لبنان ٢٤:
2024-12-22@20:38:04 GMT
أيّ استنتاجات للقاء الموفد الألماني مع حزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": كان أمراً مثيراً ان يتعمد حزب الله تسريب خبر استقبال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم المسؤول الثاني في رأس الهرم في المخابرات الالمانية وفحوى اللقاء الذي جرى بينهما في الضاحية الجنوبية. فإلقاء الاضواء على لقاء من هذا النوع يعني في عِلم المخابرات أمرين لا ثالث لهما: إما "إعدام" نتائج اللقاء وحرقه وكأن شيئا لم يكن، وإما البوح به لتكريس أبعاد أخرى تلي اللقاء.
الموفد ركز على امرين اساسيين:
- دعوة الحزب الى تجميد أنشطته العسكرية على الحدود بأسرع وقت تلافياً لأمر جلل آتٍ على لبنان.
- اقناع الحزب بجدية التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري واسع ومدمر ضد الاراضي اللبنانية ما لم يقتنع (الحزب) بما هو معروض عليه ومطلوب منه.
وكان لافتاً وفق المصادر اياها ان الموفد الالماني حاول ان يسهب في حديثه عمّا تعدّه اسرائيل للبنان في حال نفد صبرها وأخفقت جهود الوساطة الغربية مع الحزب ، لكن قاسم سرعان ما كان يقاطعه ليكرر على مسمعه اللازمة المعروفة التي اعتمدها الحزب منذ البداية وتسلّح بها، وهي "اننا لسنا مستعدين لإيقاف عملياتنا الحدودية ما دامت اسرائيل تمعن في عدوانها على غزة بشراً وحجراً، وانه اذا كان هو (الموفد) وأقرانه الغربيون يريدون فعلاً الحيلولة دون تفاقم الامور فما عليهم إلا ان يضغطوا على اسرائيل لكي توقف عدوانها الوحشي على تلك المدينة المنكوبة وتوقف ايضا حرب الابادة على شعبها". واللافت ان قاسم كرر في لقائه تلك اللازمة ثلاث مرات في محاولة منه لكي لا يأخذ الضيف الحديث الى حيث يريد، ولكي يحصر هذا النقاش في عنوان واحد هو وقف العدوان على غزة من جانب المعتدي.
وفي جلسة تقييم اللقاء التي انعقدت بعد ارفضاضه ومغادرة الموفد الالماني، تبين للدوائر عينها ان ثمة قاسماً مشتركاً عند كل الموفدين الاجانب الثلاثة الذين اجتمع بهم مندوبو الحزب وهم، الى الالماني، الفرنسي وموفد الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، اذ كان سعيهم الاساسي ورسالتهم المحورية التأثير على الحزب واقناعه بان الغضب الاسرائيلي الساطع آتٍ لامحالة، وان مهمتهم كموفدين تنحصر في حماية لبنان والحيلولة دون الانزلاق الى مصير يشبه مصير غزة، وهو اسقاط الحزب بالإيهام والتأثير المعنوي والحرب النفسية وجعله يذعن قبل اي خطوة تالية.
ودليل ذلك ان الموفد الالماني، كما سابقيه، كان يتعمد مقاطعة حديث مندوب الحزب عندما يبدأ كلامه عن "عدوانية" اسرائيل ووحشيتها وتغوّلها، فهم كانوا وكأنهم لا يريدون ان يستمعوا الى اي وجهة نظر بل إنهم أتوا ليبلغوا رسالة تخويف وترهيب كُلّفوا حملها ونقلها.
وهكذا تستنتج الدوائر نفسها ان كل الرسل والموفدين الى لبنان اخيرا أتوا بلسان واحد ولإبلاغ رسالة حصرية. وبعد كل لقاء من هذا النوع كان الحزب مجبراً على الرد بالميدان لإظهار جليّة موقفه، وكان عليه ان يُدخل اسلحة وتكتيكات متطورة لكي يوحي للعواصم الموفِدة وللاسرائيليين أنفسهم انه مستعد للمعركة مهما كانت طويلة، وانه استطرادا لن يخلّ بوعده في دعم غزة ومؤازرة مقاوميها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
3 كلمات ستحدّد مُستقبل لبنان.. مركز أميركي يكشفها
نشر مركز "مالكوم كير – كارينغي للشرق الأوسط" الأميركي تقريراً جديداً تحدث عن مستقبل لبنان وتحديداً بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية في كانون الثاني المُقبل.ويلفت التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إلى أنه حينما يحل شهر كانون الثاني، وحين يُفترض أن ينتخب لبنان رئيساً جديداً للجمهورية، فإن مصير 3 كلمات هو الذي سيُحدّد موقع لبنان اليوم، وقوة "حزب الله" النسبية، والمزاج السائد لدى مختلف الطوائف في البلاد، وأضاف: "هذه الكلمات هي الجيش، الشعب والمقاومة".
التقرير يقولُ إن "هذه الكلمات تمثل صيغة تمّ إدراجها على مدى سنوات عديدة في البيانات الوزارية للحكومات كحلّ وسط بين من يدعمون الفكرة القائلة إن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة وحدها وبين إصرار "حزب الله" على أن سلاحه، أي سلاح المقاومة يجب أن يحظى بالشرعية من الدولة".
ويتابع: "في ضوء ذلك، تجاهَل الحزب على مرّ السنين مطالب خصومه بضرورة توصّل اللبنانيين إلى نوعٍ من التوافق حول استراتيجيةٍ دفاعيةٍ وطنية، وهي مصطلحٌ اختزل فعليًّا دمج سلاح حزب الله في الدولة".
وأضاف: "بعد أن مُني الحزب بخسائر ضخمة خلال صراعه الأخير مع إسرائيل، وإثر خسارته أيضاً قاعدته الاستراتيجية في سوريا إثر سقوط نظام الأسد، أُعيقَت إمكانيته على فرض إرادته على سائر المجتمع اللبناني".
وأردف: "لقد شكّل المسعى الرامي إلى تبديد كل مؤشرات الضعف ركيزة الخطابات الأخيرة التي ألقاها أمين عام حزب الله الجديد الشيخ نعيم قاسم، فالأخير أكّد أن الحزب يتعافى من جراحاته التي تكبّدها نتيجة العدوان الإسرائيلي، وأن المقاومة مستمرة، وأن هذا العدو لا يكبحه إلّا المقاومة".
ويلفت التقرير إلى أن "قاسم ربما أزاح جانباً الحقيقة التي تقول إنَّ الحزب فشل في ردع إسرائيل، التي لا تزال قواتها منتشرة في مناطق من جنوب لبنان"، وقال: "حالما يُنتخَب رئيسٌ للجمهورية، سيحتاج لبنان إلى حكومة جديدة. وأثناء عمل القوى السياسية المختلفة على صياغة البيان الوزاري للحكومة، ستكمن إحدى العقبات الأولى التي ستعترضها في مسألة إعادة إنتاج ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".
وأكمل: "يبدو من شبه المؤكّد أن عددًا من المشاركين في الحكومة سيرفضون المصادقة مجدّدًا على هكذا الصيغة.. وفي حال حصل ذلك، فما الذي يستطيع حزب الله فعله؟".
وتابع: "قد يقرّر حزب الله مقاطعة أيّ حكومة لا تتبنّى صيغة الجيش والشعب والمقاومة، ولكن كيف ستكون جدوى هذا القرار إذا ارتأى حليف الحزب، رئيس مجلس النواب نبيه بري، عدم مجاراته؟ لا شكّ في أنّ الأخير يدرك أن الشيعة أصبحوا بمفردهم في لبنان، وانقطعوا إلى حدٍّ كبير عن إخوانهم في العراق وإيران، وبالتالي سيكون إقدام حزب الله على عزل الطائفة الشيعية أكثر فكرةً سيّئةً للغاية. ولكن هل يستطيع رئيس مجلس النواب عدم إظهار تضامنٍ مع الحزب في هذه الحالة؟ ربما لا.. مع هذا، إذا سعى حزب الله إلى فرض مقاطعةٍ شيعيةٍ للحكومة، فكلّ ما سيترتّب عن ذلك هو أزمة مفتوحة لن تُحَلّ عمّا قريب، في وقتٍ لم يَعُد بمقدور الطائفة الشيعية أن تتحمّل إلقاء اللوم عليها لتسبّبها بمزيدٍ من الجمود في الدولة".
واعتبر التقرير أنه سيكون للمجتمع الدولي أيضاً رأيٌ بشأن ما سيجري، وأضاف: "الولايات المتحدة ومعظم دول الخليج العربي، ولا سيما السعودية والإمارات، ستراقب عن كثبٍ تصرّف الحكومة اللبنانية المقبلة. ستنتظر هذه الدول أيضًا مآل صيغة معادلة الجيش والشعب والمقاومة من أجل الحكم على ما إذا كان الساسة في لبنان على استعداد للتحرّر من سيطرة حزب الله. هنا، سيكون ردّ الفعل اللبناني حاسماً في تحديد النتائج حيال مسألتَين أساسيتَين للبلاد، هما: تنفيذ القرار 1701، وإعادة إعمار المناطق الشيعية".
كذلك، يقول التقرير إن إيران تشغل حيزاً كبيراً من النقاش، ويضيف: "فيما أعلن قاسم في كلمة له مؤخرًا أن طهران ستقدّم مساعدات مالية لأولئك الذين خسروا ممتلكاتهم في الصراع ضدّ إسرائيل، تُعتبر المبالغ التي وعد بها زهيدةً مقارنةً مع حجم الدمار والتكاليف المُقدَّرة لإعادة الإعمار. علاوةً على ذلك، يبدو أن ثمّة سجالًا مثيرًا للانقسام إلى حدٍّ كبير داخل إيران حول الأموال التي أُنفقَت على الاستراتيجية الإقليمية للبلاد، ولا سيما المبالغ الضخمة التي أُهدرت في سوريا. وحتى أنصار النظام الإيراني انضمّوا إلى جوقة الأصوات المندّدة، ومن بينها الشيخ محمد شريعتي دهقان، الذي قال إن الخطة الإيرانية بُنيت على أُسس ضعيفة. مع هذا، فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عنه مطالبته باعتماد نهجٍ جديد يُعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلًا من دعم الفصائل المسلّحة، وإعادة تخصيص الأموال والموارد إلى الشعب الإيراني".
وتابع التقرير: "في ضوء ما سبق، من المستبعد على نحو متزايد أن ينخرط الإيرانيون بشكلٍ واسع في عملية إعادة إعمار المناطق الشيعية في لبنان، وقد تضاءل هذا الاحتمال أكثر بعد أن خسرت طهران موطئ قدمها المهمّ في سوريا. إن صحّ هذا التقييم، لن يكون من السهل أن يستعيد حزب الله مستوى الدعم الشعبي الذي كان يتمتّع به سابقًا في أوساط الطائفة الشيعية، وسيكون من المستحيل تقريبًا أن يتمكّن الإيرانيون وحلفاؤهم من إعادة إحياء السياسة المتمثّلة بتطويق إسرائيل بحزامٍ ناري. وإذا كان هذا الهدف بعيد المنال، فما هي قيمة صيغة الجيش والشعب والمقاومة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ليست واضحة للعيان بتاتاً".
وختم: "سوف يترقّب كثرٌ الاستحقاق الرئاسي لتقييم نقاط قوة حزب الله أو مكامن ضعفه، ومع ذلك، ستكون نتيجة صيغة الجيش والشعب والمقاومة هي المعركة الأهمّ". المصدر: خاص "لبنان 24"