يمانيون:
2025-03-10@07:03:10 GMT

اليمن.. الجبهة المثيرة للفزع الأمريكي

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

اليمن.. الجبهة المثيرة للفزع الأمريكي

يمانيون – متابعات
“جاهزون لأي خيارات عسكرية إذا تدخلت أمريكا بشكل مباشر في العدوان على فلسطين” إنذار أطلقه زعيم حركة أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي بعد أيام من بدء عملية طوفان الأقصى، وثمة من لم يأخذ الكلام على محمل الجد، نتيجة الجهل والاستهتار بالقوة العقائدية والعسكرية والبشرية التي يملكها اليمن.

اليمن تدخل الحرب

تستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات كيان الاحتلال الصهيوني، إذ يمر 98% من تجارته الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتسهم التجارة عبر البحر الأحمر ب34.6% في اقتصاده، وذلك وفق وزارة المالية التابعة للكيان.

أكدت حركة أنصار الله في بيان أن قواتها “مستمرة في منع كل السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء”.

ولمّا لم تكف الولايات المتحدة عن مساندة كيان الاحتلال وتقديم كل أشكال الدعم له، إضافة إلى عدم استجابة الكيان للمطلب اليمني بفك الحصار وإدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، كان لا بد لليمن من الدخول بشكل مباشر في الحرب، فبدأت بفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، ومنع السفن المتجهة إليه من إكمال طريقها أو إيصال أي شيء عبر الممرات التي تتحكم بها اليمن، وكذلك استهدفت نقاطا حيوية في الداخل الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى.

وهاجمت كذلك سفنا متجهة إلى الكيان بالطائرات المسيرة والصواريخ، ومنها “يونيتي إكسبلورر” و”نمبر 9″، التابعتان للكيان، وسفينة شحن بريطانيّة تابعة للأمن البحري، بالإضافة إلى إيقاف سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا.

إن الإجراءات اليمنية ضد الكيان أخذت طابعا تصعيديا في اليمن، بعدما انتقلت من حالة الاستهداف بالصواريخ والمسيرات عن بعد إلى حالة استهداف السفن في البحر الأحمر، والاحتجاز، إذ إن حركة أنصار الله تمتلك مخزونا من الصواريخ المضادة للسفن، ما يجعلها قادرة على تهديد أي سفينة تعبر في مضيق باب المندب الذي يمر عبر الساحل اليمني، حسب تحليل سابق نشرته “الإيكونوميست”، في الرابع من ديسمبر.

مصادر داخل كيان الاحتلال تؤكد أن تلك التهديدات باتت تؤثر على الداخل الصهيوني، ومع استمرار حالة الحصار والتهديد بالاستهداف من الممكن أن ينعكس الأمر على أسعار السلع ليس فقط في الكيان بل في أوروبا ومناطق أخرى.

لكن أنصار الله تعهدوا بمواصلة الهجمات حتى يوقف الكيان الصهيوني عدوانه في غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأمريكية إذا أصبحت الحركة نفسها هدفا.

وفي 9 يناير 2024 قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن قوات تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا أسقطت 21 طائرة مسيرة وصاروخا أطلقتها الحركة اليمنية على جنوب البحر الأحمر باتجاه الممرات البحرية الدولية.

محاولات الردع الأمريكية

رغم أن واشنطن لا ترى أنها “في حالة صراع” مع حركة أنصار الله إلا أن في جون فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في الثامن من ديسمبر 2023 قال “إننا نعمل على حماية المنطقة والملاحة وتواجدنا العسكري”، وكذلك متحدث البنتاغون باتريك رايدر خرج ليؤكد بعد شهر أن أمريكا ليست ضعيفة حيال التهديدات في البحر الأحمر، إذ إن هناك عواقب للهجمات في البحر الأحمر وإنه ينبغي أخذ التصريحات الأمريكية بالخصوص على محمل الجد.

وما كان منها إلا الدعوة إلى عمل دولي مشترك ضد اليمنيين من خلال القوات البحرية المشتركة، إذ أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 تشكيل قوة مهام بحرية تضم عددا من الدول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، لمواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

وفي 12 يناير 2024 قصفت قوات أمريكية وبريطانية، الأراضي اليمنية، باستخدام سفن حربية مختلفة وطائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك، ومن بينها 4 مقاتلات بريطانية من طراز “تايفون”.

يبدو أن التهديدات الأمريكية لن تثني اليمنيين عن المضي في تلك الحرب ضد العدوان والظلم، إذ شنّت حركة أنصار الله أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بكيان الاحتلال أو متّجهة إلى موانئه، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

وكان آخرها استهدافهم سفينة أمريكية كانت تقدّم الدعم لكيان الاحتلال، مستخدمين أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخاً فوق البحر الأحمر، أسقطتها القوات الأمريكية والبريطانية، في ما وصفته لندن بأنه “أكبر هجوم يُنفّذ منذ بدء حرب غزة.

وقبل ساعات على هذه الضربات، أكد زعيم أنصار الله أن “أي اعتداء أمريكي لن يكون أبداً من دون رد، ولن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيراً بأكثر من 24 طائرة مسيرة وبعدّة صواريخ، بل أكبر من ذلك”.

وشهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، خروجا مليونياً استثنائياً هو الأوسع، في مسيرة بعنوان “تحالف حماية السفن الإسرائيلية لا يرهبنا”، إذ رددت السيول البشرية الكبيرة والاستثنائية، المتدفقة إلى ميدان السبعين شعبيا ورسميا، هتافات الغضب تجاه العدوان الصهيوني المستمر على غزة، وهتافات التضامن مع حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين المحتلة.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية واليمنية وشعارات الصرخة في وجه المستكبرين، مؤكدين جاهزية واستعداد أبناء شعبنا اليمني للتضحية بالمال والروح فداء للأقصى ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم.

أما الخبراء الاقتصاديون والسياسيون فيتحدثون لوسائل الإعلام، بأن تجنب السفن مسار البحر الأحمر لصالح طريق رأس الرجاء الصالح، سيؤدي إلى رفع تكلفة الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى بنسب تصل إلى 30 في المئة، ويتوقعون ارتفاعا في الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 10 إلى 15 في المئة، إذا توقف الشحن عبر ممر قناة السويس خلال الأسابيع القليلة القادمة.

-الوقت التحليلي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر حرکة أنصار الله

إقرأ أيضاً:

الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي

يمانيون../
يشكل البحر الأحمر مصدر قلق دائم للكيان الصهيوني منذ وجوده على الأراضي الفلسطينية سنة 1948م.

ما يدل على ذلك هي التصريحات للمسؤولين الصهاينة عن أهمية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، حيث تقول غولدا مائير “وزيرة خارجية” الكيان آنذاك في خطاب لها أمام الأمم المتحدة في 1 مارس 1957م: “إن حرية الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر هي مصلحة قومية حيوية بالنسبة لهم”.

في عام 1949م، تمكن “جيش” العدو الإسرائيلي من احتلال منطقة أم الرشراش، ليصبح للكيان بعد ذلك منفذ على البحر الأحمر، وأعطاه هذا مرونة التحرك التجاري والاقتصادي باتجاه البحر العربي والمحيط الهندي، لا سيما بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر والأردن، والاطمئنان الصهيوني من أن خليج العقبة ومضايق تيران وقناة السويس لم تعد تشكل للكيان أي عوائق.

وخلال تجارب سابقة، مثل إغلاق الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر أهم النكبات لاقتصاد العدو، وظل مضيق باب المندب من أهم نقاط الضعف الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي، والتي سببت له الكثير من الخسائر، وظل تعرض الخطوط الملاحية لـ”إسرائيل” في المياه الدولية في البحر الأحمر من أهم الهواجس التي تثير القلق لدى الإسرائيليين.

جاءت الصفعة غير المتوقعة لـ”إسرائيل” من خلال تفعيل مضيق باب المندب، وتم استخدامه لحصار السفن الإسرائيلية في مناسبات استثنائية، لكنها شكلت قلقاً وهاجساً للصهاينة، منها، قيام جبهة التحرير الفلسطينية بتنفيذ عملية فدائية في مضيق باب المندب، عندما ضرب زورق مسلح بمدفع بازوكا تابع لجبهة التحرير الفلسطينية ناقلة النفطة الليبيرية (كورال سي)، والمؤجرة لنقل النفط إلى “إسرائيل”، وأثارت هذه العملية قلق الكيان، لأن نصف احتياجات “إسرائيل” تقريبا من النفط كانت تصله بواسطة سفن قادمة من إيران عبر مضيق باب المندب إلى ميناء “ايلات”، وقد عمد الكيان الصهيوني بعد هذه الحادثة إلى تسليح ناقلات النفط العائدة إليه، وصرح قائد القوات البحرية الإسرائيلية آنذاك قائلاً: “إن سيطرة مصر على قناة السويس لا يضع بين يديها سوى مفتاح واحد فقط في البحر الأحمر، أما المفتاح الثاني (يقصد به مضيق باب المندب) والأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية سيكون بين أيدينا” أي في يد “إسرائيل”.

عملية الحصار الثانية على الكيان الصهيوني كانت في حرب أكتوبر سنة 1973م، حيث تم منع وصول النفط إلى ميناء “ايلات” عبر مضيق باب المندب، وتسبب في حرمان “إسرائيل” من الاتصال بشرق أفريقيا وجنوبها وجنوب شرق آسيا، ما سبب لها أضراراً اقتصادية.

وخلال تلك الحرب القصيرة قال ما يسمى وزير الدفاع الإسرائيلي (موشي دايان) في حديث لصحيفة إسرائيلية: “كنا نتوقع المصريين في خليج العقبة، فإذا بهم يظهرون في باب المندب. بعد انتهاء الحرب سنعمل بكل قوتنا لتدويل هذا الممر أو احتلاله”.

وبالفعل تحرك الكيان الصهيوني، بكل ما يملك، محاولاً أن يكون له نفوذ في البحر الأحمر، والسيطرة على مضيق باب المندب، وحاول السيطرة على بعض الجزر التي تقع عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر سواء عن طريق الاحتلال أو الشراء أو الاستئجار، والتي من أهمها جزر الساحل الإرتيري (دهلك وحالب وفاطمة وسنشيان ودميرا) وجزر الساحل اليمني (زقر، وحنيش الصغرى والكبرى وبريم الواقعة في مدخل باب المندب).

كما أقام العدو الإسرائيلي نقاط مراقبة بحرية على الجزر التي يراها مناسبة للإشراف على حركة الملاحة في البحر الأحمر على طول الخط الملاحي الممتد من باب المندب إلى ميناء “إيلات”، وحاول كذلك إنشاء قواعد عسكرية جوية وبحرية في جنوب البحر الأحمر، ليستطيع الكيان الصهيوني الانطلاق منها وفرض سيادته على مياه البحر الأحمر وسمائه.

وظلت أطماع الكيان على مدى سنوات مضت في احتلال جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى اليمنية، كما ينوي الكيان الصهيوني احتلال جزيرة زقر الشاهقة الارتفاع (650 متر فوق مستوى سطح البحر) لإقامة قاعدة للرادار عليها.

وظهرت المخاوف الإسرائيلية إلى العلن بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م، إذ عبر الكثير من المسؤولين الصهاينة عن تخوفهم وقلقهم من هذه الثورة على حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ففي خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي في 4 مارس 2015م قال: “حزب الله والحوثيون يمثلان تهديداً صارخاً لأمن واستقرار إسرائيل”، وقد جاء هذا التصريح قبل الإعلان عن تشكيل تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية بـ 23 يوماً فقط.

وفي تصريح آخر لنتنياهو يقول: “نحن نشعر بقلق عميق لما يحدث في اليمن من سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة من البلاد، واستمرار تقدمهم باتجاه مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية الكبرى من حيث التحكم بمرور نفط العالم”.

من خلال ما سبق، تتضح لنا أهمية البحر الأحمر بالنسبة للاستراتيجية الإسرائيلية، وأن إغلاق الملاحة البحرية الصهيونية في هذا الممر المائي المهم، يعني إشعال حرب، فالكيان المؤقت لا يتحمل الحصار، ولديه في هذا الجانب تجربة مريرة مع الحصار اليمني للكيان في معركة “طوفان الأقصى”، والذي كان الحصار الأكبر والأطول والأشد قساوة على الإسرائيليين، وفشلت أمريكا عن طريق “تحالف الازدهار” في رفع الحصار اليمني على العدو الإسرائيلي.

ولهذا، فإن إعلان السيد القائد عبد الملك الحوثي عن مهلة 4 أيام لرفع الحصار عن قطاع غزة، ما لم فسيتم استئناف عملياتنا في البحر الأحمر ضد العدو الإسرائيلي، يأتي من موقع قوة، وليس للاستعراض الإعلامي، أو لكسب المواقف السياسية، فالجميع يعرفون أن تهديدات اليمن واقعية وجادة.

ويأتي التهديد اليمني في الموقع الحساس للعدو الإسرائيلي، فالكيان يدرك جيداً ما معنى فرض حصار عليه في البحر الأحمر، وهو لا يطيق مثل هذا الإجراء، ولذلك من غير المستبعد أن يستجيب العدو لهذا التهديد، ويبادر إلى إدخال المساعدات تحت أي مبرر، لأن اليمن يمتلك ورقة ضغط قوية جداً ذات حساسية لدى العدو الإسرائيلي.

أما إذا فضل العدو الخيار الثاني، فإن التداعيات والعواقب ستكون وخيمة، وهي أيضاً ستمهد لحرب إقليمية ستكون أوسع وأشد ضراوة من ذي قبل، لا سيما وأن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تريد أن تسير الأحداث بهذا الاتجاه، وهي مغامرة ستكون مكلفة كثيراً على الأمريكيين والإسرائيليين.

أحمد داود

مقالات مشابهة

  • اليمن بين موقفين
  • برلماني مصري سابق: اليمن أقوى جبهات الإسناد لغزة
  • الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • أرض الصومال قاعدة الكيان في الحرب ضد اليمن
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • بعد تهديدات صنعاء.. مصير غامض لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بقرار السيد القائد إمهال العدو الصهيوني 4 أيام
  • روسيا تحذر من تباعات التصنيف الأمريكي لحركة أنصار الله
  • أول رد روسي على قرار التصنيف الأمريكي