أفاد موقع TMZ بإلقاء القبض على عارضة الأزياء الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية جيجي حديد، في جزر كايمان، بدعوى حيازتها على مخدر الماريغوانا، وتم تغريمها بمبلغ مالي.

امرأة تقتحم عرض أزياء "شانيل" في باريس وعارضة الأزياء جيجي حديد تتدخل

ووفقا للموقع سافرت جيجي حديد البالغة من العمر 27 عاما إلى جزر كايمان في الـ 10 من يوليو الجاري من الولايات المتحدة على متن طائرة خاصة، وعند تفتيش حقائبها في مطار "أوين روبرتس" الدولي عثرت الجمارك على كمية صغيرة من الماريجوانا فيها.

عقب ذلك ألقت السلطات في الجزيرة القبض على حديد ورفيقها في السفر بتهمة حيازة المخدرات وأرسلا إلى مركز الاحتجاز في جزر كايمان الملكية، حيث دفعت ألف دولار ككفالة، وتم إطلاق سراحها في انتظار المحاكمة.

 

المصدر: غازيتا. رو + TMZ

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار النجوم السلطة القضائية السياحة في العالم فنانون مشاهير

إقرأ أيضاً:

خط السكة حديد العسكري بين وادي حلفا وكرمة في سنوات المهدية (1884 – 1898م) (3 -3)

خط السكة حديد العسكري بين وادي حلفا وكرمة في سنوات المهدية (1884 – 1898م) (3 -3)

The Wadi Halfa – Kerma Military Railway, 1884 – 1898 (3 -3)

Richard Hill ريتشارد هيل

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذا هو الجزء الثالث والأخير من ترجمة لأغلب ما جاء عن تاريخ إنشاء خط السكة حديد العسكري بين وادي حلفا وكرمة في عهد المهدية (1884 – 1898م)، في الفصل الثاني من كتاب المؤرخ البريطاني ريتشارد هيل "المواصلات في السودان Sudan Transport، الصادر عام 1965م (صفحات 18 – 48).

لقراءة سيرة المؤلف وترجمة الفصل الأول من هذا الكتاب، انظر الرابط https://shorturl.at/3lb2o

المترجم

***********      *************     ***********

الأسطول الإنجليزي – المصري

كانت الحملة الإنجليزية – المصرية التي قادها لورد ويلزلي Wolseley عبر النيل جنوباً في خريف وشتاء عام 1884م في محاولة فاشلة لإنقاذ الخرطوم تعتمد في بقائها حيةً على النقل النهري. وكان ضعفها البائن في جانب البواخر النهرية هو واحد من أهم أسباب فشلها العسكري. وفي نوفمبر 1884م كتب ويلزلي وهو في غاية الاستياء ما يفيد بأن "بواخر الخديوي اللعينة العتيقة لا تكف عن التعطل". وتكمن الأسباب الأخرى لفشل الحملة في التعجل الزائد والمُلِحّ لوصول الحملة للخرطوم، ولانعدام الخبرة – بشكل عام – في الإبحار في النيل.

وأُسْنِدَتْ لشركة تجارية بريطانية هي توماس كوك (Messrs. Thos.Cook & Son) عمليات نقل الجنود والمعدات والأغراض المختلفة بين أسيوط والشلال الثاني الذي يقع جنوب وادي حلفا. غير أن عمليات النقل بواسطة السفن البخارية في أعالي وادي حلفا، التي كانت تقوم بها القوات الإنجليزية – المصرية، أخفقت بصورة مزرية في مهمتها، مما ضاعف من العبء الملقي على عاتق السكة حديد العسكرية بين وادي حلفا وعكاشة. وكانت ناقلة الجند "الجيزة" التي كان بمقدورها حمل 150 رجلاً، قد سُحِبَتْ بالحبال عبر الشلال الثاني، لكنها غرقت في أول رحلة لها ضد التيار في شلال تنجور ؟Cataract of Tanjur. وكانت مجاديف قارب "ناصف الخير" الجانبية تلتف باتجاه المنبع عبر الشلالات من وادي حلفا، وكانت تعمل حتى مشارف دنقلا قبل أن تتحطم بالقرب من "الخندق" في مارس من عام 1885م. وحلت محلها الباخرة "لوتسLotus "، وهي باخرة لها عجلة مجداف واحدة في المؤخرة (sternwheeler) من صنع شركة يارو Yarrow في لندن. وكانت هي المثال الأول لكل البواخر التي اُسْتُخْدِمَتْ لاحقاً في أنهار السودان. وكانت تلك الباخرة قد بُعِثَتْ من بريطانيا على هيئة قطع منفصلة، وتم تجميعها في سمنا Semna (الواقعة على بعد 15 ميلاً جنوب وادي حلفا. المترجم). وعندما انسحب البريطانيون إلى وادي حلفا، أُغرقت تلك الباخرة في مياه عميقة بعد الشلال الثاني. وبقي الجزء الأكبر من الأسطول الإنجليزي – المصري في شمال وادي حلفا؛ وشمل ذلك قارب زنبق الماء Waterlily (الذي كان يستخدم كمُستَوصَف)، مع ناقلات أخرى مثل "أبو طليح" و"دال" و"تنجور Tanjur"، التي كانت تبحر في النيل خلف الشلال الثاني. وسيأتي دور تلك الناقلات بعد 11 عاما، حين جُرَّتْ في حملة عام 1896م عبر الصخور إلى المياه الخالية من الصخور في النيل السوداني.

وكانت وجهة النظر البريطانية تذهب إلى أن البواخر أثبتت أنها ذات فائدة عظيمة ولكن فقط إلى منطقة وادي حلفا؛ غير أن الضباط والبحارة البريطانيين بالمنطقة الواقعة جنوب وادي حلفا كانوا يفتقرون للخبرة، وكان النيل في حالة انحسار، وكانت قدرة بواخرهم على نقل الجنود والمعدات محدودة جداً. وكان على السكة حديد أن تقدم العون وتقوم بنقل ما عجزت عن نقله البواخر.

وكان الضباط والملاحون الذين يعملون في تلك البواخر قد اكتسبوا خبرة كبيرة في الملاحة النهرية في الفترة ما بين عام 1885م (عندما انسحبت القوات البريطانية والمصرية إلى وادي حلفا) وعام 1896م (عندما عادت القوتان لاحتلال مديرية دنقلا). واستفادوا كثيراً من قلة خبرتهم وفشلهم السابق في حملة عامي 1884 - 1885م.

واستعداداً لحربهم في مديرية دنقلا، شرع البريطانيون في تكوين اسطول من البواخر في وادي حلفا. ولقيت تلك البواخر، الواحدة تلو الأخرى، صعوبات جمة وعسراً شديداً في التعامل مع الشلالات، خاصة عند أوج موسم فيضان النيل في أغسطس من عام 1896م. وأفلحت في عبور الشلالات دون خسائر كبيرة القوارب المسلحة ذات العجلة الخلفية مثل "أبو طليح" و"المتمة" و"التيب el Teb" و"تاماي Tamai"، والناقلات مثل "عكاشة" و"امكا" و"دال" و"حنك" و"كجبار"، وأيضاً "الطاهرة" (التي تم الاستيلاء عليها في دنقلا عام 1890م). ورافقت تلك القوارب المسلحة والناقلات باخرتي "أليكساندر Alexander" و"زنبقة الماء Waterlily" اللتان كانتا قد سبق لهما العمل في منطقة وادي حلفا إبان حملة عامي 1884 – 1885م، والقارب الحربي سيء الحظ "التيب" الذي تحطم عند الشلال الرابع في عام 1897م، ثم طفا على السطح مرة أخرى وأعيدت تسميته "حفير"، على أمل أن يغير الاسم الجديد من حظه! ودفعت تلك الحادثة كتشنر (وهو الرجل الحريص على المال العام) لأن يكتب التالي للورد كرومر في مصر في 11 أغسطس من ذات العام: "لقد فقدت واحدة من أصغر قواربي البحرية في منطقة الشلالات. أرجو ألا تجعل أحدهم يعوضنا بقارب آخر".

وعُزِّزَتْ البواخر القديمة ببواخر ذات عجلات خلفية، جُهِّزَتْ كقوارب حربية مدرعة، وهي "الفاتح" و"الناصر" و"الظافر". وفي المرحلة النهائية من حملة عام 1898م انضمت هذه البواخر الجديدة إلى موكب من البواخر المدرعة وناقلات الجنود التي كانت تبحر ببطء ضد التيار من أتبرا إلى أم درمان بقيادة البواخر المدرعة الثلاثة ذات المسمارين المزدوجين (twin - screw): "مالك" و"شيخ" و"سلطان".

وكما حدث في عمليات البواخر البخارية الفاشلة في عامي 1884 م و1885م، فقد كانت صيانة الأسطول الإنجليزي - المصري وهو في طريقه عبر شلالات النيل في عامي 1896م و1898م تُنْفَذُ في أحواض بناء البواخر المؤقتة المقامة على خط السكة الحديدية، حيث لم تتم فيها عملية صيانة البواخر فحسب، بل كانت تُجْمَعُ فيها البواخر البخارية أيضاً. وكانت أول أحواض بناء البواخر هذه مقامةً في كوشا على خط سكة حديد وادي حلفا – كرما، حيث أُطلق منها القارب الحربي "ظافر" في عام 1896م؛ وكان الثاني في العبيدية، في الطرف الجنوبي من الشلال الخامس وعلى خط السكة الحديدية بين أبو حمد وأتبرا. ومن هنا، أُطْلِقَتْ البواخر الحربية المزدوجة الثلاثة "مالك" و"شيخ" و"سلطان" في عامي 1897م و1898م في حوض بناء البواخر المؤقت والأكثر تطوراً من كوشا.

خط السكة حديد بين سواكن وبربر

أعاد الكاتب في الفصل الثاني من كتابه (الذي نشر لأول مرة عام 1965م) ما كان قد نشره في مقال بنفس العنوان في الجزء الأول من المجلد العشرين لمجلة "السودان في رسائل ومدونات" الصادرة في عام 1937م (الصفحات 107 – 125) https://shorturl.at/atvXV . وأورد هيل في كتابه خريطة صغيرة للسكة حديد في سواكن بين عامي 1884 و1956م.

وهذه هي أهم النقاط التي وردت عن تاريخ "خط السكة حديد بين سواكن وبربر":

*****    *****   *****

1/ تُعَدُّ عملية بناء ذلك الجزء الاستثنائي من السكة الحديد، وتركه في مواجهة العدو بعد أن اكتمل تشييد عشرين ميلاً فقط منه أحد الأحداث الصغيرة في تاريخ الحملة الإنجليزية - المصرية ضد المهدي. غير أن تلك الحادثة كانت قد كبدت الخزانة البريطانية ما يقرب من مليون جنيه إسترليني. وأُثِيرَ في البرلمان البريطاني نقاش طويل وحاد بخصوص مزايا وعيوب ذلك الخط الحديدي؛ ولعل ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في إسقاط حكومة السيد غلاديستون الثانية.

2/ لم يكن مشروع بناء خط حديدي بين سواكن وأي مكان يقع على النيل بالأمر الجديد في عام 1885م. فقد زكى من قبل تلك الفكرة الكثير من الرحالة الذين سافروا عبر ذلك الطريق. وسبق أن فكرت الحكومة المصرية في تشييد خط حديدي بين سواكن وبربر، إلا أنها عدلت عن تلك الفكرة، وآثرت بناء ذلك الخط عبر وادي النيل، وذلك قبل سنوات من اندلاع التمرد (أي الحركة المهدية. المترجم) في السودان. وكانت السياسة المصرية حيال السكة حديد إبان حكم الخديوي إسماعيل واقعة تحت تأثير حقيقة أن أمر قناة السويس ليس بيد المصريين. غير أن أحداثاً سياسية جرت بعد ذلك غيرت من تلك السياسة المصرية، وجعلت لجنة حكومية مصرية توافق في عام 1883م على خطة لبناء خط حديدي بين سواكن وبربر، وذلك بعد تقويمها للخط الآخر المقترح.

3/ كان ظهور المهدية بالسودان قد أعطى لمشروع بناء ذلك الخط الحديدي دفعة قوية. وأبدت الحكومة البريطانية اهتماما خاصاً ببناء خط سكة حديد بقضبان ضيقة المقاس/ السعة (narrow gauge). واقترح الدبلوماسي البريطاني لورد ديفيرن (الذي كان في مهمة خاصة بمصر) أن يقام ذلك الخط الحديدي عبر تلال البحر الأحمر ونهر أتبرا إلى شندي مباشرةً. وكان السير صمويل بيكر (وهو صاحب خبرة سابقة في تشييد خطوط للسكة حديد في البلقان) قد اقترح إيصال ذلك الخط الحديدي المقترح إلى "شلال السبلوقة"، والذي يغدو النيل بعده قابلا للملاحة حتى قلب الاستوائية.

4/ وبلغ التمرد في السودان في بداية عام 1884م مرحلة خطيرة، جعلت من مثل تلك الاقتراحات حول خطوط السكة حديد المقترحة مجرد مناقشات "أكاديمية". وبينما كان غوردون محاصراً في الخرطوم، ظلت الإدارة المصرية تفقد تباعاً سيطرتها على باقي أجزاء السودان، بينما بقيت الحكومة البريطانية تنظر في أمر التدخل في السودان، وإدارتها الحربية وتمعن التفكير في استخدام السكة حديد وسيلةً لإنقاذ الحاميات المحاصرة. وفي العاشر من فبراير 1884م قدم أحد كبار الضباط المختصين ورقةً للحكومة يقترح فيها البدء في إنشاء خط حديدي بين سواكن وبربر؛ وذكر ذلك الضابط لاحقاً أن تكلفة تشييد ذلك الخط الحديدي بين سواكن وبربر (وإقامة محطات على الطريق يمكن حمايتها) ستصل إلى مليون وربع من الجنيهات الإسترلينية. وظلت الإدارة الحربية بالحكومة في ترددها، وطلبت من أربعة ضباط مختصين أن يقدم كل واحد منهم – بصورة منفصلة - مذكرة ضافية تشرح مزايا وعيوب تشييد خط حديدي بين سواكن وبربر للقيام بحملة انقاذ للحاميات العسكرية بالسودان. واتقفت كل تلك المذكرات على ضرورة بناء ذلك الخط بقضبان ضيقة السعة (18 بوصة). وفي الرابع من يونيو قررت الحكومة البريطانية القيام بخطوات ابتدائية لتسهيل بدء إنشاء ذلك الخط، فبعثت بمفرزة من أفراد "سلاح المهندسين الملكي" المتخصصين في المساحة وبناء الخطوط الحديدية إلى سواكن لبناء أرصفة بحرية، وتجهيز ميناء سواكن ليعمل كـ "مستودع للسكة الحديديةRailway depot  ". وسخر أحد البريطانيين المقيمين بسواكن من تلك الأرصفة البحرية التي شرعت المفرزة في تشييدها بخشب أبيض صغير رديء وغير معالج، وذكر أن تلك الأخشاب لن تعمر أكثر من 18 شهراً إن حالفهم الحظ. وظلت الحكومة البريطانية في ترددها حتى أغسطس من ذلك العام، ولم تصل لقرار نهائي بشأن إقامة ذلك الخط الحديدي، بل وأوقفت العمل الابتدائي الذي كانت تؤديه تلك المفرزة لفترة ما. وفي السادس عشر من سبتمبر تقدمت شركة من مدينة إبسويتش اسمها Ransomes & Rapier بعرض (جَريء) للحكومة البريطانية لبناء ذلك الخط الحديدي وتزويده بمجموعة قاطرات (وابورات) سكك حديدية صغيرة الحجم Rolling stock غير أن الحكومة – لأسباب غير معلومة على وجه التحديد - رفضت ذلك العرض.

5/ وبعد انقضاء أشهر الصيف، بُدِئَ بوادي حلفا في تجميع حملة انقاذ للخرطوم بقيادة الضابط الكبير قارنت ولسيلي (Garnet Wolseley) ؛ وعانت تلك الحملة عناءً شديدا لتبلغ (صحراء) بيوضة وهي في طريقها للمتمة للوصول للبواخر التي أرسلها غوردون، وقد كاد الوقت أن ينفد. ولم تنس الحكومة البريطانية مشروع الخط الحديدي بين سواكن وبربر. فقد أعاد تقدم "حملة إنقاذ الخرطوم" نحو العاصمة الأهمية لذلك المشروع، بحسبانه سلاحاً استراتيجيا في تلك الحملة. غير أن ولسيلي أبرق وهو في كورتي أحد كبار المسؤولين البريطانيين قائلاً بأن إنشاء ذلك الخط الحديدي لن يكون له أي تأثير مباشر على مجريات الحرب.

لم تُعَرْ الحكومة البريطانية أي اهتمام لرأي ولسيلي، ومضت قُدُماً في سبيل إنجاز ذلك الخط الحديدي. وقام الرائد كوك في 21 يناير بتقديم ملخص وافٍ عن المعلومات المتوفرة عن امدادات المياه على طول مسار المشروع. وتوسع نطاق أهداف المشروع بعد أن سقطت / فُتِحَتْ الخرطوم في 26 يناير. فقد كان الهدف السابق هو إنقاذ غوردون؛ أما وقد سقطت الخرطوم، فقد صار الهدف هو القضاء علي المهدي ونظامه. وتم التخطيط لحركة مُتَقَارِبةconverging  على بربر من اتجاه دنقلا وسواكن. وفي العاشر من فبراير اقترح وزير الحربية اللورد هارتينقتون على ولسيلي أن يعيد النظر في مشروع السكة حديد وأن يعده وسيلةً لتأمين المواصلات والاتصالات ولجلب البواخر النهرية والمدافع الثقيلة. ووافق وسيلي في اليوم التالي على ذلك المقترح، بعد أن علم – فيما يبدو - أن الحكومة كانت قد أبرمت عقداً مع شركة لبناء ذلك الخط الحديدي، وطالب بالشروع فوراً في العمل لبنائه. وكان الهدف في الأصل هو تشييد خط سكة حديد ضيق المقاس بعمالة هندية يشرف عليها ضباط من قوات سلاح المهندسين الهندية.

6/ كان لإسناد مشروع إقامة خط سكة حديد بين سواكن وبربر إلى الهند مزايا عديدة. فلم يكن يومها لدى الحكومة البريطانية ما يكفي من عمال السكة حديد للقيام بتنفيذ العمل المطلوب بالسودان، وأن الأمر يتطلب تكليف مقاول، ويستطيع المقاول فرض شروطه على الحكومة (ويقال إن بناء خط سكة حديد هو من أشق الأعمال في العالم. المترجم). وكانت بالهند أعداد كبيرة من المهندسين والعمالة المنظمة والمدربة، وكانت بها أيضاً كميات ضخمة من القضبان ذات المقاس الضيق، وكثير من "القاطرات الصغيرة". وقدر مراسل جريدة بومباي Bombay Gazette بأن بمقدور الهند إكمال بناء ذلك الخط في غضون ثلاثة أشهر. وفي يوم 16 فبراير نشرت الصحف البريطانية أن شركة Lucas & Arid of Great George St, Westminster هي من ستتولى بناء ذلك الخط الحديدي. وتم التوقيع على العقد (إن صحت التسمية) بين الحكومة وتلك الشركة في السادس من مارس، بعد عدة أيام من مغادرة أول سفينة تحمل معدات تلك الشركة متجهة إلى سواكن. وكان من شروط ذلك "العقد" أن تلتزم الشركة بتشييد خط سكة حديد مفرد، بمقاس قضبان مقداره 4 أقدام و8.5 بوصات، من سواكن إلى بربر. وكان من المقرر منذ العام الماضي أن تشيد فرقة المهندسين الملكية امتداداً لذلك الخط الحديدي (بمقاس مقداره 18 بوصة) حول مدينة سواكن. وكان الاتفاق بين تلك الشركة والحكومة على أساس عمولة بنسبة 2٪، مع ريع إضافي (bonus)، ويتولى ممثل للحكومة (هو الجنرال جيرالد جراهام، القائد الميداني في سواكن) الاشراف العام على المشروع، بينما يقوم وكلاء الشركة بمتابعة تفاصيل العمل وتقدمه. وكان على الجنرال جراهام إرسال تقرير أسبوعي عن تقدم العمل في المشروع إلى وزارة الحربية في لندن. وكان من المفترض أن يكون العمل مقسما على مراحل، طول كل واحد منها خمسين ميلاً.

7/ أثارت أخبار البدء في ذلك المشروع مشاعر الفرح عند الرأي العام البريطاني وصحافته. فقد استيقظ أخيرا جدا ضمير غلاديستون وأنصاره، وحان الوقت للانتقام لمقتل غوردون. (ذكر الكاتب هنا العديد من مقتطفات من الصحف البريطانية تعبر عن الفرح والزهو بذلك "الإنجاز". وجلب أيضا آراء قلة متشائمة تنبأت بفشل المشروع، وبأنه سيعمل على خراب مدن وادي النيل بتحويله لطرق التجارة، وسيشجع حدوث انزلاق عالمي إلى البربرية. وأصدرت جمعية السلام The Peace Society (4) بيانا احتجاجيا على إطالة أمد الحرب. المترجم).

8/ قررت حكومة الليبراليين، مخالفةً لرغبتها، إرسال حملة أخرى إلى سواكن لفتح الاتصالات مع المناطق النيلية، ولحماية العاملين في بناء خط سواكن – بربر. وبدأت قوات سواكن الميدانية في التجمع بين شهري يناير ومارس من عام 1885م، ووصل قائدها الجنرال جراهام في 12 مارس. ووجدت تلك القوات أن مرفأ سواكن ليس كافياً لمختلف أنواع السفن التي تجمعت فيه، وكان بعضها كبير الحجم ويحمل معدات السكة حديد الثقيلة وطوافات (pontoons) وكشافات إضاءة وصنادل وحرف محلية مختلفة الأشكال والاحجام. وشرعت قوات سواكن الميدانية في العمل على الفور، ودخلت في سلسلة من المناوشات لطرد القوات المعادية بعيداً عن مسار السكة حديد الجديد.

9/ كانت الحكومة البريطانية ترى أنه ينبغي استخدام قضبان ذات مقاس يبلغ 4 أقدام و8.5 بوصات (وهو المقاس المعياري البريطاني)، بينما كان وليسلي يؤمن بأن المقاس الذي استخدم بسهولة في الهند (وكان يبلغ متراً واحدا) هو الذي ينبغي استخدامه في السودان أيضاً. وظل وليسلي على قناعة بأن قضبان السكة حديد التي ستوضع في قطار سواكن – بربر ستكون من المقاس الضيق – كما أقترح هو -. وأبرق وليسلي اللورد هارتينقتون وزير الحربية يخبره بموافقته على البدء في إنشاء الخط الحديدي بتلك المواصفات. غير أنه أدرك بعد مرور 8 أيام بأن الخط سيقام بقضبان ذات مقاس يبلغ 4 أقدام و8.5 بوصات، فسارع بإرسال برقية غاضبة أزعجت الحكومة كثيراً ذكر فيها إن إقامة الخط الحديدي بغير ما أقترحه هو، يُعد خطأً كبيراً ...". وبقي اللورد هارتينقتون حائراً، وأتصل بالشركة التي تبني الخط، فطمأنته بأن العمل بقضبان ذات مقاس معياري سوف يكتمل بنفس السرعة التي كان سيكتمل بها لو كانت القضبان أقل مقاساً، بل سيكون أكثر أماناً للقطارات وهي تصعد وتهبط عبر التلال. أما الأهم من كل ذلك، فإن الشركة لم يكن لديها أصلاً مخزون من القضبان ذات المقاس الأقل! وأبرق اللورد هارتينقتون وليسلي في سواكن بما حصل عليه من معلومات، ورد الأخير بأنه لا يصدق حرفاً مما قالته الشركة. ولزيادة تعقيدات الموقف طلب وليسلي أن تُعْطَى الأولوية لمد خط السكة حديد من وادي حلفا جنوباً إذ أن كل القوات والعتاد والمؤن لحملة الخريف القادم ستُنقل عبر ذلك المسار. شعر اللورد هارتينقتون بالحرج من نزوات وتقلب وليسلي، وصارحه برأيه فيه. وكانت وزارة الخزانة قد صادقت سلفاً بميزانية قدرها مليونين من الجنيهات الإسترلينية لإنشاء خط للسكة حديد بين سواكن وبربر، وكانت الحكومة قد التزمت بما تعهدت به وشحنت لسواكن قضبانا يبلغ طولها خمسين ميلاً، وكمية كبيرة من المعدات. وليس بالإمكان إعادتها إلى إنجلترا، وليس بمقدور الحكومة التراجع الآن (أورد الكاتب هنا نصوص بعض المكاتبات البرقية الحادة بين وليسلي (في كورتي يوم 6 مارس) وبين اللورد هارتينقتون في لندن بخصوص جدوى تغيير مقاس قضبان الخط الحديدي، وتكلفته المالية، والموعد المأمول لإكماله. المترجم). وعلى الرغم من ذلك مضت عمليات التحضير قُدُماً باستخدام القضبان ذات المقاس المعياري. ولم تكن الحكومة تأبه لنوعية المواد التي جلبتها الشركة المنفذة إلى سواكن، بل وأثيرت الكثير من الشكوك في البرلمان من أن الشركة جلبت لسواكن مواداً قديمة مستهلكة من بعض الشركات القديمة، ومن أرصفة تيلبوري (وهو الميناء الرئيس في لندن، ويقع على نهر تميس في مقاطعة إسيكس. المترجم). واشتكى العاملون بسواكن من وجود الكثير من المواد عديمة النفع فيما اُسْتُورِدَ من لندن (مثل مسامير مربعة يفترض أن تُرْبَط في فتحات مستديرة). وأشتكى العاملون بسواكن لاحقاً من عدم رضاهم عن أداء القاطرات الصغيرة التي جُلِبَت من لندن، وذلك لضعفها، وعدم قدرتها على حمل أثقال تزيد عن خمسين طناً.

10/ كان وكلاء الشركات التي تعاقدت معها الحكومة البريطانية يظنون أنه سيكون من السهل عليهم تشغيل عمال سودانيين كُثر في ذلك المشروع. غير أنهم فوجئوا بصدمة غير متوقعة عندما اكتشفوا عدم وجود أي عمالة محلية تستحق الذكر. فقد كان رجال البجا، الذين كانوا يشتغلون في الأوقات العادية بأعمال يدوية متنوعة (مثل نقل الإمدادات وأعمال الحفر) قد حملوا السلاح ضدنا. وتفهم المسؤولون ذلك الموقف فأسرعوا بمطالبة وزارة الحربية بجلب نحو 4,000 من الحمالين الهنود، الذين وُصِفُوا بأنهم ثقات "يمكن الاعتماد عليهم في العمل ببلاد معادية".

لقد كان تشغيل المقاولين البريطانيين لرجال البحرية البريطانية يعتمد على طبيعة "المغامرة" التي سيدخلون فيها. وتم بالفعل تعيين 750 بحاراً بريطانيا في تلك المهمة بسواكن (تناول الكاتب بتفصيل شديد ما مُنِحَ لكل واحد من أولئك البحارة من ملابس "صحية" عديدة تتناسب مع طقس سواكن، شملت – للعجب – ربطة عنق حريرية. المترجم). وكان كل بحار يحصل على راتب يومي يبلغ 12 شلن، إضافة لوجبات طعام مقننة (تشمل مشروب البيرة) مجاناً. وتم إسكانهم بأكواخ في مجموعات صغيرة، وخصص لهم كوخ كبير لاستخدامه نادياً. ومع تقدم الخط الحديدي كانوا يعيشون في خيام نُصِبَتْ في معسكر عند نهاية الخط. ورغم أن أولئك البحارة كانوا قد مُنحوا أزياءً مكونة من العديد من القطع، إلا أن الواحد منهم كان يشاهد في أيام العطلة (الأسبوعية) وهو يجول في سواكن مرتدياً قبعة صلبة سوداء مستديرة  (bowler hat) ، ويضع بين أسنانه غليونا طينياً مكسوراً. وكان ذلك شيئاً جديداً في أفريقيا. لقد كانت تلك تجربة جريئة، ولكنها فشلت. وأشتكى ضابط من أولئك البحارة وأتهمهم بالكسل وعدم الانضباط والأنانية وكثرة التشكّي، وبأن عددهم يفوق حاجة العمل. وكان يأمل في أن يدفع إخفاق تلك التجربة وزارة الحربية لترسل لهم فيلقاً متخصصا في إقامة خط للسكة الحديد. وأشتكى ضابط آخر من أن العمال الهنود لا يؤدون عملهم بصورة جيدة عندما يتولى مراقبتهم أولئك البحارة (الكسالى)؛ ولا يفهم واحد منهم لغة الآخر، وأن البحارة اعتادوا على السكر وافتعال المشاجرات.

11/ كانت تقديرات تقدم العمل بخط السكة حديد في البدء تفرط في الثقة والتفاؤل؛ إذ كان من المأمول أن يتقدم الخط 25 ميلاً في الأسبوع. وبدأ العمل في تركيب القضبان يوم 13 مارس، أي في نفس يوم وصول الجنرال جيرالد جراهام إلى سواكن. وبعد أسبوع واحد كان الخط قد عبر الجسر من المستودع إلى البر الرئيسي، وكان يقترب من موقع التحصينات الخارجية. وتوقف العمل في تشييد الخط عند تلك النقطة إلى حين احتلال الجيش لهندوب. وفي الأول من أبريل اُسْتُؤْنِفَ العمل مرة أخرى واتجه نحو التلال. وكان الطقس حينها ما زال لطيفاً بصورة معقولة، وكانت روح التفاؤل ما زالت حيةً في النفوس. وقدر مسؤول بالحكومة البريطانية أن يبلغ الخط منطقة أرياب عند نهاية شهر يوليو. غير أن الأمور لم تسر كما كان الجيش البريطاني يؤمل. فقد أنسحب العاملون في إنشاء الخط بسبب تعرضهم لغارة من العدو. وبعد فترة بدأ العمل مرة أخرى، وبلغ الخط المحطة الأولى في 11 أبريل. وحضر الجنرال جيرالد جراهام لتفقد العمل في ذلك اليوم. وبعد يوم 13 أبريل صار الخط يتقدم ميلاً واحداً كل يوم. غير أن قوات العدو هاجمت في يوم 16 أبريل رصيف المحطة الأولى ونظام التحكم في الإشارات  signal boxبها. وفي ذلك التاريخ كان العمل في الخط قد امتد لنحو 8 أميال، وبحلول يوم 25 أبريل تم الانتهاء من مد 15.5 ميلاً في ذلك الخط؛ وكانوا على بعد ثلاثة أميال من المحطة التالية في "أوتو /أوطو "Otao غير أن العدو قام في ليلة 29 أبريل بالهجوم على خط السكة حديد وأحرق عدداً من عربات الركاب. ورغم ذلك استمر العمل في صباح اليوم التالي. وأشتكى الجنرال جراهام من عدم تحسب وكلاء الشركات المنفذة للمشروع لمثل تلك الأحداث، وهم يعيشون في رغد على ظهر سفينة راسية في سواكن. وفي يوم 30 أبريل بلغ الخط أوتو /أوطو، على بعد 18.75 ميلا، وما زال أمامهم 200 ميلا لبلوغ بربر.

12/ ظل الوضع العسكري بالمنطقة متقلباً، إذ أن تكتيكات العدو كانت تتسم بعنصري المفاجأة والخداع. فلمجرد أنه كان بوسع المرء أن يصل حتى منطقة تامبوك Tambouk فإن هذا لا يعني أن العدو قد تخلى عن القتال. وجعل وجود العدو الذي كان يشن "حرب عصابات" من الضروري على قوات الحكومة تسيير حراسات منتظمة على خط السكة حديد، وحراسة كل محطة بعدد كبير من الجنود. وبحلول الثلاثين من أبريل أفلح أفراد سلاح المهندسين الملكي في بناء قطار مدرع صغير يقوم بالتحرك ليلاً لحراسة الخط الحديدي. وفي الخامس من مايو قام عدد من أفراد العدو بمهاجمة الخط بين سنكات وهندوب، وخربوا قطار الركاب وقطعوا أسلاك التلغراف. وقام هؤلاء في ليل يوم 24 مايو بإزالة القضبان بين هندوب وأتاوو. وشَنُّوا لاحقاً بعض الغارات على القطار وهو يسير، من دون إحداث إصابات في صفوف البريطانيين.

وأبلغت وزارة الحربية البريطانية الجنرال جراهام بأن عليه إيقاف تقدمه في إنشاء الطريق بعد منطقة أرياب Ariab   إلى حين إكمال السيطرة على مدينة بربر، وأن عليه ترك جميع المعدات والمواد اللازمة لتشييد ما تبقى من خط حديدي إلى بربر (وقدره 120 ميلاً)، حتى يعتدل الطقس قليلاً للزحف النهائي نحو النهر. غير أن ذلك الأمر تغير عندما لم تسقط بربر في أيدي البريطانيين، وكان من اللازم تأجيل حملة النيل. وانشغلت وزارة الحربية في لندن بطموحات/ أطماع الروس فيما وراء الحدود مع الهند. وبناءً على ذلك قررت الحكومة البريطانية تقليل خسائرها، وإيقاف مشروع السكك الحديدية فيه، وأن تهجر السودان وكل ما يتعلق به. وكان وليسلي قد تلقى برقية من اللورد هارتينقتون يقترح عليه فيها الانسحاب التدريجي من سواكن، وتأجيل أمر إنشاء خط سكة حديد بها يمتد من سواكن إلى بربر. وأعقب ذلك ببرقية أخرى بعد 24 ساعة أكد فيها على ضرورة الانسحاب. وفي يوم 20 أبريل أعلن اللورد هارتينقتون للبرلمان نية الحكومة البريطانية الانسحاب من حرب السودان، غير أنه ترك أمر خط السكة حديد معلقاً. وفي يوم 22 أبريل بلغ الخبر سكان سواكن، ففرح السكان عدا التجار الشوام والمقاولين المحليين (من الباطن). وزعم تاجر إغريقي اسمه قريفاس Grivas كان يحتكر بيع البيرة في سواكن بأنه قد خسر ما يقارب 10000 من الجنيهات الإسترلينية نتيجة لانخفاض الأسعار الذي أعقب ورود تلك الأنباء. وتنفس الجنود البريطانيون الصعداء لأنهم سوف ينقلون للقتال في مناطق باردة بجبال أفغانستان.

13/ سيجد الزائر إلى سواكن بعض آثار تلك المغامرة الفريدة التي سعى فيها البريطانيون لإنشاء خط حديدي. ولن يجد الزائر سوى أكوام من الحديد الصدئ على ما يعرف بـ "جزيرة المكثف؟ Condenser Island "، وهو كل ما بقي من مخازن السكة حديد والأرصفة البحرية (5). وتقود بقايا الضفة التي أقيمت عليها السكك الحديدية من الجسر عبر شجيرات السهل الساحلي إلى مناطق هاندوب وأوتو /أوطو. وما نُقِشَ على صخرة تخليدا لصابون بيرز PEARS' SOAP (6) يُعد تكريما للعمال البريطانيين الذين ساعدوا في بناء ذلك الخط.

لم يتبق هنا سوى القليل من الذكرى، لما غدا بِالكاد "فشلاً بطولياً".

*********** ********* ************

إحالات مرجعية

1/ اُنْظُرْ قصة بناء خط السكة حديد عبر الصحراء في هذا الرابط  https://shorturl.at/jryX3

2/ مقتطفات من كتاب "الدم والحديد والذهب: كيف غيرت السكة حديد العالم" https://shorturl.at/sBQ68

3/ اُنْظُرْ مقال "تراجع سواكن في القرن العشرين" بالرابط: . https://rb.gy/b87d4y

4/ ظهرت حركة السلام الأولى في بريطانيا رداً على الحروب النابليونية وشارك فيها دعاة السلام ورافضو العنف pacifists بين عامي 1816 – 1870م . https://shorturl.at/abN07

5/ يمكن النظر في هذه الخريطة في هذين الرابطين: https://shorturl.at/dlzF6 و https://shorturl.at/emnrA

6/ صابون شهير بِيعَ لأول مرة في لندن عام 1806م، تجد تاريخ ظهوره في هذا الرابط: https://shorturl.at/drCK5

 

alibadreldin@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • خط السكة حديد العسكري بين وادي حلفا وكرمة في سنوات المهدية (1884 – 1898م) (3 -3)
  • الفرق كبير.. عارضة أزياء ترتدي فستان جميلة عوض بـJoy Awards
  • مهيرة عبد العزيز تكسر قواعد أزياء ركوب الخيل بالتنورة القصيرة – صورة
  • هتخلي شعرك يقع .. المشروبات الغازية وأكلات شهيرة تسبب تساقطه
  • الثوابتة: سنضرب بيد من حديد كل من يعبث بالأمن وبالنظام العام في غزة
  • أزياء السيدات من رنين.كوم
  • عارضات الأزياء حول العالم يتنافسن على لقب الأجمل (صور)
  • إطلالات بين الكلاسيكية والكارثية.. خبيرا موضة يقيمان أزياء نجمات Joy Awards
  • تحذير للسائقين من «تريند» خطير على تيك توك.. عادة شهيرة تُعرضك للخطر
  • حبس طليق إعلامية شهيرة نصب على أفشة لاعب الأهلي في 13 مليون جنيه