الجزيرة:
2024-07-05@23:19:10 GMT

صدق أو لا تصدق.. هذا ما يحدث في أفغانستان الجديدة

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

صدق أو لا تصدق.. هذا ما يحدث في أفغانستان الجديدة

ترسل لنا أفغانستان الجديدة رسالة أمل ملهمة، تدعم إصرار أولئك المقاومين والمناضلين من أجل الحريّة، وترينا كيف أن طريق التغيير يبدأ بطرد الاحتلال.. كما تقدّم لنا كذلك درسًا في خطورة الصور النمطية التي يتمّ بيعها لنا، لإضعاف ثقتنا في الذات، وتقديم الصّديق في صورة عدوّ، والطيّب بوجه شرير.

كنتُ قد أشرت في مقالي السابق إلى هذه الرحلة الأولى من نوعها التي قدّر لي أن أقوم بها إلى كابل في وقت يتصاعد فيه استبسال المقاومة في غزة.

واليوم، أحكي أكثر عما رأيته في هذا البلد الذي أفلت للتو من احتلال دام 45 عامًا تعاقبت فيه دول كبرى.

التعامل مع مشكلة صناعة المخدِّرات، والنجاح في تجفيف هذا القطاع بسرعة يعدان أيضًا من أبرز معالم النجاح في تجربة طالبان الجديدة

وسيكون غريبًا أن نعلم أن الموضوعين اللذين يتصدران أولويات الحكومة الحالية (حكومة طالبان)؛ هما: التنمية الاقتصادية، وتوفير بيئة تشجّع على الحد من الهجرة من البلاد. يبدو هذا مدهشًا مقارنة بالأخبار التي اقترنت باسم أفغانستان طوال العقود الماضية، عندما كانت اللغة السائدة في هذا البلد هي لغة الاحتلال والعنف والحرب وعدم الاستقرار، ولم يكن من الوارد أن ينشغل أحد بمثل هذه المواضيع، ولكن -صدق أو لا تصدق- هذا ما أصبح عليه الحال بالفعل عندما انتهى الاحتلال قبل عامَين ونصفٍ.

أولئك المهاجرون غير النظاميين أو اللاجئون الذين يتحركون من بلد إلى آخر – ونرى كثيرين منهم في تركيا- يشكلون عالميًا انطباعًا سلبيًا عن بلادهم المليئة بالمشاكل. ونظامُ طالبان الذي كافح الاحتلال الأميركي طوال 20 عامًا يعتبر نجاحه في طرد ذلك الاحتلال نصرًا مباشرًا وصريحًا للإسلام، ولذلك يعتبرون – كما أدركت خلال الزيارة – أن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم هي الحفاظ على كرامة هذا الجهاد، ونصاعته وشرفه، وأن يكون أداؤُهم لائقًا بالراية التي يرفعونها، وأكبر اختبار يواجهونه في حالة كهذه هو وقف تدفّق البشر من أفغانستان إلى بلدان أخرى.

ولن يحدث هذا إلا بالتعامل مع الظروف التي تدفع الناس إلى الهجرة، حيث لا توجد فرص عمل، ولا ظروف معيشية مواتية، كما لم يكن هناك – لوقت طويل – وضع سياسي يبعث الأمل في صدور المواطنين الأفغان.

ولا شك أن مشكلة اللجوء والهجرة غير النظامية من أفغانستان لم تبدأ في العامين أو الثلاثة الأخيرة، أي في عهد طالبان. بل على العكس، فإن الاحتلالات المتعاقبة من روسيا وأميركا، والحروب الأهلية التي استمرت 45 عامًا هي التي عرقلت بشكل كبير تشكيل اقتصاد مستقر ومبشر في البلاد، وجعلتها دولة منتجة للاجئين والمهاجرين. واليوم، تحت الإدارة الثانية لطالبان، وللمرة الأولى منذ 45 عامًا، انعكس الحال، فتم إقامة حكومة مستقرة تغطي البلاد بأكملها وتسمح للمرة الأولى بالتفكير في مشكلة التنمية الاقتصادية.

التعامل مع مشكلة صناعة المخدِّرات، والنجاح في تجفيف هذا القطاع بسرعة يعدان أيضًا من أبرز معالم النجاح في تجربة طالبان الجديدة، فعلى مدى عقود من عدم الاستقرار، كانت المخدِّرات أكبر مدخلات الاقتصاد الأفغاني.. يتعيّش عليها عدد كبير من المواطنين، ولا يسعى الاحتلال بصورة جادة لمواجهتها، بل يمكن القول إنه يستفيد منها، فقد كان جزء من تمويل الاحتلال يعتمد على هذه الصناعة، كما أنه كان يستفيد من تزايد نسب الإدمان للحدّ من المقاومة.

عندما طردت طالبان المحتلين من البلاد، أنتجت صور الأشخاص – الذين تشبثوا بعجلات وأجنحة طائرات الشحن الأميركية – انطباعات معقدة حول رغبة المواطنين من الفرار من البلاد. وكانت الفكرة السائدة في وسائل الإعلام الغربية هي أن طالبان ستجعل البلاد غير صالحة للعيش. وتصاعدت التوقعات بأن تسعى إدارة طالبان للانتقام والتقليب في سجلات الماضي، وسيسرع ذلك من وتيرة الهجرة من بلد كان ينتج المهاجرين بالفعل.

ولكن ما حدث كان غير ذلك، إذ أعلنت إدارة طالبان عفوًا عامًا فور توليها السلطة، قائلة إنه لن يتم ملاحقة أي شخص بسبب علاقته بالنظام القديم ما لم يكن قد انتهك حقوق الإنسان. وحتى هذه اللحظة، ما زالوا ملتزمين بهذا الوعد. وساهم هذا في إيقاف هذا التسارع في معدلات الهجرة.

لم يكتفِ المسؤولون بهذا العفو الذي يَطال من هم داخل البلاد، فخلال الأشهر الأخيرة، تبحث حكومة طالبان عودة العديد من الأفغان – الذين هاجروا سابقًا إلى باكستان – إلى بلادهم. وبهذا الرشد تواجه طالبان أحد أكبر التحديات التي تواجهها في أفغانستان، عاملة على خلق الظروف التي تحفظ مواطنيها داخل البلاد، وتأمين السلام والهدوء الاجتماعي إلى حد كبير.

الخطوة التالية هي تطوير البلاد لتصبح مكانًا أفضل للعيش، بحيث لا يحتاج المواطنون للهجرة إلى أماكن أخرى، وذلك عبر تحقيق شروط التنمية الاقتصادية.

وَفقًا للوزراء الذين تحدثنا معهم، هناك جهود جادّة جارية لتحقيق هذا الهدف. لم تقم إدارة الولايات المتحدة الأميركيّة التي دامت 20 عامًا بأي استثمارات في البنية التحتية، أو المنشآت الصناعية أو في خلق موارد اقتصادية للناس. والإدارة الجديدة تعمل بجد للقيام بهذه الاستثمارات، وتعوّل بشكل خاص على التعاون الاستثماري مع الدول الإسلامية.

أفغانستان تقدم فرصًا جيدة جدًا للمستثمرين في مجالات الطاقة، بناء البنية التحتية، المعادن، الزراعة، ورأس المال البشري. لديها بالفعل سكان شباب، مجتهدون، ماهرون، سريعو التعلم ولا يتهربون من الصعوبات.

كما أن لديها أراضي واسعة عالية الجودة تصلح للزراعة. ويمكن جعل البلاد مركز جذب للمستثمرين الدوليين في مجال النسيج أو الصناعات التي تحتاج إلى العمالة الكثيفة، وذلك من خلال حملة ترويجية تعرض أفغانستان كدولة فرص.

وقريبًا قد يأتي مستثمرو تلك الصناعات إلى أفغانستان، كما يذهبون إلى الصين، الهند، بنغلاديش وباكستان، وحتى مصر. وسيكون ذلك خطوة للتنمية الاقتصادية وطريقة فعّالة لمنع الهجرة من مركز البلاد.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطنى الفلسطينى: ما يحدث فى أحياء شرق خان يونس والشجاعية مجازر وحشية

ذكر المجلس الوطنى الفلسطينى، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تُنفذ مجازر وحشية فى أحياء شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وحى الشجاعية، شرق مدينة غزة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف قرى لبنان بالطيران والمدفعية

وأضاف المجلس، في بيان صحفي، أن قوات الاحتلال لم تكتف بقتل الأطفال والنساء، بل تواصل تدمير عشرات المربعات السكنية فوق رؤوس قاطنيها، وتمنع فرق الإنقاذ والفرق الطبية من انتشال جثامين الشهداء والمصابين وتركهم لتنهشهم الكلاب الضالة.

ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لإنفاذ أكثر من مليوني إنسان يتعرضون للإبادة والتطهير العرقي، سواء بالقتل بالصواريخ والقنابل او بالموت جوعا وعطشا وجراء تفشي الأمراض التي انتشرت بين النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن، مؤكدا ان استمرار هذا الصمت يشكل وصمت عار على جبين البشرية والإنسانية ومن يرفعون شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

وأكد المجلس، إن استمرار الصمت الدولي على هذه المجازر الرهيبة ومشاركة بعض الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة بحماية وإمداد الاحتلال بالأسلحة، يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار بحرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف قرى لبنان بالطيران والمدفعية

قالت الوكالة اللبنانية للإعلام اليوم الأربعاء إن الطيران الإسرائيلي شن ليلا غارة على قرية يارون في قضاء بنت جبيل، تزامنا مع قصف مدفعي متقطع تعرضت له البلدة، في وقت ألقى قنابل مضيئة في أجواء بلدة مارون الراس ويارون.

وذكرت الوكالة اللبنانية أنه جرى استهداف منزل داخل بلدة طيرحرفا بصاروخ موجه ليلا تم تدميره بالكامل، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة كفركلا في الرابعة فجرا (بالتوقيت المحلي)، كما استهدفت دبابة "ميركافا" في السابعة صباحا منزلا قرب الجدار في البلدة بقذيفة مباشرة.

إصابة 3 إسرائيليين بجروح خطيرة في عملية طعن شمال إسرائيل

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بتعرض ثلاثة إسرائيليين لإصابات حرجة وخطيرة، في عملية طعن، في مركز تجاري بمدينة "كرميئيل" شمال إسرائيل. 

وذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية أنه جرت "تصفية" منفذ الهجوم في مكان الحادث، موضحة أن منفذ العملية كرميئيل شاب عربي من منطقة دير الأسد في الجليل الأعلى، لكنه لم يتم تأكيد ذلك رسميا. 

وتواجدت قوات الشرطة بأعداد كبيرة في المنطقة الشمالية في موقع الحادثة.

وقالت "نجمة داود الحمراء"، إن طواقمها قدمت العلاج لثلاثة مُصابين حالتهم خطيرة وحرجة.

 

الأوقاف الفلسطينية: 18 اقتحاما للأقصى الشهر الماضي 

 

مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال القطاع.

 

وطال قصف مدفعي إسرائيلي عدة مناطق في مخيم النصيرات ومدينة الزهراء ومنطقة المغراقة وسط قطاع غزة تزامنًا مع إطلاق نار كثيف.

 

قادة بالجيش الإسرائيلي: يوجد حالة من الإنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، نقلًا عن قادة 4 كتائب عسكرية في الجيش الإسرائيلي تعمل في قطاع غزة، إنه يوجد حالة من الإنهاك بين جنود الجيش الإسرائيلي بسبب الخدمة المتواصلة في القطاع منذ 9 أشهر.

 

وأضاف قادة الكتائب العسكرية، أن تدمير الأنفاق والبنى التحتية للمقاومة الفلسطينية داخل غزة يستغرق وقتا وجهدا من القوات العسكرية الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن قادة بالجيش الإسرائيلي قولهم، إنه توجد نية لإنهاء الحرب في غزة خلال الفترة القادمة حتى وإن اضطرهم ذلك لترك حركة حماس داخل القطاع.

 

من جانبه رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه التقارير الواردة عن وقف الحرب لا صحة لها مؤكدا استمرار العملية العسكرية لحين تحقيق أهداف الحرب المزعومة.

 

الرئيس الفرنسي يطالب نتنياهو بعدم إطلاق عملية جديدة في رفح وخان يونس

قال قصر الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عدم إطلاق عملية جديدة قرب مدينة خان يونس ورفح في قطاع غزة.

وبحسب بيان الإليزيه، قال ماكرون، إن أي عملية إسرائيلية قرب خان يونس ورفح لن تؤدي إلا إلى زيادة الخسائر البشرية وتفاقم الأوضاع الكارثية داخل القطاع.

 

وحذر الرئيس الفرنسي، من أن تفاقم الأوضاع يؤثر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، مطالبًا نتنياهو بمنع اشتعال الوضع بين إسرائيل وحزب الله.

واشنطن تدعو إسرائيل للتحقيق في تقارير استخدامها المدنيين كدروع بشرية

دعت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى التحقيق بسرعة وضمان المساءلة، عقب التقارير التي أفادت باستخدام جيش الاحتلال للمدنيين كدروع بشرية.

   وقال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم الخارجية خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن: "لقد رأينا هذه التقارير المزعجة في الفيديو، الجيش الإسرائيلي قال إنه يجري تحقيقًا في الحادث وإن ما تم تصويره في مقاطع الفيديو هذه لا يعكس قيمه وكان انتهاكًا واضحًا لأوامره وإجراءاته التنظيمية"، وفقا للقاهرة الاخبارية .

وذكر: "سأترك الإسرائيليين يتحدثون، لكننا ندعو مرة أخرى إسرائيل إلى المسارعة في إجراء التحقيق وضمان المساءلة عن أي تجاوزات وانتهاكات".                                   

مقالات مشابهة

  • حياة سرية خاصة عبر الإنترنت.. تقرير يكشف أوضاع المرأة في زمن طالبان
  • بوتين يعتبر طالبان حليفة لروسيا في مكافحة "الإرهاب"
  • بوتين يعتبر طالبان حليفة لروسيا في مكافحة الإرهاب
  • بوتين: طالبان حليفتنا في مكافحة الإرهاب
  • الدويري: ما يحدث في رفح ينفي حديث إسرائيل عن اقترابها من تدمير حماس
  • "واشنطن بوست": الولايات المتحدة وطالبان تبحثان إطلاق سراح سجينين أمريكيين في أفغانستان
  • طالبان تشيد باستبعاد الأمم المتحدة النساء عن محادثات الدوحة
  • 5 قتلى في باكستان بينهم عضو سابق بـالشيوخ إثر انفجار قنبلة
  • فيروس قاتل يضرب عدة مدن إسرائيلية ووفاة 8 أشخاص.. ماذا يحدث في الاحتلال؟
  • المجلس الوطنى الفلسطينى: ما يحدث فى أحياء شرق خان يونس والشجاعية مجازر وحشية