سواليف:
2024-12-24@01:54:57 GMT

أمٌ بأمّة

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

أمٌ بأمّة
م. أنس معابرة

أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسة في #الانتصارات التي تحققها #المقاومة في #غزة يكمن في العنصر النسائي غير المحارب، العنصر النسائي الذي لا يحمل بندقية، ولا يرمي بالقنابل، ولكنه يعمل على اعداد وبناء #الرجال التي ستقوم بكل ذلك لاحقاً.

إن #الأمهات التي تعتقد أن واجبها يقتصر على خدمة الزوج، وترتيب المنزل، واعداد الطعام، وتنظيف الثياب، والحمل والانجاب، أو حتى الذهاب إلى العمل والعودة منه؛ لا تدرك الواجب الرئيس المناط بها، بل لا تدرك الأهمية الكبرى لدورها في نهوض الامة الاسلامية كاملة.

إن الدور الكبير المناط بمعشر النساء هو أن تعمل على #صناعة_الرجال، وتجهيزهم لقيادة الأمة في المرحلة المقبلة، نحن لا نحتاج إلى خراف تُعلف، ولا أبقار تسمّن لتذبح في عيد الأضحى القادم، ولا نحتاج إلى تصدير الفاشلين من الأبناء، العاجزين عن تدبير أحوالهم إلى المجتمع، بل نحتاج إلى جيل من الشباب الواعي، القادر على قيادة من حوله بنجاح.

مقالات ذات صلة تأثير الطفولة المضطربة على القرار السياسي: دراسة تحليلية 2024/01/29

أيتها الأم القديرة: إن واجبك اليوم في صناعة أبطال كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، وصلاح الدين الأيوبي، وعز الدين القسام، وعمر المختار، وغيرهم من القادة الذين تركوا أثراً لا ينمحي مع توالي الأيام والسنون.

أيقظوا أبناءكم لصلاة الفجر جماعة في المسجد بدل أن تخافوا عليهم من برودة الطقس، علموهم أن صلاة الفجر في المنزل للنساء فقط، أقرءوهم سورتي محمد والأنفال، وذكروهم دوماً أنهما تصنعان الرجال القادة الذين تحتاجهم الأمة اليوم، وهي تعاني من هجمة شرسة من كل حدب وصوب.

أيتها الأم الغالية: أنت بحاجة إلى صناعة العلماء النجباء، الذين يعيدون إلى هذه الأمة مجدها في العلوم الشرعية والطبية والاقتصادية والسياسية والأدبية وغيرها، نحن بحاجة إلى فارابي جديد، وأبن سينا جديد، وشافعي جديد، وابن تيمية جديد، ولن يخرج هؤلاء إلا من عباءتك أنت.

أنت قادرة على صناعة هؤلاء بكل بساطة، فأنت لا تختلفين عن أسماء التي أعطتنا الزبير، ولا عن أم أيمن التي أعطتنا أسامة، ولا عن فاطمة الأزدية التي أعطتنا الشافعي، ولا عن هؤلاء الأمهات في فلسطين وغزة، التي تقدم الأبطال المقاومون، وتقدم الشهيد بعد الشهيد دون تردد.

والله إن دورك أيتها الأم لكبير، وما سميت سورة النساء بهذا الأسم إلا لعظيم دور النساء في إدارة هذا الكون، فأمراءه عمران وهبت ابنتها لله، فكانت مريم العذراء البتول، أم نبي الله عيسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام.

إن العمل على صناعة الرجال في البيوت لا يقل أهمية عن حمل السلاح والقتال في الميدان، فكلاهما ثغر من ثغور الجهاد، تقوم عليه الأمهات المخلصات في أداء الرسالة، الصادقات في النية بطلب الجهاد في سبيل الله، المقبلات على تربية وتنشئة أبناءها تنشئة إسلامية حسنة صادقة.

إن من يقول اليوم بأن المرأة ضلع قاصر يعجز عن إدارة أموره لوحده، وبحاجة إلى رجل يقوم عليها ويراعيها، فيكون والدها أولاً، ثم أخوها أو زوجها، ثم يكون ابنها حتى وفاتها لا يفقه من العلم شيئاً، ولم يجد التربية المناسبة التي تعلّمه دور النساء في كتابة التاريخ، وصناعة المجد، وانتصار الأمم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الانتصارات المقاومة غزة الرجال الأمهات

إقرأ أيضاً:

العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!

#سواليف

#العلمانيون_العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!

بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

إذا أردت أن تفهم تناقضًا صارخًا وسخرية مريرة، فلا تبحث بعيدًا عن ما يفعله “علمانيو العرب”. هؤلاء الذين حولوا العلمانية إلى مطيّة مشوهة لفهمهم المقلوب للديمقراطية والحريات. يرفضون الحاكم “الملتحي”، لا لأنه ديكتاتور أو ظالم، بل لأن لحيته تجعلهم يعانون من حساسية مفرطة تجاه أي شيء يمتّ للإسلام بصلة. وكأن الديمقراطية في قاموسهم المختزل تقتصر على بقاء البارات مفتوحة، والنوادي الليلية عامرة، وتحرير النساء من ملابسهن بدلاً من تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد!

مقالات ذات صلة الأردن.. كتلة هوائية باردة وفرص أمطار قادمة – تفاصيل 2024/12/21

أليس غريبًا أن هؤلاء يتغنون ليل نهار بالحرية وحقوق الإنسان، لكنهم يصابون بحالة من الهلع عندما تأتي صناديق الاقتراع بشخص يحمل ذرة انتماء للهوية الإسلامية؟ بالنسبة لهم، الاختيار الشعبي يصبح عبئًا إذا لم يتماشى مع أهوائهم. الديمقراطية، في عيونهم الضيقة، ليست أداة للتعبير عن إرادة الشعوب، بل وسيلة لفرض ما يناسب نمط حياتهم “المتحرر” فقط. وكأن شعاراتهم الكبيرة تُختزل في قضايا مثل الخمر والتعري، بينما يختفون عندما يُطرح الحديث عن الفساد السياسي أو الاستبداد العسكري!

هؤلاء، الذين يُقدمون أنفسهم كمنقذين للعالم العربي، يحاولون إقناعنا بأن العلمانية هي الحل السحري لكل أزماتنا. ولكن مهلاً، أليست العلمانية الحقيقية هي التي تفصل بين الدين والدولة لتحقيق العدالة للجميع؟ أليست هي التي لا تُقصي الدين ولا تعاديه، بل تضمن حرية الاعتقاد والتعبير للجميع، بما في ذلك أصحاب اللحي والعباءات؟ يبدو أن علمانيتهم من نوع خاص، حيث يتم إقصاء ملايين المسلمين من دائرة الديمقراطية فقط لأن خياراتهم السياسية تتماشى مع هويتهم الثقافية والدينية.

ومن الطريف أن هؤلاء “الحداثيين” يعتقدون أنهم يقودون معركة التنوير في مجتمعاتنا. ولكن الواقع يقول غير ذلك؛ فهم، بوعي أو بغير وعي، يساهمون في تعميق الانقسامات. إنهم يستبدلون الاستبداد العسكري والفساد السياسي بديكتاتورية فكرية باردة تقصي الآخر المختلف فكريًا أو دينيًا. وفي هذا المشهد العبثي، يصبح الإسلام، كهوية وثقافة، العدو الأول الذي يجب القضاء عليه ليكتمل مشروعهم العلماني “المزعوم”.

إذا كانت الديمقراطية في فهمهم هي “تجنّب كل ما يمت للإسلام بصلة”، فأين احترام خيارات الشعوب؟ أم أن الديمقراطية تصبح صالحة فقط عندما تأتي بنتائج توافق رغباتهم؟ يبدو أنهم يعيشون في حالة “نرجسية فكرية”، حيث لا يرون إلا مرآة أفكارهم المنعكسة على الواقع، ويرفضون تقبل أي تنوع أو اختلاف.

لكننا نقول لهؤلاء: الديمقراطية والعلمانية ليستا أدوات فارغة لتبرير الهروب من مواجهة الاستبداد الحقيقي أو لتمرير الإملاءات الغربية. الديمقراطية الحقيقية هي احترام إرادة الشعوب، والعلمانية الحقيقية تُعلمنا التعايش والتعددية، وليس تحويل القضايا الهامشية مثل الخمر والتعري إلى معارك مصيرية.

وأخيرًا، إذا كانت مشكلتكم الحقيقية مع الإسلام لأنه يختلف مع أهوائكم، فربما يجب أن تُعيدوا النظر في عقولكم المعلّبة بشعارات جوفاء. المشكلة ليست في الدين، بل في العقول التي ترى في كل ذقن ملتحٍ تهديدًا لوجودها. أما شعوبنا، فستظل تختار من يمثلها وفق إرادتها، شاء من شاء وأبى من أبى.

مقالات مشابهة

  • البشوت جاهزة
  • مؤمن الجندي يكتب: مواجهة لا تعرف الرحمة
  • أطول الرجال والنساء في العالم: هولندا تتصدر وتركيا تحتل المراتب الأولى
  • نساء المغرب يتقن اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية معا أكثر من الرجال
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل
  • المتميزون لا يُقهرون.. إنهم النور في الظلام
  • العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
  • القانون يعطي هؤلاء أولوية اللجوء .. تفاصيل
  • 22.2% من الرجال في مصر يمارسون العنف النفسي ضد النساء