تقرير بريطاني يحذر: الهجمات على اليمن تمثل “مقامرة” وتؤدي إلى تبعات سلبية غير مرغوب فيها
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
الجديد برس:
قالت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن كانت مقامرة، وإنها بدأت تأتي بنتائج عكسية من خلال الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على السفن التجارية الأمريكية والبريطانية.
ونشر الموقع الرسمي للشبكة البريطانية، قبل يومين، تقريراً كتبه محرر الشؤون الدولية، جاء فيه أن “الهجوم الحوثي على ناقلة نفط قبالة سواحل اليمن (يشير إلى سفينة مارلين لواندا البريطانية) يعد تصعيداً كبيراً يشير إلى فشل الاستراتيجية البريطانية الأمريكية لردع تهديد الحوثيين والقضاء عليه”.
وأضاف أن “ملكية السفن هو أمر غامض، والجدل الدائر حول الروابط البريطانية مع سفينة مارلين لواندا هو مجرد ذريعة، فالنقطة المهمة هي أن الحوثيين يقولون إنهم هاجموها لأنهم يعتقدون أنها مملوكة لبريطانيا”.
وأشار إلى أن “هذا مهم لأن رئيس الوزراء ريشي سوناك قال هذا الأسبوع إنه سمح بجولة أخرى من الضربات الجوية لإرسال رسالة إلى الحوثيين، مفادها توقفوا عن مهاجمة الشحن الدولي في البحر الأحمر”.
وتابع: “لقد كانت دائماً مقامرة، فإما أن عرض القوة هذا سيجعل الحوثيين يفكرون مرتين فيما سيخسرونه بسبب الهجمات البريطانية الأمريكية التي تدمر صواريخهم وراداراتهم وأصولهم الأخرى، أو قد يؤدي ذلك إلى إثارة عش الدبابير الحوثي بشكل أكبر وإثارة غضبهم، مما يدفع بهم إلى مضاعفة جهودهم وبذل قصارى جهدهم”.
وبحسب التقرير فإن “الأدلة المستمدة من الهجوم (على السفينة مارلين لواندا) إلى النتيجة الأخيرة، إن الحوثيين يزيدون الرهان ويقولون: لقد رأينا غاراتك الجوية ونحن نرفع من مستوى المخاطرة”.
واعتبر التقرير أن الهجوم يمثل “تصعيداً في طريقة رد الحوثيين أيضاً، فناقلة النفط التي هاجموها لم تكن حتى في البحر الأحمر، وحمولتها مهمة أيضاً، والاقتصاد الدولي هو الأكثر حساسية للهجمات على الوقود”.
وأضاف: “يصر رئيس الوزراء ومسؤولو وزارة الخارجية على أن ما يحدث في البحر الأحمر لا علاقة له بما يحدث في غزة، وهذا غير صحيح”.
وتابع: “بدأت هجمات الحوثيين واسعة النطاق على الشحن الدولي، في إشارة لهجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية، بعد شهر من الهجوم الإسرائيلي في غزة، ويقولون إنهم يتصرفون تضامناً مع إخوانهم وأخواتهم العرب هناك، ويمكنك أن تشكك في صدق هذا التضامن، فقد يقول المتشككون إن الأمر يتعلق أكثر بكسب الدعم في الشارع العربي، ومن المؤكد أن ذلك يحقق هدفه، لكن تبقى الحقيقة أن الحوثيين بدأوا ذلك بسبب الحرب في غزة، ومن المرجح أن ينهوها عندما تنتهي”.
ونقل التقرير عن ماركو فورجيوني، المدير العام لمعهد التصدير الدولي قوله إن “إحدى الطرق لإنهاء الهجمات على الشحن في البحر الأحمر هي أن تقوم إسرائيل بإنهاء هجومها في غزة”.
واعتبر التقرير أن “المحاولات البريطانية والأمريكية لفصل عملهما العسكري ضد الحوثيين عن إسرائيل وغزة أمر مفهوم ولكنه مضلل”.
وأضاف: “لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لداونينج ستريت (مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني) والبيت الأبيض ومخططيهم العسكريين هو أن تصرفاتهم تبدو أنها تأتي بنتائج عكسية، ولجعل البحر الأحمر آمناً مرة أخرى، سيتعين على الحلفاء القضاء تماماً على تهديد الحوثيين للشحن البحري، وهذا مستحيل طالما أن الحوثيين يحتفظون بقدرات الصواريخ والطائرات بدون طيار مهما كانت صغيرة في صحراء اليمن”.
واعتبر التقرير أن “هجمات الحلفاء على الحوثيين جعلت منهم أبطالاً في اليمن وخارجه، وبهذا المعنى، فبدلاً من إضعافهم، تعززت قوتهم بفعل الضربات الجوية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر فی غزة
إقرأ أيضاً:
الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- في تصعيد جديد يعكس التحولات المستمرة في المشهد الإقليمي، شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد مواقع تابعة لحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن.
العملية جاءت عقب اتهامات أمريكية للحوثيين بتنفيذ هجمات إرهابية وعمليات قرصنة في المنطقة، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أوامر مباشرة للجيش الأمريكي بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق.
التنسيق الأمريكي مع الحلفاء
وفقًا لما نقله موقع “Walla” العبري، فإن إسرائيل كانت من بين الدول القليلة التي تم إبلاغها مسبقًا بالضربات، وهو ما يعكس حجم التنسيق الوثيق بين واشنطن وتل أبيب في التعامل مع التهديدات الإقليمية. في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه بالعملية، في خطوة تعكس رغبة واشنطن في ضبط التوازنات مع القوى الدولية.
الخسائر والرد الحوثي
بحسب مصادر حوثية، فإن القصف الأمريكي الذي استهدف مواقع في صنعاء وصعدة أسفر عن سقوط 45 قتيلًا وجريحًا، مما أثار ردود فعل غاضبة من جانب الجماعة التي وصفت الضربات بأنها “عدوان سافر” على دولة مستقلة. وأكدت الحركة أن “تأديب المعتدين سيتم بصورة احترافية وموجعة”، معتبرة أن الهجمات لن تثنيها عن دعم غزة، بل ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.
دلالات التوقيت والتبعات المحتملة
يأتي هذا التصعيد الأمريكي في وقت أعلن فيه الحوثيون عن نيتهم استئناف استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، بعد تعليق عملياتهم في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في 19 يناير الماضي. هذا التطور يفتح الباب أمام احتمالات التصعيد في البحر الأحمر، مع إمكانية انجرار المنطقة إلى مواجهة أوسع، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران، الداعمة الرئيسية للحوثيين.
الخاتمة
الضربات الأمريكية على الحوثيين تحمل رسائل متعددة، سواء لليمن أو لحلفاء واشنطن وخصومها في المنطقة. وبينما تتحدث الإدارة الأمريكية عن مواجهة “تهديد إرهابي”، يرى الحوثيون في الغارات الأمريكية محاولة لفرض الهيمنة وتأديب أي قوى تعارض السياسات الغربية في المنطقة. ومع تلويح الحوثيين برد “موجع”، يبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام مواجهة جديدة في البحر الأحمر قد تعيد خلط الأوراق في الصراع الإقليمي؟