الجديد برس:

قال البروفيسور روبرت جي باتمان، الباحث والخبير في السياسة الدولية بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا، إن الإعلان المفاجئ من قبل حكومة بلاده بشأن إرسال فريق من قوات الدفاع المكون من ستة أفراد إلى الشرق الأوسط يهدد بتقويض ادعاء نيوزيلندا السابق بأنها تنتهج سياسة خارجية مستقلة ومبدئية.

وأشار البروفيسور روبرت باتمان إلى أن المشاركة المتزايدة لنيوزيلندا في التصعيد الأخير في البحر الأحمر تتناقض مع موقفها المنادي لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال روبرت جي باتمان، وهو أستاذ العلاقات الدولية في قسم السياسة بجامعة أوتاجو في دنيدن، نيوزيلندا، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن “إصرار نيوزيلندا على أن دعمها المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر، لا علاقة له بالحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في غزة أمر لا يصدق”.

وأضاف بأن إرسال فريق قوات الدفاع النيوزيلندية إلى البحر الأحمر يشير إلى وجود مخاوف انتقائية بشأن الحفاظ على القانون الدولي.

واستفسر باتمان قائلاً: إذا كانت نيوزيلندا رعت قراراً للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، فلماذا تدعم الولايات المتحدة في حربها ضد الحوثيين؟ وأشار إلى أن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر تعد جزءاً من تداعيات الفشل الدولي المستمر في وقف الصراع في غزة.

وأضاف أن نشر قوات الدفاع النيوزيلندية يمكن تفسيره على أنه يعكس تحولاً في موقف نيوزيلندا لتؤيد بشكل كامل الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” ويخلط بين تصاعد الأحداث في البحر الأحمر والسبب الرئيسي للصراع المستمر في غزة.

وأكد باتمان أن نشر قوات الدفاع النيوزيلندية، التي طلبتها الولايات المتحدة، لا يتماشى بشكل مريح مع الدبلوماسية التي تتبعها نيوزيلندا تجاه الصراع في غزة، ولفت الانتباه إلى أن نيوزيلندا صوتت لصالح هدنة إنسانية فورية في غزة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر، كما شاركت في رعاية قرار في 13 ديسمبر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

ويركز الخبير في السياسة الدولية على التناقض بين دعم نيوزيلندا للأمن البحري في البحر الأحمر وموقفها الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة. كما يثير أيضاً تساؤلات حول دعم نيوزيلندا للولايات المتحدة في الحرب ضد الحوثيين في اليمن.

وبحسب باتمان، فإنه وعلى الرغم من الخلاف بين نيوزيلندا والولايات المتحدة بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن حكومة لوكسون مستعدة الآن للمساهمة في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في البحر الأحمر، وهي نفسها الولايات المتحدة التي عارضت بنجاح وقف إطلاق النار في غزة الذي دعمته نيوزيلندا.

وانتقد الخبير النيوزيلندي، بشكل ضمني، تبعية واشنطن لسياسة الدعم غير المشروط لحرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، دون أخذ في الاعتبار توسع رقعة الحرب بسبب ذلك، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت واعية منذ البداية بأن دعمها غير المشروط لسياسة نتنياهو، التي تتمثل في “الانتقام العظيم”، يشكل خطراً حقيقياً يتمثل في تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط المضطربة.

وأضاف باتمان أنه على الرغم من ذلك، استمرت إدارة بايدن في تقديم الدعم العسكري لحكومة نتنياهو في محاولتها للقضاء على حماس، واستخدمت حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لضمان استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي الضخم على غزة، مشيراً إلى أنه رغم مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني، 70٪ منهم من النساء والأطفال وفقاً للتقارير، في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، لم يتغير هذا الموقف.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر قوات الدفاع إلى أن

إقرأ أيضاً:

سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد

بغداد اليوم - بغداد

كشف السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (15 كانون الأول 2024)، عن أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ أيام.

وقال حيدر لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يشهده العراق من زيارات مكوكية من والى العاصمة بغداد، واهمها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن واجتماعه برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تتمحور حول نقطة جوهرية واحدة فقط وهي؛ أن يضبط العراق نفسه فيما يخص الملف السوري فلا يتصرف خارج المألوف أو يشذ عن إجماع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي".

وأضاف، أنه "لهذه الرسالة المحورية سبب واضح جدا وهو أن بغداد تتعرض لضغط مهول من قبل ايران لإعادة النظر بقرار اغلاق الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، لإعادة تكرار تجربة المقاومة التي قادتها وقتها الحليفتين المقربتين لبعضهما طهران ودمشق على الأراضي العراقية عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العراق واسقطتا نظام صدام حسين".

وتابع، أن "هذا الهدف الذي تعمل على تحقيقه طهران لم يعد خافياً على أحد، فلقد أكد عليه المرشد الايراني في خطابه الأخير الذي شرح فيه ما جرى وسيجري في سوريا متوعداً بتكرار تجربة المقاومة العراقية لمنع أي نفوذ للولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط حليفه الأسد".

وأردف، أن "الهدف السامي من وجهة نظر طهران لا يمكن أن يتحقق الا إذا قرر العراق فتح حدوده مع سوريا، فهي المنفذ الوحيد لعبور المتطرفين اليها والبدء بمشروع المقاومة كما كانت".

وأكد أن "العراق من جانبه يعرف ان تراجعه عن قرار اغلاق حدوده مع سوريا بمثابة تهور واللعب بالنار، خاصة وان انقرة تراقب من كركوك الى زاخو، فيما اشترطت واشنطن على بغداد لالتزامها بما أعلن عنه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي من أنه سيحمي (العراق والاردن واسرائيل) من أي تطورات سلبية في سوريا قد تضر بهم، اشترطت على بغداد ان تلتزم بالتعليمات اذا كانت تنتظر مساعدتها من أي مخاطر محتملة سواء من قبل انقرة أو تل أبيب أو الإرهاب".

وتابع السياسي العراقي المقيم في واشنطن، أنه "حتى الميليشيات يبدو لي أنها تعلمت الدرس واستوعبت التجربة وأصغت لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الوطنيين بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم فأخفت سهامها في أكنانها وتلاشت عن الساحة ولو الى حين على امل ان يقنعها القائد العام للقوات المسلحة بالدستور والقانون وفتوى المرجع الاعلى بوجوب تسليم سلاحها الى الدولة وتفكيك تنظيماتها المسلحة والاندماج بمؤسسات الدولة والعمل بمبدأ (العراق أولا)".

لكن رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي الصاحب، يرى في الزيارات المكثفة للمسؤولين الأجانب إلى العاصمة العراقية دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة.

وقال الصاحب لـ "بغداد اليوم" السبت (14 كانون الأول 2024)، إن "العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية زيارات مكثفة لعدد من المسؤولين الأجانب آخرها يوم أمس وزير الخارجية الامريكي وهذا ما يدل على أهمية العراق ويؤكد دوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة".

وأضاف، أن "العراق اتخذ في الكثير من الازمات التي مرت على المنطقة موقف الحياد وهذا ما عزز دوره الإقليمي والدولي وجعله عنصرا أساسيا في حل الإشكاليات عبر الأطر الدبلوماسية والسياسية ونتوقع أن العراق سيكون فاعلا ومؤثرا في المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحاته في العلاقات الخارجية".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، قد وصل الى العاصمة بغداد، يوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.

وبحسب المكتب الاعلامي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فأن السوداني شدد خلال اللقاء "على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا".

وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • الغارديان: واشنطن تسعى لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثي
  • المبعوث الأمريكي يكشف عن أهداف زيارته إلى جيبوتي.. السعي لصلاحيات أقوى لاعتراض شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين
  • القوة التي لا تستسلم..!
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد
  • عاصفة من الجدل بعد طلب سفير العليمي في واشنطن لـ أمريكا باحتلال الحديدة
  • سلامي: القوى الأجنبية التي تشعل النار في سوريا تسعى كالذئاب لتقسيمها
  • غارة للتحالف الأمريكي البريطاني على الحديدة
  • الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟
  • نقل المعتقل الأمريكي المحرر في سوريا إلى الأردن تمهيدًا لعودته إلى بلاده
  • خبير سياسي: جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه