الباحث والمصور البيئي حمد الخليفي لـ «العرب»: عدستي بيئية .. توعوية وجمالية
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
وظَّفت هوايتي لرصد التحديات البيئية والمناظر الطبيعية الجمالية
تعاون وتشجيع من الجهات المعنية وسرعة في معالجة المخالفات التي أرصدها
اكتشفت أشجاراً دائمة الخضرة يمكن زراعتها في بيئة قطر
الإكسبو أكبر تجمع عالمي بستاني وفرصة للباحثين والطلاب
التقطت 40 ألف صورة بيئية انتقيت منها 350 فقط
باحث ومصور بيئي قطري، عمل منذ 2017 على توثيق التنوع الغني للحياة الفطرية في البلاد.
◆ في البداية ما سر اهتمامك بالبيئة ومتى بدأ هذا الاهتمام؟
■ بدأ اهتمامي البيئي في 2017، حيث كنت أتجول في أماكن البيئة القطرية وألتقط الصور للتنوع الغني للحياة الفطرية، وأن حبي لتصوير الطيور والبيئة بشكل عام جعلني أنظر نظرة مختلفة تماما تجاه البيئة، وأصبحت أهتم أكثر، وتحولت من هواية إلى مسؤولية تجاه الحياة الفطرية والطيور المقيمة والمهاجرة، لأنها مهمة جداً في التوازن البيئي، ومن هنا نما لديَّ الإحساس بوجوب التعاون لحماية البيئة التي تعد أمانة من أجدادنا الأولين، والتي يجب أن نحافظ عليها، وتطورت الأمور معي إلى بعض الملاحظات من ممارسات خاطئة أو نقص في أنواع بعض الطيور المهاجرة وغيرها. وتوسع هذا النشاط إلى البحث بشكل أعمق عن الحياة الفطرية في البلاد وانتهى المطاف بعمل أرشيف خاص للتنوع الحيوي في البيئة القطرية. واستمر هذا العمل حتى الآن حيث أجد نفسي وأنا بين الطبيعة وألتقط الصور للمناظر الجمالية والطيور والحيوانات البرية.
◆ تحدثت عن تحول الاهتمام إلى الشعور بالمسؤولية البيئية.. لماذا؟
■ خلال تجوالي في المناطق البيئية البرية والبحرية لاحظت بعض التحديات التي تواجه الحياة الفطرية والغطاء النباتي في البلاد، مثل الممارسات الخاطئة «المخالفات البيئية» التي تتسبب بالإضرار للغطاء النباتي والمناطق التي تصحرت وأماكن مخلفات الشاحنات وغيرها. ومن هنا وجدت نفسي أمام المسؤولية الشخصية تجاه البيئة التي نعيش بها، وأصبحت عدستي مخصصة للتصوير البيئي مثل مخالفات أو ممارسات تضر بالبيئة من أجل تصويبها عن طريق الجهات المعنية ولرصد جمال الطبيعة في دولة قطر وتنوعها الغني الفطري وما تشمله بيئتنا من حيوانات وطيور مميزة.
◆ كيف وجدت تعاون الجهات المعنية فيما يتعلق بالمخالفات البيئية؟
■ كان هناك تعاون وترحيب كبير بجهودي، بل وتشجيع أيضاً لاستكمال نشاطي البحثي والتصويري، حيث وجدت تعاونا من الجهات المعنية في التجاوب السريع مع المخالفات البيئية التي ترصدها عدستي، إضافة إلى تسهيل إجراءات دخول المحميات من أجل التقاط الصور لتنوع الحياة الفطرية في البلاد. ولقد أطلقت عدة مبادرات لاقت اهتمام الجهات المعنية وحصلت على شهادات شكر وتقدير من تلك الجهات.
◆ ما هي المبادرات البيئية التي أطلقتها ؟
■ لدي ما يقارب 4 مبادرات بيئية هي: مبادرة إطلاق الطيور في البيئة القطرية. وحملة توزيع خزانات الماء في بعض الأماكن البرية. ومبادرة عدسة البيئة القطرية. ومبادرة توزيع الأعشاش الصناعية، من أجل المساعدة في تكاثر طيور البيئة القطرية. وحظينا بتكريم من وزارة البيئة والتغيّر المناخي على المبادرات حيث شملت المبادرة إطلاق أكثر من ألف طائر من حمام اللفو، والقطا، وحمام كريم، وعصافير الزيبرا، والحمام الزاجل، وعصافير الفنش، بالإضافة إلى المشاركة في إطلاق مسابقة للأطفال للتوعية بالحيوانات البرية بدولة قطر، والتعريف بدورها في حفظ التنوع الحيوي والبيئي ومنها القنفذ البري، والورل، وثعبان الصحراء، واليربوع البري، والجرذي البري.
◆ كم عدد الصور البيئية التي التقطها منذ بداية هذه الهواية ؟
■ إجمالي الصور يصل إلى 40 ألف صورة تقريبا، ، حيث أنني التقط في الرحلة الواحدة مئات الصور، ومن ثم اختار الأدق والأجمل من بينها لإعتمادها كتوثيق لرحلة التصوير ولطبيعة المكان البيئي الذي ازوره، لذا أستطيع القول أنني اخترت 350 صورة فقط ،هي حصيلة السنوات الماضية وقد اختيرت من بين عشرات الوف الصور التي التقطتها. لأنني اهتم جداً بجودة الصور وزاوية التقاطها ووضوح الرسالة التي تحملها. لذا فإنني امضي ساعات في الرحلة الواحدة لكي اختار بضع صور.
◆ هل دفعك شغفك البيئي إلى انتاج او عمل مؤلفات بيئية ؟
■ صحيح. لقد أنجزت العديد من الأفلام الوثائقية لطبيعة البيئة والحياة الفطرية في دولة قطر. ولقد كان لدي تعاون مع احدى القنوات الألمانية قبيل انطلاق بطولة كأس العالم، وكذلك تعاون مع قناة الريان الفضائية، حيث قمنا بوثائقي عن الحيوانات والطيور في البيئة القطرية، وحاليا انا بصدد انتاج عمل وثائقي ضخم عن الحياة الفطرية في البلاد.
◆ ما هي الجهود التوعوية التي قمت بها للحد من المخالفات البيئية ؟
■ لقد شاركت بالعديد من المناسبات البيئية والقيت محاضرات عن التنوع الحيوي في بيئتنا مثل مشاركتي في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة في محاضرة لتعريف النشء بالحياة الفطرية في دولة قطر، وكذلك لدي تعاون مع المدارس في البلاد للتوعية وترسيخ الاهتمام البيئي لدى الطلاب.
◆ ما هي طبيعة مشاركتك في معرض إكسبو الدوحة ؟
■ في معرض إكسبو الدوحة كانت لي عدة مشاركات منها محاضرة لتعريف الزوار والنشء بالحياة الفطرية بدولة قطر، فضلا عن مبادرة اطلاق طيور السلام التي شملت أنواعا عديدها من الطيور ذكرتها سابقاً، ولقد كانت مشاركة مميزة بالنسبة لي وأضافت لي الكثير، لحجم التفاعل مع المحاضرات والمبادرات التي يستضيفها المعرض.
◆ ماذا استفدت من معرض إكسبو الدوحة ؟
■ الحقيقة انه معرض غني بالمعلومات والمعرفة ومميز جداً، واكثر ما اعجبني هناك حجم المشاركة الكبيرة من مختلف دول العالم، والتي اتاحت لي فرصة الاستفادة من خلال تبادل الخبرات مع النشطاء والخبراء البيئيين من مختلف الدول العربية والأجنبية، ولقد كان المعرض وجهة مميزة بالنسبة لي لما وجدته من خبرات ومعلومات استفيد انا شخصياً في عملي كناشط بيئي وتسهم في تطوير قدراتي، بالإضافة إلى اني شاركت خبراتي ومعلوماتي عن البيئة والحياة الفطرية في البلاد من خلال المحاضرة التي قدمتها والتي شملت معلومات كثيرة عن الحياة الفطرية وأنواع الطيور والحيوانات في البلاد.
◆ كيف تقيم معرض إكسبو الدوحة ؟
■ المعرض يعد فرصة ثمينة لطلاب المعرفة والعلم البيئي والبستاني، لأنه من النادر جداً ان يجتمع هذا العدد الكبير من الخبرات العالمية في مجال البيئة والتنمية المستدامة، فضلا عن الفعاليات وورش العمل والمحاضرات المتنوعة والعديدة والتي تكسب الناشط والباحث البيئي او الطالب معلومات كثيرة يمكن الاستفادة منها في اجراء الأبحاث والدراسات البيئية في حال تطبيقها، لا سيما وان المعرض يقام لمدة 6 اشهر، فمنذ انطلاقه وحتى ما تبقى له من وقت في بلادنا، يبقى هناك وقت كاف لتعلم المزيد من الخبرات وتطوير المهارات واكتشاف طرق حديثه لرعاية الأشجار والنباتات بمختلف أنواعها.
تحدثت عن استفادة بيئية من الإكسبو.. ما هي ؟
■ من خلال مشاركتي في المعرض وزيارتي للأجنحة المختلفة اكتشفت عدداً من أنواع الأشجار دائمة الخضرة والتي يمكن زراعتها في البيئة القطرية، وهذه احدى الفوائد التي يمكن ان يجنيها الفرد او المؤسسة المهتمة بالشأن البيئي، وهو ايضاً يعد كإرث بيئي يتركه المعرض ويمكن الاستفادة منه وتطبيقه من خلال زراعة هذه الأشجار لزيادة عمليات التشجير وتوسعة الرقعة الخضراء في البلاد.
◆ ما هي أهمية استضافة المعرض؟
■ معرض إكسبو الدوحة هو واحد من أهم المعارض والاحداث العالمية التي يتم تنظيمها، وهو ايضاً اكبر تجمع عالمي لمجتمع البستنة، لذا فهو مهم للجميع للدول والمجتمعات والمختصين وغيرهم كونه يقدم حلولا ويستعرض احدث الابتكارات والتقنيات في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وتكتسب هذه النسخة أهميتها من الشعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل» كونه يرمي إلى مستقبل اخضر في البلاد والمنطقة، كما انه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع. ويركز المعرض على الزراعة الحديثة، بما في ذلك البستنة، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسية، كما أنه ليس فقط معرضا عالميا، بل هو منصة للابتكار والاكتشاف، وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك.
◆ كيف ترى استضافة المعرض كون قطر أول دولة تستضيفه بالشرق الأوسط ؟
■ استضافة دولة قطر لهذا المعرض تمثل أهمية كبيرة، فهو يسهم في توسيع نطاق الحوار العالمي، وعرض حلول لمشاكل التصحر، وكون البيئة في المنطقة صحراوية فهو معرض مثالي لاستعراض المبادرات والمشاريع وافضل الممارسات في تخضير الصحراء، وللمعرض ايضاً تأثير كبير لتعزيز الوعي والثقافة البيئية والاستدامة لاسيما وأن فعالياته تشكل نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، كونه أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهو بلا شك حدث فريد، يحقق نجاحا مبهرا حيث ارتبط اسم قطر بالريادة في تنظيم الفعاليات والأحداث العالمية، وهناك نجاحات يؤكدها تاريخ الدولة في هذا المجال، ونرحّب بالجميع من كافة أنحاء العالم، لزيارة قطر وزيارة المعرض كونها تشكل رحلة في عالم البستنة تثري معرفة الزوار.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الحياة الفطرية البيئة البرية المخالفات البیئیة فی البیئة القطریة معرض إکسبو الدوحة الجهات المعنیة البیئیة التی دولة قطر من خلال
إقرأ أيضاً:
معرض ريشة وقضية في المركز الثقافي الملكي تضامنا مع فلسطين / صور
#سواليف
اقيم في #المركز_الثقافي_الملكي #المعرض_الفني الثاني بعنوان ” #ريشة_وقضية “، بمبادرة وإشراف الفنان التشكيلي الأردني #عمر_البدور، وتنظمه جمعية معارف مقدسية (مجد)، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. حضر الافتتاح، مندوبة عن وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، مساعدة الأمين العام لوزارة الثقافة السيدة عروبة الشمايلة. يشارك في المعرض 91 فناناً وفنانة من مختلف أنحاء العالم، واستمر لمدة يومين.
تجسد اللوحات الفنية المعروضة مشاعر القهر والتنكيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً على صمود الفلسطينيين أمام جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية، وإبراز المواقف التضامنية مع قضيتهم في المحافل الفنية العالمية.
مقالات ذات صلة عرض مسرحي عن مخاطر الزواج المبكر في اتحاد المرأة الأردنية فرع الرمثا 2024/11/18