الخليج الجديد:
2025-03-09@16:27:47 GMT

بداية صحوة في تونس؟

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

بداية صحوة في تونس؟

بداية صحوة في تونس؟

أسئلة تشكّل بداية صحوة ومساءلة لنخبة بقيت تتفرج على قتل ديمقراطيتها يوماً بعد يوم بسبب حسابات خاطئة، بيّنت الأيام زيفها وسذاجتها.

يسوء الوضع يومياً اقتصادياً وسياسياً وتضيق المحاكم بملاحقات وقضايا الرأي ويتوسع الخوف، بينما يمضي الرئيس نحو تثبيت حكمه غير عابئ بأحد.

يبقى السؤال الأهم متعلقاً بالعلاقة داخل المنظومة السياسية في تونس، وخصوصاً مع الإسلاميين، وينبغي طرح هذه الأسئلة بوضوح على الطاولة وحسمها نهائياً.

مطلوب خطاب ديمقراطي واضح لا يُقصي الخصم ولا يُلغي الصراع ولا يعزل الديمقراطية عن المضمون الاقتصادي والاجتماعي ويرفض معادلة الخبز أو الحرية؟

ارتباك ليلة 25 يوليو 2021 داخل المنظومة السياسية يظهر عدم إدراك الأولويات والوضع الحالي ونتائجه ربما حرّك هذا الوعي، فهل هي بداية صحوة في تونس أم هي مجرد لحظة عابرة؟

* * *

يسوء الوضع في تونس يوماً بعد يوم، اقتصادياً وسياسياً بالخصوص، تضيق المحاكم بالملاحقات وقضايا الرأي، ويتوسع الخوف كل يوم، بينما يسير الرئيس قيس سعيّد في طريقه إلى تثبيت حكمه غير عابئ بأحد.

ولكن جمهور المدافعين عنه يتضاءل، إذ فشل في كل المحطات التي دعا إليها التونسيين منذ انقلابه على الدستور في يوليو/تموز 2021، وحتى من كان يتوقع ربحاً ما من هذا الانقلاب وصمتَ على الظلم، بدأ يعي حجم المأساة التي شارك فيها وإن كان بالصمت.

وبعد كل هذه الفترة، شرع بعض النخبة في تونس في طرح الأسئلة الحقيقية، أسئلة الديمقراطيّة والحرية، وليس أسئلة السياسة والأحزاب والحسابات التي شجعت الانقلاب على التمادي في مسيرته واستهداف المعارضين واحداً بعد الآخر.

والسبت الماضي، نظّمت جمعيات تونسية ندوة مهمة، كان عنوانها واضحاً ومباشراً "الاستبداد الناشئ: تناقض الخطاب والممارسة، وأزمة القوى الديمقراطيّة".

ومن بين ما تضمّنته الورقة المقدمة للندوة أسئلة هامة، أهمها "كيف يمكن صياغة خطاب ديمقراطي واضح ومسموع، لا يُقصي الخصم ولا يُلغي الصراع، ولا يعزل الديمقراطية عن مضمونها الاقتصادي والاجتماعي؟ ما السبيل إلى فضح زيف معادلة الخبز أو الحرية؟".

وحاولت الندوة ما قالت إنه إلقاء "حجر في المياه الراكدة... وتشخيص نظام الحكم وسياساته وفضح نفاقه، وكذلك مساءلة أنفسنا أمام المرآة. فإذا كان التخلي عن ممارسة حرياتنا إزاء سلطة الخوف أقصر طريق لفقدان ما تبقّى منها، فإن مجابهة هذا الاستبداد الناشئ ستبقى عقيمة، ما لم يصحبها جُهد فكري وتقييم نقدي ونقاش صريح".

تبدو الأسئلة صحيحة وموضوعية، وقد تشكّل فعلاً بداية صحوة ومساءلة لنخبة بقيت تتفرج على قتل ديمقراطيتها يوماً بعد يوم بسبب حسابات خاطئة، بيّنت الأيام زيفها وسذاجتها. ولكن يبقى السؤال الأهم متعلقاً بالعلاقة داخل المنظومة السياسية في تونس، وخصوصاً مع الإسلاميين، وينبغي طرح هذه الأسئلة بوضوح على الطاولة وحسمها نهائياً.

ليس من شك في أن هناك مراجعات ضرورية على كل الأطراف أن تقوم بها سريعاً، ولكن عميقاً وبشكل ينهي الجدل في هذا الخصوص مرة واحدة، ويُفضي إلى تحديد أولويات الجميع بشكل لا لُبس فيه، وعلى رأسها حماية الديمقراطية وصندوق الانتخابات الشفاف، قبل كل شيء.

ما حدث من ارتباك ليلة 25 يوليو 2021 داخل المنظومة السياسية في تونس يدل بشكل واضح على عدم إدراك للأولويات، وقد يكون الوضع الحالي ونتائجه حرّكت هذا الوعي، فهل هي بداية صحوة في تونس أم هي مجرد لحظة عابرة؟

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس صحوة الاستبداد الإسلاميين انقلاب المنظومة السياسية قيس سعيد حسابات خاطئة

إقرأ أيضاً:

صناعة الحصير في تونس.. مهنة تقليدية تحاول الوصول للأسواق العالمية

في حي الرباط أو الحساية وسط مدينة نابل التونسية، لا تزال هناك ورش قليلة تمارس حرفة صناعة الحصير التقليدية التي كانت تشكل جزءا مهما من تاريخ المدينة.

وزير خارجية تونس: محاولات تهجير الفلسطينين وصمة عار على المجتمع الدوليتونس تتحرى هلال رمضان في 5 أقاليم

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "صناعة الحصير في تونس.. مهنة تقليدية تحاول الوصول للأسواق العالمية"، وهذه الحرفة على وشك الانقراض، حيث لا يزال يمارسها عدد قليل من الحرفيين.

ولا يزال الحرفيون المهرة يصنعون الحصير، خاصة للمساجد، باستخدام مسامير السمر الذهبية، على الرغم من تراجع الاهتمام بهذه الحرفة.

تبدأ عملية صنع الحصير بحصاد سنابل السمر من الوديان، والتي تجفف من جهة لمدة ثلاثة أسابيع ثم تجفف من الجهة الأخرى، لمدة أيام ثم تفرز حسب الطول، وتستخدم الخيوط الطويلة في صنع الحصير والقصيرة في صنع السلال.

عملية التصنيع نفسها تتضمن ترتيب الخيوط بدقة على النول لتكوين الأنماط المعقدة التي تحدد شكل الحصير. 

وقد ارتقى مروان شلاد، وهو حرفي آخر، إلى مستوى جديد من خلال دمج التقنيات الحديثة والذوق الفني في عمله، وتطويره لإنتاج ليس فقط سجادات الصلاة، بل ومنتجات أخرى مثل الكراسي والسلال وعناصر تزيين المنازل.

وقال شلاد، إن هذه الحرفة الخدمة لها أفق مستقبلي،  ففي السابق كانت تُربط بشيء مفصلي حتى نصلي عليه أو ننشره في المنزل، أما الآن فهي ليست مربوطة بحصيرة، ولا مفصلية في الحقيبة التي نخرج بها، ولا مفصلية في السجادة التي نضعها، ولا مفصلية في البساط الذي نستخدمه في المنزل، ولا مفصلية في غطاء الطاولة الذي نضعه على الرمل. 
 

مقالات مشابهة

  • جوجل مستعد للأسئلة المعقدة والبحث المعمق
  • توقعات الأرصاد الجوية في اليمن: أمطار ورياح نشطة وانخفاض درجات الحرارة
  • صناعة الحصير في تونس.. مهنة تقليدية تحاول الوصول للأسواق العالمية
  • برنامج تدريبي حول منظومة التعليم الإلكتروني نور بتعليمية مسندم
  • الساحل السوري يتحرك ويفجر أسئلةً كبرى حول مستقبل العلاقة مع دمشق
  • مسابقة رمضانية للأطفال لتعريفهم بالشهر الفضيل
  • إحالة أمين عام حركة النهضة في تونس إلى الدائرة الجنائية لمقاضاته
  • محاكمة سرية لأخطر قضية في تونس.. ما الذي يجري؟
  • الأرصاد يتوقع أجواء صحوة وغائمة جزئياً ورياحاً نشطة 
  • الأرصاد: أجواء صحوة وغائمة جزئياً ورياحاً نشطة خلال الساعات القادمة