في دور الـ 16 من كأس آسيا.. قمة مرتقبة بين الأخضر وكوريا.. وأوزبكستان تلاقي تايلاند
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
هلال سلمان- جدة
تتجه الأنظار إلى استاد المدينة التعليمية، الذي يحتضن في الـ 7 مساء اليوم مباراة القمة التي تجمع منتخبنا الوطني مع نظيره الكوري الجنوبي في إحدى أقوى المواجهات بدور الـ 16 لكأس أمم آسيا 2023 المقامة في قطر.
وأجرى لاعبو الأخضر حصة تدريبية أمس على ملاعب “أسباير” بقيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، بدأت بتمارين الإحماء ثم تمارين التقوية، بعدها أجريت تقسيمة من مجموعتين على نصف الملعب، لتختتم الحصة التدريبية بتمارين الإطالة، ثم تدريبات على تسديد ركلات الترجيح؛ تحسبًا للجوء إليها في اللقاء المرتقب.
ومن المرجح أن تتكون تشكيلة الأخضر من أحمد الكسار في الحراسة، وفي الدفاع الثلاثي المكون من علي البليهي وعلي لاجامي وحسان تمبكتي، وفي الوسط سعود عبدالحميد ومحمد كنو وعبدالله الخيبري وفيصل الغامدي وناصر الدوسري، وفي الهجوم سالم الدوسري وفراس البريكان.
وكان منتخبنا الوطني قد تأهل إلى دور الـ 16 متصدرًا للمجموعة السادسة برصيد 7 نقاط، بعد فوزه على عمان 2-1، وعلى قيرغيزستان 2-0 وتعادله مع تايلاند من دون أهداف.
في المقابل، يعاني منتخب كوريا من ضعف دفاعي واضح تحت قيادة مدربه الألماني يورغن كلينسمان؛ حيث استقبل 6 أهداف في الدور الأول، ليكون الأضعف دفاعياً بين الفرق المتأهلة لدور الـ 16 متساوياً مع منتخب إندونيسيا.
ومع ذلك يرتكز منتخب كوريا الجنوبية على عدد من نجومه المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية؛ مثل كيم مين جاي مدافع بايرن ميونيخ الألماني، ولي كانغ إن صانع ألعاب باريس سان جيرمان الفرنسي، وهيونغ سون مين مهاجم توتنهام الإنجليزي.
ويتفوق الأخضر تاريخيًا على نظيره الكوري الجنوبي في بطولة كأس أمم آسيا، حيث سبق للمنتخبين أن تواجها 4 مرات من قبل، ولم يخسر فيها منتخبنا أي مباراة، بفوزه 2-1 في نسخة عام 2000 بلبنان، وتعادله في 3 مباريات، الأولى عام 1984 بنتيجة 1-1، والثانية عام 1988 من دون أهداف قبل أن يتأهل (الصقور الخضر) بركلات الترجيح 4-3، وأخيرًا عام 2007 عندما تعادل الطرفان 1-1.
أما في تاريخ اللقاءات بين الأخضر والشمشون الكوري بجميع المسابقات فقد تقابلا 19 مرة، ويتفوق المنتخب الكوري بـ 7 انتصارات مقابل 6 للأخضر، فيما حسم التعادل 6 مواجهات.
ويتأهل الفائز من هذه المواجهة لدور الـ 8 ليدخل في اختبار قوي جديد أمام منتخب أستراليا الفائز بكأس آسيا في عام 2015، الذي تجاوز إندونيسيا بسهولة بفوز عريض بـ 4 أهداف دون رد في الدور الثاني.
أوزبكستان يأمل بتجاوز تايلاند
على ملعب الجنوب، تلتقي أوزبكستان مع تايلاند في أول مواجهة بينهما في البطولة القارية.
وانتهت آخر مواجهتين بين المنتخبين لصالح أوزبكستان بنتيجة واحدة 2-0، وكان المنتخب التايلاندي أحد منتخبين لم يدخل شباكهما أي هدف في دور المجموعات، إلى جانب قطر حاملة اللقب.
صعد منتخب أوزبكستان للدور الثاني، بعد احتلال المركز الثاني في المجموعة الثانية، برصيد 5 نقاط بعد التعادل سلبًا مع سوريا، والفوز على الهند بنتيجة 3-0، ثم التعادل مع أستراليا 1-1.
فيما احتل منتخب تايلاند وصافة المجموعة السادسة، برصيد 5 نقاط بعد الفوز على قيرغيزستان بنتيجة 2-0، وتعادل سلبي مع عمان، وتعادل آخر مع السعودية بنفس النتيجة.
ويتأهل الفائز من هذه المواجهة لمقابلة الفائز من مباراة قطر مع فلسطين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كأس آسيا
إقرأ أيضاً:
متحف الحرب في سول.. ذاكرة الصراع الكوري الحية
في قلب العاصمة الكورية الجنوبية سول، يقف "متحف الحرب" شاهدا على واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الـ20: الحرب الكورية (1950-1953)، وأبرز ما يلفت انتباه الزائر قبل دخول المبنى هو الساحة الخارجية التي تضم مجموعة مذهلة من الطائرات الحربية والمدرعات والصواريخ والطائرات المروحية التي استخدمت خلال الحرب، مما يمنح الزوار تجربة بصرية ملموسة لأحداث الماضي.
افتُتح متحف الحرب في سول عام 1994 بهدف توثيق تاريخ الحروب التي مرت بها شبه الجزيرة الكورية، مع التركيز بشكل أساسي على الحرب الكورية. ويقع المتحف في منطقة يونغسان، وهو مقام على موقع كان يستخدم كمقر رئيسي للجيش الكوري الجنوبي. ويتألف المتحف من 6 قاعات رئيسية، بالإضافة إلى المعروضات الخارجية، ويضم أكثر من 13 ألف قطعة توثق جوانب مختلفة من الحروب التي خاضتها كوريا.
عند التجول في الساحة الخارجية لمتحف الحرب، يجد الزائر نفسه محاطا بترسانة من المعدات العسكرية التي استخدمت خلال الحرب الكورية. وهذه المعروضات ليست مجرد قطع حديدية جامدة، بل هي شواهد صامتة على صراع دامٍ شكّل مسار شبه الجزيرة الكورية.
اندلعت حرب الكوريتين بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت نتيجة رئيسية لها، حيث كانت كوريا مستعمرة يابانية منذ عام 1910، لكن بعد هزيمة اليابان عام 1945 تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى منطقتي نفوذ الأولى في الشمال تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي والثانية في الجنوب تحت سيطرة الولايات المتحدة.
تتوزع في الساحة طائرات مقاتلة من طراز "إف-86 سابري" (F-86 Sabre) الأميركية التي لعبت دورا رئيسيا في المعارك الجوية ضد الطائرات السوفياتية "ميغ-15" (MIG-15) التي استخدمها جيش كوريا الشمالية، كما تقف مروحيات "يو إتش-1 هيوي" (UH-1 Huey) التي كانت تُستخدم لنقل الجنود والجرحى، إلى جانب الدبابات والمدرعات التي شاركت في معارك برية حاسمة.
كانت حرب الكوريتين صراعا عسكريا بين كوريا الشمالية المدعومة من الصين والاتحاد السوفياتي، وكوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، واندلعت شرارتها عندما اجتاحت قوات كوريا الشمالية الجنوب وسرعان ما توسع النزاع ليشمل قوى دولية كبرى، وراح ضحية تلك الحرب نحو 3 ملايين شخص بينهم نحو مليوني مدني.
هذه المعروضات لا تروي فقط الجانب العسكري للحرب، بل تحمل رسائل أعمق حول آثار النزاع على كوريا الجنوبية. من خلال لوحات المعلومات المرافقة لكل قطعة، ويقدم المتحف سردا تاريخيا يُبرز كيف أثرت هذه الأسلحة على مجريات الحرب، وما التكلفة البشرية والمادية للصراع.
ويعكس العرض الخارجي للمتحف نهجا مزدوجا، فهو من جهة يُخلّد دور القوات الكورية الجنوبية وحلفائها في الدفاع عن البلاد، ومن جهة أخرى يبرز فظائع الحرب، ويذكّر بضرورة السلام. هذا التوازن يجعل المتحف ليس فقط موقعا للتاريخ العسكري، بل أيضا مكانا للتأمل في دروس الماضي.
إعلان تأثير المتحفوبالنسبة للزوار، فإن التجول بين هذه القطع العسكرية الضخمة يخلق تجربة غامرة تُشعرهم بحجم الحرب وأثرها، حيث يتيح المتحف للزوار الاقتراب من بعض المعروضات، مما يمنحهم فرصة للتفاعل المباشر مع التاريخ، كما أن كثيرا من الكوريين الجنوبيين، خاصة الطلاب، يزورون المتحف كجزء من رحلات مدرسية تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ بلادهم.
ولا تنسى كوريا دور الحلفاء الذين دعموها في تلك الحرب الدموية، حيث تجد أعلام كافة الدول التي وقفت إلى جانبها سواء تلك التي شاركت بقوات عسكرية وأرسلت معدات حربية أو تلك التي قدمت دعا طبيا ومساعدات لإعادة البناء.
أقسام المتحفإلى جانب تلك المعروضات الخارجية التي تنقل الزائر إلى غمار الحرب الكورية، يضم المتحف العديد من الأقسام الداخلية التي تروي تاريخ كوريا.
فهناك قاعة ما قبل الحرب الكورية، التي تتناول التاريخ العسكري لكوريا قبل الحرب الكورية، بما في ذلك الفترات القديمة والتطورات العسكرية التي مرت بها البلاد. وتعرض القاعة نماذج للأسلحة التقليدية المستخدمة في العصور القديمة، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على الإستراتيجيات العسكرية لكوريا.
وهناك قاعة الحرب الكورية، التي تركز على تفاصيل الحرب الكورية من بدايتها إلى نهايتها، مع تسلسل زمني للأحداث المدعوم بالصور الأصلية، ومقاطع الفيديو، والشهادات الشخصية للجنود والمدنيين الذين عايشوا الحرب. كما تعرض القاعة خرائط عسكرية توضح تحركات الجيوش المختلفة خلال المعارك الرئيسية.
وقاعة الحرب الحديثة، التي تتناول التطورات العسكرية التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية، بما في ذلك دورها في الصراعات الدولية مثل حرب فيتنام ومهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقاعة المعدات والأسلحة، التي تقدم مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات التي استخدمت في مختلف الحروب التي خاضتها كوريا، وتضم أسلحة خفيفة، ومدافع، ودبابات، بالإضافة إلى تكنولوجيا عسكرية متطورة استخدمتها القوات الكورية الجنوبية.
وهناك قاعة الأبطال والتضحيات، التي تُخلّد ذكرى الجنود والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب الكورية، وتحتوي على نصب تذكاري وقوائم بأسماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل البلاد. كما تعرض قصصا شخصية مؤثرة عن الأبطال الذين ساهموا في الدفاع عن كوريا الجنوبية.
وأخيرا هناك قاعة السلام، التي تركز على أهمية المصالحة والسلام في شبه الجزيرة الكورية، مع عرض الجهود الدبلوماسية المبذولة بين الكوريتين لإنهاء النزاع المستمر. ويتم تقديم محتويات القاعة بأسلوب تفاعلي، حيث يمكن للزوار مشاهدة خطابات لقادة سياسيين والتفاعل مع خرائط مستقبلية توضح سبل تحقيق السلام.
إعلانويبقى متحف الحرب في سول أكثر من مجرد مكان لحفظ المعدات العسكرية، فهو نافذة على تاريخ أمة عاشت صراعا مريرا، ولا تزال تداعياته قائمة حتى اليوم. والمعروضات الخارجية للطائرات والدبابات والصواريخ ليست مجرد أدوات قتال، بل رموز لذاكرة وطنية تسعى للحفاظ على الدروس المستخلصة من الماضي، لئلا تتكرر مآسي الحرب في المستقبل.