خبراء لـ«الاتحاد»: «الفراغ الأمني» زاد من وتيرة الإرهاب بالساحل الأفريقي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلة «الأونروا»: لن نتمكن من مواصلة خدماتنا نهاية فبراير وفد أممي يزور شمال قطاع غزةتشهد دول منطقة الساحل الأفريقي تنامياً ملحوظاً في أنشطة الجماعات الإرهابية في ظل ما تعانيه من فراغ أمني بعد خروج القوات الأممية والغربية من المنطقة، وخاصة القوات الفرنسية وإغلاق مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ما أسهم في خلق بيئة مناسبة لتعظيم نفوذ التنظيمات المتطرفة وإعادة انتشارها.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي قد قلصت حجم دعمها لدول منطقة الساحل الأفريقي «النيجر ومالي وبوركينا فاسو» على خليفة الانقلابات التي شهدتها هذه البلدان، وهو ما تسبب في فراغ أمني كبير جاء في مصلحة الجماعات الإرهابية.
وأوضحت المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، السفيرة سعاد شلبي، أن الدول الثلاث التي تقع في منطقة الساحل الأفريقي، شهدت خلال الفترة الماضية سلسلة من الانقلابات العسكرية، آخرها انقلاب النيجر، ما تسبب في توتر العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا.
وذكرت الخبيرة في الشؤون الأفريقية في تصريح لـ«الاتحاد» أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت مسرحاً لمزيد من المواجهات المسلحة وأحداث العنف بسبب تدهور الأوضاع والفراغ الأمني الذي نشأ نتيجة انسحاب القوات الفرنسية والقوات الغربية وقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام من مالي، لافتة إلى أن تنظيم داعش استغل الظروف السياسية المتدهورة والهشاشة الاقتصادية لفرض سيطرته على منطقة الساحل والصحراء الكبرى، خاصة بعد سقوطه في شمال سوريا والعراق في العام 2019.
وأوضحت الدبلوماسية المصرية أن هناك عاملاً آخر أسهم في تمدد الأنشطة الإرهابية في غرب أفريقيا يتمثل في استهداف المدنيين باعتباره تكتيكاً متعمداً لترهيب المجتمعات المحلية وإجبارها على التعاون، ما أعطى هذه التنظيمات قدرة أكبر على الاستيلاء على الأراضي وتعظيم نفوذها في مساحات كبيرة.
وبحسب مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023، فإن نشاط الجماعات الإرهابية اتجه نحو البلدان التي تواجه فراغاً أمنياً وعدم الاستقرار السياسي، وخاصة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث ارتفعت نسبة ضحايا الإرهاب في هذه المنطقة 7% لتكون أعلى من دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعة.
وبدوره، أوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، منير أديب، أن الفراغ الأمني يشكل أحد أبرز عوامل تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، ما يُنذر بخطر شديد على مستقبل القارة، بعدما أصبح بها العديد من البؤر الساخنة للعديد من جماعات العنف والتطرف التي تنمو بشكل مقلق في ظل تعدد الانقلابات وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.
وذكر أديب في تصريح لـ«الاتحاد» أن خروج القوات الأممية والغربية، وتحديداً القوات الفرنسية، من الساحل الأفريقي جعل عناصر الجماعات الإرهابية تتنقل بسهولة من منطقة إلى أخرى من دون أي مواجهة أمنية أو عسكرية، ما أسهم في تنامي نفوذ تنظيمي «داعش» و«القاعدة» بوتيرة سريعة، لا سيما في بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، ومن المتوقع أن يكون هناك انتشار أكبر وأوسع للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة خلال المرحلة القادمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منطقة الساحل الأفريقي دول الساحل مكافحة الإرهاب الجماعات الإرهابية الأمم المتحدة منطقة الساحل الأفریقی الجماعات الإرهابیة الإرهابیة فی
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن قوات كوريا الشمالية التي تؤازر روسيا؟
أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن قوات من كوريا الشمالية انتشرت في روسيا. وكانت تقارير أشارت إلى وجودهم هناك منذ عدة أشهر، والآن ثمة أدلة متزايدة على أن هناك ما يصل إلى 10 آلاف جندي يرافقهم عدد من القادة، بينهم 3 جنرالات، قد انتقلوا من كوريا الشمالية إلى مناطق سيطرة الجيش الروسي في مقاطعة كورسك جنوبي روسيا، وأنهم سيشاركون قريبا في عمليات قتالية.
وجمع الصحفي في موقع الجزيرة الإنجليزي أليكس غاتوبولوس معطيات رئيسية بشأن انتشار هذه القوات في منطقة النزاع والأسباب التي تدفع كوريا الشمالية للمشاركة في الحرب الروسية مع أوكرانيا:
قوات قليلة الخبرةلا إنكار لصلابة الجندي الكوري الشمالي، لكن قوات هذا البلد لم تخض تجربة القتال بالوسائل والأسلحة المتطورة للقرن الحادي والعشرين.
وهذا الميدان تجتمع فيه الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار والمراقبة الدائمة مع تكتيكات القتال القديمة عبر الخنادق والمدفعية بعيدة المدى. وهي خبرات تحتاج إليها كوريا الشمالية بشدة إذا أرادت أن تشن حربا على جارتها الجنوبية.
الزعيمان الكوري الشمالي (يمين) والروسي خلال لقاء جمعهما في بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي (رويترز) مكاسب كوريا الشماليةعانت الدولة الشيوعية المنعزلة من تراجع المحاصيل الزراعية في عدة مواسم متتالية وتواجه حاليا شحا في إمدادات الغذاء. كما أنها تواجه نقصا في الأموال التي تحتاجها في السوق السوداء، إذ إن الالتفاف على العقوبات الدولية باهظ التكلفة.
وتستطيع روسيا المساعدة في حل أزمات بيونغ يانغ، وذكرت تقارير أنها تدفع ما يصل إلى 2000 دولار للجندي الواحد. وهناك علاقات عسكرية وثيقة بين البلدين وقد وقعا في الآونة الأخيرة معاهدة دفاعية.
وتزود كوريا الشمالية روسيا بكميات كبيرة من ذخائر المدفعية عيار 122 مليمترا و152 مليمترا بالإضافة إلى قذائف الهاون والصواريخ التي تستخدمها الراجمات الروسية المتعددة.
واستُخدمت صواريخ كوريا الشمالية في القتال ضد أوكرانيا، لكن جودتها منخفضة. وتستطيع روسيا إرسال مستشارين تقنيين لتحسين جودة وإنتاجية تلك الصواريخ والذخائر.
مكاسب روسيااستخدمت موسكو موارد ضخمة لمواجهة التوغل الأوكراني في كورسك جنوبي روسيا، وشنّ حملتها الهجومية في دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقد نجحت في احتواء الهجوم الأوكراني على أراضيها، وصارت تتقدم في دونيتسك حيث تشن هجمات متتالية يصعب صدها على مدينة بوكروفسك.
لكن هذا كلف روسيا أثمانا باهظة، إذ تشير التقديرات إلى أن 80 ألف جندي قتلوا أو جرحوا في هذه العمليات، أي بمعدل 1200 جندي يوميا، وهي خسارة كبيرة لا تتحملها حتى روسيا.
وربما يكون المدد الكوري الشمالي هو ما تحتاجه روسيا الآن، بعد أن صارت قواتها منهكة بشدة عقب أشهر من القتال.
ماذا سيفعل الكوريون؟من المحتمل أن تستخدم روسيا القوات الكورية الشمالية في الخطوط الأمامية، مثلما دفعت في السابق بموجات من الوحدات الروسية.
وهؤلاء الجنود الذين يفتقرون للخبرة القتالية هم أصلح للانتشار في المواقع الدفاعية، ما يعني تفريغ المزيد من القوات المدربة لشنّ عمليات هجومية لاستعادة الأراضي الروسية التي انتزعتها أوكرانيا.
وهذه الغاية هي التي تدفع روسيا حاليا لحشد المشاة والمدفعية والدبابات في كورسك، استعدادا لشن هجوم معاكس جديد.
مسار الحربستودي الاستعانة بالقوات الكورية إلى تداعيات قريبة وبعيدة على مسار الحرب.
وهناك سؤالان هنا: الأول، كيف ستؤثر العملية الروسية في كورسك على مسار الحرب إذا كللت بالنجاح؟ والثاني، ماذا سيكون تأثير العنصر الكوري فيها؟.
إذا تمكنت روسيا من طرد القوات الأوكرانية حتى الحدود، فستفقد كييف ورقة تفاوضية مهمة كان بالإمكان استغلالها في المفاوضات النهائية.
كما أن هذه النتيجة قد تمكن روسيا من تفريغ عشرات الآلاف من جنودها للقتال في دونيتسك، بؤرة الحرب بأكملها، وهو ما يعني تعزيز فرصها في بسط السيطرة على هذه المقاطعة.
مخاوف أوكرانياتخشى أوكرانيا ومعها حلف الناتو أن تكون القوات الكورية الشمالية في كورسك طليعة لمزيد من القوات التي ستأتي تباعا.
وإذا اتجهت روسيا للتصعيد بالدفع بأعداد كبيرة من القوات الأجنبية إلى هذا الصراع، فما الذي سيمنع دول الناتو من الدفع بوحدات متطوعة للقتال نيابة عن أوكرانيا؟.
وتوجد حاليا أعداد صغيرة من المتطوعين الأجانب يقاتلون على كلا الجانبين. لكن فتح الباب رسميا من قبل الناتو للدفع بقوات أجنبية في هذا الصراع سيكون أمرا مختلفا تماما وسيضع الناتو والقوات الروسية في مواجهة مباشرة.
ويعني هذا أن مخاطر الحسابات الخاطئة والتصعيد المنفلت باتت واقعية جدا، حتى بالنظر إلى التطورات السياسية في الولايات المتحدة التي انتخبت دونالد ترامب رئيسا جديدا، وهو الذي تعهد خلال حملته بوضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا.