الصالون الثقافي يُحيي مئوية المفكر والأديب ميلاد حنا في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
نظم الصالون الثقافي ندوة حول الدكتور الراحل ميلاد حنا، على هامش فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك ضمن سلسلة مئويات شخصيات مصرية، بحضور الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء السابق، والكاتب الصحفي عادل حمودة، والدكتور هاني ميلاد حنا، ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة الأسبق.
قال الكاتب عادل حمودة: إن المفكر والكاتب ميلاد حنا وُلد في بيئة تميزت بصنع قطرة التسامح نهرًا كاملاً، مشيرًا إلى أهمية قبول الآخر والتعايش معه، وأشار إلى أن كتابه "الأعمدة السبع للشخصية المصرية" يبرز هذه القيم.
وخلال الندوة، أكد حمودة أن المفكر ميلاد حنا لم يغص في ميدان المقاولات على عكس البعض، رغم كفاءته في الهندسة، بل اختار التفرغ للمجال العام مع تألقه في مجاله الأساسي، وهو الهندسة.
وأوضح أن الراحل حنا، خلف إرث أدبي وإنساني يشكل بداية لرحلة مثيرة لاكتشاف أفكاره، مشيرًا إلى أنه كتب حول أزمة الإسكان وسبل حلها، وكان يتمتع بالبراعة في مهنته بوعي إنساني. وشدد على التناقض والأزمة الناشئة عن غياب الوعي الإنساني للمواهب المتميزة في مجالات مختلفة، والتي تسفر عن كوارث إنسانية.
وفي حديثه، تناول الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، علاقته بالأديب الراحل ميلاد حنا وتأثيره عليه، حيث أشار إلى أن هناك شخصيات نلتقي بها نادرًا ونستفيد كثيرًا من تواجدهم، واعتبر ميلاد حنا واحدًا من تلك الشخصيات المضيئة.
وفي السياق ذاته، ذكر اللقاء الأول بينهما في مؤتمر هندسي كبير حيث كان تخصص ميلاد حنا في الإنشاءات وتخصص عصام شرف في النقل، وتحدثا عن مشاكل حوادث النقل وأشكال الازدحام والمزاحمة. وأكد أن اللقاء الأول أعقبه تواصلاً هاتفياً، ودعاه لزيارة منزله.
وأوضح شرف أن اللقاءات اللاحقة تناولت مواضيع متنوعة، خاصة حول ثقافة الآخر والتعايش، واستعرضوا قضايا متنوعة مع التركيز على أهمية ثقافة الآخرين والتعايش كحلول للمشاكل الأساسية في المجتمع.
وأشار إلى حتمية تطبيق المشروع التنويري للدكتور ميلاد حنا، والمتمحور حول التعليم والإعلام والفنون، فالمشروع يبنى عليه الهوية الوطنية الحقيقة.
وقال، إذا كان الداخل قويا سيكون قادراً على مواجهة الخارج، وغيرها من النقاشات السريعة التي تحدثنا عنها، فلا يمكن التحدث عن العدالة الاجتماعية دون شيوع ثقافة الآخرين، وغيرها من الأمور، لافتا إلى أن كتاب الأعمدة السبعة، يعد كتاباً أسطورياً ويدٌرس.
من جانبه، قال المهندس هاني ميلاد حنا، أنه تعلق بوالده منذ صغره، ووصف نفسه بأنه كان "أب أبوه" بمعنى كلمة الأبوة والتي تحمل الكثير من المعاني. وأشار إلى أن والده حافظ على خصوصية أبنائه ومنحهم المساحة الكافية، وقال: "تعلمت الكثير من الأفكار منه، وكنت أرافقه في محاضراته حيث كنت أقود السيارة له ونتحدث كثيرًا".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض القاهرة الدولي للكتاب الصالون الثقافي طوفان الأقصى المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
وقع اختيار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين لهذا العام على شخصية العالم الجليل الدكتور عبد الله الغنيم المتخصص وأحد مؤسسي علم المخطوطات وذلك لإسهاماته وإنجازاته في مجالات البحث العلمي والثقافة.
واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه و أقربائه.
أدار الجلسة الدكتور البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.
وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.
وقال الدكتور الغنيم أن بحوثه و دراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.
وقال ان المسار الأول هو (جغرافية شبه الجزيرة العربية) والثاني (التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص) والثالث (المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا).
وأكد ان الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.
وقال انه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة. مؤكدا أن البيوت الثقافية في القاهرة خاصة بيت العلامة والمحقق المصري محمود محمد شاكر، والذي عرف بدفاعه الشرس عن الحضارة العربية الإسلامية.
فكان أول منهل ينهل منه علوم المخطوطات أثناء دراسته بجامعة القاهرة
و أشار الغنيم إلى أول بحث ينشر له وحمل عنوان (الدحلان في شبه الجزيرة العربية) وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.
و أضاف أن رسالة الماجستير كان موضوعها (الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك) مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء و المحدثون عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.
وقال أن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب (مصادر البكري ومنهجه الجغرافي) ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي (المسالك والممالك) و(معجم ما استعجم للبكري).
وعن دراسته للدكتوراه قال انه هدف إلى هدفين رئيسين اولهما (دراسة اشكال سطح الارض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري) وثانيهما (جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة).
وأشار الدكتور الغنيم إلى دراساته الميدانية الإقامة في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.
وقال أنه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.
وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم إلى جانب العلامة المصري محمود محمد شاكر أيضا علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله،
وهو الصحفي وعالم الانساب والمحقق البارع والكاتب والشاعر، كان رحمه الله عضوا فاعلا في العديد من مجامع اللغة العربية بالقاهرة وعمان ودمشق والأردن والعراق، وهو مؤسس مجلة اليمامة السعودية المتخصصة في مجال تاريخ وآداب الجزيرة العربية.
بعث للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1939 وعاد عقب اندلاع الحرب العالمية.
والمرحوم محمد رشاد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية المفهرسة وغير المفهرسة، وهو أحد أبرز العاملين بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، إذ التحق به بعد عام واحد من تأسيس المعهد بموجب قرار جامعة الدول العربية سنة 1947. وقد استمرت خدمة الأستاذ رشاد بالمعهد عبر بعثاته في جلب المخطوطات و فهرستها و إتاحتها للباحثين قرابة ثلاثة عقود.
وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.
كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا إلى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.
ويأتي اختيار الدكتور عبد الله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.
يذكر أن الدكتور عبد الله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.
وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت و ترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها من جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.
وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.