الأردن يصعق العراق في الوقت القاتل
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
خطف الأردن بطاقة التأهل للدور ربع النهائي عندما تجاوز نظيره العراقي بثلاثية مقابل هدفين، في لقاء مجنون ومثير جرى على استاد خليفة الدولي في الدور ثمن النهائي من البطولة. وشهدت المباراة إثارة كبيرة خصوصا في الوقت بدل الضائع، عندما قلب المنتخب الأردني تأخره بهدفين لهدف إلى فوز مسجلا هدفين في الرمق الأخير من الوقت بدل الضائع.
وبدا منتخب الأردن أكثر خطورة خلال الشوط الأول وافتتح يزن النعيمات التسجيل للأردن في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع.
ودخل العراق الشوط الثاني بضغط كبير لإدراك التعادل. وأدرك المدافع سعد ناطق التعادل للعراق في الدقيقة 68 بعد تمريرة عرضية من ركلة ركنية نفذها علي جاسم داخل منطقة الجزاء ليرتقي لها مدافع أبها السعودي بضربة رأس قوية سكنت الشباك. وخرج ناطق محمولا على محفة إذ تعرض للإصابة بعد ثلاث دقائق من تسجيله هدف التعادل.
ووضع أيمن حسين بلاده في المقدمة بالهدف الثاني في الدقيقة 76 بعدما وصلت إليه الكرة عقب إبعاد خاطئ من الدفاع ليسدد بقوة من داخل منطقة الجزاء بينما فشل الحارس في التصدي لها. وتعرض حسين، الذي سجل هدفه السادس في البطولة محتلا صدارة قائمة الهدافين حتى الآن، للطرد بعدما منحه الحكم البطاقة الصفراء الثانية بسبب احتفاله عقب الهدف.
وأنقذ حارس العراق مرماه حين تصدى لتسديدة التعمري من مدى قريب في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. لكن يزن العرب مدافع الأردن أدرك التعادل في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع بعد كرة ارتدت من الحارس ليسددها من مدى قريب في الشباك. وبينما ظن الجميع أن المباراة في طريقها لشوطين إضافيين سجل نزار الرشدان الهدف الثالث للأردن بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.
كاساس: الحكم ظلمنا
انتقد خيسوس كاساس المدير الفني لمنتخب العراق قرار حكم مباراة فريقه ضد الأردن بسبب طرده للمهاجم أيمن حسين أثناء احتفاله بتسجيله هدفا في شباك النشامى، قائلا: «لا يُعقل أن يتم طرد لاعب في مباراة ببطولة كبيرة مثل كأس آسيا بسبب الاحتفال، لاعبو الأردن أيضا فعلوا نفس الأمر في الشوط الأول ولم يفعل لهم شيئا، ولكنه أشهر الكارت الأحمر في وجه مهاجمنا بحجة إضاعة الوقت، وهو ما فعله لاعبو الأردن أيضا ولكن لم ينالوا نفس العقاب.
ورد على انتقاد الإعلام العراقي له على ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية قبل المباراة بأيام قليلة فقال: «هل خسرنا بسبب ظهوري تلفزيونيا، لقد ظهرت من قبل في برامج قبل مباريات هذا أمر طبيعي وليس السبب في وداعنا البطولة وخسارتنا».
وأكمل حديثه ليقول: «هناك بعض الأشخاص الذين يريدون استغلال نتيجة (أمس)، لإيذاء الشعب العراقي والكرة العراقية، المشكلة التي واجهتنا كانت في توقيت الطرد، لأنه تم بعد أن أنهينا كل تبديلات الفريق، ولم يعد أمامنا وقت لمعالجة هذا الأمر، أو حتى إجراء تبديلات داخل أرضية الميدان».
وأنهى حديثه قائلا: «أتحمل جزءا من مسؤولية خسارة اليوم (أمس)، جميعنا يتحمل المسؤولية، ولكن هناك سبب أهم مني في الخسارة، وهو الحكم الذي أشهر الكارت الأحمر في وجه علي حسين، بالنسبة لي الطرد هو سبب الخسارة».
حسين عموتة: فوز مستحق
يرى حسين عموتة المدير الفني لمنتخب الأردن، أن فريقه حقق إنجازا مميزا بعد الفوز على العراق في دور الستة عشر من بطولة كأس أسيا، مشددا على أنه تولى تدريب النشامى في فترة صعبة للغاية، ولكنه نجح في التأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة الأسيوية.
وأضاف: «مررنا بمرحلة انعدام ثقة في الفترة الماضية، ولكننا بدأنا في استعادة الثقة المطلوبة منذ أن بدأنا هذه البطولة، نحمد الله على الفوز لقد قدمنا مباراة كبيرة جدا، وأهنئ المنتخب العراقي على أدائه، إنه يستحق الكثير من التطوير».
وأردف عموتة قائلا: «نجحنا في التعامل مع الضغط العراقي في الشوط الثاني، نظرا لامتلاكه قوة هجومية كبيرة في هذا الخط، وصلنا إلى شباك الخصم وتعاملنا بشكل مميز، والأهم أننا نجحنا في العودة إلى المباراة سريعا وحولنا تأخرنا إلى فوز بثلاثية، وهذا يعكس القوة الذهنية التي اكتسبناها على مدار الشهور الثلاثة الماضية».بعد ان حققنا فوزا مستحقا .وعن مواجهة طاجيكستان في ربع النهائي قال: «وضعنا الأن أكثر من رائع، ونسعى لأن نثبت أننا على قدر هذه الثقة التي اكتسبناها.
التعمري: سنصل للنهائي
قال نجم المنتخب الأردني موسى التعمري، «نحن في قمة السعادة بعد الفوز بالمباراة، في سيناريو درامي مثير»، مؤكدا أن فريقه لم يهتز بعد تقدم المنتخب العراقي في النتيجة، في نهاية المباراة، وكانت ثقتنا قوية في العودة وتحقيق الفوز. وتابع أهنئ الشعب الأردني، على هذا الفوز الكبير، على العراقي الشقيق، وأقول لهم هارد لك.
وأشار التعمري إلى قوة المباراة من البداية، خاصة أن هناك من شكك في قدرات النشامي قبل اللقاء، إلا أن التوفيق كان حليفنا وحققنا فوزا مستحقا لنرد على المشككين. وشدد نجم المنتخب الأردني ومونبيليه الفرنسي، أن فريقه سيصل للمباراة النهائية إن شاء الله.
الإعلام العراقي: «المجلس» سبب خسارتنا
نشبت مشادة بين خيسوس كاساس المدير الفني للمنتخب العراقي، والإعلام العراقي خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة ورفض كاساس الإجابة على بعض أسئلة الإعلام العراقي، الذي حمله مسئولية الخسارة، ووجه إليه أسئلة لم ترضه، وترتب عليه أزمة كبيرة بين الطرفين، انتهت في النهاية بانسحاب عدد كبير من الصحفيين العراقيين من المؤتمر الصحفي بحجة عدم احترام المدير الفني للإعلام العراقي.
ووجه الإعلاميون العراقيون أصابع الاتهام إلى المدير الفني، بسبب ظهوره في أحد البرامج التلفزيوينة «برنامج المجلس « قبل مواجهة الأردن بأيام قليلة، بالإضافة إلى عدم وجود رؤية فنية وخطة واضحة للفريق، وكذلك استبعاد عدد كبير من اللاعبين، وقال الإعلاميون إن المدير الفني يستهزئ بالإعلام العراقي في عدم رده أو ردوده المقتضبة، وهذا أمر مرفوض، ليرد المدير الفني هل هذا هو دعم المنتخب ؟!
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المنتخب العراقي المنتخب الأردني موسى التعمري كأس آسيا المدیر الفنی بدل الضائع فی الدقیقة من الوقت
إقرأ أيضاً:
هل حان الوقت لخروج العراق من المحور الإيراني؟
آخر تحديث: 18 دجنبر 2024 - 9:49 صبقلم:سمير داود حنوش نشغل الشارع العراقي بتصريح مفاجئ أدلى به عضو مجمع تشخيص النظام في إيران، محسن رضائي، عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، عن وجود مخطط أميركي – إسرائيلي للهجوم على العراق عن طريق تجنيد 11 ألف إرهابي من داعش يتم تدريبهم في معسكر أميركي شمال سوريا، وإمكانية شن هجوم على الموصل أو تكريت.وزيادةً في تشتيت مصادر الفوضى، تزامن هذا الحديث مع تصريح آخر لحركة النجباء، أحد الفصائل المسلحة في العراق، عن وجود “غرفة عمليات تركية” تسعى لتخريب هذا البلد على غرار سوريا! مشيرة إلى أن بريطانيا تقود هذه الغرفة، ويؤكد هذا الفصيل أن الغرفة العملياتية تعمل من بغداد وليس من خارج الحدود. مرة أخرى يعود الحديث عن سيناريو تهديد داعش للمناطق السنية بعد أن أكدت الوقائع والأحداث أنه كان ورقة رابحة بيد الإيرانيين لإحداث فوضى في العراق من أجل إشغال القوات الأميركية وعاملاً مهما على طاولة التفاوض معهم.في حديث ربما غاب عن الذاكرة لنائب رئيس الجمهورية الأسبق، طارق الهاشمي، الذي قال بأنه سأل قائد فيلق القدس قاسم سليماني عن سبب دعم إيران لتنظيم القاعدة في عام 2007، فأجابه سليماني بأن ذلك الدعم يأتي لتأمين الأمن القومي الإيراني الذي يحتاج إلى مساعدة تنظيم القاعدة. إيران وثّق اندحارَها سقوط نظام بشار الأسد وأكذوبة شعار “سنرمي إسرائيل في البحر” بعد أن سلّمت طهران أذرعها بصفقات مشبوهة إلى الإسرائيليين بدءا من إسماعيل هنيّة إلى حسن نصرالله وانتهاءً بالأسد، حيث وجدت أن خاتمة اللعبة ستكون في العراق قبل أن تصل إلى طهران، وبذلك يتوزع الدم بين القاتل والمقتول بعيدا عن حدود “الجمهورية الإسلامية”.إيران تنسى أن سيناريو داعش أصبح مستهلكاً بعد أن فُضحت اللعبة.الغرابة في تصريح رضائي هو ذلك السكوت والصمت الغريب من الحكومة العراقية والقيادات السياسية وعدم سؤال المسؤولين الأميركيين الذين يلتقون بهم كل يوم عن صحة هذا التصريح أو حتى سؤال الجانب الإيراني عن صحة هذه المعلومة. حديث المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الذي قال “إننا لن نسمح لأميركا بأن يكون لها موطئ قدم في سوريا،” يمكن لأي مُستقرئ للأحداث أن يستنتج منه أن إيران تفكر في تكرار تجربة ما بعد 2003 حين اتفقت طهران ونظام بشار الأسد على فتح الحدود بين سوريا والعراق لتدفق الإرهابيين والسيارات المفخخة لقتل العراقيين، وربما حان الوقت لهجرة معاكسة للإرهابيين إلى الداخل السوري.هل تنسى الذاكرة عندما أراد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي تقديم شكوى ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد عام 2009 حين كان يرسل الأخير المفخخات والانتحاريين من خلال الحدود التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر بين البلدين لقتل وتفجير العراقيين والمؤسسات الحكومية في أيام سُمّيت حينها الأربعاء الدامي والخميس الدامي وكل أيام الأسبوع الدامي، نجمت عنها عشرات الجثث المتفحمة ومباني الوزارات المهدّمة، لكن إيران منعت المالكي بل وضغطت عليه من أجل السكوت والتنازل عن الشكوى. جاء التحذير الأميركي والآخر الأممي بضرورة عدم تدخل العراق في الشأن السوري وضرورة خروجه من المحور الإيراني من خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ولقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزيارتين متتاليتين بوقت قريب من قبَل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسّان، وهي زيارات تثير أكثر من علامة استفهام.البوصلة الدولية بدأت تتوجه نحو العراق من خلال قرارات يتوجّب عليه تطبيقها مثل حل الحشد الشعبي والابتعاد عن المحور الإيراني، ليبقى السؤال حائرا دون إجابة عن إمكانية أن تطبق الحكومة العراقية هذه الشروط لإبعاد شبح الحرب عن بلادها. تطور لافت ظهر على الساحة يؤشر على عمق الأزمة العراقية، حيث شهدت محافظة الأنبار حالة تمرد من منتسبي فوج طوارئ الشرطة، معظمهم من السنة، الذين رفضوا التوجه إلى الحدود مع سوريا لحماية الأراضي العراقية بالتعاون مع قوات شيعية، ذلك العصيان الذي يعكس صورة الفوضى المتزايدة في هذا البلد وشعورا متزايدا بين أبناء الطائفة السنية في العراق بعدم الرضا من السياسات الطائفية التي تسود في ظل التطورات الإقليمية التي ترجح كفة الإسلام السني بعد سقوط الأسد.خروج العراق من المستنقع الإيراني يتوجّب عليه تنفيذ شروط قاسية للابتعاد عن محور الشر، وبعكسه ستكون هذه الحكومة هي آخر منظومة من رحم النظام السياسي الحالي، حيث لا تجد أميركا صعوبة في إيجاد البديل لذلك النظام، وهو ما ستحدده الأيام القادمة وما تحمله من مفاجآت.