#خطوة_جديدة نحو #التهجير و #التوطين – #ماهر_أبوطير
علّقت الولايات المتحدة وعدة دول غربية تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بذريعة وجود 12 موظفا من الوكالة كانوا بين المجموعة التي نفذت هجمة أكتوبر.
الولايات المتحدة التي حشدت لوقف التمويل وتبعتها دول أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا وفنلندا وإيطاليا، لم نسمع صوتها عاليا حين تم قتل أكثر من 150 فلسطينيا يعملون في الأونروا أصلا، ولا عند قصف مدارس الوكالة والمراكز الصحية التابعة لها، لكن أعصابها الحساسة استفزت فقط عند قصة الـ 12 موظفا الذين تتهمهم إسرائيل بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر من أصل 30 ألف موظف فلسطيني في أونروا غزة، يديرون الحياة التعليمية والصحية والمساعدات لأكثر من مليوني وربع مليون فلسطيني، يعمل منهم 13 ألفا فقط حاليا في ظل ظروف الحرب والنزوح الداخلي داخل قطاع غزة.
استهداف الأونروا من جانب إسرائيل ليس غريبا، لأن المقصود في المحصلة شطب قضية اللجوء الفلسطيني في كل مكان وإلغاء حق العودة، ورفع الغطاء الدولي عن الفلسطينيين، خصوصا، أن 65 بالمائة من سكان غزة هم من اللاجئين الذين قدموا إليها من مدن بحر فلسطين الممتد وقراها عام 1948، إضافة إلى خنق الفلسطينيين والتنكيل بهم معيشياً أكثر في قطاع غزة، إذا توقفت خدمات الأونروا، ودفعهم قسرا للهجرة بحثا عن مكان للحياة.
مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/01/29تعليق التمويل من جانب واشنطن ودول غربية جاء في توقيت مدروس وذلك رداً على قرار محكمة العدل الدولية الخاص بدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، الذي على ما فيه من نقاط ضعف وعدم وقفه للحرب في غزة، والمنطوق الإسرائيلي هنا يقول (إنكم وجهتم لنا ضربة جزئية من خلال مؤسسة دولية دعمتكم ولو جزئيا، وقمنا بالرد عليكم عبر زلزلة مؤسسة دولية تدعمكم)، إضافة إلى أن إسرائيل تريد شطب دور الأونروا لاعتبارات كثيرة من بينها التوطئة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر، بحيث لا تكون قضية التهجير هنا متعلقة بكتلة بشرية تحميها مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، إضافة لهدف إستراتيجي يتعلق بتوطين الفلسطينيين في الدول العربية التي للأونروا نشاط فيها، عبر الشطب الفعلي لتعريفات اللجوء الدولي عنهم.
الخطوة التي سبقت تعليق إدارة بايدن للتمويل، تجلت بما فعلته إدارة الرئيس الأميركي سابقا دونالد ترامب نهاية شهر 8 من العام 2018 حين أوقفت المساعدات الأميركية كليا، بهدف تفكيك الوكالة، خصوصا، أن واشنطن تدفع سنوياً ثلث موازنة الأونروا، من أصل أكثر من مليار وربع مليار دولار، وهذا القطع المالي ساعدت بعض الدول العربية سابقا في تعويضه، حتى عاد التمويل مجددا بعد وصول الرئيس بايدن، الذي عاد والتحق بذات خطوة سلفه.
نحن إذاً أمام زلزال سياسي، وليس مجرد قطع للتمويل المالي، لأن عدد الدول التي قطعت التمويل اليوم يتزايد، وهذا سيؤدي إلى انهيار الوكالة كليا، وهي التي تعمل في 5 جهات، قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سورية، لبنان، وإذا كانت الكارثة الأكبر ستكون الآن في غزة بسبب الظروف القائمة، حيث في القطاع 8 مخيمات فلسطينية إلا أن التأثير سيمتد إلى الضفة الغربية التي فيها 19 مخيما، وإلى الأردن التي فيها 10 مخيمات رسمية و3 مخيمات غير رسمية، وإلى لبنان وسورية، حيث تتولى الأونروا رعاية قرابة 6 ملايين فلسطيني في الإجمالي.
دلالة وقف التمويل ليست غياب العلاج والتعليم والمساعدات فقط، لأن الغايات الإستراتيجية هنا سياسية أشرت إليها، وهذا يتطابق مع ما قاله وزير خارجية الاحتلال، إن الأونروا يجب ألا تبقى في قطاع غزة بعد الحرب، وها نحن نشهد حرب تجفيف الموارد بدعم دولي في سياقات التآمر على القضية الفلسطينية ذاتها، وليس مجرد توزيع حبة دواء ورغيف خبز وقلم رصاص.
لقد قلنا مرارا إن الاحتلال ينفذ حزمة أهداف إستراتيجية ولا يخوض مجرد حرب ضد مقاومين، ونحن اليوم أمام خطوة جديدة نحو التهجير والتوطين.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: خطوة جديدة التهجير التوطين قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مخطط إسرائيلي جديد لعزل شمال قطاع غزة ومنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يخطط بناءً على قرار من المستوى السياسي، لمنع عودة سكان مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة إلى منازلهم، بهدف عزل هذه المنطقة عن باقي القطاع وتقليص عدد سكانها بشكل كبير.
وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيمنع السكان المهجرين من العودة إلى شمال القطاع، كما سبق ومنع نحو مليون فلسطيني من العودة إلى مناطقهم في وسط القطاع بعد أن هجرهم في بداية الاجتياح البري قبل عام، عبر ممر "نيتساريم" الذي يفصل بين مدينة غزة وشمال القطاع والجنوب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد هجر 65 ألفاً من سكان جباليا، الذين يبلغ عددهم 70 ألفاً، نحو مدينة غزة، بينما يقيم السكان المتبقون في مراكز إيواء مثل المدارس والعيادات.
وفي غضون ذلك، قال وزير الجيش الإسرائيلي ، يسرائيل كاتس، في بيان مقتضب اليوم إلى أنه بعد هزيمة حماس في غزة، ستسيطر إسرائيل على الأمن في القطاع مع حرية عمل مماثلة لما هو الحال في الضفة الغربية، ولن نسمح بأي تنظيمات مسلحة تنطلق من غزة ضد المستوطنين الإسرائيليين، كما لن نسمح بالعودة إلى الوضع الذي كان قبل 7 أكتوبر.
وحسب خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي، سيتم الحفاظ على محور "نيتساريم"، الممتد من كيبوتس "كفار عزة" في منطقة "غلاف غزة" إلى شاطئ البحر، لمنع عودة سكان غزة إلى بيوتهم في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
ووفقا لتقارير مختلفة يعتبر هذا المخطط جزءا من "خطة الجنرالات" التي وضعها الجنرال المتقاعد جيورا آيلاند، بهدف منع حماس من إعادة بناء قواتها. ويقدر جيش الاحتلل الإسرائيلي أن هناك نحو 100 مقاوم من حماس لا يزالون في شمال القطاع.
ويشترط جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود عاملين لاستمرار وجود مقاتلي حماس في المنطقة: الأول هو وجود سكان غزيين بالقرب منهم، والثاني هو غياب حكم بديل لحماس في القطاع.
ويصر جيش الاحتلال على رفض إقامة حكم بديل لحماس، مما يعني أن حماس ستظل موجودة كجسم ضعيف يتعرض للهجمات، لكنها ستظل في المنطقة لسنوات.
كما أفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقام قاعدة عسكرية لوجستية متقدمة في غرب جباليا، مشيرة إلى أنها تمثل "دليلاً آخر على مستقبل جباليا".
ورغم استمرار العملية العسكرية في جباليا لأكثر من ثلاثة أشهر، أشار الضباط إلى ظاهرة "جزر وقطارات"، وهي مناطق معزولة تحتوي على مبان لم يدمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد، حيث يختبئ مقاتلو حماس ويتنقلون من مبنى إلى آخر، كما لو كانوا ينتقلون بين عربات قطار. ويتم رصد هذه التحركات من قبل الجنود الإسرائيليين عبر تحليل المنطقة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن قوات لواء "جفعاتي" قامت بتوسيع استخدام الآليات العسكرية المستقلة مثل الروبوتات والمدرعات والجرافات الموجهة عن بعد.