عربي21:
2025-01-03@04:41:43 GMT

فلسطين وأمم متحدة بديلة

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

هل سيفكر باقي العالم غير الغربي في تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة بعيدا عن هيمنة الغرب بزعامة الولايات المتحدة، بعدما أظهرت التجارب في حل النزاعات غلبة الكيل بمكيالين في قضايا متعددة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؟ أمر وارد خلال العقدين المقبلين، إذا لم يتم تحقيق توازن واحترام للقانون الدولي في منهجية تعاطي العلاقات الدولية، لاسيما في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.



إذ منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، وكلما سنحت له الفرصة، يحذّر وزير خارجية فرنسا الأسبق دومينيك دو فيلبان من الشرخ القائم بين الغرب وباقي العالم في القضايا الدولية. وينسب بداية الشرخ إلى ما وقع في حرب العراق حيث جرى قتل أكثر من مليون شخص وتشريد الملايين بخدعة وجود أسلحة كيماوية ونووية في حوزة العراق، إبان حقبة الرئيس صدام حسين. ويرفع صوته عاليا ومنبها من خطورة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مبرزا أن هذه الحرب لخصوصيتها الثقافية والدينية والتاريخية تهدد استقرار العالم، وتزيد من الشرخ بين الغرب وباقي العالم وتهدد الأمم المتحدة.

وتاريخيا، كلما حدث شرخ تترتب عنه نتائج وخيمة للغاية، وفي حالة العلاقات الدولية الحالية، ستمس النتائج الوخيمة استقرار المؤسسات الدولية، التي تحاول لعب دور الوصاية الإيجابية، والحكومة الموجهة لشعوب العالم نحو السلام والاستقرار والتعاون، وعلى رأسها الأمم المتحدة. وخلال السنتين الأخيرتين، يتضح هذا الشرخ بين العالم الغربي الرسمي (نستثني جزءا مهما من الرأي العام الغربي الذي لا يتفق مع سياسة حكوماته) بقيادة الولايات المتحدة وباقي العالم من دون قيادة واضحة، وإن كانت مجموعة البريكس بزعامة الصين تبلور زعامة هادئة وتدريجية لهذا التكتل. فشل الغرب في حشد العالم ضد روسيا في حربها ضد أوكرانيا، ثم فشل الغرب في فرض تصور الإرهاب في وصفه للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاستعمار الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول «عملية طوفان الأقصى». وقراءة قرارات مجلس الأمن الدولي حول النزاعات الدولية، يتضح من دون الحاجة إلى حل تشفير مدى الانحياز الأعمى، وبشكل سافر لكل ما يمس قضية تهم الغرب، وتدخل في صميم أمنه القومي مثل حالة إسرائيل.

وتهيمن القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية، على الرغم من وجود ملفات أخرى، ربما أخطر، وهذا يعود للطابع التاريخي والروحي والثقافي لهذه القضية. وتقف غالبية العالم متعجبة سلبا من موقف الغرب الرسمي الذي يساند حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، ما دفع بدولة مثل جنوب افريقيا إلى رفع دعوى ضد إسرائيل بتهم حرب الإبادة. ويخلف موقف الغرب الرسمي مرارة لدى معظم دول العالم. ومن نتائجه، ترتفع أصوات الدول وأصوات الاتحادات القارية والتجمعات الإقليمية وأصوات الخبراء، بأنه حانت ساعة تطوير الأمم المتحدة على أسس جديدة، وذلك لسببين: الأول ويتجلى في الشيخوخة التي أصابت هندسة وقوانين الأمم المتحدة، التي جاء إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سياق مختلف عن الفترات الزمنية اللاحقة ومنها الوقت الراهن. ويتمثل السبب الثاني في هيمنة تصورات ومصالح القوى الكبرى، خاصة الغربية منها على حساب استقرار العالم وعلى حساب باقي الشعوب، وكأن العالم مقسم بين شعوب الله المختارة، التي تتمتع بحقوقها وتدوس على حقوق الغير، وشعوب مطالبة بثقل الإهانة والمهانة التاريخية. الحديث عن هيئة أمم بديلة والتخلي عن الحالية، وارد خلال العقد المقبل، وقد تنتهي الأمم المتحدة مثل سابقتها عصبة الأمم التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى، ولم تنجح في احتواء الصراعات، لأن هندستها القانونية وقتها كانت تشهد خللا من الصعب مواكبة التطورات التي كانت تحدث، وأدت إلى الحرب العالمية الثانية. وعند الحديث عن حدوث هذه الفرضية، يكون الحديث عن وجود عوامل رئيسية قد تؤدي لها وهي:

في المقام الأول، كانت الأمم المتحدة تاريخيا تحت هيمنة الغرب الرسمي، خاصة في ظل وجود ثلاثة أصوات فيتو مقابل صوتين في مجلس الأمن لصالح الغرب، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مواجهة الصين وروسيا. غير أن هذه الهيمنة بدأت تتراجع بشكل كبير، بسبب اكتساب دول من حجم تركيا والبرازيل وجنوب افريقيا وإيران، حضورا دوليا في تشكيل قرارات المنتظم الدولي.

في المقام الثاني، هيمنة الغرب الرسمي دبلوماسيا على الأمم المتحدة، وتوظيفها لأغراضه نابع من القوة العسكرية والاقتصادية للغرب بزعامة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من استمرار الغرب الاحتفاظ بقوته، إلا أن ظهور قوى أخرى مثل روسيا والصين ومجموعة البريكس، جعل الغرب الرسمي يفقد الركيزة الاقتصادية والعسكرية لفرض أجندة في العالم. ومن ضمن الأمثلة، فشل الغرب في فرض حل لحرب روسيا – أوكرانيا، ويقف عاجزا أمام تطورات البحر الأحمر، بعدما قررت حركة الحوثيين في بلد منهك مثل اليمن فرض واقع جديد في الملاحة الدولية.

في المقام الثالث، وارتباطا بالسبب الثاني، لا يمكن في عالم يتشكل جيوسياسيا في قطاعات ومجالات حساسة مثل التجارة العالمية، والاستثمار، والقوة العسكرية بقيادة الصين مدعومة بروسيا وعشرات الدول، أن يبقى حبيس الأمم المتحدة الحالية.

يمر النقاش حول الأمم المتحدة بمراحل وهي: التشكيك في دور الأمم المتحدة بعدما فشلت في حل النزاعات وساهمت مؤسسات مرتبطة بها مثل، صندوق النقد الدولي في إفقار الشعوب، وانتقلت إلى مرحلة ضرورة إجراء تغيير جوهري على القوانين المنظمة لهذه المنظمة، لكي تتكيف مع الواقع الجيوسياسي العالمي الآخذ في التبلور، وأخيرا ستكون مرحلة البحث عن بديل إذا لم يتم حدوث الإصلاح.

إن توظيف الغرب للأمم المتحدة لعرقلة حل القضية الفلسطينية، على الرغم من عشرات القرارات المنصفة، خاصة في القضية ذات الجذور الدينية والثقافية التي تمس استقرار العلاقات الدولية، سيكون من العناصر الرئيسية نحو إصلاح جذري لهذه المنظمة أو إيجاد بديل لها مستقبلا.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية احتلال فلسطين غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورلينز

أثار هجوم نيو أورلينز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

ونقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن شهود، أن شاحنة كانت تسير "بسرعة كبيرة" صدمت حشداً كبيراً من الناس في شارع كانال وبوربون، في الحي التاريخي والسياحي الشهير المعروف بـ "الحي الفرنسي"، قبل أن يقفز سائقها ويبدأ إطلاق النار، ما دفع الشرطة إلى الرد.

#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية، ونتج عنه وفاة وإصابة عددٍ من الأشخاص. pic.twitter.com/XqvWwfyoTo

— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) January 1, 2025 السعودية 

دانت وزارة الخارجية السعودية، الهجوم وأكدت في بيان "نبذها التام لكافة أشكال العنف".

كما عبرت عن "تضامنها وصادق تعازيها لأسر المتوفين وللولايات المتحدة حكومة وشعباً، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".

New Orleans, so dear to the hearts of the French, has been struck by terrorism.

Our thoughts are with the families of the victims and the injured, as well as with the American people, whose sorrow we share.

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 1, 2025 تعاطف فرنسي

وأبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعاطفه "مع الشعب الأمريكي الذي نشاطره الألم"، مؤكداً عبر منصة إكس أن "المدينة التي ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين".

وكذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016، أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال على إكس إن "المأساة التي وقعت في نيو أورلينز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد".

The shockingly violent attack in New Orleans is horrific.

My thoughts are with the victims, their families, the emergency responders and the people of the United States at this tragic time.

— Keir Starmer (@Keir_Starmer) January 1, 2025 المملكة المتحدة 

وبدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على إكس إن "الهجوم العنيف الصادم في نيو أورلينز مروع".

وأضاف "أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ، وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي".

Horrified by the attack in New Orleans, U.S., which has claimed innocent lives and left many injured.

We trust that those responsible for this terrible act will be brought to justice. Violence, terrorism, and any threats to human life have no place in our world and must not be…

— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) January 1, 2025 تعزية أوكرانيا 

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على إكس إنه "روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص".

وأضاف "نحن على ثقة في أن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأمريكي وتدين العنف".

I am deeply saddened by the deliberate attack on those celebrating New Year's in New Orleans.

There is no excuse for such violence.

As authorities continue their investigation, we stand in full solidarity with the victims and their families during this tragic time.

— Kaja Kallas (@kajakallas) January 1, 2025 الاتحاد الأوروبي

وفي السياق ذاته، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على منصة إكس أن "لا عذر لعنف مماثل"، مبدية "حزنها الكبير".

وأضافت "نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية".

لم يكن عملاً فردياً..إف بي أي يحقق في تورط إرهابيين في الهجوم على نيوأورليانز - موقع 24أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي أي، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي أنه لا يعتقد أن شمس الدين بهار جبار المسئول عن الدهس الجماعي في قلب نيوأورليانز، هو المسؤول الوحيد عن الهجوم، وطلب مساعدة المواطنين للحصول على مزيد من المعلومات. الأمم المتحدة 

وأما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فأدان الهجوم "بشدة"، وقدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه.

This is terrible news from New Orleans: People celebrating happily are torn from their lives or injured by senseless hatred. We grieve with the families and friends of the victims and wish all those injured a quick recovery.

— Bundeskanzler Olaf Scholz (@Bundeskanzler) January 1, 2025 ألمانيا 

وفي برلين، قال المستشار الألماني أولاف شولتس على إكس: "إنها أخبار فظيعة من نيو أورلينز".

وأضاف "أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين".

Deeply saddened by the terrorist attack in New Orleans. My heartfelt condolences go out to the families of the victims. Wishing a swift recovery to the two injured Israeli citizens and all the wounded. I instructed Israel's Consul General in Houston to immediately deploy a…

— Gideon Sa'ar | גדעון סער (@gidonsaar) January 1, 2025 إسرائيل 

وكذلك، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي يدعون ساعر على إكس: "أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورلينز".

وأضاف "أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا".

بايدن: منفذ هجوم نيو أورليانز استلهم هجومه من تنظيم داعش - موقع 24قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن منفذ هجوم نيو أورليانز نشر فيديو قبل الهجوم يشير إلى أنه استلهم هجومه من تنظيم داعش الإرهابي. تركيا 

وأخيراً، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم التي وقع في نيو أورلينز في الولايات المتحدة".

وأضافت "نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل بأن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه".

مقالات مشابهة

  • بن جامع من نيويورك: العالم يواجه تحديات كبيرة تهدد السلام والأمن الدوليين
  • أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورلينز
  • الحساب الرسمي لبطولة كأس العالم للأندية يحتفل بعيد ميلاد علي معلول
  • الأونروا: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة مستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرا من الحرب
  • وزيرة البيئة:مصر تتعاون مع الأمم المتحدة وتقود الجهود العالمية في تمويل المناخ
  • منع الإسرائيليين من المشاركة ببطولة العالم للبولينغ بعد حملة داعمة للفلسطينيين
  • وكالة إعلام بلاحدود العالمية تعلن عن اللوجو الرسمي والترخيص الخاص بها في بريطانيا
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الرسمي الخميس المقبل
  • الجهاني:ولادة حكومة جديدة تحت قبة البرلمان تتطلب اعتراف العالم ومباركة الأمم المتحدة
  • أبرز الأحداث العالمية التي وقعت خلال العام 2024 (إنفوغراف)