معرض الكتاب.. مثقفون: عبدالرحمن منيف تصدى لملفات الحريات والهويات والقمع السياسي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
استضاف الصالون الثقافي في خامس أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة عن الأديب السعودي "عبدالرحمن منيف"، بحضور الدكتور صالح سالم، باحث في فلسفة اللغة، والناقد شوقي بدر يوسف، وأدارت الندوة الكاتبة سلوى بكر، التي أكدت أن "منيف" لم يكن مجرد كاتب وأديب فقط، بل إنسان صاحب رؤية وتأثير ومن أوائل الذين فتحوا ملف الحريات والهويات في الوطن العربي وذهب أيضا إلى ملف القمع السياسي.
وأشارت إلي أن الشباب الجدد قلما يتذكرون الأجيال الأقدم التي تركت بصمات هامة في الوطن العربي، منهم الراحل عبدالرحمن منيف.
بينما أوضح الدكتور صالح سالم، أن عبد الرحمن منيف كان شخصية إشكالية في أفكاره، وحدث لديه تغير في الأفكار بين الثقافة والسياسة حيث اتجه أكثر إلى الليبرالية.
وأشار "صالح" إلي أن ورقته البحثية تتحدث عن كيف ينظر منيف للثقافة والمثقف، لافتًا إلى أنه كان يريد ألا ينشغل المثقف بالسياسة قبل أن ينشغل بأفكاره، مثلما ترك العمل الحزبي وتفرغ لكتابة الروايات في مجال الفكر والسياسة العربية، وكان يركز دائما على قضية إعادة المثقف لأفكاره.
وأضاف أن «منيف» كان يرى أن السياسة تخرب الثقافة أحيانا، وسلطة الثقافة الغربية لها تأثير سلبي على الهوية العربية، كما أنه طرح مشكلة المثقف الأخلاقي، ولم يفكر في المثقف فقط من الناحية الفكرية، إنما كان يفكر فيه أيضا من ناحية أخلاقية.
وأوضح، أن عبد الرحمن منيف تشتت هويته، فهو ولد لأب سعودي، ولم يعيش في السعودية. بينما عاش بين العراق وبلاد الشام وأوروبا، وأصبحت هويته عربية متنقلة، بالإضافة إلي اهتمامه بمصطلح المثقف وشخصيته في رواياته منها رواية الأشجار واغتيال مرزوق، وغيرها.
وأكد أن كل رواياته لابد أن تجد فيها شخصية المثقف حاضرة، ولكن هناك سؤال يجب أن نطرحه وهو لماذا لم يتحدث منيف عن المثقفات النساء في رواياته، هل كان بسبب الواقع الذي يعيش فيه الذي لم يهتم بتمثيل المرأة أم بسبب الذكورية، مشيرا إلي أننا لم نجد المثقفة في كتاباته، وغابت المرأة تماما عن الأدوار المحورية والبطولة.
وعلقت الكاتبة سلوى بكر، على هذا الأمر قائلة: "المرأة العربية لديها تاريخ من النضال والعلاقة بالسلطة الحاكمة، ففي أربيعينات القرن الماضي، كانت موجودة لطيفة الزيات وجميلة بوريك وغيرها من النماذج النسائية، في فلسطين والجزائر ومصر، مؤكدة إن للمرأة العربية إسهامات حقيقة، وتتجلى أدورها على مر الزمان، موضحة أن مجتمع منيف ذكوري بما فيه هو أيضا.
وتحدث الناقد شوقي بدر، عن الرواية السياسية في حياة عبدالرحمن منيف، مشيرًا إلي أنه أضاء في الرواية السياسية العربية فضاء فسيح تناول فيه ما لم يتناوله أحد من قبله.
وأضاف: كان صاحب خصوصية روائية اهتمت بحرية الذات وبفضاء الصحراء العربية والتحول الذي حدث فيها من الثروة والنفط، وانعكاس ذلك على الثقافة والمجتمع.
وتابع: عبد الرحمن منيف كان علامة خاصة ومميزة في تجربته الإبداعية الأولى في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، التي ضمنت له الاستمرارية بالإضافة إلى أنه كان يحاول دائما البحث عن أدوات الإدانة من خلال شخصية المثقف السياسي منصور عبد السلام، ووصف تضاريس السجون العربية بلون التراب وغيرها من القضايا والممارسات اللاإنسانية التي تحدث عنها في كتاباته.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الصالون الثقافي معرض الكتاب طوفان الأقصى المزيد إلی أن
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «الصورة الأدبية» لـ مصطفى ناصف بهيئة الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصدر وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب بعنوان «الصورة الأدبية» للدكتور مصطفى ناصف، وذلك ضمن إصدارات الهيئة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المقرر انطلاقه 23 يناير المقبل تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الكتاب يتناول مقدمة و7 فصول يحمل الفصل الأول عنوان «الخيال وعلاقته بالصور»، والفصل الثاني «المعنى الأدبي والتشبيه»، والثالث «المؤثرات الروحية في بحث الاستعارة»، والرابع «نظرية الاستعارة» والخامس «الرمز في الشعر»، والسادس «الصورة في الشعر الجديد» والسابع «الصورة بين الشعر النثر».
وفي تقديمه للكتاب يقول ناصف: «تستعمل كلمة الصورة- عادة- للدلالة على كل ما له صلة بالتعبير الحسي، وتطلق أحيانًا مرادفة للاستعمال الاستعاري الحي أكثر صوابًا لأنه أوفى تحددًا ولكن المشكلة العويصة هي السؤال عن طبيعة هذا الاستعمال.
إن الاستعارة موضوع عالجه النقاد القدماء علاجًا مسفًا، أسيء فهم موضوعها ووظيفتها وعلاقتها بالشاعرية، وفي الكتاب محاولة لبيان هذا كله ولكننا هنا نكتفي بإهابة سريعة، الاستعمال الاستعاري تزدوج فيه الدلالة ولا تنفرد إن الاستعمال الاستعاري لا يخضع للدلالات المستفادة من الصورة وحدها، لقد فهم خطأ أن الاستعارة يستطاع تحديد الشكل الذي تتخذه لكن الحقيقة أن كثيرًا من المعارض يخفى فيه القرين أو المعنى الذي ترتبط به الصورة، وقد يصاحب الاستعارة حالة رمزية دون أن تكون مع ذلك رمزًا».
يُعد مصطفى ناصف من أبرز الداعين إلى تجديد مناهج النقد العربي عبر عملية جدلية تضع في حسبانها علاقة الذات العربية بكل تراثها الثقافي والفكري المتراكم، مع الآخر الغربي بكل إنتاجه الفكري والفلسفي. فكان ينظر إلى مناهج الحداثة الغربية بعين عربية فاحصة، تلتقط الصالح منها وتتجنّب كل ما يتنافى مع الخصوصية الحضارية للثقافة العربية.