الأسبوع:
2025-04-30@10:47:12 GMT

شهر الاستعداد لاستقبال رمضان

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

شهر الاستعداد لاستقبال رمضان

اعتبر العلماء أن شهر رجب هو شهر الاستعداد النفسى والبدنى والروحى لاستقبال شهر رمضان المعظم، وتتشوق نفوس المؤمنين إليه وتهب عليهم نسائمه، ويستشعرون قربه، حتى قيل: شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع.

ومن هنا يجب الاستعداد لرمضان فى شهر رجب، بالتوبة، والمبادرة بالأعمال الصالحة، والإكثار منها لكي يدخل الإنسان شهر رمضان وهو في أتم استعداد وقرب من الله (عز وجل).

يقول الشاعر:

بيِّض صحيفتك السوداءَ في رجب

بصالح العمل المنجي من اللهب

شهـرٌ حرامٌ أتى من أشهر حرم

إذا دعـا اللهَ داع فيه لم يخب

طوبى لعبد زَكَى فيه له عملٌ

فكف فيه عن الفحشاء والريب

وقد اختص الله تعالى أمة نبيه وحبيبه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بنفحات في أيام الدهر، لكي تتعرض لها الأمة فتزيد من حسناتها.

ومن هذه الأيام المباركات، شهر رجب الذى عظمه الله تعالى، وجعله من الأشهر الحرم، وحذر سبحانه وتعالى من وقوع المعصية فيه، فإنها ليست كالمعصية في غيره، والظلم فى الشهر الحرام يعد أعظم خطيئة، فإذا كان الثواب يضاعف فيه على الطاعة، فإن العقاب يضاعف أيضا على المعصية.

يقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَات فَتَعَرَّضُوا لها، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا".

ومن هذه النفحات الأشهر الحرم، التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها وإجلالها، يقول تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنفسكم".

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".

فينبغي على المسلم أن يكون في هذه الأشهر الحرم أكثر ابتعادا عن الذنوب والآثام، فيبتعد عن ظلمه لنفسه أولا، ثم يبتعد عن ظلمه لغيره بالاعتداء عليهم وسفك دمائهم، أو أكل أموالهم وحقوقهم بالباطل، أو الخوض فى أعراضهم وتتبع عوراتهم وإفشاء أسرارهم وإلحاق الأذى بهم.

وفى شهر رجب حدثت معجزة عظيمة ألا وهى الإسراء والمعراج: رحلة أرضية، ورحلة سماوية، الأولى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والثانية من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى.

وقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج تخفيفا وتسلية لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما مات عمه وزوجه السيدة خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها وأرضاها -، ولما عرض النبى - صلى الله عليه وسلم - نفسه على الطائف، فرفضوا دعوته، ورموه بالأحجار، وأغلقت الأبواب فى وجهه، فجاءت الرحلة المباركة، وكأن الله تعالى يقول: إذا كانت الأبواب قد أغلقت أمامك فى الأرض، فإن أبواب السماء مفتوحة أمامك يا محمد، لذا فتعد هذه الرحلة المباركة، أعظم تكريم للنبى - صلى الله عليه وسلم -، حتى أن أمين الوحى جبريل عليه السلام قال للنبى - صلى الله عليه وسلم -: وما منا إلا وله مقام معلوم، فأنت إن تقدمت لاخترقت، أما أنا لو تقدمت لاحترقت، وناداه ربه عزوجل: أنت فى مكان لم يصل إليه غيرك، لاجبريل ولا غيره.

وفى هذه الرحلة أيضا كان أعظم تكريم لأمة حبيبه محمد، إذ فرض الله عليها الصلاة، وجعلها خمسا فى العمل، وخمسين فى الأجر.

اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان، واحفظ مصرنا من كل خوان معتد أثيم، وارفع عنا الغلاء يارب العالمين، اللهم آمين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم شهر رجب

إقرأ أيضاً:

هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح

الدعاء بعد التشهد الأخير من أكثر الأسئلة التي يريد كثيرون من مدى صحة حكمها، وهل الدعاء بعد التشهد مأخوذ عن سنة الرسول أم أنها خاطئة حيث إن المعروف أن أفضل مواضع الدعاء في الصلاة يكون في السجود فماذا عن الدعاء بعد التشهد؟.

وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ مستشهدة بما رُوي أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم يُنْكِرْ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

هل تقبل صلاة المرأة بالبيجامة مع خمار طويل ؟.. الإفتاء تردما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيبحكم أخذ الطبيب عمولة نظير تحويل المرضى لمركز معين للأشعة.. الإفتاء توضححكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع.. الإفتاء توضح

وأضافت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأله رجل: «مَا تَقُولُ فِي صَلَاتِك؟» قَالَ: "أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّار" -رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- فصوَّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه ذلك من غير أن يكون علَّمه إياه.

وكما استشهدت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، بما جاء عن جُبَيْر بن نُفَيْر أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه وهو يقول في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد: "أَعُوذُ بِاَللهِ مِنْ النِّفَاقِ".

وذكرت أقوال بعض الفقهاء في هذه المسألة ومنهم الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 256، ط. المكتب الإسلامي) حيث قال: [ويُستَحَبُّ الدعاءُ بعد ذلك أي: الصلاة الإبراهيمية، وله أن يدعو بما شاء من أمر الدنيا والآخرة، وأمور الآخرة أفضل، وعن الشيخ أبي محمد: أنه كان يتردد في مثل: اللهم ارزقني جارية صفتها كذا ويميل إلى المنع وأنه يبطل الصلاة، والصواب الذي عليه الجماهير: جوازُ الجميع، لكن ما ورد في الأخبار أحب من غيره] اهـ.

وقال الإمام أبو البركات الدردير في "الشرح الكبير" (1/ 251، ط. دار الفكر): [ونُدِبَ دعاءٌ بتشهدٍ ثانٍ يعني: تشهد السلام بأيّ صيغةٍ كانت] اهـ.

وقال العلامة الشمس الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (1/ 532، ط. دار الفكر): [وكذا يُسَنُّ الدُّعاءُ بعدَه أي: التشهد الآخَرِ بما شاء مِن دِينِيٍّ أو دُنيويٍّ] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.

طباعة شارك الدعاء بعد التشهد الأخير التشهد الأخير الدعاء دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية
  • من ضمنها ذي القعدة.. أهم 4 أعمال صالحة في الأشهر الحُرم
  • قبل الحج| الإفتاء تقدم 18 نصيحة للحجاج.. تعرف عليها
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • صور| بدء وصول طلائع رحلات الحجاج إلى المدينة المنورة
  • ما فضائل شهر ذي القعدة؟.. إشارة من الله و3 فرص للنجاة
  • 3 أمور ترفع قدرك عند الله.. تعرف عليها
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
  • كيفية اختيار الأصدقاء .. الأزهر للفتوى يوضح