دراسة جديدة تكشف إن القمر يتقلص و يتفتت بشكل نشط
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
يناير 29, 2024آخر تحديث: يناير 29, 2024
المستقلة/- كشفت دراسة جديدة أن القمر يتقلص تدريجيا، مما يؤدي إلى عدد متزايد من الانهيارات الأرضية التي قد تهدد رواد الفضاء في المستقبل.
و فقد القمر ما يصل إلى 100 متر من محيطه خلال مئات الملايين من السنين الماضية بسبب برودة مركزه.
و الانكماش يتسبب في تشوه سطحي كبير في أجزاء من القطب الجنوبي للقمر, بما في ذلك المناطق المقترحة لهبوط مركبة أرتميس 3 المأهولة التابعة لناسا، حسبما يقول باحثون من جامعة ميريلاند.
و بما أن تقلص القمر يصاحبه نشاط زلزالي مثل الزلازل القمرية، فإن العلماء يحذرون من أن المواقع القريبة من مناطق الصدع يمكن أن تشكل مخاطر على المستكشفين البشريين في المستقبل.
و قال توماس واترز، المؤلف المشارك في الدراسة من المتحف الوطني للطيران و الفضاء: “إن التوزيع العالمي لصدوع الدفع الناشئة، و قدرتها على أن تكون نشطة و إمكانية تشكيل صدوع دفع جديدة من الانكماش العالمي المستمر، ينبغي أخذها في الاعتبار عند التخطيط لموقع و استقرار البؤر الاستيطانية الدائمة على القمر”.
و في الدراسة الجديدة، ربط الباحثون الصدوع الموجودة في المنطقة القطبية الجنوبية للقمر بواحدة من أقوى الزلازل القمرية التي سجلتها أجهزة قياس الزلازل أبولو منذ أكثر من 50 عامًا.
و وجدوا أن بعض مناطق القطب الجنوبي للقمر كانت معرضة بشكل خاص للانهيارات الأرضية الناجمة عن الهزات الزلزالية.
و يقول العلماء إن الزلازل القمرية تنتج عن عيوب في باطن القمر، و يمكن أن تكون قوية بما يكفي لتدمير الهياكل و المعدات التي صنعها الإنسان على سطح القمر.
و لكن على عكس الزلازل، التي تستمر لبضع ثوان فقط، يمكن أن تستمر الزلازل القمرية لساعات، مما يعني أن هذه الزلازل الضحلة يمكن أن تدمر المستوطنات البشرية في المستقبل.
و ذلك لأن القمر يحتوي على رواسب فضفاضة على سطحه تشكلت من مليارات السنين من اصطدام الكويكبات و المذنبات.
و قال نيكولاس شمير، مؤلف آخر للدراسة: “يمكنك أن تفكر بأن سطح القمر جاف و مطحون بالحصى و الغبار. على مدى مليارات السنين، تعرض السطح لأصطدام للكويكبات و المذنبات، مع طرد الشظايا الزاوية الناتجة باستمرار من الاصطدامات”.
“و نتيجة لذلك، يمكن أن يتراوح حجم المادة السطحية المُعاد صياغتها من حجم ميكرون إلى حجم صخرة، و لكن جميعها مدمجة بشكل فضفاض للغاية. و أوضح الدكتور شمير أن الرواسب الفضفاضة تجعل من الممكن جدًا حدوث الاهتزازات و الانهيارات الأرضية.
و تأمل وكالة ناسا إطلاق أول رحلة مأهولة إلى القمر منذ أكثر من خمسة عقود كجزء من مهمات أرتميس في أواخر عام 2024. و مع تطور الخطط لتأسيس وجود طويل الأمد على سطح القمر في نهاية المطاف، يأمل الباحثون في توسيع نطاق القمر بشكل أكبر لتحديد المزيد من المواقع التي قد تكون خطرة على الاستكشاف البشري.
و قال الدكتور شمير: “يساعدنا هذا العمل في الاستعداد لما ينتظرنا على القمر، سواء كان ذلك هياكل هندسية يمكنها تحمل النشاط الزلزالي القمري بشكل أفضل أو حماية الناس من المناطق الخطرة حقًا”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الزلازل القمریة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع القلب أن يعالج نفسه؟ دراسة جديدة تؤيد ذلك
توصلت دراسة حديثة إلى أن عضلة القلب يمكن أن تتجدد، الأمر الذي قد يوفر سبلا وطرقا جديدة لعلاج قصور عضلة القلب (المسمى أيضا فشل القلب)، وربما الشفاء منه في يوم من الأيام.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب بجامعة أريزونا- مركز سارفر للقلب في توسون، في الولايات المتحدة، ونشرت في مجلة الدورة الدموية (Circulation)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وفحص الباحثون مرضى قلب خضعوا لزراعة قلب اصطناعي، ووجدوا أن خلايا عضلات القلب لدى جزء منهم (ربع المرضى فقط) قد تجددت، وهو أمر قد يكون ناتجا عن إتاحة الفرصة لها للراحة عبر قيام القلب الاصطناعي بعبء ضخ الدم، مما يشير إلى أن هذه الراحة قد تكون مفيدة لخلايا عضلة القلب.
تقسم العضلات إلى 3 أقسام، العضلات الهيكلية مثل عضلات الساق والساعد، والعضلات الملساء التي في جدران القناة الهضمية، وعضلات القلب. من المعروف أن العضلات الهيكلية تتمتع بقدرة كبيرة على التجدد بعد الإصابة، في المقابل عند حدوث إصابة في عضلة القلب، فإنها لا تتجدد مرة أخرى. ولا يمكن تجديد واسترجاع عضلة القلب.
في حين أن الدراسة الجديدة تقدم دليلا أنه يمكن لعضلات القلب التجدد.
أقوى دليل
قال قائد الدراسة الدكتور هشام صادق، مدير مركز سارفر للقلب ورئيس قسم أمراض القلب في كلية الطب بجامعة أريزونا، إن "هذه النتيجة هي أقوى دليل لدينا حتى الآن في ما يخص قدرة خلايا عضلة القلب البشرية على التجدد، وهو أمر مثير للاهتمام حقا، فهو يعزز فكرة وجود قدرة جوهرية للقلب البشري على التجدد. كما يدعم بقوة الفرضية القائلة بأن عدم قدرة عضلة القلب على الراحة هو السبب الرئيسي لعدم قدرة خلاياه على التجدد بعد الولادة بفترة وجيزة. قد يكون من الممكن استهداف المسارات الجزيئية المشاركة في انقسام الخلايا لتحسين قدرة القلب على التجدد".
إعلانالخطوة التالية، يريد من خلالها الدكتور صادق معرفة سبب تجدد الخلايا في ربع المرضى فقط. وقال: "ما زال سبب استجابة بعض المرضى دون استجابة البعض الآخر غير واضح، أما الأمر المؤكد فهو قدرة خلايا عضلات القلب على التجديد عند الذين يستجيبون. وما يجب التركيز عليه الآن هو تحديد كيفية جعل الجميع مستجيبين، لأن تحقيق ذلك يعني إمكانية علاج قصور القلب".
ماذا نعرف عن قصور القلب؟
قصور القلب حالة يصبح فيها القلب عاجزا عن ضخ كمية من الدم تلبي حاجة الجسم، وذلك وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة. وتنتج هذه الحالة عن الإجهاد الإضافي الناجم عن الظروف الصحية التي تلحق الضرر بالقلب أو تجعله يعمل بجهد أكبر من اللازم.
يمكن أن تساهم بعض عوامل المتعلقة بنمط الحياة مثل التدخين، وزيادة الوزن، وتناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول، وقلة النشاط البدني في الإصابة بقصور القلب. كما يمكن لبعض الحالات المرضية أن تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض مثل ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، أو وجود أي مانع يقاوم حركة الدم في القلب، مثل وجود مشكلة في الصمامات، أو تعرض الشخص لجلطات قلبية سابقة.
وقصور القلب حالة مزمنة تزداد سوءا مع مرور الوقت، ولا يوجد علاج شاف لهذه الحالة، ويهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض وتأخير تفاقم الحالة. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يؤثر قصور القلب على ما يقارب 26 مليون شخص حول العالم، ويزداد انتشاره كل عام.
ورغم دور الأدوية في إبطاء تطور قصور القلب، فإنه مرض غير قابل للشفاء. والعلاج الوحيد للحالة المتقدمة لقصور القلب، بخلاف عملية زراعة القلب، هو زراعة قلب اصطناعي.
يعتبر القلب الاصطناعي علاجا للمرضى الذين يعانون من قصور القلب المتقدم ويمكن استخدامه كعلاج مؤقت حتى يتم زراعة قلب للمريض، وقد يستخدم كعلاج مدى الحياة.
إعلان