هل تخيلت يوما أن تنام وتستيقظ وأنت لا تتذكر شيئا؟ تنسى عاداتك ومهامك اليومية، وحتى أشيائك الأساسية، هذا ما يفعله مرض الزهايمر في عقول البشر، الذي يعد المرض الأكثر رعبا، فبعض الأطباء أطلقوا على تلك الحالة اسم «سرقة الذاكرة»، وحتى الآن لم تتوصل الدراسات إلى سبب واضح للإصابة به، لكن توصل الطب إلى وجود بعض المواد الفعالة في العقاقير التي تؤثر على العقل بشكل مباشر، وتقودك لمشارف الزهايمر.

وظهر ذلك في دراسة وجد بها بعض الخبراء أدلة على إصابة ما لا يقل عن خمسة أشخاص باضطراب «سرقة الذاكرة» أو الزهايمر من خلال العلاجات الهرمونية المحظورة، وقد أصيب الخمسة أشخاص جميعهم بنفس الشكل النادر المبكر لحالة الخرف المدمرة، أما الآخرون الذين تلقوا نفس العلاج فيعتبرون الآن «معرضين للخطر»، بحسب الدراسة.

هرمونات النمو تهدد بانتشار الزهايمر بين البشر

بين عامي 1958 و1985، تم إعطاء الأطفال قصار القامة بشكل غير طبيعي في بريطانيا وأمريكا هرمونات مأخوذة من الجثث للمساعدة على تحفيز نموهم.

ثم بعد ذلك تم حظر هذه التقنية واستخدم الأطباء بدلاً منها الهرمونات الاصطناعية عن طريق حقن هرمون النمو، والتي يتم منحها للأطفال بعد أن تبين أن بعض الدفعات كانت ملوثة بالبريونات التي أدت إلى اضطراب دماغي مميت وغير قابل للشفاء، يسمى مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD).

كيف يمكن أن ينتشر الزهايمر بين البشر؟

ويرتبط مرض كروتزفيلد جاكوب نفسه ارتباطًا وثيقًا بمرض «جنون البقر»، بحسب صحيفة «دايلي ميل» البريطانية.

يعتقد الخبراء أن الإجراءات الطبية والجراحية الأخرى قد تحمل خطر انتشار مرض الزهايمر، حيث يمكن للبريونات، التي تتراكم في الدماغ وتقتل الخلايا العصبية، أن تنجو من طريق التعقيم في المستشفى.  

وكان المرضى من بين 1848 شخصًا تم حقنهم بهرمونات النمو المليئة ببذور بروتين أميلويد بيتا السامة، أو البريونات، عندما كانوا أطفالًا.

وبحسب التقرير فإن مرض الزهايمر كان يُعتقد أن يأتي سابقا في شكلين، نوع متفرق يعاني منه الآلاف من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وهو الأكثر شيوعًا إلى حد بعيد، ونوع وراثي مبكر ينتشر في العائلات.

اكتشاف متغير ثالث لمرض الزهايمر

يقول علماء جامعة كاليفورنيا إنهم حددوا الآن متغيرًا ثالثًا، يختلف قليلاً عن الآخرين ونادر جدًا، والذي يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر.

بعد تخزين دفعات من هرمون النمو المصاب في أرشيف وزارة الصحة الأمريكية، كمسحوق مجفف، سُمح لعلماء جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس باختبار المسحوق الموجود منذ عقود على الفئران، ووجدوا أنه يحفز إنتاج البروتينات المسببة لمرض الزهايمر.

ومع ذلك، قال البروفيسور كولينج، مؤلف الدراسة، إن المجموعة المهددة تتكون من المرضى الذين خضعوا لبعض إجراءات جراحة الأعصاب، أو زرع الأنسجة أو التبرع بالأعضاء، فضلا عن الذين تلقوا حقن النمو عند الصغر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الزهايمر الزهايمر المبكر عدوى الزهايمر خطر الزهايمر مرض الزهایمر

إقرأ أيضاً:

شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة

مشهد عودة سكّان شمال غزّة المهجّرين قسْرا، تحت لهيب النّار وروائح الموت المحيطة بهم من كلّ صوبٍ، مشهد عودة المقتلعين من أرضهم، بقوّة قصْفٍ لم تشهده بشريّة، حثّني على الوقوف متفكّرا، متأمّلا فـي حال البشريّة، وفـي هذا الإنسان الجانح إلى التدمير والتقتيل والترهيب. رأيت ركام أحياءٍ دكّت من أسسها، وأحياء أعْدم وجودها بعد حياةٍ وعلوّ بنيانٍ، مشاهد الدّمار الباقية وركام البنايات المهدّمة، المكدّسة، وكأنّ قاصدها ومتقصّدها أراد أن يدكّها دكّا، وألاّ يبقي فـيها ولا يذر.

لكنّ ما راعني فعلا، قوّة هذا الشعب من أبناء غزّة الذين تعجز الكتب عن احتواء عزائمهم، وتقصر الأشعار عن بيان صلابتهم وحبّهم لأرضهم وتعلّقهم بترابها، فقد عادوا إلى بقايا الخراب، إلى دورٍ لا وجود لها، إلى أحياءٍ بلا قطط ولا كلاب، ولا كهرباء ولا ماء، ولا مسالك، ولا جدران، عادوا وهم فـي حالٍ من الفرح الظّاهر على أعينهم ووجوههم، سعداء بملاقاة بقايا دورهم، والتحرّك فـي أزقّةٍ امّحت معالمها، سعداء بأنّهم صمدوا، وأنّهم عادوا، بأبدانهم وقوّة عزائمهم، لإعادة إعمار ما أفسده المفسدون. أعجبتني عجوز عائدة، تمشي راجلة، مهرولة، متّجهة إلى حطام بيتٍ كان لها وعاد، تقول، والبهجة تغطّي عباراتها: «عائدون إلى دورنا، وما تحطّم منها نعيد بناءه، ومن استشهد من الرّجال فعند اللّه حسن المآب، ولكنّنا لن نغادر أرضنا». تذكّرت وأنا أرى جحافل البشر على طريق العودة إلى شمال غزّة، وتذكّرت وأنا أرى أمواجا من الخلق، أطفالا ونساء ورجالا، وعجائز وشبّانا ورضّعا، ما تغنّى به الشعراء من أصوات «أجراس العودة»، وما قاله الشعراء عن أهل غزّة، الذين أثبت واقعهم أنّهم بشر مختلفون، أنّهم أصحاب تاريخٍ من الدّفاع عن قلاعهم، وألاّ غازي قدر على كسْر عزائمهم، تذكّرت، محمود درويش، فدوى طوقان، سميح القاسم، غسّان كنفاني، إميل حبيبي، أبا عمّار، تذكّرت كلّ هؤلاء، وأنا أرى النصر فـي أعين الشيب والشباب، الأطفال والرضّع، النّساء والرّجال، نصر وقفت مرارا أجادله مع دعاة العقل والتعقّل، الذين يقولون: ما الذي ربحه أبناء فلسطين من هذه الحرب غير التقتيل والتجوع والتدمير والتشريد، وكانوا فـي عزّة الاستكانة والاستمالة ينْعمون؟ أجادل وأجالد نفسي أحيانا إن اشتدّ التقتيل والتجويع بأطفالٍ أرى فـي عيونهم الحاجة والإصرار، الجوع والمقاومة، البأس ولا يأس؟ الفلسطينيّ اليوم وهو يعود إلى غزّة يقول على القنوات ويصرّح أنّهم هزموا الاستيطان وأفشلوا خططه، وكسروا شوْكته، لم تنكسر شوكة الفلسطيني من أبناء غزّة بكلّ هذه القنابل والرصاصات والأسلحة الثقيلة التي جرّبت فـيه، وهزّت الأرض والسّماء، ودمّرت العتاد ولم تدمّر البشر، لم تمسّ الرّوح ولا عزائم عتاة البشر.

لقد قال سميح القاسم، وما قوله بمعبّرٍ عن عمق ما نراه من أثر الواقع: «يموت منا الطفل والشيخ/ ولا يستسلم/ وتسقط الأمّ على أبنائها القتلى/ ولا تستسلم/ تقدّموا/ تقدّموا/ بناقلات جندكم/ وراجمات حقدكم/ وهدّدوا/ وشرّدوا/ ويتّموا/ وهدّموا/ لن تكسروا أعماقنا/ لن تهزموا أشواقنا/ نحن القضاء المبرم/ تقّدموا/ تقدّموا/ طريقكم وراءكم/ وغدكم وراءكم/ وبحركم وراءكم/ وبرّكم وراءكم/ ولم يزل أمامنا/ طريقنا/ وغدنا/ وبرّنا/ وبحرنا/ وخيرنا/ وشرّنا/ فما الذي يدفعكم/ من جثّة لجثّة/ وكيف يستدرجكم/ من لوثة للوثةٍ/ سفر الجنون المبهم». تعجز القصيدة التي طالما رافقت النّضال الفلسطينيّ عن التعبير عن مشهد الحجّ الغزّاوي الذي نراه هذه الأيّام، يعجز الفنّ عن التعبير عن انتصار شعْبٍ بعد شدّة تقتيله والرغبة فـي إفنائه، وهل يفنى الخالدون؟ إنّ أهل غزّة قد نجحوا أن يحمّلوا أجنّتهم قضيّة فلسطين والأرض المستلبة، النّاس تورّث المال والذّهب والأعمال والعمار، وأهل غزّة يورّثون أجنّتهم عشق فلسطين، والعمل على استرجاعها.

لم أر فـي تاريخ ما قرأت شعبا «جبّارا» كأهل غزّة المقبلين على الحياة على أطلالٍ دارسة، مات منهم عشرات الآلاف، وكسّحوا وعطّلوا وشوّهوا، وعطّبوا، وبتّروا، لم يفنهم الجوع ولا العطش، لم تفنهم الشمس ولا المطر، لم يقتلهم القرّ ولا الحرّ، لم تقدر عليهم قنابل صنعت خصّيصا لهم، ولم يكسرهم عدوّ مدجّج يقبع متخفّيا فـي آليّاتٍ حربيّة شديدة الأمان والرّخاء، لم تمتهم آلات رضعت نهما دمويّا، وغذيت بقتل الفلسطينيّ، «الزنّانة» (الطائرة المسيّرة) صارت فوق رؤوس النّاس تراقب يومهم وليلهم، نومهم وصحْوهم، يهشّها قائد جالس بارز، بعصاه هشّ سقْط الأنْعام.

لقد تفتّحت على القضيّة الفلسطينيّة، أراها فـي مسرحيّة «نخبك يا وطن»، أو فـي أطالعها فـي روايات عددٍ تاجها «المتشائل»، أو تثار فـي أعماقي بشعر يألمه محمود درويش أو يصرخه سميح القاسم، أو تنحته فدوى طوقان على جدران سجنها، تربّينا على أدبٍ فلسطينيّ واكبْنا منه كلّ مراحل النكبة والنكسة وأديرة الجماجم، وتاريخ الدّماء الفلسطينيّة المهدورة من عربٍ وعجم، ونشأنا على ما صدح به أحمد دحبور ومارسيل خليفة، وغيرهما، نحن جيل من الهزائم المتكرّرة، تراكم علينا اليأس، أمّا أهل الدّار، أهل غزّة، فرغم كلّ ما فقدوه من مالٍ وجاه وأبناء وآباء وأحبّة، فرحون أنّهم حافظوا على أرضهم وإن كانت ركاما، الأرض هي الباقية، لقد نجح المستوطن الإسرائيليّ من سلالة مصّاصي الدّماء فـي كسْر الحجر، وخاب خيبة كبرى فـي كسْر البشر، ولقد أحسن درويش وسْم هذا النوع المختلف من البشر بقوله: «إن سألوك عن غزة، قل لهم: بها شهيد، يسْعفه شهيد، ويصوّره شهيد، ويودّعه شهيد، ويصلّي عليه شهيد». لقد أيقظت فـينا غزّة، رغم صمْتنا، وتبدّل أحوالنا، شيْئا ما، وقلبت العالم رأسا على عقب، لقد غيّر أهل غزّة تصوّرنا للبشر، والعالم سيكون بعد حرب غزّة مشهد عودة أهلها إليها مختلفا عن العالم قبل ذلك. لم تفت الشاعر المتبصّر نزار قبّاني ملاحظة أنّ أهل غزّة مختلفون، فكتب فـيهم قصيدته الشهيرة «يا تلاميذ غزّة»، دعاهم بالمجانين الذين يعلّمون العقلاء، فـي مدّ «أطفال الحجارة»، لا ننسى أنّ هذا الشعب العائد اليوم منتصرا، مرفوع الرأس، هو نتاج باكورة أطفال الحجارة الذين قاوموا دبّابات العدوّ رميا بالحجارة، وسخر منهم العقلاء، وها هم اليوم يصنعون التاريخ، أختم بما قاله نزار قبّاني يوْما من أيّام رمي الحجارة: «يا تلاميذ غزّة/ علّمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا/ علّمونا بأن نكون رجالا/ فلدينا الرّجال صاروا عجينا/ علّمونا كيف الحجارة تغدو/ بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا/ كيف تغدو درّاجة الطفل لغما/ وشريط الحرير يغدو كمينا/ كيف مصّاصة الحليب/ إذا ما اعتقلوها تحوّلت سكّينا».

مقالات مشابهة

  • “أمح ” ينجو من الموت.. وجلطة بالمخ تتسبب في توقف الجانب الايسر
  • دراسة صادمة: التوتر أثناء الحمل يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة
  • شاورما تتسبب في إنقاذ شاب من الانتحار.. صور
  • أعراض خمول الغدة الدرقية وأهم الأطعمة لتحفيز نشاطها
  • القبض على شخص تحرش بفتاة أثناء إعطائها حقنة
  • دراسة تحذر: أحلامك قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر
  • أزمة السكن تتسبب بوفاة 74 طفلاً في بريطانيا
  • شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة
  • بيديني حقنة.. سيدة تتهم ممرض بالتحرش بها داخل عيادة بالشيخ زايد
  • دراسة صادمة.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي الشعور بالألم؟