باكستان وإيران تتفقان على تعزيز التعاون الأمني بعد ضربات متبادلة عبر الحدود
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قالت باكستان وإيران، الإثنين، إن كلا منهما تحترم سيادة وسلامة أراضي الأخرى، وإنهما عازمتان على توسيع نطاق التعاون الأمني وتكثيف الجهود لإصلاح العلاقات، بعد تبادل ضربات صاروخية هذا الشهر على ما قالتا إنها أهداف لمسلحين.
وأجرى وزيرا خارجية البلدين محادثات في العاصمة الباكستانية بعد أيام من توتر عسكري بين البلدين في وقت سابق من الشهر الجاري أثار القلق من اتساع نطاق الاضطرابات، التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال وزير الخارجية في الحكومة الباكستانية المؤقتة جليل عباس جيلاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن الجارتين لديهما قنوات اتصال قوية.
وأضاف: "كان هناك تواصل عبر تلك القنوات، وتمكنا من حل أوجه سوء التفاهم بسرعة كبيرة".
وللبلدين المسلمين تاريخ من العلاقات المتوترة، لكن الضربات الصاروخية كانت أخطر الوقائع منذ سنوات.
وذكر جيلاني أن البلدين اتفقا أيضا على مكافحة الإرهاب كل على أرضه، وتأسيس نظام للتشاور على مستوى وزيري الخارجية لمراقبة التقدم في مختلف القطاعات.
وقال عبد اللهيان إن البلدين بينهما تفاهم جيد، مضيفا أنه لم تشب قط خلافات إقليمية أو حروب بين إيران وباكستان.
وأضاف: "نعتبر أمن باكستان، الدولة الشقيقة والصديقة والجارة، مثل أمن إيران والمنطقة بأسرها".
وتابع: "التعاون بين طهران وإسلام آباد لن يسمح للإرهابيين بتعريض أمن البلدين للخطر"، مضيفا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور باكستان قريبا.
وتصاعد التوتر بين البلدين بعد الهجمات الصاروخية، إذ استدعت باكستان سفيرها من طهران، ولم تسمح لنظيره بالعودة إلى إسلام آباد، فضلا عن إلغاء جميع الارتباطات الدبلوماسية والتجارية رفيعة المستوى.
لكن سرعان ما بذلت جهود لتهدئة التوتر، إذ صدرت تعليمات للسفيرين بالعودة إلى موقعيهما، ودعا عبد اللهيان إلى إجراء محادثات.
وقالت إسلام آباد إنها ضربت قواعد لانفصاليين من جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان، في حين قالت طهران إنها استهدفت مسلحين من جماعة جيش العدل.
وتنشط الجماعات المسلحة المستهدفة في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان-بلوشستان جنوب شرق إيران. والإقليمان يشهدان اضطرابات، وغنيان بالمعادن، ويفتقران للتطور إلى حد كبير.
فرانس24/ رويترزالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج باكستان إيران باكستان إيران غارة جوية هجوم صاروخي الحرس الثوري الإيراني استخبارات العراق سوريا طائرة بدون طيار كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب مصر ساحل العاج الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم أمريكا تضغط لإقصاء حزب الله من الحكومة اللبنانية..ما السبب؟وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة".
وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له".
وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.
تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.
في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.