوهة لدي الغالبية من المجتمع، وبين طالب نجل أحد الوزراء، يدرس بكلية الفنون الجميلة، ورغم صعوبة نجاح قصة الحب بهذه المقومات، فإن العمل ينتصر للمشاعر بنهاية سعيدة.

أبدع مخرج العمل فى تناول القصة فى قالب خفيف على المشاهد، حيث مزج ما بين الجدية والمرح متمثل فى الأستعراضات والموسيقى في قالب استعراضي مبهج، بمسرح البالون، وهو أول إنتاج للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية بعد رئاسة الفنان أحمد الشافعى.
تأتي فكرة المسرحية من عمل محمود مكي، وكتابة وإخراج الدكتور عمرو دوارة، ومن بطولة ميرنا وليد، وعلاء حسني، وآمال رمزي، ويمزج العرض الرقص بالموسيقي بالغناء في ’’توليفة ’’ تجعله ينتمي إلى المسرح الاستعراضي في المقام الأول، وعلى عكس الأعمال التي تجعل من الحدث الدرامي هو الأساس وتضيف إليه بعض الاستعراضات الغنائية، فالطابع الاستعراضي هنا يمثل جوهر العرض وأداته الفاعلة لدفع الأحداث إلى الأمام، بينما تتخلله بعض الحوارات والأحداث الدرامية بشكلها المعهود.
وقالت الفنانة ميرنا وليد، بطلة المسرحية، أنها تلقت ردود من المشاهدين أفضل مما تتوقع أو تتخيل، مضيفة أنها فنانة دائما ما تتطلع للأفضل ثم الأفضل، مضيفية أنها إذا قامت بعرض المسرحية وكان الجمهور أكثر سعادة، فى اليوم التالي تبذل جهدا أكثر لتظهر أفضل ما لديها بكي يكون الجمهور أكثر سعادة من قبل، مضيفية أن شعورها أنها تريد الأفضل يجعلها ليست راضية عن أعمالها.
وأكدت أن دورها فى المسرحية، دور غجرية من فتيات الغجر الذين يسرحون على الشط يرون الكف والودع للناس الذين يمرون على الشط، بالصدفة تقابل طالب فنون جميلة أبن وزير، تقراء له الكف، والطالب مثله مثل أى شخص دائما ما يرسم فتاة أحلامه فى خياله ومواصفاتها، تلك الصورة وجدها فى تلك الفتاه، ولكن للأسف الفتاه غجرية.
وأوضحت أن المشكلة بدأت عندما علم أن الفتاة من الغجر، والمعروف أن الغجر لا يتزوجون لا من بعضهم لبعض، وكذالك هو كطالب فنون جميلة وأبن وزير مكانته الإجتماعية لا تسمح له بالزواج من فتاه غجرية، ولكن الأثنين تجمعهما قصة حب فى النهاية.
وأكدت أن المسرحية تقدم بشكل أستعراضي غنائي، مؤكدة أن المسارح الغنائية الأستغراضية غير متوفر بشكل كبير، وغالبية المسارح فى الوقت الحالي تعتمد على الكوميديا، بينما المسارح الأستعراضية قليلة، مؤكدة أنهم يقدمون عشرة أستعراضات فى المسرحية بقالب غناني.
وأوضحت أنها محظوظة جدا بالأغاني المنفذة للمسرحية سواء أغاني أو أشعار أو تلحين أو أستعراضات، جميعهم يتميزون بالجمال والأستعراضات تمت بمجهود كبير.
المخرج الدكتور عمرو دواره، يقول أن قمر الغجر أوبرت غنائي أستعراضي يضم ثلاثين ممثل، أعجبت به منذ القراءة الإولي للورق، مضيفا أن الورق يضم ثلاثة أجواء وهم، طلاب مصريين يقومون بعمل مشروع تخرج من كلية فنون جميلة فى رحلة ساحلية، مما يعني أن هناك قرية صيادين بجوارهم قرية للغجر، بعاداتهم الأستثنائية وطباعهم وحفلاتهم.
وأكد أن هناك أعمال قدمت للغجر قبل ذلك ولكن لم تغوص فى حياتهم أو تقدم معاناتهم، ولكن من خلال الغناء والأستعراض قدر يقدم حياة الغجر بشكل أكبر، كما أنه أول عرض يتناول مذابح غزة والأعمال الا أنسانية التى تتم فى غزة، لأفتا أن هناك أعمال كثيرة قدمت معاناة غزة، ولكن هم أول أعمال تقدم معاناة غزة بعد الحرب الأخيرة التى شنت عليهم.
وأوضح أن المسرحية كانت تملئها الود، لأفتا أنه العرض كان فيه جماعية جميلة، مؤكدا أن العرض كان به العديد من الأستعراضات بخلاف الأغاني الفردية والثنائية، أشعار سعيد شحاتة، تلحين الموسيقار أحمد الناصر، استعراضات محمد زينهم، ديكور الدكتور محمد سعد، أزياء دكتورة مروة عودة، إضاءة أبوبكر الشريف، واللقطات السينمائية ضياء الدين داود، موضحا أن المسرحية تؤكد على انتصار الحب على الفوارق الطبقية والاجتماعية، حيث يرفض البطل الارتباط بابنة السفير وينحاز لابنة الغجر.
ولعبت الأزياء التي صممتها الدكتورة مروة عودة دوراً لافتاً في منح كل مجتمع بالمسرحية هويته البصرية المميزة، وجاءت ألحان أحمد الناصر واستعراضات محمد زينهم لتضفي البهجة على العمل، ما ظهر في تفاعل الجمهور مع الأحداث.

المصدر: بوابة الوفد