سواليف:
2024-11-27@05:44:41 GMT

(العـار)

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

(العـار) – د. #منذر_الحوارات

هذا اسم #رواية لكاتب عالمي، اقتبس العنوان لأني لم أجد عنواناً أكثر دقة منه ينطبق على ما تقوم به إسرائيل والولايات المتحدة بحق الفلسطينيين، فكما هو معلوم ردت دولة #الاحتلال على عملية #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر بعدوان شامل على المواطنين في غزةً، استخدمت فيه كل ما تمتلك من وسائل حربية متطورة وفتاكة طبعاً ترافق ذلك بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية اللامحدود، والتي قدمت العون المالي والعسكري والغطاء السياسي والأممي بدون أي تردد، إلى هنا تبدو الأمور عادية ولا جديد فيها، لكن ما هو جديد أن دولة كاد التمييز العنصري والاضطهاد أن يقضيا على أي أمل لها بالمستقبل قبل أن تتحرر منه، أعني دولة جنوب أفريقيا الحرة والمحترمة والملهمة أخلاقيا، قررت أن ما يحدث في #غزة تجاوز حدود الرد بكثير وتعداه إلى مستوى يرقى إلى حد الإبادة الجماعية، فتحركت بثقلها الأخلاقي قبل وثائقها لمواجهة ذلك العدوان.

قبلت محكمة العدل الدولية طلب جنوب أفريقيا وكان ذلك بمثابة اعتراف ضمني بفحوى التهمة، وقررت أن على إسرائيل أن تتوقف عن الأعمال التي قد تؤدي لجريمة الإبادة الجماعية، وأن الأفعال الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر قد تندرج في هذا الإطار وهي بصدد تأكيد أو نفي هذه التهمة خلال الأيام والسنوات القادمة، طبعاً يفترض أن يكون الرد الطبيعي للدول الداعمة لإسرائيل هو الحذر والتوقف عن دعمها خشية التورط في الشراكة في التهمة في حال أثبتت التحقيقات ذلك، لكن ما حصل ويحصل هو عكس ذلك، لقد استمرّت المساعدات والدعم لإسرائيل بدون أدنى اعتبار للقرار، فقد زودتها الولايات المتحد خلال اتخاذ القرار وقبله بصفقة هائلة من الأسلحة تضمنت مقاتلات وصواريخ وقذائف وغير ذلك من وسائل قتل الفلسطينيين، ولم يقف الأمر عند الولايات المتحدة بل ذهبت ألمانيا إلى مثل ذلك وقامت بتزويد إسرائيل بكميات كبيرة من الذخيرة والعتاد تكفي لاستكمال مهمة إبادة الفلسطينيين وتدمير حلمهم في البقاء على أرضهم ومثل ذلك فعلت دول أوروبية كثيرة.

لم تفكر أي من هذه الدول التي تعتبر نفسها موئلاً للحرية وحقوق الإنسان أن تؤنّب إسرائيل على أفعالها وجرائمها التي شاهدها الملايين على الهواء مباشرة إلا في هذه الدول فقد كانت الرواية الوحيدة المسموح بثها هي الرواية الإسرائيلية في تواطؤ مقزز مع الكذب والتزييف، حتى أن المراسلين الصحفيين من الصحف الغربية الكبرى لم يدخلوا إلى القطاع ونقل ما يحدث لمشاهديهم، فقد منعتهم دولة الاحتلال من ذلك ، والأرجح أنهم لم يصروا على الدخول بسبب وجود تعليمات من دولهم بعدم الدخول، فرواية دولة الاحتلال تكفى هنا، بل أن أي من الدول الغربية لم تفكر في تقديم التعاطف الإنساني الصادق ل26 ألف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمصابين والمحرومين من أبسط وسائل الرعاية الصحية بعد أن دمرتها إسرائيل عن بكرة أبيها وأمام أعينهم بل برأت إسرائيل واعتبرت أن حماس هي الفاعل، وهي تعلم ولديها القناعة الراسخة بأن حرب إسرائيل تتركز على المدنيين بالذات قبل أي أحد آخر، لكن المقرف، أن قرار محكمة العدل الدولية سقط تحت الأقدام ضحية حقد وتعنت هؤلاء وشهوتهم للانتقام، هذا الحقد هو ذاته الذي قادهم لتصديق الكذبة الإسرائيلية بحق الأونروا في لحظة بأنها تواطأت مع حماس في السابع من أكتوبر، وفي لمح البصر تبنت الولايات المتحدة وبناتها هذا الاتهام وأصدرت بموجبه قراراً فورياً يقطع التمويل عن هذه المنظمة في خطوة عقابية لها وللفلسطينيين في نفس الوقت، وليكونوا شركاء في الإبادة الجماعية المرتكبة بحق هذا الشعب الأعزل.

مقالات ذات صلة التعليم الرديء أسوأ من الأمية… ! 2024/01/30

لقد كان الغرب سبباً بوجود دولة احتلت شعباً لعقود طويلة ومن ثم تبني روايتها المصطنعة وكذب معها كل أكاذيبها، ودعمها بالمال والسلاح والسياسة وفوق ذلك مارس الفرجة المجانية على أشلاء الشعب الفلسطيني وهي تتناثر في الفضاء بدون أدنى رحمة، وتنكر معها لكل القرارات الدولية وآخرها قرار محكمة العدل الدولية مما جعلها تتمرد على كل ما هو قانون دولي وبسبب ذلك باتت تقتل وتدمر وتشرد، شعب بأكمله صار في العراء، بينما تداس كل القوانين والقيم التي يدعي الغرب أنه أساسها، أليس هذا هو العار بعينه أم أن هناك كلمة أو جملة أخرى تليق يمكن أن تقال بحق الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أكثر من ذلك؟ أسعفوني بها، فربما يكون عار الأمم الحرة هنا أكبر بكثير من العار الموصوف في روايته.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: رواية الاحتلال طوفان الأقصى غزة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

باحث في العلاقات الدولية: أفعال إسرائيل في لبنان والضفة والقدس تؤجج الأوضاع|فيديو

قال الدكتور وسام ناصيف، باحث في العلاقات الدولية، إن أفعال إسرائيل في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية تزيد ما يحدث في المنطقة تعقيدا، وبخاصة أن الإجراءات المتبعة من دولة الاحتلال مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

توجيه من الرئيس السيسي..لأول مرة استبعاد 716 اسما من قوائم الإرهاب دفعة واحدة رشقات صاروخية متتالية من جنوب لبنان تستهدف شمال إسرائيل غارة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور الجنوبية في لبنان


وأضاف «ناصيف»، خلال مداخلة ببرنامج «صباح جديد» عبر فضائية القاهرة الإخبارية: "نشهد توحشًا إسرائيليًا بلبنان يتسبب في زيادة تأجج الأوضاع، ولا ندري إلى أين تتجه الأمور، وإلى ماذا ستنتهي".


وذكر، أن الأمور تضيق على دولة الاحتلال يوما بعد الآخر من جهات متعددة؛ فمن الناحية الأمريكية نجد الديمقراطيون يدفعون إلى وقف إطلاق النار، كما أن نتنياهو اقترب من المثول أمام أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي تزيد التضيقات على دولة الاحتلال. 
 

مقالات مشابهة

  • عاجل - إسرائيل تطلب تعهدات من الولايات المتحدة بتبليغها أي معلومات حال خرق الاتفاق من جانب حزب الله
  • كاتب إسرائيلي: قرار الجنائية الدولية يثبت تحول إسرائيل إلى دولة منبوذة
  • الولايات المتحدة: حددنا الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها بصواريخ أتاكمز
  • سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة: إسرائيل وحزب الله على وشك التوصل إلى اتفاق
  • إعلام عبري: إسرائيل تحولت إلى دولة جرباء بعد قرارات الجنائية الدولية
  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • 124 دولة ستعتقل نتنياهو وجالانت بموجب قرار «الجنائية الدولية»
  • باحث في العلاقات الدولية: أفعال إسرائيل في لبنان والضفة والقدس تؤجج الأوضاع|فيديو
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو