يرتبط الألم النفسي الذي يشعر به الفرد ، بمواقف وأحداث أثّرت في نفسيته ، ممّا يجعله يشعر باليأس و العجز والتدهور العام في السلامة النفسية والاجتماعية وتأثُّرعلاقاته سِلباً، ويعود هذا الألم إلى الحزن على الفقد ، أوالفشل ،أوالحدث الذي تعرّض له.
ممًا لا شك فيه أن الفرد وليد مشاعره ،حيث أن الأفراد يتأثرون بالمشاعر تأثرًا عميقًا على اختلاف ماهيتها.
والحقيقة أن هذه الأحداث المؤلمة ، يتكرّر وقوعها في حياة الجميع،فالفشل والألم ملازمان لهم،وهذا أمر طبيعي جداً ، ولكن البعض بمجرد أن يصيبهم سهم الحزن ، فإنهم يغرسونه أكثر في أنفسهم ، و لا يتخلصون منه ، بل يسهمون في زيادته إلى أن يصلوا لنقطه التلذُّذ بالحزن و مضاعفاته.
ليس هذا فحسب ، بل أنهم يستجلبون الحزن ، من خلال إستحضارهم للموقف المؤلم و التفكير فيه بعمق
شديد،وهذا سلوك مضرجدًا على صحة النفس والعقل، بسبب أن العقل يتبع سياسة المحفِّزات ، ويؤثر بشكل سريع على الصحة العامة ، كما أن تزايد وتيرة لوم الذات واردة في هذه الحالة.
على الفرد أن يعي أن اتباع المشاعر ، أمر مهم للغاية، ولكن الإتزان أمر أكثر أهمية،ذلك أن الإتزان يمنح الفرد فرصة للتحكّم بمشاعره بشكل طبيعي ، وعلى الفرد أيضًا أن يمنح لنفسه وقتًا لمشاعره ،لا أن يتجاهلها ،حتى لا تعود بشكل أقوى ، وأن لا يستجلب الحزن لنفسه، وأن يحاول أن يتغلب عليه مهّما كانت شدّته،لأنه بمجرد الإستلام له ،سيحكم على نفسه بالضعف والعجز.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أردوغان: السوريون اكتفوا من الألم.. ولن نسمح بجر سوريا مجددا لعدم الاستقرار
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على عزم بلاده عدم السماح بانجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار، لافتا إلى أن الشعب السوري اكتفى من "الألم و الظلم الحرب" طيلة 14 عاما.
وقال أردوغان في كلمة له بالافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، "نحن من أكثر الدول التي تحملت عبء الصراع وعدم الاستقرار الذي استمر 14 عامًا في بلدنا الجار سوريا، ودفعنا ثمنه".
وأضاف أنه "لا يمكننا السماح بإضاعة الفرصة التي أتيحت بعد ثورة 8 ديسمبر (تاريخ سقوط نظام الأسد) لإرساء الاستقرار الدائم، ليس فقط في سوريا، بل في منطقتنا كلها".
وشدد الرئيس التركي خلال المؤتمر، على أن بلاده "لن تغض الطرف عن انجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، موضحا أن أنقرة "لا تعتبر سلامة أراضي سوريا، واستقرارها، وأمنها أمورا منفصلة عنها".
ولفت أردوغان إلى أن الشعب السوري "اكتفى من الألم والظلم والحرب"، مضيفا أنه "يجب على من ينوون جعل إخوتنا السوريين يعيشون هذه المعاناة مجددا أن يضعوا حساباتهم بناء على ذلك".
وقال الرئيس التركي إنه "لا ينبغي لأحد أن يسيء فهم هدوئنا، وصبرنا، وموقفنا في حل القضايا عبر الحوار، أو يفسره بشكل خاطئ"، كما أكد ضرورة "ألا يدفع هدوؤنا البعض إلى أوهام خاطئة جدا"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن تركيا "في حوار وثيق وتفاهم مع الجهات الفاعلة صاحبة النفوذ بالمنطقة، لا سيما ترامب وبوتين للحفاظ على وحدة أراضي سوريا".
وتأتي تصريحات أردوغان على وقع تصاعد التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا بسبب نفوذ الأخيرة في سوريا، وهو ما انعكس بسلسلة من الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية يعتقد أن فرق استطلاع تركية تفقدتها مؤخرا، ما أدى إلى محادثات تركية إسرائيلية في أذربيجان لتفادي الصدام.
ويشارك الرئيس السوري أحمد الشرع في أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد تحت شعار "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم"، وذلك في ثاني زيارة من نوعها إلى تركيا منذ مطلع شباط /فبراير الماضي.
وأجرى الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني سلسلة من اللقاءات مع قادة وزعماء دول على هامش المنتدى الدبلوماسي، بما في ذلك الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيسة جمهورية كوسوفو السيدة فيوسا عثماني.