لبنان ٢٤:
2024-11-15@02:34:15 GMT
أيّ استنتاجات للقاء الموفد الألماني مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": كان أمراً مثيراً ان يتعمد حزب الله تسريب خبر استقبال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم المسؤول الثاني في رأس الهرم في المخابرات الالمانية وفحوى اللقاء الذي جرى بينهما في الضاحية الجنوبية. فإلقاء الاضواء على لقاء من هذا النوع يعني في عِلم المخابرات أمرين لا ثالث لهما: إما "إعدام" نتائج اللقاء وحرقه وكأن شيئا لم يكن، وإما البوح به لتكريس أبعاد أخرى تلي اللقاء.
الموفد ركز على امرين اساسيين:
- دعوة الحزب الى تجميد أنشطته العسكرية على الحدود بأسرع وقت تلافياً لأمر جلل آتٍ على لبنان.
- اقناع الحزب بجدية التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري واسع ومدمر ضد الاراضي اللبنانية ما لم يقتنع (الحزب) بما هو معروض عليه ومطلوب منه.
وكان لافتاً وفق المصادر اياها ان الموفد الالماني حاول ان يسهب في حديثه عمّا تعدّه اسرائيل للبنان في حال نفد صبرها وأخفقت جهود الوساطة الغربية مع الحزب ، لكن قاسم سرعان ما كان يقاطعه ليكرر على مسمعه اللازمة المعروفة التي اعتمدها الحزب منذ البداية وتسلّح بها، وهي "اننا لسنا مستعدين لإيقاف عملياتنا الحدودية ما دامت اسرائيل تمعن في عدوانها على غزة بشراً وحجراً، وانه اذا كان هو (الموفد) وأقرانه الغربيون يريدون فعلاً الحيلولة دون تفاقم الامور فما عليهم إلا ان يضغطوا على اسرائيل لكي توقف عدوانها الوحشي على تلك المدينة المنكوبة وتوقف ايضا حرب الابادة على شعبها". واللافت ان قاسم كرر في لقائه تلك اللازمة ثلاث مرات في محاولة منه لكي لا يأخذ الضيف الحديث الى حيث يريد، ولكي يحصر هذا النقاش في عنوان واحد هو وقف العدوان على غزة من جانب المعتدي.
وفي جلسة تقييم اللقاء التي انعقدت بعد ارفضاضه ومغادرة الموفد الالماني، تبين للدوائر عينها ان ثمة قاسماً مشتركاً عند كل الموفدين الاجانب الثلاثة الذين اجتمع بهم مندوبو الحزب وهم، الى الالماني، الفرنسي وموفد الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، اذ كان سعيهم الاساسي ورسالتهم المحورية التأثير على الحزب واقناعه بان الغضب الاسرائيلي الساطع آتٍ لامحالة، وان مهمتهم كموفدين تنحصر في حماية لبنان والحيلولة دون الانزلاق الى مصير يشبه مصير غزة، وهو اسقاط الحزب بالإيهام والتأثير المعنوي والحرب النفسية وجعله يذعن قبل اي خطوة تالية.
ودليل ذلك ان الموفد الالماني، كما سابقيه، كان يتعمد مقاطعة حديث مندوب الحزب عندما يبدأ كلامه عن "عدوانية" اسرائيل ووحشيتها وتغوّلها، فهم كانوا وكأنهم لا يريدون ان يستمعوا الى اي وجهة نظر بل إنهم أتوا ليبلغوا رسالة تخويف وترهيب كُلّفوا حملها ونقلها.
وهكذا تستنتج الدوائر نفسها ان كل الرسل والموفدين الى لبنان اخيرا أتوا بلسان واحد ولإبلاغ رسالة حصرية. وبعد كل لقاء من هذا النوع كان الحزب مجبراً على الرد بالميدان لإظهار جليّة موقفه، وكان عليه ان يُدخل اسلحة وتكتيكات متطورة لكي يوحي للعواصم الموفِدة وللاسرائيليين أنفسهم انه مستعد للمعركة مهما كانت طويلة، وانه استطرادا لن يخلّ بوعده في دعم غزة ومؤازرة مقاوميها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب الله يبدأ مرحلة جديدة.. قصف تل ابيب روتين يومي
بالتوازي مع التصعيد الاسرائيلي الذي بدأ عبر تكثيف عمليات القصف التي تطال منازل انتقل اليها النازحون في مناطق لبنانية مختلفة، والذي من المتوقع ان يستكمل بعملية برية واسعة بإتجاه مدينة بنت جبيل، قرر "حزب الله" تصعيد ضرباته بإتجاه العمق الاسرائيلي فيما يبدو انه مرحلة جديدة تواكب الحراك الديبلوماسي..قررت اسرائيل رفع مستوى ضرباتها بإتجاه الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق اخرى بالتوازي مع قيام "حزب الله" بقصف حيفا، فما كان من الحزب الا ان بدأ تكثيف قصفه لضواحي تل ابيب. لكن المفاجأة كانت بإستهداف مقر وزارة الدفاع في مدينة تل ابيب الامر الذي يبدو جساً للنبض لتثبيت معادلة جديدة تحت النار.
يريد "حزب الله" ،اضافة الى تثبيت معادلات جديدة مرتبطة بالقصف والقصف المضاد، اثبات قدرته على زيادة الجرعات الصاروخية، ان كان لجهة العدد او لجهة الانواع حيث بات يستعمل الصواريخ البالستية بشكل يومي.
احدى اهداف "حزب الله" اليوم، والتي اعلن عنها منذ بداية الحرب، تحويل حيفا الى كريات شمونا، لناحية تعطيل الحياة المدنية فيها ما يزيد التهجير بإتجاه غوش دان وتل ابيب وهذا ما قد يكون اكثر الامور الضاغطة بشكل جدي على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، في ظل استمرار دوي صفارات الانذار في تل ابيب حتى لو كان المستهدف قواعد عسكرية ومراكز امنية.
وتعتقد المصادر ان الحرب قد تستمر لكن هناك محاولة لضبطها من قبل الحزب الذي يحاول حصرها ببعض الاستهدافات في الجنوب والبقاع والضاحية من دون ان تطال الغارات النازحين في مناطق النزوح، اضافة الى الاشتباك البري الذي للحزب اليد العليا فيه، خصوصا بعدما فجر امس منزلا على اطراف بنت جبيل وادى الى قتل وجرح عشرات الجنود الاسرائيليين الذين كانوا في داخله.
من الواضح ان اسرائيل باتت امام هامش زمني ضيق، اذ ان قصف الضاحية الجنوبية الكثيف يؤكد ان تل ابيب تريد اولا ان تحقق اكبر نسبة تدمير ممكنة لمناطق "حزب الله" قبل نهاية الحرب وثانيا زيادة الضغط عليه لكي يقدم تنازلات سياسية في التفاوض، لكن وبالرغم من خطورة هذا الامر الا انه يعطي الحزب قدرة وهامشا كبيرا في التصعيد ضد الداخل الاسرائيلي ويحول الضغط ليصبح على نتنياهو بشكل كبير..
المصدر: خاص لبنان24