الأسبوع:
2024-11-17@12:30:21 GMT

شهر الاستعداد لاستقبال رمضان

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

شهر الاستعداد لاستقبال رمضان

اعتبر العلماء أن شهر رجب هو شهر الاستعداد النفسى والبدنى والروحى لاستقبال شهر رمضان المعظم، وتتشوق نفوس المؤمنين إليه وتهب عليهم نسائمه، ويستشعرون قربه، حتى قيل: شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع.

ومن هنا يجب الاستعداد لرمضان فى شهر رجب، بالتوبة، والمبادرة بالأعمال الصالحة، والإكثار منها لكي يدخل الإنسان شهر رمضان وهو في أتم استعداد وقرب من الله (عز وجل).

يقول الشاعر:

بيِّض صحيفتك السوداءَ في رجب

بصالح العمل المنجي من اللهب

شهـرٌ حرامٌ أتى من أشهر حرم

إذا دعـا اللهَ داع فيه لم يخب

طوبى لعبد زَكَى فيه له عملٌ

فكف فيه عن الفحشاء والريب

وقد اختص الله تعالى أمة نبيه وحبيبه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بنفحات في أيام الدهر، لكي تتعرض لها الأمة فتزيد من حسناتها.

ومن هذه الأيام المباركات، شهر رجب الذى عظمه الله تعالى، وجعله من الأشهر الحرم، وحذر سبحانه وتعالى من وقوع المعصية فيه، فإنها ليست كالمعصية في غيره، والظلم فى الشهر الحرام يعد أعظم خطيئة، فإذا كان الثواب يضاعف فيه على الطاعة، فإن العقاب يضاعف أيضا على المعصية.

يقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَات فَتَعَرَّضُوا لها، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا".

ومن هذه النفحات الأشهر الحرم، التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها وإجلالها، يقول تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنفسكم".

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".

فينبغي على المسلم أن يكون في هذه الأشهر الحرم أكثر ابتعادا عن الذنوب والآثام، فيبتعد عن ظلمه لنفسه أولا، ثم يبتعد عن ظلمه لغيره بالاعتداء عليهم وسفك دمائهم، أو أكل أموالهم وحقوقهم بالباطل، أو الخوض فى أعراضهم وتتبع عوراتهم وإفشاء أسرارهم وإلحاق الأذى بهم.

وفى شهر رجب حدثت معجزة عظيمة ألا وهى الإسراء والمعراج: رحلة أرضية، ورحلة سماوية، الأولى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والثانية من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى.

وقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج تخفيفا وتسلية لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما مات عمه وزوجه السيدة خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها وأرضاها -، ولما عرض النبى - صلى الله عليه وسلم - نفسه على الطائف، فرفضوا دعوته، ورموه بالأحجار، وأغلقت الأبواب فى وجهه، فجاءت الرحلة المباركة، وكأن الله تعالى يقول: إذا كانت الأبواب قد أغلقت أمامك فى الأرض، فإن أبواب السماء مفتوحة أمامك يا محمد، لذا فتعد هذه الرحلة المباركة، أعظم تكريم للنبى - صلى الله عليه وسلم -، حتى أن أمين الوحى جبريل عليه السلام قال للنبى - صلى الله عليه وسلم -: وما منا إلا وله مقام معلوم، فأنت إن تقدمت لاخترقت، أما أنا لو تقدمت لاحترقت، وناداه ربه عزوجل: أنت فى مكان لم يصل إليه غيرك، لاجبريل ولا غيره.

وفى هذه الرحلة أيضا كان أعظم تكريم لأمة حبيبه محمد، إذ فرض الله عليها الصلاة، وجعلها خمسا فى العمل، وخمسين فى الأجر.

اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان، لا فاقدين ولا مفقودين، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان، واحفظ مصرنا من كل خوان معتد أثيم، وارفع عنا الغلاء يارب العالمين، اللهم آمين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم شهر رجب

إقرأ أيضاً:

من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المعاجزة هي المعاندة والمحاربة ومحاولة تعجيز رسل الله وشرعه ومراده في الكون، والمعاجز صاحب عقلية مصارعة، ونفس خبيثة، لا يُسلم لله، فيخرج من أمره الشرعي ويتحدى آيات الله وأوامره لإمهال الله له، وقد توعده الله بسوء الخاتمة إذا ما استمر على ذلك الحال، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ) [الحج :51] .

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن المعاجز يحاول الخروج عن أمر الله الكوني كذلك، فيسعى لتغيير جنسه، ولإطالة عمره، وإلى تغيير خلق الله، وكأنه يمتثل امتثالا شديدا لأمر الشيطان له بذلك، كما حكى ربنا ذلك في كتابه فقال تعالى : (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِيَنَّهُمْ وَلآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء :117 : 119]. 

وأشار الى أنه قد نهى الله عن المعاجزة في آياته، والمعاجز في آيات الله هو نقيض المؤمن الذي سلم بآيات الله، فالمعاجز لا يصدق ولا يسلم ولا يرضخ لحكم الله وأمره، قال تعالى : (وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ مُّبِينٍ) [الأحقاف :32]. 

وقال سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ) [الحج :51]، وقال سبحانه : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) [سبأ :5]، وقال جل شأنه : (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِى آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِى العَذَابِ مُحْضَرُونَ) [سبأ :38] 

فالناس فريقان، فريق فهم عن الله وطبق، وفريق رفض أن يفهم وعاجز وصار مفسدا في آيات الله التي خلقها من حولنا في كونه الفسيح، فوصفهم الله بأنهك (أصحاب الجحيم) وذلك لمقارنتهم فيها ودوامهم على ذلك الحال، فمن داوم على شيء كان صاحبه، فالمسألة ليست هينة وليست سهلة، وليست مجرد أحكام لا أثر لمن امتثل بها، ولمن خالفها، وإنما هي رؤى كلية للكون والإنسان والحياة والعقيدة، غايتها إنزال الله حيثما يستحق أن ينزل في قلوب العباد، ويستحق أن تسلك أيها المسلم سلوكك في الحياة الدنيا مرتبطًا بهذا الفهم وتلك العقيدة. 

مقالات مشابهة

  • من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه
  • الحملات الميكانيكية في الغربية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال موسم الأمطار
  • حكم تحديد جنس المولود في القرآن والسنة
  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. الإفتاء تجيب
  • كيف نتهيأ لرؤية النبي في المنام؟.. كثرة الصلاة عليه تُنير القلب (فيديو)
  • كيفية التوبة من تتبع عورات الناس
  • هل يجوز بيع القطة وتملكها في الشرع؟ دار الإفتاء تجيب
  • الحديث القدسي: لماذا حرّم الله الظلم على نفسه؟
  • ما هو النذر؟ وما هي أنواعه؟
  • آداب الطعام في الإسلام.. احذر من امتلاء البطن