العزلة الاجتماعية والوحدة، هي جائحة منطلقة (واحد من كل أربعة بالغين) ولها عواقب وخيمة على الصحة الفردية والصحة العامة من حيث معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات (30٪ زيادة في خطر الوفاة المبكرة).
من خلال اختيار المغرب، في شخص وزير الصحة والحماية الاجتماعية، لرئاسة لجنة الرابط الاجتماعي، فإن منظمة الصحة العالمية ترسل رسالتين في آن واحد.

يسلط الضوء على وباء العزلة الاجتماعية والوحدة الذي يعيشه سكان العالم، مع تسليط الضوء على النموذج المغربي وأهمية الجهود التي يبذلها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار المشاريع الملكية في مجال العدالة والتماسك الاجتماعيين.
العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة: عواقب مدمرة على الصحة البدنية والعقلية.
تظهر الدراسات بشكل متزايد أن العزلة الاجتماعية (مقياس موضوعي، كمي قابل للقياس) والوحدة (مقياس شخصي وكيفي) هي عوامل خطر على الصحة العقلية والجسدية بنفس الخطورة، إن لم تكن أكثر، من ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري والسمنة و تلوث الهواء أو حتى التدخين.
ترتبط العزلة الاجتماعية والوحدة بخطر الوفاة المبكرة بنسبة 30%. يؤدي انخفاض الدعم الاجتماعي إلى مضاعفة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، ويضاعف ثلاث مرات خطر الوفاة والإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية بعد احتشاء عضلة القلب، بشكل مستقل عن جميع عوامل الخطر الأخرى.
وفي المقابل، فإن الروابط الاجتماعية، التي توفر مصدات خلال الأوقات الصعبة، توفر انخفاضاً بنسبة 50% في خطر الوفاة المبكرة، وهو تأثير إيجابي مماثل للإقلاع عن التدخين. أظهرت دراسة أن آثار الوحدة يمكن مقارنتها بتدخين خمسة عشر سيجارة يوميا، حتى أنها تتجاوز أضرار السمنة واستهلاك الكحول بانتظام.

جائحة مستمر: جميع البلدان، جميع الأعمار.
على عكس الكثير من الافكار المسبقة الخاطئة، فإن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة لا يقتصران على كبار السن في الدول الغربية فحسب، بل يشكلان جائحة حقيقية تهم جميع الأعمار في جميع البلدان.
وفقاً لدراسة حديثة شملت 142 دولة، يشعر ربع الأشخاص بالوحدة، بما في ذلك 51% ممن تزيد أعمارهم عن 15 عاماً.
الشباب هم الأكثر ضحية: 27% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 عامًا يقولون إنهم يشعرون “بالوحدة الشديدة” أو “الوحدة إلى حد ما”، مقارنة بـ 17% لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
في حين أن غالبية الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فما فوق لا يشعرون بالوحدة على الإطلاق، فإن أقل من نصف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا يقولون الشيء نفسه.
الرؤية الملكية المغربية في دائرة الضوء.
منظمة الصحة العالمية، التي أنشأت لجنة للرابط الاجتماعي لدراسة هذا الموضوع، أوكلت الرئاسة إلى المغرب. ومن خلال دلك سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على هذه الآفة الاجتماعية بعواقبها الوخيمة على صحة الأفراد والصحة العمومية، مع تسليط الضوء على الجهود التي يبذلها المغرب، في ظل الرؤية الاجتماعية للملك محمد السادس، في مجال العدالة الاجتماعية. ويعتبر التماسك الاجتماعي والتضامن ركائز هذه العدالة. تعميم الحماية الاجتماعية، وتعميم التأمين الصحي، والتغطية الصحية الشاملة، والمنح العائلية، وحقوق المرأة، وتكنولوجيات الاتصال الجديدة وغيرها من العناصر التي تكسر العزلة الاجتماعية وتقوي الروابط الاجتماعية.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة العزلة الاجتماعیة خطر الوفاة الضوء على

إقرأ أيضاً:

المناظرة بين بايدن وترامب.. "سي إن إن" تسلط الضوء علي موقف الرجلين من عدوان الاحتلال علي غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء علي المناظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي عقدت فجر الجمعة، خاصة بشأن موقف الرجلين من عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة.

وقالت الشبكة أنه ليس هناك شك في أن ترامب سيتعامل مع عدوان الاحتلال علي غزة بشكل مختلف كثيرا عن بايدن، حيث كشف الرئيس الأمريكي السابق عن موقفه، قائلا للرئيس الأمريكي: "دع إسرائيل تنهي المهمة"، ويري ترامب أن بايدن فعل الكثير لكبح الحكومة الإسرائيلية وقصفها العسكري للفلسطينيين في غزة.

ولم يكشف ترامب ما إذا كان سيدعم دولة فلسطينية مستقلة، لكنه أصر على أن عملية "طوفان الأقصي" التي قامت بها حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي داخل إسرائيل" لم تكن لتحدث أبدا "لو كان هو في البيت الأبيض في ذلك الوقت. كما قال إن بايدن "أصبح مثل الفلسطيني، لكنهم (الفلسطينيين) لا يحبونه لأنه فلسطيني سيء." 

وتحدث الرئيس الأمريكي عن تحالف بلاده الوثيق مع إسرائيل، وأشار بشكل خاص إلى أن الولايات المتحدة "تزود إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها ومتى تحتاجها." 

كما لفت بايدن إلي الاقتراح بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تحدث عنه قبل بضعة أسابيع والذي لم يتحقق بعد. 

وقالت الشبكة أن الرئيس الأمريكي القادم، سواء كان بايدن أو ترامب، أمامه مهمة ضخمة يقوم بها في منطقة الشرق الأوسط. وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي علي غزة، حيث عندما ينتهي العدوان، سيتم استدعاء الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى للتفاوض على نوع من المسار السلمي للمضي قدما. ولكن كما أظهر أداء بايدن وترامب خلال المناظرة، لا توجد إجابات سهلة للصراع في الشرق الأوسط وسيكون من الصعب معالجة الأزمة في المنطقة.

يذكر أن العدد الإجمالي لشهداء عدوان الاحتلال علي غزة قد وصل إلى 37.658 شهيدا، و86.237 مصابا، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • منظمة التحرير الفلسطينية: الصراعات الحالية مقدمة لحرب عالمية ثالثة (فيديو)
  • دارة الملك عبدالعزيز تسلط الضوء على عام الإبل 2024 عبر برنامج «أنتمي»
  • الصحة العالمية تحذر من تفشي سلالة جديدة من جدري القرود في الكونغو الديمقراطية
  • "الصحة العالمية" تحذر من تفشي سلالة جديدة من "جدري القرود" في الكونغو الديمقراطية
  • معهد إسرائيلي يحذر من الانزلاق نحو العزلة بسبب حملات المقاطعة
  • المناظرة بين بايدن وترامب.. "سي إن إن" تسلط الضوء علي موقف الرجلين من عدوان الاحتلال علي غزة
  • منظمة الصحة العالمية: ربع سكان العالم يعانون الكسل
  • «الشرقية» تسلط الضوء على إنجازات بلدية خورفكان و«الوسطى» تتابع جهود مؤسسة «رُوّاد» التنموية
  • دراسة: نصف السكان في ست دول عربية يعانون من الخمول البدني
  • إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية في لبنان برعاية وزير الصحة