مدير مكتبة الإسكندرية: الطبقة الفقيرة بريئة من اتهامات صناعة الإرهاب
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أكد مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس لجنة مكافحة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أحمد زايد، أن الكثيرين يوجهون الاتهامات للطبقة الفقيرة في مصر بأنها مصدر الإرهاب، وهو تفكير خاطئ لأن المتتبع لتاريخ الطبقة الوسطى وتفاعلاتها يدرك أنها أول من رعت الأفكار المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى إرهاب، وهي القنبلة الموقوتة التي تهدد البلاد.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة «اتجاهات التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط»، والتي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 55، بحضور الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور جمال عبد الجواد، عضو اللجنة الاستشارية ومدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتورة عزة فتحي، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وأدارها الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي الإدارة والتحرير بجريدة الدستور.
وأشار زايد إلى أن موضوع التطرف والإرهاب من الموضوعات الشائكة ويحتاج بحث أسبابها إلى دراسة عدة جوانب، منها المدخل الجغرافي، حيث ترتكز الحركات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، والمدخل الثاني هو وضع تعريف واضح لهذه الظاهرة إذ مايزال ملتبسًا، فالبعض ينظر إلى الجماعات الإرهابية على أنها حركات تحررية أو سياسية.
وأوضح زايد أن هناك ثلاث أنماط من الإرهاب، المستوى الأول هو التطرف في كل شئ، وقد لا ينتج هذا النوع أي شكل من الإرهاب الفعلي، ولكنه عبارة عن عنف مخزون بدرجات معينة وتشتد عندما يرافقها عوامل محفزة، وهو النمط الأكثر انتشارًا في المنطقة العربية.
وأضاف أن النمط الثاني يخلق شكلا من الإرهاب الصامت، وهو «الوصاية» التي يمارسها المجتمع ككل على بعضه البعض، وكأن المجتمع عبارة عن رقاب تقف فوق بعضها البعض بشكل أفقي كل جماعة تمارس على غيرها الوصاية، التي تتخذ شكل التنمر وغيرها من أشكال الوصاية.
وتابع زايد: «أما النمط الثالث هو الإرهاب المنظم الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والذي في الغالب قام على أفكار دينية متطرفة، وتبلورت حول أفكار إسلامية فيها قدر من التشدد، مشيرًا إلى أن كل واحد من هذه الأنماط له تحدياته وسبل التعامل معها».
واختتم زايد حديثه بالتأكيد على أهمية التعليم، كما شدد على أهمية الفنون، حيث تجد أن هناك أطباء ومهندسين لكنهم يحملون أفكارا متطرفة، مضيفًا «بالطبع الطبقة الأولى في العقل البشري هو التعليم ولكن لابد أن يبنى عليها طبقات أخرى من الفلسفة والفن، لكي يكون العقل نافدًا وخلاقا وتعدديا، وهي العقول التي تبني العالم».
ومن جانبه، قال الدكتور خالد عكاشة، إن كثير من المتخصصين يرون أن المجتمع المصري هو الذي أنتج الإرهاب في فترة من تاريخه، ولكن المؤكد أنها دفعت أثمانا غالية للانتصار على هذا الإرهاب، مشيرًا إلى أن موجة الإرهاب التي بدأت 2011 هي أخطر الموجات التي يشهدها العالم لكونها الأعنف ولها ارتباط كبير بالأفكار السياسية، ومازالت تبعاتها مستمرة حتى الأن.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة عزة فتحي أن الإرهاب لن ينتهي لأنه خلايا عنقودية تتجدد طوال الوقت، كما أنهم يعملون تحت الأرض وفوقها، غير أنه يتخذ أشكالًا جديدة، محذرة من أن يُستغل حماس الشباب وخاصة في ظل أزمة غزة، لتوجيه حالة الغضب إلى الدولة المصرية.
فيما اتفق الدكتور جمال عبد الجواد، أن خطر الإرهاب مازال قائما، وإن الدولة الدولة المصرية نجحت في أنها تهزم الموجة الأحدث منه واستطاعت أن تأخذ وقتًا مستقطعًا، ولكن لابد أن تتنبه حتى لا يعود مرة أخرى، مضيفًا أنه السبب الرئيسي لتعطل بناء الدولة الوطنية الحديثة.
اقرأ أيضاًبمشاركة 30 ناشئ.. مكتبة الإسكندرية تنظم أحتفالية كبرى باليوم العالمي للغة برايل
الثلاثاء.. مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يحتفل بمرور 14 عامًا على إنشائه
مكتبة الإسكندرية تنعي أمير الكويت و تعلق الأنشطة الفنية لمدة 3 أيام
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية مدير مكتبة الإسكندرية المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية صناعة الإرهاب خطر الإرهاب
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لإنشاء سفارة المعرفة بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر
افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس، سفارة معرفة تابعة لمكتبة الإسكندرية داخل مكتبة مصر العامة بالأقصر كما تم افتتاح فعاليات الملتقى الثقافي الأول بين مكتبة الإسكندرية ومكتبة مصر العامة بالأقصر، فضلاً عن توقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر لإنشاء سفارة معرفة داخل أروقة الجامعة.
حضر الفعالية اللواء دكتور خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا للتراث، و المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، و الدكتور عادل زين الدين رئيس جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر، و الدكتور هشام أحمد أبو زيد نائب محافظ الأقصر، و محمد حساني مدير مكتبة مصر العامة ومركز الأقصر للتراث الحضاري.
أعرب الدكتور أحمد زايد عن سعادته لافتتاح سفارة معرفة تابعة لمكتبة الإسكندرية داخل مبني أحد أهم صروح الثقافة في جنوب الصعيد وهي مكتبة مصر العامة بالأقصر، لتصبح أول سفارة معرفة يتم إنشاؤها داخل مكتبات مصر العامة في كل محافظات مصر، بعد أن أنشأت مكتبة الإسكندرية ثلاثين سفارة معرفة داخل جامعات مصر الحكومية والأهلية والدولية والتكنولوجية وداخل بعض المؤسسات والهيئات الحكومية.
وقال إن المكتبة تستهدف من إنشاء سفارة المعرفة خدمةً الطلاب والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والعلمي والمعرفي من أبناء وزوار مدينة الأقصر، مؤكدًا أنه بهذا التعاون البناء بين مكتبة الإسكندرية والمؤسسات العلمية والثقافية بمدينة الأقصر، يصبح متاحاً لأبناء وطلاب وباحثي وزوار مدينة الأقصر إمكانية الاطلاع علي جميع المصادر المعرفية من مراجع ودوريات علمية وكتبٍ ثقافية يربو عددها علي نصف مليون كتاب ومرجع ودورية مرقمنة، فضلاً علي إمكانية زيارة متاحف المكتبة ومراكز المخطوطات في جولاتٍ افتراضية، وكذلك إمكانية نقل جميع المؤتمرات والندوات والاحتفالات وبثها بثاً مباشراً من داخل قاعات المكتبة بالإسكندرية إلى قاعة سفارة المعرفة سواء داخل مكتبة مصر العامة بالأقصر أو داخل مبني جامعة طيبة التكنولوجية.
وعلى هامش الفعالية، وقع الدكتور أحمد زايد و الدكتور عادل زين الدين موسى، رئيس جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر، بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.
واضاف مدير المكتبة إن البروتكول يهدف لإنشاء سفارة معرفة تابعة لمكتبة الاسكندرية داخل حرم جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر، خدمةً للطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس وجميع المهتمين بالشأن العلمي والثقافي لتكون بذلك ثاني جامعة تكنولوجية في مصر تتأسس بها سفارة معرفة بعد جامعة برج العرب التكنولوجية.
وأكد أن تتخذ من التطور المذهل لتطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات سبيلًا لكسر حاجز المسافات بين مقر المكتبة بالإسكندرية وباقي الجامعات المنتشرة في كافة ربوع القطر المصري من مطروح إلى أسوان، لتسهيل توصيل المعلومات والمصادر المعرفية لإمداد المجتمع العلمي والثقافي بجميع ما تحتويه مكتبة الاسكندرية من موارد ثقافية وعلمية ومعرفية غير محدودة.