تعرف على عدد أيام شهر رجب وموعد غرة شعبان فلكيا
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
عدد أيام شهر رجب 1445هـ وموعد غرة شهر شعبان سؤال بدأ البعض في السؤال عنه عبر مواقع التواصل الإجتماعي السوشيال (السوشيال ميديا)، وذلك مع انتصاف شهر رجب المعظم، مما يعني قرب شهر رمضان الكريم ، كما أن في أواخر شهر رمضان وبالتحديد في ليلة 27 رجب الهجري على وجه الدقة نحتفل بالإسراء والمعراج.
متى يوم 27 رجبتبدأ ليلة 27 رجب ذكرى الإسراء والمعراج بشكل عام، مع غروب شمس يوم الأربعاء الموافق 26 من رجب 1445هـ، و7 فبراير 2024 م، وتنتهي ليلة 27 رجب مع طلوع شمس اليوم التالي فجر يوم الخميس الموافق27 رجب 1445هـ، و 8 فبراير 2024م، ليبدأ يوم 27 رجب 2024 من فجر الخميس 8 من فبراير 2024 ميلاديًا، بما يحدد متى 27 رجب 2024 ؟، بأنه على بُعد 9 ليالي و10 يومًا.
وكشف المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن عدد أيام شهر رجب 2024، وذلك وفقآ للحسابات الفلكية التي يعدها قسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، حيث أنه من أهم الاداور التي يقوم بها هو حسابات ورؤية أهلة الشهور العربية، ولكن الجهة المختصة في تحديد والإعلان هي دار الإفتاء المصرية.
عدد أيام شهر رجب 1445هـ ومواعيد غرة شهر شعبانوفقا للحسابات الفلكية فإن مدة عدد أيام شهر رجب 1445هـ 29 يوما، حيث يكون آخر أيام شهر رجب فلكيا هو يوم السبت 10 فبراير، وولد هلال شهر هلال شهر رجب 2024 مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة العاشرة والدقيقة 54 مساءً بتوقيت القاهرة المحلى يوم السبت 13 يناير.
ويولد هلال شهر شعبان 1445هـ السبت 29 من رجب 1445 هـ الموافق 2024م/2/10 (يوم الرؤية)، ويبقى الهلال الجديد لمدة 39 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية) في مكة المكرمة وفي القاهرة 40 دقيقة، وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (40 - 42 دقيقة).
أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدد تتراوح بين (30 - 50 دقيقة)، وبذلك تكون غرة شهر شعبان 1445 هـ فلكياً يوم الأحد 2024/2/11م.
موعد غرة شهر شعبان 1445هـووفقا للحسابات الفلكية والتي يعدها قسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن غرة شهر شعبان 1445هـ فلكيآ يوم الأحد الموافق 11 فبراير 2024م.
التقويم الهجريجدير بالذكر أن التقويم الهجري القمري هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، ويستخدمه المسلمون في التأريخ، أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبد الله ﷺ من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622 م) مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري لكنه مركز أساسا على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن باتباعه تبعاً للآية 36 من سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ٣٦﴾ [التوبة:36] والأربعة الحرم هي أشهر قمرية وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ولأن الله نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، أول یوم هذا التقویم الجمعة 1 محرم 1 هـ (16 يوليو عام 622 م).
لماذا سمي شهر رجب بهذا الاسموقال ابن منظور في كتابه (لسان العرب:12/342)، إن شهر رجب سمي بذلك، لأنه كان يرجب: أي يعظم كما قال الأصمعي، والمفضل، والفراء، وقيل: لأن الملائكة تترجب للتسبيح والتحميد فيه، وفي ذلك حديث مرفوع إلا أنه موضوع "ليس صحيحًا".
وذكر أن شهر رجب له أربعة عشر اسمًا: شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصل الأسنة، والأصم، والأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وهرم، ومقشقش، ومبريء، وفرد، وذكر غيره: أن له سبعة عشر اسما فزاد: رجم بالميم، ومنصل الآلة، وهي الحربة ومنزع الأسنة.
لماذا سمي شهر رجب بالأصب«سُمي شهر رجب بالأصب؛ حيث يصب الله عز وجل الخير صبا، ويُعد شهر كله خير وبركة من الله تعالى»، مشيرًا إلى أن العمل الصالح في شهر رجب أو في الأشهر الحرم تتضاعف بالكم؛ أي الحسنة بعشرة أمثالها وتتضاعف إلى سبعة مائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والشيئة بالكيف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شعبان شهر شعبان غرة شهر شعبان متى 27 رجب 2024 متى يوم 27 رجب المعهد القومي للبحوث الفلكية فبرایر 2024 رجب 1445هـ رجب 2024
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الفجر في آخر شعبان .. 21 جائزة ربانية فاحذر خسارتها
لعله ينبغي معرفة فضل صلاة الفجر في آخر شعبان ، خاصة وأن صلاة الفجر هي أولى صلوات النهار المكتوبة، والتي ورد الحث عليها في كثير من نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، وكذلك حيث دخلت العشر الأواخر من شعبان ، ذلك الشهر الفضيل الذي أوصى رسول الله باغتنامه، وهو ما يضاعف فضل صلاة الفجر في آخر شعبان ، فيما يتهاون فيها الكثير وتشغلهم الحياة ومغرياتها ومستجداتها فيضيعون فضل صلاة الفجر في آخر شعبان بدلاً من اغتنامها، ومن هنا ينبغي الوقوف ومعرفة فضل صلاة الفجر في آخر شعبان لعله إذا عُرف الفضل زاد الحرص ، فلم يتبقى من شهر شعبان سوى أيام قليلة ، ينبغي اغتنامها كأحد وسائل استقبال شهر رمضان الكريم لنكن فيه من الفائزين لا الخاسرين .
1. من فضل صلاة الفجر في آخر شعبان : رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى.
2. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
3. ومن فضل صلاة الفجر في آخر شعبان كذلك أن مُصليها يفوز بشهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
4. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.
5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.
6. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».
7. طيب النفس وصفائها.
8. تطرح البركة في الرزق.
9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
10. أجر حجة وعمرة .
11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم.
12. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.
13. صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
14. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
15. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
16. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».
17. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.
18. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
19. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.
20. صلاة الفجر تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.
21. الدعاء بعدها مستجاب ، حيث إنها من الصلوات المكتوبة.
تعد صلاة الفجر هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
حكم صلاة الفجرجاء فيه أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
آخر موعد لصلاة الفجر حاضرورد أنّ مَن يُصلّي الفجر يُجاهِد النفس جهادًا عظيمًا لينتصر على لذّة النوم والراحة، فيضطرّ لقطع النوم والراحة وأداء ما فرض الله تبارك وتعالى عليه ابتغاءً لمَرضاته تعالى، وطلبًا لمحبّته ومغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، لذا كان أداء صلاة الفجر الحدّ الفاصل بين الإيمان والنفاق.
وأول وقتها: طلوع الفجر الثاني، وآخره: إلى طلوع الشمس، وبين هذين ستة أوقات:
أولها وقت فضيلة : وهو أول الوقت وبمقدار ما يستعد ويصلي أربع ركعات.
وثانيها وقت اختيار : ويمتد إلى الإسفار أي الإضاءة .
وثالثها وقت جواز بلا كراهة : ويمتد إلى الحمرة.
ورابعها وقت جواز بكراهة : إلى أن يبقى من الوقت ما يسعها.
خامسها وقت ضرورة : وهو ما إذا زالت الموانع وبقي من الوقت قدر تكبيرة الإحرام فأكثر.
وسادسها وقت حرمة : وهو تأخيرها إلى أن يبقى من الوقت ما لا يسعها وليس لها وقت عذر لأنها لا تجمع مع غيرها لا تقديمًا ولا تأخيرًا.
كيف أصلي صلاة الفجرقد ورد أن صلاة الفجر هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
كيفية صلاة سنة الفجرتُعدّ سُنّة الفجر من أكثر السّنن تأكيدًا، فقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلم- يُداوم عليها في الحضر والسفر، ويُصلّيها ركعتين قبل ركعتي الفرض، حيث إنّ صلاةَ سنة الفجر هي عبارةٌ عن ركعتين خفيفتين يؤدّيهما المُسلم بعد أذان الفجر؛ بحيث يُصلّيهما قبل إقامة صلاة الفجر ، فعن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- (أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح، وبدا الصبح، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة).
فضل ركعتي الفجرورد من فضل ركعتي الفجر ، أنه تُعدّ سنّة الفجر من أكثر السنن الرواتب تأكيدًا وأفضلها؛ حيث رَوت السيّدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- (أنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِل أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)، وكذلك ورد في الحديثِ الشّريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ) وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يتركهما ولا يدعهما لا في الحضر ولا في السفر، وقد تميّزت ركعتا سنة الفجر أيضًا بالثواب والأجر، فهما خير من الدنيا وخيرٌ ممّا فيها، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
فضائل شهر شعبانورد في فضائل شهر شعبان مكتوب ، أنه أنعم الله تعالى على عباده بمواسمٍ معينةٍ لزيادة الأعمال والطاعات والعبادات فيها، والتقرّب من الله تعالى، فتنال الأعمال فيها البركة ببركة الزمان التي حدثت فيه، ومن الأزمان التي كان يكثر فيها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من العبادات والقربات، شهر شعبان، حيث روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ شهراً أكثرَ من شَعبانَ، فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه».
وجاء من فضائل شهر شعبان مكتوب ، أنه كان النبي -عليه الصلاة والسلام- حريصاً على الطاعة والعبادة رغم مغفرة الله له ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه، كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتنافسون ويتسابقون في الطاعات والعبادات، ولا بدّ من المسلم الحرص على الاجتهاد في مواسم العبادات، والاجتهاد في شهر شعبان خاصةً، حيث إنّه يُعين على الاجتهاد في شهر رمضان.
ويقول ابن رجب رحمه الله: «إِنَّ صِيَامَ شَعْبَانَ كَالتَّمْرِينِ عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ لِئَلاَّ يَدْخُلَ فِي صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى مَشَقَّةِ وَكُلْفَةٍ، بَلْ قَدْ تَمَرَّنَ عَلَى الصِّيَامِ وَاعْتَادَهُ، وَوَجَدَ بِصِيَامِ شَعْبَانَ قَبْلَهُ حَلاَوَةَ الصِّيَامِ وَلَذَّتَهُ، فَيَدْخُلُ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ، وَلَمَّا كَانَ شَعْبَانُ كَالْمُقَدِّمَةِ لِرَمَضَانَ شُرِعَ فِيهِ مَا يُشْرَعُ فِي رَمَضَانَ مِنَ الصِّيَامِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ لِيَحْصُلَ التَّأَهُّبُ لِتَلَقِّي رَمَضَانَ، وَتَرْتَاضُ النُّفُوسُ بِذَلِكَ عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ».
و قد بيّن الله سبحانه وتعالى فضل شهر شعبان ومكانته ومنزلته بين باقي الشهور، عندما رأى تعظيم الجاهلية لشهر رجب، وتعظيم المسلمين لشهر رمضان، فقد سأل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الرسول عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: «ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ»,
وتخصيص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لشهر شعبان في الصيام مقرونٌ برفع الأعمال إلى الله، أي أنّ الأعمال ترفع إلى الله في شهر شعبان، بينما تُعرض كلّ اثنين وخميس من أيام الأسبوع، وتجدر الإشارة إلى أنّ رفع الأعمال إلى الله يكون على ثلاثة أنواعٍ؛ فيرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، كما ترفع إليه الأعمال يومي الاثنين والخميس، وترفع أيضاً في شهر شعبان بالخصوص.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ»، ولأجل رفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان أحبّ النبي أن يكون ذلك وهو صائم، فذلك أدعى لقبول الأعمال من الله تعالى، كما أنّه أحبّ إلى الله عزّ وجلّ.
وتجدر الإشارة في فضائل شهر شعبان مكتوب إلى أنّ لليلة النصف من شعبان مكانةٌ خاصةٌ، وفي ذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: «يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ»، فالله تعالى لا يطلّع على المشرك، وعلى من كانت بينه وبين غيره شحناء وبغضاء، فالشرك من أعظم وأقبح الذنوب والمعاصي، الذي يكون بالذبح والدعاء لغير الله، وسؤال قضاء الحاجات من النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أنّ الشحناء والبغضاء التي قد يستهين بها البعض من أسباب عدم اطلاع الله على العباد.
إضافةً إلى أنّها من أسباب عدم قبول الصلاة والأعمال، فلا بدّ من الإخلاص والسلامة من الحقد والحسد والغش لقبول الأعمال، والحكمة من إكثار النبي -عليه الصلاة والسلام- من الصيام في شهر شعبان تتمثّل بإحياء أوقات الغفلة بالعبادة والطاعة، وفي ذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: «أنَّ شهر شعبان يغفُل عنه الناس بين رجب ورمضان، حيث يكتنفه شهران عظيمان، الشَّهر الحرام رجب، وشهر الصِّيام رمضان، فقد اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير منَ الناس يظنُّ أنَّ صيام رجب أفضل من صيامه؛ لأنّ رجب شهر حرام، وليس الأمر كذلك».
حديث فضل شهر شعبانورد عن أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم:((ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم)).