يناير 30, 2024آخر تحديث: يناير 30, 2024

المستقلة/- على نحوٍ مغايرٍ لما جرى سابقاً في كلِّ انتخابات تشريعيَّة، تتجه الأحزاب السياسيَّة في العراق لبدء الدعاية الانتخابيَّة مبكراً، وقبل عامين تقريباً من موعد الانتخابات المقرّرة في 2025.

ويعود هذا التغير في العقلية السياسية العراقية إلى عدة عوامل، منها:

الخوف من فقدان السلطة: فقد شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2021 تراجعاً كبيراً في شعبية بعض الأحزاب السياسية التقليدية، مثل التيار الصدري وحزب الدعوة الإسلامية.

وهذا التراجع دفع هذه الأحزاب إلى البدء بالاستعداد للانتخابات المقبلة مبكراً، بهدف الحفاظ على نفوذها السياسي.التدخلات الخارجية: شهدت الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2023 تدخلاً واضحاً من بعض الدول الإقليمية، مثل إيران وتركيا. وهذا التدخل دفع الأحزاب السياسية إلى البدء بالاستعداد للانتخابات المقبلة مبكراً، بهدف مواجهة هذه التدخلات.الأزمة الاقتصادية: تعاني العراق من أزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وهذا دفع الأحزاب السياسية إلى البدء بالاستعداد للانتخابات المقبلة مبكراً، بهدف تقديم الوعود للناخبين بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

وبحسب الأكاديمي والخبير السياسي، د. خالد العرداوي، فإنَّ الدعاية الانتخابية المبكرة بدأت قبل تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي. وقال العرداوي: “الصراع الشديد الذي دار بين القوى السياسية العراقية قبل تشكيل الحكومة كان يضمر تخوفاً واضحاً لديها مما يمكن أن تكون عليه أوضاعها في الانتخابات اللاحقة في حال تشكيل الحكومة، بعيداً عن قواعد اللعبة المتعارف عليها التي سادت بعد سنة 2003”.

وأضاف العرداوي أنَّ “القوى السياسية تستعد اليوم لانتخابات 2025 لتتجاوز ما واجهته من إخفاقات في الانتخابات المحلية الأخيرة، عبر إعادة ترتيب تحالفاتها ومواقفها لتضمن نتائج أفضل تعزز وجودها في السلطة”.

ويرى الكاتب والصحفي، محمد وذاح، أنَّ “السياسي يصنع تراكماً زمنياً من خلال جمع الأصوات باستهداف المناطق الفقيرة بالخدمات، ويقوم نواب بدور ليس دورهم من خلال تبليط بعض الشوارع والحصول على موافقة بمشاريع خدمية والتوسط بالتعيينات والشمول برواتب الرعاية الاجتماعية، لتتم استمالة الناخب وفق قاعدة بيانات”.

وكشف وذاح عن أنه “تم إنشاء قواعد للنواب والأحزاب، وهي قواعد مناطقية اجتماعية بما يضمن صعود المرشح وضمان تصويت الجماهير”.

ويرى مراقبون أنَّ الدعاية الانتخابية المبكرة قد تؤدي إلى عدة نتائج، منها:

زيادة التنافس بين الأحزاب السياسية، مما قد يؤدي إلى إثارة الرأي العام العراقي.استغلال الأحزاب السياسية للظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.إضعاف الثقة بالعملية الانتخابية في العراق.

ويبقى أنَّ الدعاية الانتخابية المبكرة هي ظاهرة جديدة في العراق، ومن الصعب تحديد نتائجها بشكل دقيق قبل إجراء الانتخابات.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الدعایة الانتخابیة المبکرة الأحزاب السیاسیة الأحزاب السیاسی فی العراق

إقرأ أيضاً:

منظومة VAR ستغيب عن الجولات المقبلة لدوري نجوم العراق

منظومة VAR ستغيب عن الجولات المقبلة لدوري نجوم العراق

مقالات مشابهة

  • صراع الرؤى يؤجل تعديل قانون الانتخابات البرلمانية
  • صراع الرؤى يؤجل تعديل قانون الانتخابات البرلمانية - عاجل
  • الإصلاح والتنمية: لا تحالفات حالية للانتخابات المقبلة.. وننتظر صدور القوانين المنظمة
  • منظومة VAR ستغيب عن الجولات المقبلة لدوري نجوم العراق
  • خلافات حادة حول تعديل قانون الانتخابات في العراق قبل الاستحقاق المقبل
  • الفساد يلاحق أروقة السلطة.. الحمداني بمواجهة ملفات ضريبية تفتح أبواب الأزمة السياسية
  • الفساد يلاحق أروقة السلطة.. الحمداني بمواجهة ملفات ضريبية تفتح أبواب الأزمة السياسية- عاجل
  • عشرات الآلاف من نشطاء المناخ يتظاهرون في جميع أنحاء ألمانيا قبل الانتخابات الفيدرالية المقبلة
  • "هجوم ميونخ" يستنفر الأوساط السياسية الألمانية قبيل الانتخابات
  • الحريري يعلن العودة للعمل السياسي وخوض الانتخابات البلدية